أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق الحارس - رفع الصور قبل فوات الأوان














المزيد.....

رفع الصور قبل فوات الأوان


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:37
المحور: المجتمع المدني
    


قرار ( حكيم ) ذلك الذي اتخذه السيد مقتدى الصدر في صلاة الجمعة الأخيرة والذي طالب فيه برفع صوره من جميع دوائر الدولة .
ربما أن السيد قد اتخذ هذا القرار احتجاجا على المداهمات التي شنتها قوات الجيش العراقية التي تساندها القوات الأمريكية لمدينة الصدر في بغداد أو القوات البريطانية في البصرة لاعتقال مجموعة من جيش المهدي ، تلك المداهمات التي تكررت في الآونة الأخيرة ، أو ربما هناك أسباب أخرى دعته الى اتخاذ هذا القرار .
شخصيا ، لا تهمني الأسباب بقدر ما يهمني القرار ، ذلك القرار الذي انتظرت تنفيذه منذ عودتي من العراق بعد الزيارة السريعة التي قمت بها الى هناك بعد سقوط النظام بعام واحد ، إذ أفزعتني الصور والجداريات العديدة التي تغلف شوارع وجدران البنايات في بغداد وبعض المحافظات التي زرتها ، فضلا عن جدران مكاتب الدوائر الحكومية . ليس صور وجداريات السيد مقتدى فحسب ، بل صور وجداريات العديد من زعماء الأحزاب الدينية والسياسية الذين دخلوا الى العراق بعد سقوط النظام الصدامي .
صديقي الذي عاد مؤخرا من العراق حدثني عن هذه الظاهرة بشكل أكثر تفصيلا أو أكثر افزاعا ، إذ ذكر لي أنه رأى ، فضلا عن الصور والجداريات المعلقة في الشوارع والدوائر الحكومية ، رأى عددا من أفراد قوات الجيش والشرطة ببدلاتهم العسكرية يضعون صور زعماء أحزابهم الدينية على أكتافهم .
يحمل بعضهم مسؤولية لصق هذه الصور في الشوارع والدوائر الحكومية على المواطنين ، إذ يقولون أن المواطن العراقي يشعر دائما أنه بحاجة الى ( الرمز ) أو ( البطل ) ، لذا فهو الذي يختار بطله ليضع صورته في هذا الشارع أو تلك الدائرة وبعضهم الآخر يقول أن المواطن يعبر عن حبه وتقديره لهذا الزعيم من خلال وضع صورته هنا أو هناك .
صدام في لقاء تلفازي مع قناة أجنبية أجاب عن سؤال يتعلق بكثرة صوره المعلقة في كل مكان قائلا :
الدوائر الحكومية ملزمة بوضع صورة كبيرة لرئيس الجمهورية في كل غرفة من غرفها ، لكننا لا نشترط على الموظف أو الموظفة وضع صورتي على مكتبه الخاص ، لكنك عندما تزور أي دائرة حكومية فستجد أغلب الموظفين يضعون صورا صغيرة لي على مكتبهم الخاص . نحن لا نفرض ذلك ، لكننا لا نمنع الموظف أو الموظفة من فعل هذا الأمر أنهم يعبرون عن حبهم لنا فهل نمنعهم من التعبير عن هذا الحب .
هل كانت تلك الاجابة تعبر عن الحقيقة ؟ نحن أهل العراق أدرى بالصور .. أدرى بالحقيقة !!

قبل سقوط النظام كنا نتحدث بامتعاض واضح عن صور وجداريات صدام التي ملأت شوارع وجدران مدن العراق ومكاتب الدوائر الحكومية حتى أصبح ، من باب النكتة ، أنه هناك صعوبة كبيرة لاسقاط صدام من حكمه ، إذ أن صوره وجدارياته وتماثيله تحتاج الى ثورة خاصة بها والى أشهر عدة من أجل تمزيقها أواسقاطها ، لكن اتضح أن الأمر لم يكن بحاجة الا لنعال ( أبو تحسين ) .
بعد سقوط النظام ظهر الى الواجهة السياسية والدينية عدد كبير من الزعماء الدينيين والسياسيين لا يمكن عدهم بسهولة وهو الأمر الذي أدى الى ضياع ألوان جدران البنايات الرسمية وغير الرسمية بسبب وجود المئات من الصور المعلقة عليها .
نتمنى أن يخرج علينا السيد مقتدى في صلاة الجمعة القادمة ليقرر رفع صوره من الشوارع أيضا ليكون عبرة لغيره من الزعماء الآخرين .
لا نريد أن ترفع صور هؤلاء الزعماء بالطريقة نفسها التي رفعت فيها صور صدام ، لذا عليهم أن يقرروا رفع صورهم من الشوارع والدوائر الحكومية ، قبل فوات الأوان .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل تضامنية
- هيئة اجتثاث البعث
- العراقيون أولى بأموالهم
- اختطاف الرياضة العراقية
- الوطن بحاجة الى شهداء !
- بغداد تحت السيطرة الآن !
- مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد
- الحوار والمصالحة مع مَن ؟
- أتحداكم جميعا
- برقيات سريعة بمناسبة مقتل الزرقاوي
- الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا
- انسحاب القوات المتعددة الجنسيات
- المدعي العام لم يكن هناك
- شغب في الملاعب العراقية
- أهل الرمادي : اطلقوا سراح منتخب التايكواندو
- تشكيلة الحكومة : محاصصة أم واقع حال سياسي
- الرياضة في السفارة
- رياضة - نكهة عراقية في قبرص
- مهزلة جديدة لمقتدى : تحريم كرة القدم
- في كل الأحوال : أنها ديمقراطية


المزيد.....




- التحرير الفلسطينية: تحركات عربية مكثفة لتجميد عضوية إسرائيل ...
- وفا: إسرائيل تسعى إلى محو الذاكرة الفلسطينية بإنهاء خدمات ال ...
- غزة.. الاحتلال قصف للمرة التاسعة خيام الصحافيين والنازحين في ...
- الأونروا: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح ...
- مسؤولة الإتصال في اليونيسيف بغزة: المساعدات الإنسانية غير كا ...
- مسؤولة الإتصال في اليونيسيف بغزة: هناك زيادة في أعداد الأطفا ...
- مسؤولة الإتصال في اليونيسيف بغزة: الناس يواجهون مشاكل كبيرة ...
- مسؤولة الإتصال في اليونيسيف بغزة: نشعر بقلق شديد بشأن أوضاع ...
- مسؤولة الإتصال في اليونيسيف بغزة: نشعر بقلق شديد بشأن أوضاع ...
- للمرة الأولى.. وفد من -طالبان- يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق الحارس - رفع الصور قبل فوات الأوان