أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الانتفاضة العراقية.. جبهة واحدة لا خنادق متضادة















المزيد.....

الانتفاضة العراقية.. جبهة واحدة لا خنادق متضادة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول بعض المسؤولين والساسة المحسوبين على الوضع الفاسد القائم في العراق بشتى الاساليب الاساءة الى التظاهرات والمتظاهرين، ومحاولة وأد حركتهم ـ او هكذا يتصورون ـ قبل ان تتوسع لتشمل العراقيين كافة، بأمل ان يديموا فسادهم المتمثل باستيلائهم على الاراضي والبساتين الشاسعة لاسيما في مركز بغداد وفي مناطق اعدت لتكون متنزهات وحدائق عامة فاحتازوها لأنفسهم، وكذلك التمتع بالامتيازات المالية غير المحدودة التي استقطعوها من ميزانية العراق وحرموا الشعب منها.. يتحرك الفاسدون بجبهتين للقضاء على التظاهرات واخلاء الجو للصوصيتهم وتهتكهم.
الجبهة الاولى تمثلت في تحريك مجاميعهم المسلحة بالهجوم المباشر على المنتفضين العزل وضربهم وفض اعتصاماتهم المطالبة بحقوق الناس، وتوضح هذا في البصرة والحلة، وربما يحاول الفاسدون تطبيق امثولته في مناطق اخرى، اذا شعروا ان مقصلة القانون والمحاسبة على وشك ان تطبق على رقابهم؛ ان الحل الأمثل لهذه الفوضى التي تحاول خلقها المجاميع المسلحة والميليشيات وضمان سلامة الناس السلميين، هو تفعيل دور الدولة ولاسيما الجيش العراقي كطرف محايد في الصراع في داخل المجتمع ـ اذا كان ثمت صراع ـ مع املنا ان يقف مع مطالب الشعب والحركة الاحتجاجية، وان تقوم قوات الجيش بقمع المجموعات المسلحة غير النظامية من دون رحمة، وبما اننا لم تزل بنا حاجة الى الدولة مثل دول العالم جميعها، وبما ان الدولة هي صاحبة القوة العليا غير المقيدة في المجتمع، وهي بهذا تعلو فوق أي تنظيمات أو جماعات أخرى داخل البلد بحسب مفاهيمها، وهو ما دفع "توماس هوبز" أحد فلاسفة القرن السابع عشر في إنجلترا إلى وصف الدولة بالتنين البحري أو الوحش الضخم، فيجب ان تكون الدولة في العراق، لاسيما مؤسساتها الامنية من الجيش والشرطة ضامنة لعدم نشوء الجماعات المسلحة غير النظامية؛ لأن حركة الجماهير كفيلة بمواصلة نضالها حتى تحقيق كامل مطامحها.
اما الجبهة الاخرى التي يحاول الفاسدون تحريكها، فهي التصريحات التي يطلقها مسؤولون وزعماء سياسيون التي تكاثرت هذه الايام من سياسيين ومسؤولين وخطباء جمعة دينيين، هم طرف اساسي في فلول الفساد والمفسدين؛ بمحاولة احداث شرخ في جبهة المحتجين على الوضع القائم، ومحاولة اظهار خنادق المقاتلين في الجبهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وخنادق المحتجين على فساد الحاكمين الذي سرقونا باسم الحكومة الاسلامية، وكأنهما موقعان متضادان؛ وقد رأينا كيف ان كثيرا من هؤلاء المسؤولين حاولوا حتى قبل انطلاق التظاهرات المليونية احداث الوقيعة بين الشباب الساعين الى حياة سلمية مدنية اعتيادية و بين شباب الحشد الشعبي، الذين اغلبيتهم الساحقة من الكادحين الذين يعانون بدورهم من تبعات الفاسدين بحجب رواتبهم واهمال متطلبات عائلاتهم.
وضمن تلك التصريحات المحرضة ما قاله احد المسؤولين البارزين من أنه "حري بأبناء الشعب العراقي أن يتذكروا ان الجبهات في مقدمات الامور"، متناسيا هذا المسؤول انهم هم من تسببوا في ضياع ثلث مساحة العراق الذي كان الفساد الذي زرعوه عاملا اساسيا في الكارثة، التي حلت التي لم تقتصر على الهزيمة العسكرية، بل كانت تتفاقم طيلة السنوات الماضية لتراكم اعداد الفقراء ومعدلات الفقر والبطالة وانهيار الخدمات والأمن وضياع مستقبل العراقيين، الذي اضطر كثير منهم كرة اخرى الى محاولة ركوب المخاطر للهجرة الى أي مكان آخر يوفر لهم الأمن و النظافة و الحياة المسالمة؛ لقد تسببت لنا العملية الفاشلة في كل ذلك وغيره والآتي سيكون اكثر هولاً فيما لو جرى التصرف بالمنطق المتخلف ذاته الذي حكموا به البلد طيلة السنوات الاثنتي عشرة سنة الماضية، أي اللعب على وتر الدين والطائفة والعرق، فتلك بضاعة فاسدة ثبت فسادها في الانهيار الشامل الذي وصل اليه البلد؛ والغريب ان بعض الزعماء السياسيين دأبوا على القول ان التظاهرات الحالية هي ضد الدين وانها بصدد القضاء على الحكومة الدينية؛ نعم هكذا يفكر ضيقو الافق، فاذا كانوا يصدقون انفسهم في ان الحكومة في العراق هي دينية فبئسا لنتائج افعالها وما افظع الخراب الذي سببته لجموع الشعب.
ان حركة الاحتجاجات الحالية، هي تحرك شعبي بامتياز وان مطالبه واضحة وتمثل تلخيصا مكثفا للرأي العام العراقي، الذي تشكل بسبب المعاناة المتراكمة طيلة سنوات بل طيلة عقود من الالم والحرمان والخوف والموت، وان القائمين على العملية السياسية، اذا ارادوا لها ان تتواصل وتحقق الثمار المرجوة التي يطمح اليها الشعب فان عليهم ان يدركوا ان الشعب العراقي بأغلبيته الساحقة التي تعاني من نتائج فشلهم وفسادهم هي في خندق واحد، وليست في خنادق متقابلة او متعددة، وان المتطوعين في الحشد الشعبي، والمنتسبين الى الجيش العراقي، والشرطة، هم في الحقيقة في صلب الحركة الاحتجاجية لأنهم ابناء الشعب، تلك هي الحقيقة حتى وان لم يدركها بعض السياسيين او حاولوا التغابي عنها؛ ان الحركة الجماهيرية الاحتجاجية ليست فقط بدوافع اقتصادية او مقتصرة على مطالب معيشية يومية، بل هي ايضا احتجاج على الجهات التي تسببت في الاساءة الى كرامة الناس وعزّتهم بالانسحاب امام قطعان صغيرة من الارهابيين، هي احتجاج على تواصل تغييب كرامة الناس عن طريق استهداف حياتهم في تفجيرات شبه يومية يموت فيها الجميع عسكريين ومدنيين؛ لذا فان هموم العراقيين مشتركة، وهي مبنية على مطالب واقعية تتعلق بحياتهم ومستقبل اجيالهم المقبلة، وارى ان أي محاولة اخرى لمحاولة وضعهم في خنادق متقابلة بإثارة النعرات الطائفية والدينية والعرقية محكوم عليها بالفشل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظات لاستكمال السياق ولتوضيح ما لبس لدى البعض؛
بعض التعريفات الكلاسيكية والمعاصرة لتعريف "الانتفاضة":
اولاً: "الانتفاضة العفوية"، هي نتاج للظروف الموضوعية عبر تراكمات تنعكس على وعي الإنسان لتشكل وعيا جماعيا كما الخوف من شيء معروف أو الابتهاج بحدث معين، فتجد الجميع فرحين من دون أن يكون هناك اتفاق مسبق على الفرح بذاك الحدث، وهذا التجاوب مع الانتفاضة يجري على المستوى الشعبي؛ وحين يأتي الحدث هكذا وبشكل تلقائي من دون أن يكون فيها أي دور لمنظم محدد، حزبا كان أم منظمة.
ثانياً: مفهوم "الانتفاضة" يُحدد في كونها عملية المطالبة برحيل المتغيرات التي لا جذور أصولية لها؛ ومن هنا، وللتوضيح أكثر، يقول القاموس، أي قاموس،" نفض الثوب" أي "حركه ليزول عنه ما علق به"؛ وبطبيعة الحال، فالغبار مادة قابلة للإزالة لأنها متطفلة على الثوب بمعنى أن "الانتفاضة" هي إحدى آليات التغيير التي يمكن أن تتخذ أشكالا تراتبية وأحيانا متقطعة وأخرى تصاعدية. وفي هذا الإطار يمكننا الكلام عن إحدى مكوناتها التي هي عملية التظاهر أو التظاهرات التي تحدد بصفتها التعبير العلني الذي تعبر من خلاله الجماهير عن موقفها وسخطها على طبيعة النظام السائد المتسلط على وفق تقنية التجمعات أو الخروج إلى الشارع أو الاعتصام في الساحات الكبرى حاملين لافتات ومرددين شعارات احتجاجا ورفضا للتسلط والاستبداد والفساد، علما أن ذلك الشكل من الانتفاضة يتميز دوما بوجوده في الزمن أو قل أنها فعل وفاعل محكومان بالبداية والنهاية. "التعريفان مقتبسان واجمع عيهما دارسو التاريخ والسياسة".



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاحات العبادي قطرة في بحر الفساد وعساكره المروعة
- بنو سعد وأبناء هاغن
- الجريمة المنظمة وضرورة مجابهتها
- يذهبون إلى الإرهاب فيضربوه وننتظره نحن ليضربنا
- الفساد ودور السلطات الثلاث في دحره
- متغيرات العالم ومسؤوليتنا في قطف ثمار ايجابياته
- حدود المسؤولية في إدارة الأعمال البلدية
- جرائم بحق مصادر المياه
- شفرات التسارع المعرفي ودوامة الهدم التي تغمرنا
- الكهرباء الى أسوأ.. فما نفعها في رمضان؟
- حزب العدالة يخلع حجابه ويحلق لحيته
- العبودية في مظاهرها المعاصرة
- إدارة النفايات وعكازة الازمة المالية
- استعادة التفاؤل المفقود
- مولدات فضائية
- مستحقات الفلاحين بين التجارة والمالية
- التأثير في الواقع والتأثر به ونمط التفكير البناء
- الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل
- التمويل الذاتي ذريعة لقطع الأرزاق
- فوضى العراق غير الخلّاقة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الانتفاضة العراقية.. جبهة واحدة لا خنادق متضادة