أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الإصرار على النظام العقيم لإدارة الدولة يعني مزيدا من الخراب














المزيد.....

الإصرار على النظام العقيم لإدارة الدولة يعني مزيدا من الخراب


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأ في العراق منذ نيسان عام 2003 نظام هجين لإدارة الدولة المفترضة في جميع مفاصله السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ وفي الحقيقة فان النظام الجديد الذي اعتمد على الولاءات الحزبية في تبوء المنصب وعدم الالتفات الى الكفاءة انشأ وعزز ما يسمى بـ "الدولة العميقة" التي نجمت عن فوضى السنوات التي اعقبت تغيير النظام المباد، ولم يزل يفعل فعله حتى الآن.

لقد تفاخر كثير من سياسي الوضع الجديد في تصريحات اعقبت اسقاط النظام المباد بانهم ودعوا ما اسموها بحقبة النظام الاشتراكي في العراق "في حين ان نظام صدام لم يكن اشتراكيا"، واعلنوا انهم يبنون نظاما يعتمد على السوق الحرة والقطاع الخاص، وهم لم يفعّلوا آليات ذلك النظام بل قبضوا على الاموال الواردة الى البلد ووزعوها بين احزابهم "الاسلامية بمجملها" بدلا من انشاء مؤسسات مهنية لإدارة الاموال التي جرى التفريط بها من دون ان تحقق شيئا ملموسا للناس والبلد، او ان تضمن مستقبلا آمنا للأجيال المقبلة.

ولو افترضنا انهم يسعون الى بناء الاقتصاد على النمط الرأسمالي فانهم اخفقوا في ذلك ايما اخفاق، اذ ان المفصل الرئيس في الادارة الرأسمالية ـ بحسب ماهيات ذلك النظام ـ يتمثل في سلامة ادارة الاموال وايرادات الحكومة، وعلى سبيل المثال فان الولايات المتحدة الامريكية لتي هي طليعة النظام الرأسمالي والسوق الحرة تكون ادارة الاموال فيها مسيطرا عليها بصورة تامة و تجري عن طريق دائرة الإيرادات الداخلية (Internal Revenue Service)‏ في الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة و تتبع وزارة الخزانة الأمريكية ويشرف عليها مباشرة مدير الإيرادات الداخلية وتخضع للتوجيه المباشر لمفوض الإيرادات الداخلية، الذي يعينه رئيس الولايات المتحدة شخصيا لمدة خمس سنوات.

ليست بنا حاجة لتكرار القول ان النظام الجديد في العراق قد فرط بأموال البلد وثرواته فذلك امر معروف وكان من أهم الملفات المطروحة على على رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، قبل وبعد تشكيل حكومته، وكانت اللجان الاقتصادية الخاصة بالأحزاب والمجاميع المسلحة، وهي "أجهزة" جرى إنشاؤها من أجل ضمان تمويل مشاريع تلك الأحزاب والميليشيات، أنموذجا سيئا للعراق، جرى فيه الاستئثار بالأموال العامة التي ترد الى خزينة الدولة؛ ومثل تواجد تلك اللجان او المكاتب عائقا أمام تأدية الدولة لمهامها نتيجة الاستحواذ على مقدرات البلد.

لقد شخص حتى المسؤولين هذا التداخل الذي تسبب في انهيار اوضاع البلد في كل شيء، وعلى سبيل المثال فان وزير الكهرباء في الحكومة العراقية التي استقالت بفعل الاحتجاجات الشعبية عام 2019 لؤي الخطيب،صرح أن هذه اللجان هي من بين لأسباب التي تعوق نهوض الدولة، فيما يقول أحد المستثمرين في العاصمة العراقية، إنه لم يتمكن من توقيع عقد أحد المشاريع الخاصة بوزارة الشباب والرياضة في الحكومة السابقة، إلا بعد أن فرضت اللجنة الاقتصادية التابعة لحزب الوزير أن يُفرد لها 30 في المئة من أرباح المشروع، ويتحدث المستثمر عن وصول مشروعه إلى نسبة 40 في المئة من الإنجاز، لكن الوزير أوقفه وبعد اجتماعات ومفاوضات رسمية مع الوزارة، وان الوزير قال له "لنجتمع مع زعيم الكتلة التي أنتمي لها فهو يُريد التحدث إليك بخصوص المشروع"، ويُشير المستثمر إلى ذهابه مع الوزير إلى منزل زعيم الكتلة، ويضيف "طلب زعيم الكتلة رفع نسبة مشاركتهم في أرباح المشروع إلى 50 في المئة وإلا فإنه يبقى متوقفا"، وتابع "لم أسمع أي كلمة من الوزير، كان زعيم الكتلة وحده يتحدث"، كل ذلك بحسب قول المستثمر.

ويقول متخصصون انه يتواجد في كل وزارة عراقية مكتب حماية مصالح حزب أو كتلة وان حرمان الناس من الكهرباء هو بسبب اللجان الاقتصادية نفسها، ووصف رئيس هيئة النزاهة في احد تصريحاته اللجان الاقتصادية للأحزاب، انها عبارة عن "اشباح" ليس لهم تواقيع او وجود حقيقي يعملون كل شيء بالخفاء، على حد وصفه.

نقول، ان جميع القرائن تبين ان اوضاع الحكومة والدولة والبلد لن تستقيم الا بإلغاء اللجان الاقتصادية للأحزاب وجميع ما يسمى لجنة اقتصادية حكومية أم غير حكومية، وان تنشأ بدلا من ذلك لجنة مهنية واحدة متخصصة للإشراف على الاموال العامة وان يعين رئيسها من العناصر الكفوءة النزيهة؛ ومن دون اصلاح الاوضاع في الجانب المالي الذي يتنافس بشأنه السياسيون لن تستقيم امور الناس ولن نشرع في البناء والاعمار ولن تتحقق الخدمات وسيواصل البلد سيره من انهيار الى انهيار.

لقد وقفت القوى الخاسرة في الانتخابات ومعظمها يدير اللجان الاقتصادية ضد محاولات تشكيل حكومة اغلبية سياسية وهو الاجراء الذي يفترض ان يعتمد بعد 18 عاما من الفشل المريع في تلبية مطالب الشارع والاخفاق في معظم الملفات لاسيما الاقتصادية ونتج عن ذلك الاحتجاجات المتواصلة التي بلغت ذروتها في تشرين الاول 2019 وكذلك مقاطعة الشعب للعملية الانتخابية بنسبة اقتربت من 80%، لقد كان الفشل مرتبطا اساسا بالإخفاق في ادارة اموال الدولة التي تتركز بصورة اساسية بشأن النفط وصراعات الاحزاب والقوى المسلحة حولها؛ وان أي حديث عن الاصلاح ومحاربة الفساد الذي يقر الجميع بتواجده وتأثيره لا معنى له اذا لم نفلح في اقامة دولة مؤسسات حقيقية اسوة بالبلدان المتقدمة ومن ضمن ذلك مؤسسة فاعلة تشرف على خزينة الدولة وايراداتها وتجمع الاموال المتحققة في مكان واحد بإشراف الجهاز التنفيذي الاعلى مباشرة، وان تنظم سجلات يومية بحركة الاموال والمشاريع المقترحة ومنافذ تزويد تلك المشاريع والضرائب، و بالاموال المطلوبة للتنفيذ وفق سقوف زمنية محددة و واضحة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاجات الخريجين .. بطالة دائمة والوظائف للنخب
- أحداث أمنية خطيرة تعاجل مساعي تشكيل الحكومة
- قتلى وانتحارات متلاحقة .. ما الذي يحدث في العراق؟
- اكتظاظ الصفوف الدراسية ما الذي أُنجز في سنتي الانقطاع؟!
- ما الذي تغير في مواقف المعترضين على نتائج الانتخابات
- المتباكون على حكومة التوافق والمتوسلون بها
- محنة اللاجئين لن تهم احداً وتتقاذفها أرجل الجميع
- حكومة يشترك فيها الفائزون والخاسرون كارثة وطنية
- هل الفقر شرٌ لابدّ منه؟!
- جوانب من ازمة الديمقراطية في العراق
- الاموال المستردة 2 مليار من مجموع 300 مليار دولار منهوبة!
- اخفاق الإعمار بسبب ضغوط دولية و سياسية!!
- محاولات مبكرة للتزوير الرسمي للانتخابات النيابية
- انتزاع الاعتراف بالإكراه تراجع خطير لحقوق البشر
- مهزلة انتخابات العراق ديمقراطية الخداع وإدامة الخراب
- ما علاقة المرشح والمسؤول بالموقف من الانتخابات؟
- الكهرباء .. كلام شتاء يمحوه الصيف
- الاستثمار في -لا شيء-!
- في خضم الحدثين الأمريكي والعراقي.. أخيلة التشفي
- في بعض خصال ثورة تشرين العراقية


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الإصرار على النظام العقيم لإدارة الدولة يعني مزيدا من الخراب