أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - شذرات من الماضي















المزيد.....

شذرات من الماضي


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم

أنا لم أحط بالحركة النقابيّة وأبعادها وربّما اُوفّق
في الإحاطة من أطرافها والرغبة تدعوني ولعلّي
اُساهم في تلك الحركة المباركة وفي نهاية المطاف
كنت بعمر خمسة عشر سنة ولفتت لنظري من خلال
ملاحقة شقيقي المرحوم فاضل محمود النجّار ومنذ عام ألف وتسعمائة
وثمان واربعين كان رجال الامن يلاحقونه ليل نهار
نصيبي في الحياة الفقر المدقع ومنذ أن تفتحت عيوني
وأنا أتقلّب على فراش الفقر والدتي كانت تحدوها الرغبة
في ان ترسلني الى المدرسة ولكن جارتنا اثنتها عن هذا
الطموح وقالت لها شغليه عامل وعندما يكبر هو غصبن عليه
يتعلّم ومع مضي الأيّام اشتغلت في شركت الدخّان الاهليّة
بأجر زهيد لا يأتي بأكثر من عشرة ارغفة من الخبز
وقبل تشغيلي واعتباري عاملاً كان على المرحومة والدتي
ان تحصل على جنسيّة بعمر ثمان عشرة عاماً وانا بن
ثماني أعوام وطلبت من أحدا صديقاتها في الزقاق
جنسيّة ولدها نوري محمّد بدل تشغيلي باسم شعّوب محمود
كان قانون العمل يمنع تشغيل الاحداث وذلك ليتسنى للحدث
الذهاب الى المدرسة حسناً كان فعل القانون ولكن نسي
مشكلة الفقر في العراق كانت الشركة تلعب مع وزارة
الشؤون الاجتماعيّة وعند زيارة أحد مفتّشيها كانت الشركة
تخفي العماّل الاحداث عن انظار المفتّش في أحد مخازها المتروكة كأنقاض
والمكدّسة بالكارتون للماركات القديمة واكياس
القنّب والأشياء المهملة او التالفة
وهكذا تدور الايّام واللعب على الذقون كانت ملاحقات شقيقي فاضل محمود رحمه الله هي التي استنبتت لديّ
الجذور وانا بعمر ثماني سنوات وفي الشركة كان العامل
النقابي المتفاني والمتوازن علي حسين الزبيدي ذلك الشعلة المتّقدة والمصباح المنير ظلام الكادحين والى جانبه العامل النقابي علي كسّوب من اهل الكريمات
ومن اكبر واعظم إنجازات علي حسين الزبيدي فتح مدرسة مكافحة الأمّيّة ومن النقابيّن
الأوائل المعتدلين حسّون عبد الله في نقابة النجارة
وكان من المعتدلين وآن ذاك كانوا يسمّونه
باليمينيّ وهم يضعون الخطى على الدرب دون
الجنوح يميناً او يساراً وشغل مركز رئيس نقابة
النجارة اما اخاه الحاج قاسم عبد الله فكان محسوباً على اليسار وفي انتفاضة عام 1952 تمّ القاء القبض
عليه من قبل أجهزة الامن وحكم عليه لمدّت سنتين قضاها في سجن بعقوبة القسم السياسي وصدف يوم قضى محكوميّته عام 1954وفي تلك الايّام كان فيّضان نهر دجلة العارم قد اغرق المزارع واكتسح الطرق وغطّاها والحاج قاسم عبد الله قد انهى محكوميّته في تلك الفترة العصيبة والسجين بعد إتمام محكوميّته يذهبون به الى مديريّة التحقيقات الجنائيّة او الى الشعبة المختصة بالقضايا السياسيّة والاجراميّة والمحنة كيف يتم تسليمه وجميع الطرق الموصلة الى بغداد قد قطعت فجاؤوا به بأحد القوارب الى التحقيقات الجنائية في بغداد ومن ثمّ يتمّ اطلاق سراحه حيث لا توجد عليه قضايا أخرى ولكنّه تمّ فصله عن العمل منذ عامين امّا إبراهيم صالح السبع
رئيس نقابة السجاير تمّ اطلاق سراحه بعد إتمام محكوميّته من سجن بغداد المركزي القسم السياسي وبقي مفصولاً عن العمل وكذلك عزيز كريم وحسن حبيب كانا من النقابيّن من اهل الكريمات فالعمّال النقابيّن منهم من ينتمون الى أزاب سرّيّة وعلنية فشقيقي فاضل محمود النجّار رحمه الله كان ينتمي الى حزب التحّرر
الذي يقوده حسين الشبيبي رحمه الله وقد تمّ اعدامه مع اعدام الرفيق فهد رحمهما الله والثالث محمد زكي بسّيم رحمه الله والرابع اُعدم داخل سجن بغداد المركزي
من إخواننا اليهود واسمه ساسون دلّال تمّ اعدامه في بئر داخل السجن المركزي في بغداد وجاؤوا بسجناء ليشهدوا عمليّة إعدامه في بئر وحكى لي المرحوم فاضل محمود انّ احد افراد الشرطة بعد تلاوة حكم الإعدام من قبل الحاكم الذي حكمه بالإعدام قال الشرطي بوي ساسون عند اعدامك سأحملك بيدي ولن اسحبك على هذه الأرض الملتاثة بالسيان مقابل ان تعطيني نعلك الجديد فما كان من ساسون دلّال الّا ان رمي النعل الى البئر وهكذا تمّ إعدامه بهذه الطريقة البائسة وامام انظار رفاقه من السجناء وامّا حسين الشبيبي فتمّ إعدامه في الباب الشرقي وأمّا محمّد زكي بسّيم فتمّ اعدمه في منطقة الاعظميّة وامّا الرفيق فهد فتمّ اعدمه أمام ساحة المتحف في كرخ بغداد وكانت هجمة النظام الملكي هجمة شرسة دفع ثمنها صبيحة الرابع عشر من تمّوز المجيدة وهكذا الايّام تدور يوم لك ويوم عليك ايّام الغليان ونحر القرابين عودة الى الحركة النقابيّة ونشاطاتها حدث اضراب في شركة الدخّان الاهليّة خارج مبنى الشركة مرّة حضرت في دار
النقابة وكن من قياديّ الحركة علي عباس الكرّادي وعلي حسين الزبيدي والشاعر محمّد صالح بحر العلوم كان من شركة الدخّان الشرقيّة ان لم تخني الذاكرة والدور القيادي المتمركز في شركة الدخّان الاهليّة وكان هاك مكتب للحركات النقابيّة على مختلف الميول والاهداف والاضراب تمّ خارج مبنى الشركات وكان النقابي عبد حسّون وعلى حسين الزبيدي وعلي كسّوب وزامل حاتم من قياديّ هذا الاضراب وكان المكتب القيادي لكل تلك الحركات الاضرابيّة وفي رأي المتواضع الفقير كان الاضراب يحمل فشله كون العمال المضربين خارج مبنى الشركات وعلى سبيل المثال استعمل المسؤولون في شركة الدخّان الاهليّة اللعب المزدوج من باب المفاوضات السطحيّة وبدعم رجال الامن والشرطة الى جانب ترك العمّال وتشغيل عمّال جدد من خلف السدّة فما كان من العمّال المضربين الّا ان يكوّنون فرق تتصدى للعاملين الغرباء وكان حسن محسن من هذه المجاميع المتصدّية للعمّال فأحاطوا به وضربوه على ذراعه بسلاح بدائي يسمّونه بالكرطة فكانت اصابته بليغة وخطرة في الذراع الأيمن وأخيراوليس آخر فشل الاضراب وعاد العمّال تصحبهم الخيبة والفشل الذريع ودارت دورة الايّام وكانت الدروس تصحبها القسوة والضنك واخيراَ جاءت الاحداث ما بعد الوثبة وثبة كانون وهذا ما رسب بالذهن بالتاريخ وما رسب منها وعادت الحركة النقابيّة تعرج والأحزاب تضمر وتنزوي لتسير على سكّتها الحركة النقابيّة مصابة
بالضمور وعبر ذلك الهزال بقي شيء من عطر الماضي ليرمي بشقيقي فاضل محمود النجّار وبإبراهيم صالح الى سجن بغداد المركزي لمدّة عامين وكذلك بالحاج قاسم عبد الله لمدة عامين وبشقيقي فاضل محمود النجّار لسجن عامين بسجن بغداد المركزي وبعد اتمامها تطبّق عليه مدّة عام النفي في منطقة شثاثة او م يسمّونها بعين التمر وهي تقع خلف مدينة كربلاء هو وكثير من رفاقه المنفيين كانوا يستأجرون بيتاً وكل مجموعة تحتوي على عدد أربعة او خمسة اشخاص تستأجر داراً وبشكل دائم يذهبون الى مركز او معاونيّة الشرطة صباحاً ومساءً لغرض التوقيع واثبات كونهم موجودون طيلة فترة النفي الاجباري



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغنّي النجوم
- العيون على شاشة الفلم مفتوحة
- لنصطفّ بين الأمم
- صبرك يا أيّوب
- وعند طلوع القمر
- قططاً وكلاب
- الى الالم المستحيل
- كلّنا يجهل العوم
- على شاشة الازمنة
- في حدائقب عالمنا المستدير
- بين جرف ورف
- ورفقاً بنفسك بل بالقلم
- قمقم الشعر
- فبي ملمح الغيب
- وما زال موجك بغداد يصعد
- كان صوتي دويّالقرون
- مداخل للسحر
- في عالم غريب
- كتاب العصر
- تاج الوجود


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - شذرات من الماضي