أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آزاد أحمد علي - كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية














المزيد.....

كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


سحبت من بين صف (روايات) سليم بركات أقلها سماكة، فقراءة نصوص سليم بركات النثرية ورطة، ينبغي الخروج منها بأقل خسارة زمنية ممكنة، فكانت كهوف هايدراهوداهوس أصغرها سماكة، توقعت أن النص يرتبط بعلاقة ما مع مجتمعات اليونان القديمة، أو إعادة اكتشاف لنص يوناني يتم محاكاته، أو حتى إعادة صياغة لأسطورة أو ملحمة من عوالم الشرق القديم.
يتوزع النص على فقرات معنونة على شكل فصول، أولها: محاورة خارتيماس وسوسينو، وآخرها غبار الشعراء.
يبدأ النص وينبثق من حديث لكائن نصفه انسان ونصفه الآخر حصان: "هل عثرت على النصف الآخر من حلمي، أيها الهوداهوس سوسينو؟ قال خارتيماس الأشقر العرف، وأصدر صهيلا خافتا من حنجرته – حنجرة الكائن المختلس الشكل من نصف انسان ونصف حصان."
يستمر نص سليم في رسم عوالم مفترضة ومتخيلة، دون مقاربة للتاريخ والأساطير، ودون القدرة إعادة نصب عالم روائي قادر على الحياة حتى نهاية النص، فضلا على البقاء في ذهن القارئ لحين من الزمن...
النص محشو بالأسماء التي توحي موسيقاها بأنها اغريقية وهي ليست كذلك، عالم قديم ولكنه لا يدخل التاريخ من أي زاوية، النص ملئ بالشخصيات (الأحصنة والخيول) عالم ناطق باسم الحيوانات وليس بعالم جاحظي، لا تستطيع الخيول ان تنطق الا كبشر، وليس ثمة خصوصية لعالم الخيول المفترضة، صراعات ليس بصراعات بين الكائنات المستقرة على أربعة أرجل... استعانة بالتاريخ وبالصراعات البشرية على الحكم، ولا مسار سردي واضح من البداية وحتى النهاية...
فقط تستمر عنوانين لفقرات تبدو أنها تعيد نفس الحركات اللغوية البهلوانية وليس لها القدرة لتجسد أحداثا: ثيوني هايداهوداهوس."الموت الذي ولد معك، ياخانياس، سيمزق نفسه لوعة مما سأفعل بك، قال الأمير. مس مقبضي خنجريه الذهبيين..." ص21
تحقيقات الكاهن كيدرومي: يبدأ هذا (الفصل) "بصهيل الكاهن كيدرومي، في طبقة الأرض الثالثة تحت كهف الطواحين الشاسع الأرجاء. دار حول مخلوق الهوداهوس الأبيض، المقيد القوائم. سأقطع ذيلك." ص 27
خيال تيتونا: في تخيل أميرة... والحديث عن مخلوقاته التي تبدو فقط أنها معجونة من هيولا لغوية: "في السادسة يتزوج مخلوق الهوداهوس. يكتهل في العشرين، يشيخ في الثلاثين. ان لم يتم ضعفا او مصادفة، حتى الحادية والثلاثين، حمل معه حدوة من حدوات أمه الميتة، ومضى الى أخدود تاييس. ريح الجفاف الصاخبة، في هبوبها العريق، تنجز النقلة الباقية الى الصمت العريق." ص39.
فكما هو ملاحظ كل الأحداث تجري داخل مساحة اللغة نفسها وتلتف كزوبعة حول بلاغة خشنة.
حوافر خانياس: دار المهرج خانياس حول نفسه... صهل بقوة لكن صهيله ضاع في الغبار الذي اثاره الهوداهوس الشعراء..." ص 47
وللغبار وللشعراء حضور كثيف ويبدو أنها ضرورة لبعثرة ما تم تخيله من روابط درامية أو وشائج سردية في النص وكأن الكاتب لا يريد لنصه ان يستقيم ويقترب من نص روائي.
تاسيس: من أجواء هذه الفقرة: "أرى زائرين يكثرون في كهف فيفلافيذي، ايتها الهوداهوس انستوميس، قالت الأميرة، وقد انفصلت عن الاناث الأربع حارساتها ذوات الأقنعة النصفية والخناجر الزرقاء المقابض..." ص64
رعد في الكهف الأعظم: "تسعة عشر صباحا قطعت أذيال بين تماثيل الحدائق الحجرية. حومت ذبابات العار البلورية فوق الجروح، التي لا تندمل الا بالموت: انتحر مقطوعو الاذيال بخناجرهم، بعد إطلاق صهيل موحش" ص68
أزينون: تبدأ هذه الفقرة بحركة مسرحية لا تساهم في بنيان النص: "دارت جدران الكهف الأعظم، كطيور دائخة، في عيني أنيكاساميدا. شقرة من ملح سلخت غشاء كبدها: أين الأمير؟ قالت بصوت متناثر في حنجرتها المسدودة من الهلع." ص74
خنجر ديديس: "في اليوم الخامس من زيارتها كهف الرواة، ظهرت ديديس بعد غياب. فوجئت أنستوميس بوجود ذات الجديلة الذهبية قرب العمود الذي تحفظ في تجويفه شظايا لوح أورسين" ص92
الصهيل: "الم تتعلم، بعد أن تكون أميرا؟ لا تلمسني بذيلك، قالت أنيكساميدا بصوت خافت، فأوقفت أزينون حركة ذيله." ص99
لا يمكن عمليا حفظ كل هذه الأسماء ولا استيعاب حركات الذيول، فضلا عن الصهيل الذي يصدر بصيغة إشكالية ومفتعلة من شخصيات لها فقط مسميات متخيلة وليس لها ملامح لا بشرية وحيوانية.
غبار الشعراء: يختم سليم بركات نصه: "اندفع سيل من الغبار خلف الشعراء الراكضين في الحلبة يلقون أشعارا مختنقة من حناجرهم الهاذية، وتصادمت أصداء الحدوات المدربة على ابتكار رنينها." ص 110
لا يمكن اختزال هكذا نص خشن ومضطرب، ولا استعراضه، ولكن يحق لمن تعرض لكل هذا الصهيل المتخيل أن يقول: أن صهيل الخيول تاهت ولم تصل وجهتها، وأن الغبار الذي أثارته لغة سليم بركات في هذا النص، والكم الهائل من المفرقعات اللغوية التي فجرها لم تؤسس لنص متكامل يفرض حضوره، ويحتل مساحة مهمة من مخيلة القارئ، وأفترض بشكل خاص، أنها لن تلامس ذائقة القارئ التقليدي، خاصة الذين ينتمون لجيل يقرأ الرواية منذ نصف قرن.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخليص الجامعات من هيمنة الأحزاب
- تعهد أو اتفاقية الميتان (Methane Pledge) كمدخل لنجاح قمة غلا ...
- اليسار يتقدم أوربيا: أخلاقيات مواجهة الرأسمالية تنتعش
- خطوات ماكرون المتعثرة من لبنان إلى كوردستان
- مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي
- معضلة الهجرات التاريخية لدى النخب السياسية العربية
- وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-
- هل نستطيع النجاة من دون النساء؟
- الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟
- في حضرة الكناس
- رسائل معدنية متبادلة: العراق وكوردستان هما الضحية
- أصل نظام التفاهة
- معركة كوباني: أسست لأممية ناعمة في مواجهة إرهاب متوحش
- استثمار التطرف التركي – الايراني؟
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (2)
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (1)
- ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي
- الحاجة للخديعة والحنين للحماقات
- عبثية الحروب في رواية كهرمان
- غرق مدينة أم تدمير حضارة


المزيد.....




- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آزاد أحمد علي - كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية