أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - ما يدور في محيط الجمجمة















المزيد.....

ما يدور في محيط الجمجمة


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 03:51
المحور: الادب والفن
    


في عام 1952 سقطت وزارات وصعدت وزارات
والشوارع في صخب والمظاهرات تجتاح مدينة
بغداد الجميلة وأخيراً دخل الملعب العسكر
وإذا بمحطّة بغداد تفاجئ الشعب بالاستيلاء على
شرعيّة القوانين المدنيّة واستلاب الدستور
من شرعيّة نصوصه وسلبه جبّة الكهنوت
ووضعه في كهف من كهوف الخرصان الطرشان
العميان وجعله رهينة لحين تهدئة النفوس
ومسك الشعب والقبض بالمخلب الحديدي
على الحناجر العاصفة وإدخال العسكر
من خرم الإبرة لإخماد بركان بغداد
والكشف عن مثلّث (برمودا) كلّ ذلك
حشر ببيان الغاء الوضع الدستوري
وقيام قيامة العسكر وخنق الحرّيّات
ومصادرة الحقوق الدستوريّة ولجم الحناجر
ببريق الخناجر وقطع اللسان الطويل
لأمثالي وغيري ممن يدشن الملعب
في الشوارع العريضة وبعد تهدئة
الأوضاع وخنق الحناجر في شوارع
بغداد.
بعد سريان البنج في جثّة المدينة جاء بيان
امير اللعبة في الملعب نوري الدين محمود
بتغطية جميع القوانين المصابة بالقروح
رديفة وشفيعة بحسن الظن على ما يعتقده هو
وجاء الرجل بتخفيض الأسعار لبعض المواد
التي لا تغني من جوع كالخضروات والفواكه
التي هي تكاد أن تكون حصة الفقراء
وبما فيها الشلغم فكتب له أحد الساخرين
تسعيركم للشلغم اثلج قلوبنا وهذه احدى القنابل
الساخرة في ساحة الملعب وأخيراً حصلت الضربة
القاضية للمظاهرات وسرى البنج للجسد المستدرك
لحقائق الأشياء ونشرت الخيمة العسكريّة لتغطّي
وجه بغداد الجميلة بأعنف الكوابيس التي جاء بها
العسكر هي تجميد جميع الأحزاب والنقابات وكم
الافواه ومنع العقول وخلط الألوان وتغطية الطيف
الشمسي.
القي عليّ القبض من قبل رجال الامن وبعد ان
اوصلوني الى مركز الصالحيّة واثناء القبض عليّ
كنت في معرض النجارة لشقيقي فاضل محمود
وانا بصدد كتابة كلمة عن الامام الحسين عليه
السلام حين القبض عليّ وما ان دفعوا باب
المعرض للقبض عليّ وضعت الدفتر الصغير
في جيب المعطف وكانوا بعض رجال امن
منطقة الصالحيّة العلجي كانت تسميته عندنا
وإبراهيم الراوي مفوّض الامن واللعين حمزة عرّاك
وعبّاس او الجراويّة لم يلتفتوا الى الدفتر الصغير
الذي وضعته في جيب المعطف وما ان اوصلوني
الى مركز الصالحيّة وبعد تفتيشي عثروا على
الدفتر الصغير وكانت هناك فتاة مسيحيّة تشتكي
على شاب كان يضايقها وهي تتحدّث مع مأمور
مركز الشرطة وبعد تفتيشي وعثورهم على الدفتر
وفي نفس اللحظة وانا اُطمئنهم وارسم توقيعي
على الصفحة الأولى كلمة (وجد بحوزتي) وكذلك
الصفحة الثانية والصفحة الثالثة وفي الصفحة الرابعة
مسخت جميع الكلمات التي تمس الوضع القائم
وهم مشغولون بيني وبين تلك الفتاة
وكان فحوى حديثها
هناك شاب يضايقها وقد أرسل كمّيّة من البيض
كهديّة لها وبعد ان استفادت من البيض كتبت اسمه
على قشور البيض وعندما مرّ بقربها نادت على
الأطفال وقالت لهم بولوا على القشور
فما كان من الأطفال الا ان فعلوا ما طلبت
منهم
تلك المداخلة هي التي شغلت رجال
الامن عن قضيّتي مع المرونة التي ابديتها
لهم كوني اعترف لهم انها وجدت بحوزتي
وذلك جعلهم يصغون لها كونها انثى رقيقة
ومن هناك ارسلت الى التحقيقات الجنائّية
ومن التحقيقات الجنائّية أرسلت الى مركز الفضل
وفي مركز الفضل اوقفت تحت السلّم وبعد وقت
قليل جاء ضابط المركز وقال للمحقّق هل من
صيد جديد فقال المحقّق نعم فقال كم
من سمكة في هذا النهر قال واحدة قال من
قال موقوف واحد في بيت الاحزان
عنوانه اسمه تهمته أجاب المحقّق
لا يدلّ على شكله من الخطرين
قال تهمته شاب من الذين يهون السياسة
قال ما اسمه قال اسمه نوري محمّد الملقب
شعّو بمحمود نم نعم وماذا بخصوصه
لا غبار على صفحته وصفحته بيضاء وانا فتّشت
جميع ما لدينا من تقارير الامن لا غبار على صفحته
فقال الضابط غداً سيأكل الدود عيوني
هاتين كنت اراه بهما وهو يلقي بقصائده
من سطح المعمل وهو يستغل خروج
الطلّاب ليلقي بما عنده من تحريضات
ليزرع الحقد على حكومتنا فقال المحقّق
سيدي ليس لدينا ايّ تقرير أمني ضده
فسكت الضابط وقال المحقّق سأعيده
من حيث جاء كقنبلة موقوتة الى نفس المصدر
الى التحقيقات الجنائيّة واخيراً عاد

الى التحقيقات الجنائيّة ومن التحقيقات الجنائية
سوّق الى الكاظميّة ليلاً
وعند وصولي الى الكاظميّة قالوا انّ المحقّق
ذهب الى المواكب الكاظميّة فبقينا بالانتظار
وقال لي أحد رجال الشرطة أنّ رفيقك
زامل حاتم موقوف لدينا هل تود ان تراه
قلت نعم فأبتسم وقال لا أستطيع ايصالك
اليه وبعد نصف ساعة حضر المحقّق
وقال ما موضوع قضيّتك قلت له حاولوا
دفعي الى الفضل ولم يجدوا ما يدينني
فرفض المعنيّون قبولي في مركز الفضل
والآن يريدون ان يشملوكم بهذا الظلم
فأشار لي بيده ان اقترب وفتح السجل لي
وكتب لقد فتّشت جميع السجلّات التابعة
لمديريّة شرطة الكاظميّ ولم أجد ايّ
إشارة لطلب المتهم المشار اليه لذلك
لذلك اعيده لكم لتتصرّف به حيث
ما ترونه مناسباً مع تحيّاتي
ومن ثمّ اعادوني الى التحقيقات الجنائي
ومن التحقيقات الجنائية تمّ إطلاق سراحي
ليلاً فنزلت الى شاطئ النهر فناديت على
صاحب أحد القوارب النهريّة
لأكثر من مرّة الى ان اطمئنّ فاقترب
منّي وقال خفت منك وانا
اسمع الصراخ والتأوّهات في منتصف الليل
فيقشعرّ لها جسدي ويكاد يغمى عليّ من الخوف

وتأتي بالغريب من قصص الغرام واخيراَ
ذهبوا بي الى دائرة التحقيقات الجنائيّة
وتلك الدائرة التي تكتب له زيارتها لا
يخرج بسهولة من بيمن اسنان المشط
ولم يكن لتلك الدائرة الكريهة سبباً لحجزي
فتركوني في النظّارة لحين أيجاد سبب
لاعتقالي والنظّارة تضعني بين الأرض
والسماء للبحث عن حجّة لسبب اعتقالي
وبقيت الى العصر وخرج احد ضبّاطها
المهمّين عصراً والتفت اليّ وانا قرب
الباب وقال لي الى الآن وانت هنا قلت
نعم وذهب بعد انتهاء دوامه اليومي
وفي هذي الاثناء جاءت والدتي رحمها الله
وهي تشتم وتلعن وأخيراً عثرت الدائرة
بعذر او بحجة قانونيّة وفق أوائل النهر
ذهبوا بي الى مركز الفضل وكان المحقّق
قد حقّق معي واودعني الموقف وبعد وقت
قصير جاء الضابط وقال للمحقّق ما هو رزقنا
اليوم وكنت نزيل الموقف وبالحقيقة ليس
لديهم موقف بل عبارة عن فراغ ما تحت
الدرج يسمّونه بالموقف فسمعته يسأل
المحقّق ما هو رزقنا اليوم فقال له
المحقّق موقوف واحد قال هل حقّقت معه
أجاب المحقّق نعم ولم أجد ما يبرّر توقيفه
لذلك سأعيده الى التحقيقات الجنائيّة
قال الضابط من هو قال له نوري محمّد
الملقّب شعّوب محمود فقال له الضابط
غدا يأكل عينّي الدودّ كان هذا يصعد على
سطح الشركة وينتظر خروج الطلّاب
من مدارسهم ويلقي بقصائده التحريضيّة
اجابه المحقق انا شخصيّاً لم اجدله عندنا
أيّ سبب لتوقيفه فقال الضابط والحل
قال سأعيده من حيث جاؤوا به فسكت
الضابط واخيراً اعادني الى التحقيقات
الجنائيّة



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات من الماضي
- تغنّي النجوم
- العيون على شاشة الفلم مفتوحة
- لنصطفّ بين الأمم
- صبرك يا أيّوب
- وعند طلوع القمر
- قططاً وكلاب
- الى الالم المستحيل
- كلّنا يجهل العوم
- على شاشة الازمنة
- في حدائقب عالمنا المستدير
- بين جرف ورف
- ورفقاً بنفسك بل بالقلم
- قمقم الشعر
- فبي ملمح الغيب
- وما زال موجك بغداد يصعد
- كان صوتي دويّالقرون
- مداخل للسحر
- في عالم غريب
- كتاب العصر


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - ما يدور في محيط الجمجمة