كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 10:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صدر البيان المشترك المتعلق بالمحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، وفيما يخص الشأن اللبناني أكد الجانبان فيه على " أهمية إجراء إصلاحات شاملة لتضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون لبنان منطلقا لأي أعمال تزعزع أمن واستقرار المنطقة أو ممرا لتجارة المخدرات."
فكيف سيتجاوز لبنان أزمته وهو محاصر خليجيا بسبب كلمة حق قالها الوزير المستقيل جورج قرداحي عن حرب اليمن العبثية المدمرة التي كلفت السعودية ودول الخليج مئات المليارات من الدولارات؟ إذا كانت قطر والسعودية ودول الخليج الأخرى تريد حقا مصلحة لبنان ومساعدته في تجاوز أزمات ومن أهمها اقتصاده المتدهور فلماذا لا تساعده ماليا " بكم مليار دولار " كما تدفع لدول أخرى وبلا مقابل، أو على الأقل ترفع الحصار التجاري الذي تفرضه عليه.
ومن الذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة لبنان أم السعودية وقطر والإمارات والدول العربية الأخرى التي شاركت بتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا، وانبطحت للإرادة الصهيونية والأمريكية؟ الذي زعزع استقرار لبنان وتسبب في حروبه الأهلية هو تركيبته السياسية الطائفية، وجشع وتمترس العائلات الطائفية التي تحكمه وتنهب ثرواته، وتدخل السعودية ودول عربية أخرى في شؤونه الداخلية، وليس حزب الله كما تدعي دول الخليج وبعض الدول العربية؛ وسواء وافقت تلك الدول أم لم توافق، فإن حزب الله لعب دورا محوريا في طرد الصهاينة وعملائهم من جنوب لبنان، وفي منع دولة الاحتلال من الاستفراد بلبنان وإرغامه على التطبيع معها، وفي التصدي لعملاء الدول العربية وإسرائيل وأمريكا في سوريا وإفشال محاولاتهم لاستسلامها وتقسيمها إلى دويلات، وفي دعم المقاومة الفلسطينية!
أما إشارة البيان المشترك إلى حرص السعودية وقطر على ألا يكون لبنان ممرا لتجارة المخدرات فهذا ادعاء باطل! تجارة المخدرات في لبنان معروفة منذ عشرات السنين، والأزمة الاقتصادية التي يمر فيها البلد زادت الفقر والبطالة، وساهمت بلا شك في زيادة زراعة وإنتاج المخدرات وتصديرها إلى دول الخليج ودول أخرى في المنطقة وخارجها؛ أضف إلى ذلك أن المخدرات تصل لدول الخليج الغنية من مناطق مختلفة من العالم؛ فلماذا تلوم السعودية وقطر وغيرهما من دول مجلس التعاون لبنان وتتغاضى عن اتهام بعض الدول العربية والإسلامية والأجنبية التي تعتبر ممرات لتجارة المخدرات؟
الخلافات اللبنانية الخليجية تتمحور حول حزب الله. دول الخليج تلتقي مع إسرائيل وأمريكا ومن لف لفيفهما من الحكام العرب في اعتبار حزب الله " حزبا إرهابيا." فإسرائيل تعتبره عدوها، وأمريكا تعتبره تهديدا لمصالحها، وعملاء أمريكا العرب، خاصة حكام الخليج يعتبونه تهديدا لوجودهم. ولهذا فإن حصار دول الخليج للبنان وامتناعها عن مساعدته ماليا للخروج من أزمته الاقتصادية الطاحنة هدفه الضغط على الشعب اللبناني ودفعه للانتفاض ضد وجود حزب الله؛ لكن هذه المحاولات لم تفشل فقط، بل إنها ساهمت في زيادة دعم الحزب محليا وعربيا وأصبح يتمتع بحضور قوي في العراق، وبوجود خلايا له في دول مجلس التعاون، أي ان حزب الله الذي يتمنى حكام الخليج التخلص منه ومن نفوذه أصبح بمثابة كابوس مؤرق لهم.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
