صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 07:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اعلنت مفوضية الانتخابات العراقية انها لن تحدد نسبة المشاركة في الانتخابات بمن يحق لهم التصويت، بل ستحدد النسبة بمن حدثوا معلوماتهم و تسلموا بطاقاتهم "البايومترية" فقط، و بحسب تصريح المفوضية فان 15 % لن يحق لهم التصويت لأنهم لم يحدثوا بياناتهم او لم يراجعوا لتسلم بطاقاتهم.
وبرأيي فان اجراءات المفوضية هذه، تمثل محاولة معيبة للتزوير الرسمي المبكر للانتخابات؛ فحين يعترف المسؤولون ان نحو 15 في المئة من سكان العراق ممن يحق لهم التصويت قد قاطعوها منذ الآن لعدم مراجعتهم لتحديث البطاقة او عدم تسلمها، فانهم يقرون ان النسبة المتبقية التي يحق لها التصويت الفعلي هي 85% وهذا يعني ان الجهات المسؤولة ستحسب النسبة 100 في المئة بإهمال الـ 15 في المئة المقاطعين اصلا!
ان ذلك الاجراء يمثل تراجعا كبيرا في دعاوى الديمقراطية والنزاهة التي يفترض تطبيقها والالتزام بها من قبل مدعيها وهي استهانة بمواقف الناس، فلا يمكن اهمال عدد كبير من السكان لاسيما من الشباب بإقرار المفوضية نفسها، ونسبتهم نحو 15% أي 3 ملايين و 750 الفا من اصل 25 مليونا يحق لهم الانتخاب؛ لأنهم مقاطعين للانتخابات.
ان الديمقراطية تمثل نمطا موحدا لجميع المجتمعات ولا يمكن تجزئتها بحسب الاهواء بإجراءات مخجلة لغرض تحسين صورة الانظمة وحفظ ماء الوجه كما يقال، وبعكس ذلك ينتفي المغزى من حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة اللذان يشكلان قوام الديمقراطية ومصدر قوتها، وبخلاف التطبيق الصحيح لمبادئها، فاننا نعود الى النهج الفردي ذاته الذي تعبر عنه الانظمة الدكتاتورية حين تعلن بان الانتخابات لديها شارك فيها 100% وان من صوتوا للرئيس هم 99.9%.
ان الشفافية التي تقول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، انها تستند اليها في التعامل مع قضية الانتخابات العراقية، وبسبب الوضع العراقي المعقد والمتوتر باعتراف الجميع؛ تستدعي اعلان الارقام الحقيقية لنسب المشاركة في الانتخابات بمن في ذلك من قاطعوها منذ الآن التي اقرت المفوضية بتصريحاتها الرسمية بنسبتهم الكبيرة، وان أي اجراء بخلاف ذلك ومحاولة حجب النسب واخفاء الارقام او اللجوء الى ارقام مفتعلة غير حقيقية، يدعم بالتأكيد مواقف مقاطعة الانتخابات، اذ ان الشعب يأمل بتغيير حقيقي يشمل منظومة واسعة من التدابير التي تقوّم العملية السياسية بمجملها، وليست اجراءات تزيد الطين بلة كما يقال وينتج عنها مزيد من التوتر والفشل وسيادة روح التشاؤم وانعدام الامل بالتغيير في اوساط السكان، الذين عبروا في الاحداث السابقة عن احتجاجهم على الاداء السياسي الخاطئ الذي تسبب في دخول البلد في نفق مظلم من الفشل في اعادة الاعمار وانهيار في البنى التحتية جميعها.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
