أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الياس خليل نصرالله - التَّلاقُحُ بَيْنَ اللُّغَاتِ















المزيد.....



التَّلاقُحُ بَيْنَ اللُّغَاتِ


الياس خليل نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 14:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لَا تَخْلُو لُغَةٌ مِنْ كُلِّ لُغاتِ العالَمِ مِنْ كَلِماتٍ أَجْنَبيَّةٍ دَخيلَةٍ عَلَيْهَا ، والْأَسْبابُ لِذَلِكَ كَثيرَةٌ وَمُتَعَدِّدَةٌ ، أَهَمُّها : تَجاوُرُ الشُّعوبِ وَتَعامُلُها وَاحْتِكاكاتُها المُتَبادَلَةُ مَعَ بَعْضِها البَعْضِ مِنْ خِلالِ التِّجارَةِ وَالتَّرْحَالِ والدّينِ والثَّقافَةِ وَالعُلُومِ والزَّواجِ والْحُروبِ بَيْنَ غالِبٍ وَمَغْلوبٍ .
وَيَتَطَرَّقُ ابْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسيُّ لِتَأْثيرِ الِاحْتِلالِ عَلَى اللُّغَةِ بِقَوْلِهِ : "إِن اللُّغَةَ يَسْقُطُ ا كَثُرَها بِسُقُوطِ دَوْلَةِ ا هَلْها وَدُخولُ غَيْرِهِمْ عَلَيْهُمْ فِي مَساكِنِهِمْ أَوْ تَنْقُلُهُمْ عَنْ دِيَارِهِمْ". إِذَنْ لَيْسَ مِنْ الغَريبِ أَنْ نَجِدَ أَنَّ اللُّغَةَ العَرَبيَّةَ احْتَكَّتْ تَارِيخِيًّا وَعَلَى جَميعِ الأَصْعِدَةِ، مَعَ شُعوبٍ وَأَقْوامٍ كَثُرٍ ، قَدْ يَصْعُبُ تَعْدَادُهُمْ وَحَصْرُ تَسْمياتِهِمْ ، وَمِنْهُمْ عَلَى سَبيلِ المِثَالِ: اَلْسّومَريّونَ، اَلْأَكْدَيونَ بِفَرْعيْهُمَا البابِليِّ وَالْآشُورِيِّ، آراميّونَ، كُلْدانُ ، فِلَسْطِينِيُّونَ {قَبائِلُ بُولِيسْتَا} عَبْرانيّونَ، كَنْعانيّونَ وَفِينِيقِيُونَ، أَحْباشٌ، فَراعِنَةُ (لُغَةٌ قِبْطيَّةٌ)، فُرْسٌ، أَتْراكٌ، مَماليكُ أَكْرادٍ، يونانيّونَ، رُومَانْ، أَمازيغ، إِنْكِلِيزْ، فَرَنْسِيُّونَ، اُسْبانُ، رَوَمْ، أَرْمَنُ، هُنودٌ، وَغَيْرُهُمْ. لِذَا نَجِدُ فِي اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ مِنْ عُصورٍ قَديمَةِ كَلِماتٍ مِنْ لُغاتِ الشُّعوبِ المُجاوِرَةِ ، كَاَلْفارِسيَّةِ والسُّرْيانيَّةِ والْيونانيَّةِ، بِتَأْثِيرِ عَوامِلَ مُتَعَدِّدَةٍ، أَبْرَزُها كَوْنُ العَرَبيَّةِ مَصْدَرُها اللُّغَةُ الْبُرُوتُوُّ ساميَةُ (السّاميَةُ الأُمُّ القَديمَةُ) وَبِتَأْثيرِ التِّجارَةِ والدّيانَةِ وَسَيْطَرَةِ الإِمْبِراطوريَّةِ العَرَبيَّةِ عَلَى مِساحاتٍ شاسِعَةٍ وَشُعوبٍ مُخْتَلِفَةٍ. أَضِفْ لِهَذَا بَقاء أَجْهِزَةِ الإِدارَةِ فِي مِصْرُ وَسُورْيَا والْعِراقُ وَفارِسٌ تُدارُ بِلُغَةِ شُعوبِها لِفَتْرَةٍ طَويلَةٍ {وَمَعَ تَعْرِيبِهَا نَقَلَتْ مُصْطَلَحاتٌ كَثيرَةٌ مِنْ اَلسُّرْيانيَّةِ والْقِبْطيَّةِ والْفارِسيَّةِ والْيونانيَّةِ}. وَلَا يُمْكِنُنَا فِي هَذَا المِضْمَارِ إِغْفالُ التَّأْثيرِ العَميقِ لِحَرَكَةِ التَّرْجَمَةِ والْفِكْرِ، وَبِشَكْلٍ خاصٍّ مِنْ اليونانيَّةِ والْفارِسيَّةِ، وَالَّتِي أَدَّتْ لِدُخُولِ كَلِماتٍ وَمُصْطَلَحاتٍ مِنْ هَذِهِ اللُّغَاتِ إِلَى العَرَبيَّةِ. وَمِمَّا يَسْتَحِقُّ الذَّكَرُ أَنَّه قَبْلَ الإِسْلامِ تَأَثَّرَتْ العَرَبيَّةُ بِاللُّغَةِ السّاميَةِ الأُمِّ ، والْفارِسيَّةِ والْيونانيَّةِ وَاَلْلاتينيَّةِ وَلُغاتٍ أُخْرَى. وَدَخَلَتْ العَرَبيَّةُ بِشَكْلٍ مَلْموسٍ مُفْرَداتٍ مِنْ اللُّغَةِ الفارِسيَّةِ، بِسَبَبِ تَحَوَّلِ الكَثيرِ مِنْ الفَرَسِ إِلَى الإِسْلامِ وَمُشارَكَتِهِمْ الفَعّالَةِ فِي الحُكْمِ العَبّاسيِّ وَإِدارَةِ شُؤونِ الدَّوْلَةِ والْفِكْرِ والْأَدَبِ، فَمِن الطَّبيعيِّ أَنْ يُساهِمَ كُلُّ ذَلِكَ إِضافَةً إِلَى عَوامِلَ أُخْرَى لَا مُتَّسَعَ لِذِكْرِهَا هُنَا لِتَأَثُّرَ الحَضارَةِ العَرَبيَّةِ بِالْحَضَارَةِ الفارِسيَّةِ فِي كافَّةِ المَجَالَاتِ.
وَيَجِبُ التَّأْكيدُ أَنَّ سَيْرورَةَ النَّقْلِ هَذِهِ قَدْ بَدَأَتْ قَبْلَ الإِسْلامِ. كَذَلِكَ نَجِدُ فِي العَرَبيَّةِ مُفْرَداتٍ وَمُصْطَلَحاتٍ تُرْكيَّةً، بِسَبَبِ هَيْمَنَةِ اَلِاحْتِلالِ العُثْمانيِّ عَلَى الدّوَلِ العَرَبيَّةِ، لِخَمْسَةِ قُرُونٍ، طَغَى فِيهَا التَّجْهيلُ، الِاسْتِغْلالِ وَنَهْبِ المَوَارِدِ. أَضِفْ إِلَيْهَا كُلَّ المُحاوَلاتِ اَلَّتِي بَذَلَها العُثْمَانِيُّونَ فِي سَبيلِ تَتْريكِ العَرَبِ لُغَةً وَمُجْتَمَعًا. وَمَعْلُومٌ أَيْضًا أَنَّ الكَثيرَ مِنْ الطَّبَقَاتِ العُلْيَا وَخَاصَّةً الإِفْنَديَّةَ وَطَبَقَةَ المُوَظَّفِينَ والطَّبَقَةَ الغَنيَّةَ والْحاكِمَةَ المُسْتَفيدَةَ مِنْ الِاحْتِلالِ (هَذِهِ ظاهِرَةٌ نَجِدُهَا فِي كُلِّ احْتِلالٍ وَاسْتِعْمارٍ)، تَفاخَرَتْ بِتَكَلَّمِها لُغَةُ المُحْتَلِّ وَمُحاوَلَتَها اقْتِباسَ شَخْصيَّةِ وَثَقافَةِ المُحْتَلِّ بِسَلْبيّاتِها وَإيْجَابِيَاتِهَا، اَنْ وَجَدَتْ. وَيَنْسَحِبُ هَذَا بِدُونِ أَدْنَى شَكٍّ ، عَلَى كُلِّ مَراحِلِ خُضوعِ وَطَنِنَا لِقوَى اسْتِعْماريَّةٍ. وَهَذَا مَا يُؤَكِّدُهُ ابْنُ خَلْدونَ: "الشُّعوبُ المَغْلُوبَةُ تَتَأَثَّرُ بِحَضارَةِ الشُّعوبِ الغالِبَةِ"، وَحَتَّمًا أَغْلَبُ التَّأَثُّرِ سَيَكُونُ مِنْ خِلالِ اللُّغَةِ، "وَلَا يُسْتَثْني مِنْ هَذِهِ الظّاهِرَةِ ايْ مُحْتَلٍّ، لِيَبْقَى تَبايُنُ التَّأْثيرِ بَيْنَ مُحْتَلٍّ وَآخَرَ، مُدَّةَ حِكَمِهِ، وَسِيَاسَتِهِ اَلَّتِي يُطَبِّقُها عَلَى الشَّعْبِ المَقْهورِ، والْأَهْدافِ اَلَّتِي يُخَطِّطُ لِتَحْقِيقِهَا." وَعَلَيْهُ فَالْعَلَاقَةُ بَيْنَ اللُّغَةِ والْمُجْتَمَعِ ، عُضْويَّةٌ وَمُتَرابِطَةٌ، ومُتَلاقِحَةٌ، وَمَنوطُ نُموِّها أَوْ نُّكوصِها بِطابَعِ مُجْتَمَعِهَا. فَتَغَيُّرُ المُجْتَمَعُ يَحْمِلُ مَعَهُ التَّغَيُّراتِ الفِعْليَّةَ، وَالَّتِي هِيَ نِتاجٌ لِواقِعٍ مُعَيَّنٍ بِكُلِّ مُرَكَّباتِهِ وَتَشْكيلاتِهِ وَظِلالِهِ. لِذَا يَكونُ المُحَرِّكُ لِتَطَوُّرِها حاجَةَ اَلْمُجْتَمَعِ والدَّوْلَةِ لِاسْتِعْمالِها، إِذَا هِيَ مَلِكَةٌ تَكْتَسِبُ مِنْ خِلالِ الواقِعِ وَالفَضَاءِ اَلَّذِي تَعايُشَهُ.

وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اللُّغَةَ عِبارَةٌ عَنْ كائِنٍ حَيٍّ يَنْمو وَيَتَرَعْرَعُ إِذَا مَا تَوَفَّرَتْ لَهُ عَوامِلُ الِاسْتِمْرارِ وَاَلْدَيْمومَةِ، فَعِنْدَمَا يَتَطَوَّرُ المُجْتَمَعُ حَضَارِيًّا وَإِنْتاجيًّا تَتَطَوَّرُ اللُّغَةُ والْعَكْسُ صَحيحٌ. وَصَدَقَ مِنْ وَصْفِ اللُّغَةِ بِأَنَّهَا تُشْبِهُ اَلْكائِنَ اَلْحَيَّ تَموتُ مِنْهُ خَلَايَا قَديمَةٌ، وَتَحْيًا فِيه خَلَايَا جَديدَةٌ. وَمِن المُؤَكَّدِ أَنَّ اللُّغَةَ ظاهِرَةٌ إِنْسانيَّةٌ أَفْرَزَهَا المُجْتَمَعُ البَشَريُّ، وَتَخْضَعُ جَدَليًّا لِخَصائِصِهِ، وَخَاصَّةً التَّبادُلَ المُسْتَديمَ بَيْنَ المادّيِّ والْفِكْريِّ. أَمَّا فِي عَصْرِنا الحاضِرِ فَهُنَاكَ مَجْموعَةٌ مِنْ الكَلِماتِ الأَجْنَبيَّةِ اَلَّتِي غَزَتْ لُغَتِنا نَتيجَةَ الِاسْتِعْمارِ وَاَلْبُرْجوازيَّةِ الْكُومْبِرَادُورْيَّةِ {طَبَقَةَ البورْجوازيَّةِ وَالَّتِي سُرْعانَ مَا تَتَحالَفُ مَعَ رَأْسِ الْمَالِ الأَجْنَبيِّ تَحْقِيقًا لِمَصَالِحِهَا وَالِاسْتِيلَاءِ عَلَى السّوقِ الوَطَنيَّة، وَأَصْلُ الكَلِمَةِ بُرْتُغالي وَتَعْنِي المُشْتَري.} المُرْتَبِطَةَ بِهِ، وَلِاسْتِمْرارِ الدّوَلِ العَرَبيَّةِ بَعْدَ اسْتِقْلالِها بِالتَّبَعِيَّةِ لَها. وَمَا زَالَ تَأْثيرُ ذَلِكَ مُهَيْمِنًا حَتَّى عَصْرِنا، فِي السّياسَةِ والْإِدارَةِ، والثَّقافَةِ، وَنَقِفَ عَلَى تَأْثيراتِهِ أَيْضًا فِي اللُّغَةِ العامّيَّةِ، وَنَجِدُ فِئاتٍ تَتَبَاهَى بِاسْتِعْمالِها فِي حَديثِها اليَوْميِّ، لُغَةَ المُحْتَلِّ. وَلَا يُمْكِنُ فِي هَذَا السِّيَاقِ إِغْفالُ، سياسَةُ فَرْنَسَةِ الجَزائِرِ مِنْ قِبَلِ الِاسْتِعْمارِ الفَرَنْسيِّ فِي كافَّةِ المَجَالَاتِ، {وَأَخُصُّ فِي هَذَا المَجالِ حَصْرُ لُغَةِ التَّعْليمِ فَقَطْ بِالْفَرَنْسِيَّةِ} وَالَّذِي ضَحَى الشَّعْبَ الجَزائِريَّ بأَكْثَرَ مِنْ مِلْيونِ شَهيدٍ لِنَيْلِ اسْتِقْلالِهِ وَكَنْسِ مُخَطَّطاتِ الِاسْتِعْمارِ إِلَى مَزْبَلَةِ التّاريخِ.

كَمَا تَقِفُ ظاهِرَةُ التَّطَوُّرِ الحَضاريِّ عَبْرَ العُصُورِ شَاهِدًا عَلَى اَلتَّبادُلِ بَيْنَ لُغاتِ اَلْبَشَرِ، وَآثارِ ذَلِكَ جَليَّةً، وَخَاصَّةً، بَعْدَ التَّقَدُّمِ الجارِفِ فِي مَجالاتِ البُحوثِ اللُّغَويَّةِ. وَالَّذِي أَثْبَتَ وُجودَ عائِلاتٍ لُغَويَّةٍ لَهَا مُمَيِّزاتُها الخاصَّةُ بِهَا، مَعَ التَّأْكيدِ عَلَى وُجودِ التَّأْثيرِ والتَّأَثُّرِ بَيْنَ اللُّغَاتِ المُخْتَلِفَةِ. وَتُؤَكِّدُ الأَبْحاثُ بِأَنَّ التَّعَصُّبَ البَشَريَّ أَوْ اَلدّينيَّ لِنَقاءِ الجِنْسِ، لَهُ تَأْثيرُهُ الواضِحُ، عَلَى التَّعَصُّبِ لِلُّغَةِ لِتُصْبِحَ اللُّغَةَ اَسيرَةً لِتَقِيدَاتِهِ. لَكِنَّ هَذِهِ الظّاهِرَةَ لَمْ تَطْمَسْ حَقيقَةَ أَنَّ الإِنْسانَ كَانَ فِي أَغْلَبِ ظُروفِ تَطَوُّرِهِ دائِمِ النَّقْلِ والْعَطاءِ وَالتَّقَاطُعِ والتَّشابُكِ مَعَ حَضاراتٍ وَثَقافاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ. وَعَلَيْهُ كَانَ مِنْ الطَّبيعيِّ وُجودُ كَلِماتٍ دَخيلَةٍ فِي كُلِّ لُغَةٍ وَلُغَةٍ، اسْتَوْرَدَتْهَا وَنَقَلَتْهَا بِصُورَتِهَا الأَصْليَّةِ إِلَى لُغَتَها، حَسْبَ احْتِيَاجَاتِهَا، أَوْ تَسَرَّبَتْ إِلَيْهَا رَغْمَ أَنْفِها. فَاَلْدَخيلُ وَاَلْمُعْرَبُ مُتَوَفِّرٌ فِي لُغَتِنَا العَرَبيَّةِ مُنْذُ فَجْرِ تَارِيخِهَا، بِفِعْلِ اَنِهِ كَانَتْ تَجْذِبُ العَرَبَ بَعْضَ الأَلْفاظِ والْعِباراتِ مِنْ لُغاتِ الأُمَمِ المُجاوِرَةِ، فَيَنْقُلُونَها عَنْهُمْ وَتَجْري فِي كَلامِهِمْ.

الْتَعْرَيبْ [Arabization]
يُعْرِفُهُ مُعْجَمُ لِسانِ العَرَبِ بِأَنَّ مَصْدَرَهُ عَرَبٌ، وَعَرَبُ مَنْطِقِهِ أَيْ هُذِّبَهُ مِنْ اللَّحْنِ، وَتَعْريبُ الِاسْمِ اَلْأَعْجَميِّ هوَ أَنْ تَتَفوَّهَ بِهِ العَرَبُ عَلَى مِنْهاجِها. أَمَّا المُعْجَمُ الوَسيطُ فَيَعْرِفُهُ بِأَنَّهُ صَبْغُ الكَلِمَةِ بِصِبْغَةٍ عَرَبيَّةٍ عِنْدَ نَقْلِها بِلَفْظِها الأَجْنَبيِّ إِلَى العَرَبيَّةِ. وَيُعَرِّفُهُ الجَوَاهِرِي، "فِي الصِّحَاحِ، تَاجُ اللُّغَةِ" هوَ أَنْ تَتَكَلَّمَ العَرَبَ بِالْكَلِمَةِ الأَعْجَميَّةِ عَلَى نَهْجِها وَأُسْلوبِها. بَيْنَمَا يُحَدِّدُهُ سِيبَوَيْهُ بِأَنْ تَتَكَلَّمَ العَرَبُ بِالْكَلِمَةِ الأَعْجَميَّةِ مُطْلَقًا، وَإِلْحاقِها تَارَةً بِأَبْنيَةِ كَلامِهِمْ ، وَطَوْرًا لَا يُلْحَقُونَهَا بِهَا.

التَّعْريبُ كَلِمَةٌ تَعَدَّدَتْ دَلَالَاتِهَا، وَاخْتَلَفَتْ تَحْديداتُها عَلَى مَرِّ العُصُورِ، بِاخْتِلَافِ الزَّمانِ، والْمَكانِ، والْإِنْسانِ. فَمَدْلولُها عِنْدَ اللُّغَويّينَ القُدامَى يَخْتَلِفُ عَنْ مَدْلولِها عِنْدَ المُحَدِّثينَ، وَهُوَ عِنْدَ اَلْمَشارِقَةِ غَيْرِهِ عِنْدَ المَغارِبَةِ، وَعَلَيْهُ يَكونُ هَذَا الِاخْتِلافُ قَديمٌ قِدَّمِ اللُّغَةَ وَلَهُ مُبَرِّراتُهُ. فَالْمَقْصُودُ بِالتَّعْرِيبِ إِجْمَالًا، النَّقْلُ إِلَى اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ مِنْ لُغَةٍ أُخْرَى. هوَ رَسْمُ لَفْظَةٍ أَجْنَبيَّةٍ بِحُروفٍ عَرَبيَّةٍ أَوْ أَنْ تَتَكَلَّمَ العَرَبَ بِالْكَلِمَةِ الأَعْجَميَّةِ مُطْلَقًا. إِذَا هوَ يَشْمَلُ الكَلِماتِ اَلَّتِي نُقِلَتْ مِنْ الأَجْنَبيَّةِ إِلَى العَرَبيَّةِ سَواءً وَقَعَ فِيهَا اَلتَّغْييرُ أَوْ لَمْ يَقَعْ.

ولَقَدْ تَنَبَّهَ عُلَماءُ العَرَبيَّةِ القُدامَى خِلالَ التَّعْريبِ، إِلَى البُنْيَةِ اَلَّتِي توافِقُ العَرَبيَّةَ، وَأَخْضَعوها تَمَامًا إِلَى قَواعِدِ صَرْفِ لُغَتِهِمْ، أَوْ إِحْداثِ تَغْييرٍ طَفيفٍ فِي حُروفِ الكَلِمَةِ المُعَرَّبَةِ، مِثْلَ أَنْ تُسْتَبْدِلَ حُروفٌ عَرَبيَّةٌ تَوافُقُ إِمْكاناتِ النُّطْقِ العَرَبيِّ، كَكَلِمَةِ صَموئيلْ، المُحَوَّرَةِ عَنْ شُمُوئِيلٍ، أَوْ إِدْخالِهِ دُونَ تَغْييرٍ، مِثْلَ كَلِمَةِ بُسْتانٍ، وَهِيَ نَفْسُها بُوسْتَانْ (بُو - رائِحَةَ وَسَتانْ - أَرْضٌ) الفارِسيَّةُ.

يَتَّضِحُ مِمَّا تَقَدَّمَ بِأَنَّ اللَّفْظَةَ الأَعْجَميَّةَ وَالَّتِي تَدْخُلُ العَرَبيَّةَ عَنْ طَريقِ الِاحْتِكاكِ بِاللُّغَاتِ الأَجْنَبيَّةِ، تَطْرَأُ عَلَيْهَا تَغَيُّراتٌ فِي الحَذْفِ أَوْ الزّيادَةِ، وَاَلْتَصْحيفِ، وَقَدْ تَبْقَى الكَلِمَةُ الأَجْنَبيَّةُ بِمَجْمُوعِ حُرُوفِهَا، وَتُعامَلِ مُعامَلَةِ المُفْرَدَةِ العَرَبيَّةِ فِي إِجْراءِ وَتَطْبيقِ مَقاييسِ العَرَبيَّةِ عَلَيْهَا. وَلِكَوْنِ طَبيعَةِ التَّواصُلِ والِاتِّصالِ الحَضاريِّ والثَّقافيِّ بَيْنَ البَشَرِ قَدْ حَصَلَ فِي بِيئَاتٍ وَأَزْمِنَةٍ وَمَراحِلَ مُخْتَلِفَةٍ وَمُتَبايِنَةٍ، فَهَذَا يَلْزَمُنَا بِدَوْرِهِ الْقِيَامَ بِاَلْتَقَصّي والْبَحْثِ الدَّقيقِ والْمَوْضوعِيِّ والْحَذَرِ لِتَأْصيلِ لَفْظَةٍ مُعَيَّنَةٍ. فَاَلْباحِثُ يَجِبُ أَنْ يَكونَ واسِعَ المَعْرِفَةِ فِي لُغَتِهِ، وَاللُّغَاتِ اَلَّتِي اَثَرَتْ وَتَفَاعَلَتْ مَعَ لُغَتِهِ الاَمَ ليَتْمَكَّنَ مِنْ تَأْثِيلِ الكَلِماتِ الدَّخِيلَةِ وَاَلْمُعَرَّبَةِ، والدِّرايَةِ بالاوِّزانِ وَالمَقَايِيسِ وَقَواعِدُ وَنَحْوِ وَصَرْفِ هَذِهِ اللُّغَاتِ. أَضِفْ لِذَلِكَ تَقَصّي الظُّروفِ وَاَلْحَيْثيّاتِ اَلَّتِي أَدَّتْ لِأَنْ يُصْبِحَ مَعْنَى لَفْظَةٍ مُعَيَّنَةٍ مُغَايِرًا وَمُناقِضًا لِمَعناها الأَصْليِّ. وَاَلْمُعْرَبُ والدَّخيلُ مِنْ الأَلْفاظِ بَدَأَ مَعَ نَشْأَةِ اللُّغَةِ وَسَتَسْتَمِرُّ هَذِهِ العَمَليَّةُ لِكَوْنِ كُلِّ لُغَةٍ هِيَ كائِنٌ عُضْوٌّي وَأَداةُ نَقْلٍ وَتَعْبِيرٌ لِكُلِّ التَّغَيُّراتِ والْمُسْتَجِدّاتِ الحَياتيَّةِ.

بَعْضُ القَواعِدِ لِتَشْخيصِ الدَّخيلِ وَاَلْمُعْرَبِ فِي لُغَتِنَا:
تَطَرَّقَ كَثِيرُونَ لِهَذَا المَوْضوعِ وَكَانَ أَبْرَزُهُمْ الْجَوَالِيقِيُّ (واضِعُ الأُسُسِ لِمَعْرِفَةِ اَلْمُعْرَبِ) فِي كِتابِهِ اَلْمُعْرَبِ مِنْ الكَلامِ اَلْأَعْجَميِّ. فَيَذْكُرُ لَنَا فِي بَابِ مَا يُعْرَفُ مِنْ اَلْمُعْرَبِ بِائْتِلافِ الحُروفِ: وَجَدَ فِي أَبْحاثِهِ أَنَّهُ لَمْ تَجْتَمِعْ "الجِيمْ والْقافُ" فِي كَلِمَةٍ عَرَبيَّةٍ، فَمَتَى جاءتَا فِي كَلِمَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهَا مُعَرَّبَةٌ، وَخَصَّ بِالذِّكْرِ، كَلِماتٍ مُعْرِبَةً عَنْ الفارِسيَّةِ مِثْلَ: جردَّاقْ (الغَليظِ مِنْ الخُبْزِ) وَجَوْقَةٍ، أَقْجَةَ، جوَقٍ، وَقَجَهُ، سنجَّقٍ، جوسَقَ {قَصّر، وَكَلِمَةُ قَصْرٍ مَأْخوذَةٍ مِنْ كَلِمَةِ "كَاسْتَرُومْ" اللّاتينيَّةِ وَأَيْضًا بَلاطٌ مِنْ "بِلَاتِيومْ" اللّاتينيَّةِ} وبُقْجَةً [لَكِنْ هُنَاكَ مِنْ يَرْجِعُ بَقْجَةَ الَّى التُّرْكيَّةِ].

وَيُضِيفُ أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ "الصَّادُ والْجيمْ"، فِي كَلِمَةٍ عَرَبيَّةٍ، وَمِن ذَلِكَ (الجِصُّ - يونانيَّةٌ ، بَيْنَمَا: صَوْلَجانُ وصَنَجٌ {فارِسيَّةٌ}، وَقَالَ العَرَبُ: "الأَعْشَى صِناجَةُ العَرَبِ"، صّاجٌ {تُرْكيَّةٌ} وَغَيْرُها. وَيُذْكَرُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي أُصولِ أَبْنيَةِ العَرَبِ اسْمٌ فِيه "نُونْ وَبَعْدَهَا رَاءَ"، فَاذَا مَرَّ بِكَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُعْرَبٌ، نَحْوَ: (نَرْجِسُ، نارْدينِ مِنْ اليونانيَّةِ). وَنَبْرَاشْتَا (الضِّيَاءِ) ونَرْجَةُ (الخَشَبَةُ اَلَّتِي تَحْرَثُ بِهَا الأَرْضُ)، وَمَصْدَرَهما الآراميَّةِ. أَمَّا غُضْنْفُرُ، نَرْبِيجْ (تَرْجَمَتها في الفَارِسيةِ أَفْعَى)، رُوزْنَامَةُ (سَجَّلَ اَلْأَيّامَ)، نَرُدُّ وَرَاتِينْجْ (صَّمْغُ الشَّجَرِ) مِنْ الفارِسيَّةِ. وَنَرْجيلْ هِنْديَّةٌ نَقَلَتْهَا العَرَبيَّةُ عَنْ الفارِسيَّةِ.

وَلَيْسَ فِي كَلامِهِمْ "زَايْ بَعْدَ دالْ" اَلَا الدَّخيلُ مِنْ ذَلِكَ (الهُّندازُ) (المُهَنْدَزُ)، (هِنْدامَ) وَمَصْدَرُها الفارِسيَّةُ، فَبَدَلوا (الزَّايَ) سِينَا فَقَالُوا (المُهَنْدِسُ). لَازُورْدْ طرَّزي (خَيّاطٌ) عُرِبَتْ عَنْ الفارِسيَّةِ دَرَزَ، زَبَرْجَدَ، زُّمُرُّدُ الزُّدُو (مِنْ أَلْعابِ الصِّبْيانِ) ودوْزانَ فَهِيَ مُعَرَّبَةٌ مِنْ الفارِسيَّةِ، وَدَزِينَةَ (لاتينيَّةٌ). وَلَا تُوجَدُ كَلِمَةٌ عَرَبيَّةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا حَرْفَيٌّ "طّاءٌ وَجِيمْ": طازَجٌ، جَاطٌ، جُنْبُلاطْ [جَانْ بِوَلّادٍ: فارِسيَّةٌ مُكَوَّنَةٌ مِنْ جَانْ - رُوحٌ، وَبِوَلّادِ: حَدِيدٍ] جلمَّطَ [حَلَقَ رَأْسَهُ] وَجَمِيعُهَا مَصْدَرُها الفارِسيَّةُ، اَمّا طاجِنَ فَهِيَ سُرْيانيَّةٌ.

وَيُذْكَرُ: "الصَّاغَاتِيُّ" بِأَنَّهُ لَا تَجْتَمِعُ "السِّينُ والدّالُ"، فِي كَلِمَةٍ مِنْ كَلامِ العَرَبِ، مِثْلَ: سِرْدابٍ {مُعَرَّبَةٌ مِنْ سَرْدِ الفارِسيَّةِ، أَيْ بارِدٍ ، وَآبَ: مَاءٌ، وَنَقولُ بَرْد سُرودُ أَيِّ بَرْد شَديد}، السِّذَابِيَاتُ: [السَميدُ]، السّاذَجُ وَأُسْتاذٌ، سَنَكَ، سَنْجَةٌ، سَبَدٌ (سبت)- وَجَمِيعُهَا عُرِبَتْ عَنْ الفارِسيَّةِ. وَيُشِيرُ "الجَوَاهِرِي" أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَحْضِ العَرَبيَّةِ إِجْتِماعُ "سِينْ وَ(تاءٍ) ، "سِينْ (وَ”باءٌ) مَثَلَ سَرابٍ، فارِسيَّةٌ تَشْمَلُ كَلِمَتَيْنَ سِرَّ رَأْسِ "وَآبَ" - مَاءً، وَ "جِيمْ" وَ"تاءٍ" فِي كَلِماتٍ - مِثْلَ: جَفَّتْ الزَّيْتُونِ، جِتْ، {اَلْمَعْصَرَةُ _ سُرْيانيَّةً}، سَبَتَ عِبْريَّةً. وَمِن الفارِسيَّةِ - جَفَّتْ: ( زَوْجٌ )، واشْتُقَّ مِنْهَا جَفَّتْ الصَّيْدِ، وَجِفْتِلِكْ - الأَرْضُ اَلَّتِي تَزَرَّعُ سَنَوِيًّا بِفَدّانينِ (جَفَّتْ - زَوْج).

وَيَذْكُرُ "مُخْتارُ الصِّحَاحِ" ص ٢٩٣ أَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ كَلِمَةٌ عَلَى وَزْنٍ "فَعَليلٍ"، بِفَتْحِ أَوَّلِ حَرْفٍ، فَنَجِدُ كَلِمَةً بَشْكيرْ - مِصْريَّةً قَديمَةً، أَمَّا: دِرْفِيلُ، دِّرْبيلْ، زَّنْجَبيلْ، جَنْزيرْ (جَميعُها مُعَرَّبَةً مِنْ الفارِسيَّةِ)، زَنْكِ يلْ (مِنْ كَلِمَةِ زَنْجِرَ الْتَرْكِيَّةٍ وَمَعْنَاهَا غَنيٌّ)، وَدَهْلِيزْ (فارِسيَّةٌ، بِمَعْنَى مَا بَيْنَ الْبَابِ والدّارِ ). وَسَّرْدينَ، فَلَيَّنْ، بِرْمِيلٍ، قِنْديلٍ، وَمَعْرَبَةً مِنْ اللّاتينيَّةِ. قَالَ "ابْنُ دُرَيْدٍ" لَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ "نُونْ ساكِنَةٌ بَعْدَهَا رَاءَ" مِثْلَ قَرْنٍ (سُرْيانيَّةُ) زَوَّرٍ (فارِسِيٌّ تَعْنِي قوَّةً) نَرْجِسَ، تُرْسُ - يونانيَّةً، وَذَكَرَ "ابْنُ المُظَفَّرِ" "التّاءِ وَاَلْطّاءُ" لَا تَأْتَلِفُ فِي كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، مِنْ كَلامِ العَرَبِ، وَيَذْكُرُ فِي التَّهْذِيبِ: أَنَّ الخَليلَ بْنَ أَحْمَدَ قَدْ كَتَبَ "وَأُهْمِلَتْ السِّينَ مَعَ الزَّايْ فِي كَلامِ العَرَبِ".

وَذَكَرَ "أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ" فِي "تَاجِ اَلْعَروسِ" عَدَمُ اجْتِماعِ "الْفَاءِ وَ "الْكَافْ" فِي كَلِمَةٍ، فِي أَبْنيَةِ العَرَبيَّةِ، فَتَكُونُ هَذِهِ الكَلِماتُ مِثْلَ: كَرَفْسْ (ܟܪܵܦܣܵܐ سُرْيانيَّةٌ) كَعَفٍّ، كُنافَةَ، كَفَنَ كَنَفَثٍ، كفَكيرٍ (مِنْ كَلِمَةِ جَفْكِيرْ الفارِسيَّةِ) - أَعْجَميَّةً.

وَيَفْرِضُ إِبْنُ حَمْدُويهْ: أَنَّ كَلِمَتَي، الِاصْطِفِلِينَةَ (اَلْجَزَرَةَ) وَالِاصْطَابِرِيَّةَ، لَيْسَتَا مِنْ العَرَبيَّةِ "لِأَنَّ الصَّادَ وَاَلْطّاءَ" لَا يَكَادُ أَنْ يَجْتَمِعَا فِي كَلِمَةٍ واحِدَةٍ. أَمْثِلَةٌ: اَلْصُرُطُ، صَفِطُ، صَفْطَةُ (جَميعُها مِنْ الاِّراميَّةِ)، مِصْطَبَةٌ (مِصْريَّةٌ قَديمَةٌ) الصَرْطَحُ: (المَكانُ الصُّلْبُ) اِسْطَبَلَ (مِنْ الكَلِمَةِ اَللَّاتِينِيَّةِstabulum) اِصْطَفِل (تَرْجِعُها موَسَّعَةُ العامّيَّةِ السّوريَّةُ الَّى الآراميَّةِ ج ١ ص١٦٣)، السراطُ (فارِسيَّةٌ): وَمَعَنَاهَا الطَّريقُ أَوْ جِسْرٌ مَمْدودٍ عَلَى طَريقِ جَهَنَّمَ، المُصْطُكَى: من العُلُوك، "روميّ" وهو دخيل في كلام العرب، صلطح: اتسع، (الصَّلْطَحة: العريضة من النساء).
أما "الأزهري" فَيُؤكِد أَنهُ لا تَأْتلِف "الصاد" مع "السين" ولا مع "الزاي، ولا مجيء للذالِ والدالِ" في شيء من كَلامِ العَرَبِ. ولمْ أجِد في لِسانِ العربِ لإِبْن مَنْظُور أية كَلِمة تَدْحَضُ هاتين القاعدتينِ.

وَلَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ "شِينْ بَعْدَ" لَامِ سلجم -"شلجَّمْ" - فَارِسِىَة. وَهِيَ نَباتُ اللِّفْتِ وَلَفَتَ سُرْيانيَّةُ (ܠܲܦܬܼܵܐ)، "شَلَح" _ سُرْيانيَّةٌ، "شَلَخْ" ( َنْزِعُ يَشْلَخُ اَصْلَها اَكادي)، "سَحْلَفَاةُ" (ܨܠܲܦܬܵܐ) ، شَلْط ܫܠܲܛ (سُرْيانيَّةٌ) الشَلْعُ (يُقْلِعُ يَسْتَأْصِلُ ) _ سُرْيانيَّةَ المَوْسوعَةِ ج ص) "شِلْفَطَ" (سُرْيانيَّةُ المَوْسوعَةِ ج٢ ص١٣٦٥) "شَلاتِي": تُرْكيَّةٌ وَمَعَنَاهَا الحَرْفيُّ كِلابٌ لَهَا مَخالِبُ حادَّةٌ "شُلوطُ" (سُرْيانيَّةٌ: حَرْقٌ وَأَشْعَلَ)، "شُلَّا" ܫܸܠܵܐ مَشْلولٌ. أَمَّا ~ "شِلْ" ܫܵܠܹܠ: فَيُذْكَرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ شَلَّتْ يَدَ فُلانٍ بِمَعْنَى قَطَعَتْ، وَلَمْ أَسْمَعْها قَطُّ مِنْ غَيْرِهِ. "شَّلَفَ" سُرْيانيَّةَ يَشْلَفُ ܫܵܠܹܦ، يُقْلِعُ، "شِلَّةَ" مِنْ التُّرْكيَّةِ حُزْمَةً صَغيرَةً مِنْ الخُيوط جلط ܓܵܠܹܛ: يجلط، جَلاميط الخَسِيسُ مِنْ اللَّحْمِ كَاَلْعُرو ق والاِنَسجَةِ.

وَجَاءَ فِي: المِصْباحِ المُنِيرِ: "الْكَافْ والْجيمُ" لَا تَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ عَرَبيَّةٍ، كَنْدُوجْ، كَمَانْجَةُ، كماْجَةٍ، الجَّكْرَةُ (وَهِيَ اَلْلَجاجَةُ)، كَليجَةُ (نَوْعٌ مِنْ الحَلْوَى – فارِسيَّةٌ) الكُجَّةُ: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ، كُرباجٌ، الكَلْجُ الأَشِدّاءُ مِنْ الرِّجالِ، الكَنافِجُ: الكَثيرُ مِنْ الشَّيْءِ، وَقَالَ شِّمْرٌ: الكَنافِجُ السَّمينِ المُمْتَلِئُ. وَكَأَجِّ الرَّجُلِ إِذَا زَادَ حُمْقُهُ. وَكُلُّ الكَلِماتِ المَذْكورَةِ هِي مِنْ الفارِسيَّةِ.

وَإِذَا اجْتَمَعَتْ "الجِيمُ واللّامُ" فِي كَلِمَةٍ تَكونُ غَالِبًا مُعَرَّبَةً، مِثْل: "جَلَا ": يَجْلو يوَضِّحُ (جَلَّتْ، جَالُوتْ)."جَلَمْ": (ܓܵܠܹܡ سُّرْياني : قَصٌّ) "جُلْبي" (فارِسيَّةُ، عَرَبَتْ شَلَبي)، "جِلْدُ وَجَليدُ ܓܵܠܹܕܼ "جَمَدَ"، "جَلْخَ" ܓܵܠܹܚ: (خدش ،يجرح جَعَلَهُ حَادًّا). ووَرَدَ فِي اللِّسانِ اَنْ "الجِلْبابِ" - ظَهَرَ عِنْدَ الفُرْسِ كَلِباسٍ رَسْميٍّ لِأَعْضَاءِ حَرَسِ الإِمْبِراطورِ. "جِلَاتيُن" مِنْ اَلِايْطَالِيَّةِ. "جَلاميطُ" مِنْ اَلسُّرْيانيَّةِ وَمَعَنَاهَا الخَسِيسُ مِنْ اللَّحْمِ كَاَلْعُروقِ والاِنَسجَةِ . "جُلَّةَ": سُرْيانيَّةُ - رَوْثِ البَقَرِ. "جَلْجُوقْ" :سْرِيَانِيَّةِ_ شَخْصٌ لَا قيمَةَ لَهُ. "جَلالُ": سَرْجُ الحِمارِ (جِلَالَاتِيْ صانِعِ الجَلالِ). "جَلْبُوطْ" _ سُرْيانيَّةُ: فَرْخُ الطَّيْرِ قَبْلَ اَنْ يَتَكامَلُ رَيَشَهُ. "جَلْعَطْ" مِنْ اَلسُّرْيانيَّةِ التَّقْيُّوءِ. "جِلايَةَ" مَوْلِدٌ حَديثٌ مِنْ جَلَا. "جُلْمودَ" مِنْ كَلِمَةِ جُلْمودَا ܓܲܠܡܘܼܕܼܵܐ اَلسُّرْيانيَّةِ اِيْ صَارَ صُلْبًا كَاَلْجَليدِ.
"جُلْبانَ" إِسْمُ فارِسِيٌّ لِنَوْعٍ مِنْ البُقُولِ. لِنَوْعٍ مِنْ. "جُلودِ" اِيْ شَديدٍ وَقَويٍّ. "جَلَقَ" مِنْ السِرْبانيَّةِ وَقِحٌ يَتَرَخَّصُ فِي تَصَرُّفَاتِهِ، "جَلْجَقْ" مَلَأَ المَكانِ قَذارَةً. جَلَفٌ: جَلَفُ الشَّيْءِ ܓܵܠܹܦ قِشْرُهُ وَهِيَ سُرْيانيَّةٌ - يَجْلَفُ، يَخْرَطُ، جَلَفَ الشَّيْءِ - قَطَعَهُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذًا جَفَا: فُلانٌ جَلَفٌ جَاَفٌّ.

وَفِي الخِتَامِ مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا المَقالُ مِنْ كَلِماتٍ مُعَرَّبَةٍ، هوَ غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ، وَلَا بُدَّ مِنْ التَّنْويهِ هُنَاكَ الكَثيرُ الكَثيرُ مِنْ الكَلِماتِ المُعَرَّبَةِ، مِنْ عِدَّةِ لُغاتٍ وَالَّتِي لَا تَقَعُ فِي حَيِّزِ القَواعِدِ اَلَّتِي نَقَلَتْهَا وَاعْتَمَدتْهَا لِتَشْخيصِ اللَّفْظِ اَلْمُعْرَبِ مِنْ غَيْرِ اَلْمُعْرَبِ وَلَكِنَّ مِنْ يُدَقِّقُ ويُمَحِّصُ القَواعِدَ المَذْكورَةَ اعَّلاه فِي لِسانِ العَرَبِ لِابْنِ مَنْظورٍ سَيثْبِتْ لَهُ صِحَّتُها.

كانون الثاني 2021 - شفاعمرو



#الياس_خليل_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة الاتزان
- مرحلة الرزانة
- طقوس وعادات من عَبَقِ الماضي السحيق، ما زلنا نمارسها!
- قراءة في كتاب وليد الفاهوم* -دراسات في الدين والدنيا والإسلا ...
- آراء المؤرخين في نشأة المعتزلة، تّسميتها ومواقفها!
- أسطورة نفرتيتي بين الواقع والخلود
- التخمة بين القمة والقاع في الدولة العباسية
- الولوج الى العتبات الحياتية في قواني امورابي (حمورابي)
- المثقف وأوتاد الثقافة المنفتحة
- نظرة عصرية في ادب ابن العميد
- الحصانة البرلمانية بين الانتهازية والمساواة
- لمحة عن صراع عبدالله اوچلان والنظام الاوردوغاني
- الطب الشعبي في الميزان تعريف الطب الشعبي - التقليدي
- محيي الدين بن عربي، فيلسوفًا ومتصوّفًا!
- بول فيريري وفلسفة التعليم – خلاصات تهمّ مجتمعنا الياس خليل ن ...
- لا إمام سوى العقل!
- موقف الفيلسوف ابن الراوندي من الموت
- الانتهازية الطائفيّة والحمائليّة في الميزان! الياس خليل نصرا ...
- التعريف بمصطلح زندقة
- صوت الفقراء والمعذّبين في الارض - أبو ذَر الغفاري!


المزيد.....




- ضابط فرنسي سابق: قيادات كييف مرتبكة بسبب تقدم القوات المسلحة ...
- شولتس يحذر من هجوم واسع على رفح وغانتس يطالب بخطة من ست نقاط ...
- مسيرة في لندن تنديدا بالحرب على غزة
- الأمطار الغزيرة والسيول تخلف ما لا يقل عن 68 ضحية في أفغانست ...
- LG تعلن عن سماعات لاسلكية بمواصفات مميزة
- مشعل: المقاومة في غزة ما زالت بخير
- حميميم: -جبهة النصرة- الإرهابية تخطط لمهاجمة مواقع عسكرية رو ...
- المعارضة المولدوفية تعلن إطلاق حملة -لا لعضوية الاتحاد الأور ...
- -ديلفري-.. ضبط شخص يوزع المخدرات في مدينة بنغازي الليبية (صو ...
- تونس.. ضبط 6 -عناصر تكفيرية- مطلوبين لدى الجهات الأمنية والق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الياس خليل نصرالله - التَّلاقُحُ بَيْنَ اللُّغَاتِ