أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - أيها الفلسطينيون...لا تتوقعوا خيرا من أمريكا ورؤسائها














المزيد.....

أيها الفلسطينيون...لا تتوقعوا خيرا من أمريكا ورؤسائها


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قيام الدولة الصهيونية وحتى يومنا هذا والولايات المتحدة الأمريكية تزودها بالمال، وبأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة، وتوفر لها الغطاء الدبلوماسي للهروب بلا عقاب من كل جرائمها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وتمنع إدانتها في المنظمات والمحافل الدولية، وتتحالف معها في محاولاتها الدائمة لخداع العالم، وتغض النظرعن الاحتلال وظلمه لشعبنا، ولم تمارس أي ضغط جدي ومؤثرعليها لايقاف الاستيطان والقبول بحل سلمي يسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة منذ عام 1967.
جميع رؤساء أمريكا منذ هاري ترومان الذي اعترفت إدارته بإسرائيل بعد إعلان إقامتها بساعات إلى الرئيس الحالي جوزيف بايدن تسابقوا في تقديم الولاء والطاعة العمياء لإسرائيل، وكل واحد منهم زودها بالمال وأحدث أنواع السلاح، واعتبرها الحليف الأمريكي الاستراتيجي الوحيد في العالم العربي، وكان متحمسا لتلبية طلباتها، ودعم احتلالها وسياساتها الاستيطانية التوسعية في الضفة الغربية وغزة، وتغاضى عن تضليلها للشعب الأمريكي وللرأي العام العالمي أكثر من سلفه.
هذه السياسة الأمريكية العمياء في الولاء لإسرائيل ثابتة ولن تتغير. فقد أعلنت كل إدارة أمريكية بما في ذلك الإدارة الحالية وبوضوح بانها ملتزمة بحماية إسرائيل، ومستعدة أن تتدخل عسكريا إذا تعرض وجودها للخطر، وستستمر في دعمها عسكريا وتبقي ميزان القوى في المنطقة لصالحها، وإنها حريصة جدا على المحافظة على علاقات سياسية، واقتصادية، وثقافية، واجتماعية مميزة معها، وإنها الحليف الأمريكي الاستراتيجي الوحيد في منطقة الشرق الاوسط.
فماذا فعلنا نحن العرب لإيقاف عداء أمريكا لنا، واستخفافها بنا، وانحيازها الكامل لإسرائيل؟ لم نفعل شيئا؛ لكننا ازددنا خنوعا وخضوعا لها، وقبلنا بوجود عساكرها وقواعدها في دولنا لتشعل الحروب بيننا، وتبتزنا وتبيعنا سلاحها، وتهيمن على قرارنا السياسي، وتحمينا من بعضنا بعضا!؟ ولهذا فإن الحكام العرب الذين يعتمدون عليها لحماية أنظمتهم وعوائلهم، لم يتعلموا الدرس من تاريخها الأسود في التعامل مع عملائها وحلفائها الذين تخلت عنهم في أكثر من مكان من العالم عندما تطلبت مصالحها ذلك، وسوف تفعل نفس الشيء بهم عندما ينتهي دورهم.
ليس هناك شك أن الجالية اليهودية التي يصل عددها إلى حوالي ستة ملايين، هي الأقلية الأمريكية الأغنى والأكثر قوة ونشاطا. ولهذا فإن اليهود الأمريكيين ساهموا مساهمة مهمة في تقدم العلوم والفنون والآداب، وفي إدارة عجلة الاقتصاد الأمريكي. أما سياسيا فان اللوبي الصهيوني، وأنصار إسرائيل من كبار أغنياء أمريكا، والموالين لها المتغلغلين في مؤسسات الدولة، والإعلام، ومراكز الأبحاث، والجامعات لهم تأثيرهم القوي جدا والمباشر على صناعة القرار السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية وكل ما يهم إسرائيل.
ولهذا على الفلسطينيين ان يدركوا أن أي رئيس أمريكي لا يستطيع تجاهل اليهود الأمريكيين، وإن السياسة الامريكية المعادية لهم ولقضيتهم، والمنحازة لإسرائيل ستستمر لأن النفوذ الصهيوني المتغلغل في كل مفاصل الدولة والمجتمع الأمريكي من الصعب مقاومته، وإن كل الذين حاولوا قول الحقيقة عن هذا النفوذ الصهيوني وخطره على الولايات المتحدة ومصالحها، تعرضوا لحرب شعواء ضدهم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي حاربه اللوبي الصهيوني بشراسة لأنه كان منصفا وانتقد ممارسات إسرائيل في كتابة " سلام وليس عنصرية " Peace not Apartheid ، وأيضا ما حدث لدورثي تومبسون اللبنانية الأصل، وأشهر صحفية أمريكية غطت أخبار البيت الابيض أكثر من نصف قرن، وتعاملت مع كل رؤساء أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، لأنها في رأي اللوبي الصهيوني ارتكبت جريمة لا تغتفر عندما انتقدت الاحتلال وسياسات إسرائيل التوسعية العنصرية. ولهذا حوربت، وشوهت ومحي إسمها من تاريخ العظماء الأمريكيين! لقد وصفت ما حدث لها بدقة بقولها أنه كان عملية اغتيال لمهنيتها وانجازاتها وشخصيتها.
لن تتغير السياسة الأمريكية بخنوع الحكام العرب المذل لإرادتها، ولا بالسيوف المرصعة بالجواهر والهدايا الباهظة الثمن التي يقدمونها للرؤساء والساسة الأمريكان. ولن تتغير العجرفة الأمريكية والاستهتار بالعرب وقضاياهم إلا في حالة وجود تهديد حقيقي لمصالحها في المنطقة، أو في حالة فتح الحدود للشعوب العربية والاسلامية لمواجهة إسرائيل وتهديد وجودها. وما دامت هذه الاحتمالات أضغاث أحلام، فان الرؤساء الأمريكيين لن يغيروا سياساتهم الموالية لإسرائيل، وإن العدوان الإسرائيلي سيستمر، وسيظل الشعب الفلسطيني البطل وحيدا في الساحة، وعلى أمل بأن تضحياته ومقاومته ودماء شهدائه سوف تغيرالوضع لصالحه في يوم من الأيام، وتحول المظلوم الفلسطيني والعربي إلى بركان يحرق أعدائه الصهاينة وظالميه من أبناء جلدته معا.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة نفتالي بنيت تتحدى إدارة بايدن برفض إعادة فتح القنصلية ...
- الدول الخليجية .. خنوع لإهانات أمريكا وأسرائيل وانتقام من لب ...
- الموقف الأمريكي الأوروبي من الاستيطان .. تناقض بين القول وال ...
- لماذا تعمل إسرائيل للتخلص من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ...
- رحيل كولن باول الذي كذب على الشعب الأمريكي والعالم لغزو وتدم ...
- الحاكم العربي يلهف أموال الشعب ويتبرع للفقراء من -ماله الخاص ...
- رفض بينيت وشاكيد ولابيد طلبات عباس للقائهم إهانة له وللشعب ا ...
- الشعب الفلسطيني يؤمن بأن المقاومة هي الحل والسلطة تراهن على ...
- عودة سوريا للجامعة العربية
- زيارة بينيت لمصر وخطة لابيد الاقتصادية وجهان لسياسة خداع إسر ...
- فشل حزب العدالة والتنمية المغربي وتداعياته على الإسلام السيا ...
- هل تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لتسليم الوصاية على العالم ...
- القمة المصرية الأردنية الفلسطينية مضيعة للوقت وضحك على ذقون ...
- قطع العلاقات المغربية الجزائرية .. صراع أنظمة واستخفاف بإراد ...
- قبول إسرائيل كعضو مراقب في - الاتحاد الافريقي - وردود الفعل ...
- انتصار طالبان وحلفاء أمريكا العرب
- حركة فتح والمقاومة الشعبية المتصاعدة
- السلطة الوطنية الفلسطينية واغتيال نزار خليل بنات
- مجموعة الدول الصناعية السبع والهيمنة على اقتصاد العالم
- المحاولات الأمريكية لتحميل الصين المسؤولية عن انتشار فيروس ك ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - أيها الفلسطينيون...لا تتوقعوا خيرا من أمريكا ورؤسائها