أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الحارس - رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم














المزيد.....

رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 07:28
المحور: كتابات ساخرة
    


أكره الثوم ورائحته تجعلني عصبيا جدا ، لذا فان هذا المخلوق النباتي لا يدخل بيتي الا ما ندر ، بالرغم من الفوائد الصحية التي يجنيها البشر من خلال تناوله الثوم . قررت قطع علاقتي بصديقي الذي يأكل بشراهة منقطعة النظير ثوما طبيعيا وثوما صناعيا ، أما صديقي الآخر فقد هددته بقطع علاقتي به في حالة اقتناعه بالنصيحة الثومية التي قدمها له صديقي الذي قاطعته ويبدو أنها كانت نصيحة مغرضة .
الصديق الوحيد الذي اضطررت الى تحمل علاقتي به بالرغم من رائحة الثوم التي كنت أشعر بها تنبعث من جسمه فهو ذلك الشاب الكردي القادم من قرية من قرى كردستان ، إذ أخبرني هذا الشاب أن النظام الصدامي قصف قريتهم وقرى كردية أخرى بالكيمياوي ضمن حملة عسكرية بشعة أطلق عليها حملة الأنفال وذكر لي أن هذه الحملة الدموية تسببت بقتل الآلاف من الأكراد وتشريدهم من قراهم .
من المؤكد أن سبب تحملي لهذه العلاقة بالرغم من رائحة الثوم التي أكرهها هو كرهي الأكبر للنظام الصدامي الذي زاد بعد معرفتي بالجريمة البشعة التي ارتكبها بحق عائلة هذا الشاب المسكين .
قبل يومين اكتشفت ( خدعة ) الشاب الكردي الذي تحملت علاقتي به بالرغم من رائحة الثوم التي كانت تنبعث من جسمه ، إذ كشف محامي من هيئة الدفاع عن صدام حسين وأعوانه في المحكمة الجنائية الثانية المنعقدة في بغداد حول جريمة الأنفال أن الأكراد الذين قتلوا في قرية صديقي والقرى الكردية الأخرى لم يقتلوا بسبب قصفهم بالكيمياوي كما ادعى صديقي وأن الرائحة التي شموها حينها لم تكن الا رائحة الثوم الذي كانوا يشترونه من السوق ، لكن المحامي ( الفطحل ) لم يذكر السبب الذي أدى الى مقتل الآلاف من الأكراد في تلك الحملة .
كانت ( حقيقة ) مرة تلك التي كشفها هذا المحامي ( الفطحل ) . لقد قالها بملء فمه دون خجل أو حياء في قاعة المحكمة وأمام الملايين من مشاهدي التلفاز في العراق والوطن العربي والعالم كله ، فضلا عن تلك المرأة المسكينة التي جاءت الى المحكمة شاكية القصف الكيمياوي التي تعرضت له وعائلتها وقريتها وتسبب في مقتل العديد من أفراد عائلتها وقريتها والقرى المجاورة .
قالها دون أن يشعر بمأساة الآلاف من الأبرياء الذين قتلوا في مجزرة الأنفال من شيوخ ونساء وأطفال وحيوانات أيضا . قال أن الرائحة التي شمتها هذه المرأة والتي ذكرت أنها تشبه رائحة الثوم لم تكن الا رائحة الثوم الذي كانت قد اشترته من السوق وهو ما يؤكد ، حسب هذا المحامي ( الفطحل ) أن الطائرات لم تقصف القرية والقرى المجاورة بمواد كيمياوية قاتلة .
حقا أن هذا المحامي يحتاج الى براعة اختراع من أكبر منظمات ( الثوم ) العالمية نتيجة الاكتشاف الخطير الذي وصل اليه في جلسة المحكمة المذكورة حينما ( فند ) ادعاءات هذه المرأة التي ظنت أن الرائحة التي شمتها بعد قصف الطائرات لقريتها هي رائحة مواد كيمياوية تشبه رائحة الثوم في حين أن الحقيقة التي كشفها المحامي هي أن الرائحة التي شمتها هذه المرأة هي فعلا رائحة الثوم الذي اشترته من السوق وهذا ما يؤكد أن الطائرات التي قصفت القرية لم تقصفها بمواد كيمياوية قاتلة كما ادعت المرأة ، بل أن الطائرات الحربية كانت تقصف القرية بمواد أخرى قد تكون مواد غذائية من بينها الثوم .
لقد شعرت بالخدعة الكبيرة التي ( خدعني ) بهذا الشاب الكردي والتي تسببت أيضا في أن أساند الناس الذي أطلقوا على الرفيق المقاتل الفريق أول الركن الطيار علي حسن المجيد ( هكذا قدم نفسه لرئيس المحكمة في الجلسة الأولى وأرجو أن لا تسألوني متى أصبح طيارا مثلما أرجو أن لا تسألوني عن اسم كلية الأركان التي تخرج منها ) ، أساندهم في التسمية التي أطلقوها عليه وهي ( علي كيمياوي ) فقد أثبت لي هذا المحامي ( الفطحل جدا ) من خلال الأدلة ( الدامغة ) التي ساقها في قاعة المحكمة أن ظلما قد وقع على الرفيق المقاتل الفريق أول ركن الطيار علي حسن المجيد وعليه يجب تصحيح هذا الخطأ من خلال تغيير التسمية من علي كيمياوي الى علي أبو الثوم .
شر البلية ما يضحك . هذا المثل ينطبق تماما على هذا المحامي ( الفطحل ) الذي أضحك الجميع حينما ذكر اكتشافه الخطير حول هذه القضية بما فيهم المرأة المسكينة صاحبة الشكوى ورئيس المحكمة وربما حتى فريق الدفاع الذي يبدو أنه تفاجأ بعبقرية هذا المحامي الذي لم يستغله في قضية الدجيل .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحقيق الانجازات في ظل التهديدات
- فيلم هندي : ارهابي هندي بالعراق
- رفع الصور قبل فوات الأوان
- رسائل تضامنية
- هيئة اجتثاث البعث
- العراقيون أولى بأموالهم
- اختطاف الرياضة العراقية
- الوطن بحاجة الى شهداء !
- بغداد تحت السيطرة الآن !
- مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد
- الحوار والمصالحة مع مَن ؟
- أتحداكم جميعا
- برقيات سريعة بمناسبة مقتل الزرقاوي
- الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا
- انسحاب القوات المتعددة الجنسيات
- المدعي العام لم يكن هناك
- شغب في الملاعب العراقية
- أهل الرمادي : اطلقوا سراح منتخب التايكواندو
- تشكيلة الحكومة : محاصصة أم واقع حال سياسي
- الرياضة في السفارة


المزيد.....




- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الحارس - رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم