أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - الأحوال الشخصية تتعلق بالناس وليست بالسياسيين














المزيد.....

الأحوال الشخصية تتعلق بالناس وليست بالسياسيين


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 5697 - 2017 / 11 / 13 - 18:10
المحور: المجتمع المدني
    


في الوقت الذي كشفت فيه اللجنة القانونية البرلمانية عن وقوف بعض القادة السياسيين بوجه تمرير قانون مزدوجي الجنسيـة ومنع اقراره، بحسب تصريح لعضوة فيها، وكذلك تهربهم من التصويت على قوانين هامة تخص حياة الناس ومعيشتهم ومستقبل ابنائهم؛ فان بعض نواب المجلس الذين فشلوا في متابعة امور ناخبيهم وانقاذهم من مشكلاتهم وفي طليعتها الفساد الذي خرب البلد والبطالة وانهيار الأمن والخدمات وغيرها؛ يستميتون في هذه الايام لتسريع فرض قوانين متخلفة تتعلق بالأحوال الشخصية لعامة الناس وربط العراقيين، ولاسيما النساء بقوانين بدائية وكأننا، لم نزل نعيش في العصور الغابرة من أيام الجنس البشري.
يحاول هؤلاء الفاشلون وضع مسوغات غير منطقية لتعليل اصرارهم على التلاعب بقانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 بالزعم ان التعديلات عليه ـ او القانون الجديد الذي يمنون النفس بسنه ـ لن تفرض على احد طريقة واسلوب الزواج مثلاً واجراءاته، محاولين خداع الناس بالخطاب الطائفي ذاته الذي ادى الى خراب البلد، ويريدون الآن ان يوسعوا هوة التخريب لتشمل النسيج الاجتماعي ككل؛ بهدف تقسيم المجتمع وخلق البغضاء بين فئاته لإدامة سطوتهم وسرقاتهم.
ان القانون رقم 188 لسنة 1959 وبإقرار معظم رجال القانون والاقتصاد والسياسة بحسب دراساتهم وتصريحاتهم طيلة تلك العقود التي مرت منذ اقراره والعمل به، يعد من انجع القوانين التي سنت، المتعلقة بالأحوال الشخصية لبني البشر ومن اكثرها عدالة وانسانية؛ واذا كان فيه بعض السلبيات فيستوجب معالجتها بطريقة اكثر تحضراً، وفضلا عن ذلك فان امور الزواج والقضايا الاجتماعية الاخرى كانت تسير دائما في العراق بسلاسة والزيجات تعقد بصورة سليمة وانسانية و لا توجد منغصات في هذا المضمار، فلماذا الاصرار على التعديلات الطائفية التي يلح عليها سياسيون من كلا الطرفين في الوقت الذي يكافح الناس من اجل الوحدة وتجاوز المحاصصة البغيضة، التي اهلكت الوطن وتسببت في ازماته المتوالدة التي اوصلته الى حافة الانهيار.
وبغض النظر عن المرامي الخفية لمن يروج للتعديلات على القانون ومآربهم الشخصية والعامة التي يسعون اليها من وراء التعديلات؛ او حتى سن قانون جديد فيما لو سكتت منظمات المجتمع المدني عن مسعاهم الخطير، فان كارثة كبرى ستحيق بالبلاد تضاف الى سلسلة الكوارث التي تسببوا فيها. والغريب هنا ان "الطائفيين" من كلا الطرفيين رحبوا بالتعديلات المقترحة؛ بل ان رئيس مجلس النواب الذي حاول ان يركب الموجة ويسوق نفسه كـ "مدني" عن طريق تأسيس ما اسماه "التجمع المدني للإصلاح" قد عاد الى اصله كـ "إسلامي" ليدعم التعديلات .
وبصفتنا من عامة الناس ولسنا قانونيين، وهذا يشمل ايضاً بقية العراقيين، فاننا نرى في المحاولات التي تجري لإقرار التعديلات على قانون رقم 188 لسنة 1959 مساعي مخجلة للنكوص الى عصور التخلف من دون مراعاة لتطور المجتمعات البشرية التي قطعت اشواطاً في تقدمها ونموها؛ وهذا يثبت وجاهة المطالب الشعبية بفصل الدين عن السياسة، وبناء دولة المواطنة المدنية التي تحتفي بالإنسان بصفته البشرية التي يشترك فيها بنو البشر كافة من دون الالتفات الى اعتبارات اخرى تخص الفرد، ويجب الا تقحم في مضمار البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ لأنها ستكون عندئذ وبالاً على الناس، مثلما حصل عندنا طيلة المدة الماضية وكيف نعيش الآلام وندفع التضحيات الكبيرة بسبب هذا الاقحام.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خديعة الكهرباء الوطنية الكبرى وأكذوبة ماء الرصافة
- زعماء دين سياسي.. همم تقسيم المجتمع وتكريس كراهية الآخر
- -التسوية التاريخية-.. هرب للأمام وعودة لاقتسام الغنائم
- كتل عابرة للطوائف..مسعى جديد لشرعة الفساد وتناسل الفاسدين
- التغيير الشامل سبيل الإنقاذ الوحيد
- ما الذي ابقته الاحزاب الدينية للعراقيين.. وما الحل؟!
- المصالحة الوطنية..الخديعة الكبرى وافقار الناس
- المسؤولون مزدوجو الجنسية.. بلاؤنا الذي ينخر في اجسادنا
- الانتفاضة العراقية.. جبهة واحدة لا خنادق متضادة
- اصلاحات العبادي قطرة في بحر الفساد وعساكره المروعة
- بنو سعد وأبناء هاغن
- الجريمة المنظمة وضرورة مجابهتها
- يذهبون إلى الإرهاب فيضربوه وننتظره نحن ليضربنا
- الفساد ودور السلطات الثلاث في دحره
- متغيرات العالم ومسؤوليتنا في قطف ثمار ايجابياته
- حدود المسؤولية في إدارة الأعمال البلدية
- جرائم بحق مصادر المياه
- شفرات التسارع المعرفي ودوامة الهدم التي تغمرنا
- الكهرباء الى أسوأ.. فما نفعها في رمضان؟
- حزب العدالة يخلع حجابه ويحلق لحيته


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - الأحوال الشخصية تتعلق بالناس وليست بالسياسيين