أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - المصير المحزن للسيد احمد عبده ماهر














المزيد.....

المصير المحزن للسيد احمد عبده ماهر


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 23:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في سنة 1925 ظهر كتاب صغير ، ولكنه كان بمثابة ثورة "الاسلام واصول الحكم " للشيخ الازهري المستنير علي عبد الرازق . فيه يذهب المؤلف إلى ان الخلافة ليست من الاسلام ، ولم ينص عليها القرآن الكريم ، انما هي نظام توافق عليه المسلمون بعد وفاة الرسول الكريم . وان الاسلام دين ، ودين فقط ، وليس دين ودنيا .
ثارت ثائرة الازهر وشيوخه الاجلاء ، ورموا الرجل بكل نقيصة ، واجتمعوا فجردوه من شهادة العالمية ، واقالوه من وظيفته ، فقد كان قاضيا شرعيا .
وفي سنة 1926 اصدر طه حسين كتابه المثير للتفكير والشك "في الشعر الجاهلي " فيه طبق المؤلف منهج الشك الديكارتي علي ما يسمي بالشعر الجاهلي ، اي الشعر الذي خرج من قريحة الشعراء في الفترة التي سبقت ظهور الاسلام .
وانتهي طه حسين إلى ان هذا الشعر ليس جاهليا . انه نتاج شعراء مسلمين في عهد الخلافة العباسية . كانت هناك اسانيد عقلية حدت بالكاتب ليقول ما قاله .
لا يعنينا صحة او خطأ ماذهب إليه طه حسين ، فالمهم والجديد هو المنهج الذي بمقتضاه وضع جزءا من التراث تحت مجهر الفحص العقلي ، والشك ، ورفض التسليم لما انتهي اليه السابقون علينا .
كالعادة قامت الدنيا ولم تقعد ، واٌتهم طه حسين بالكفر ، والاساءة للدين . سير الازهر مظاهرات ضد الرجل وعيروه بكف بصره ، وقٌدم بلاغ ضده الي النيابة العامة . ولولا استنارة وثقافة وكيل النيابة الاستاذ محمد نور لألقي بطه حسين في غياهب السجون .
قي ثمانينات القرن الماضي علي ما اظن ، ظهر كتاب "مقدمة في فقه اللغة العربية " لمؤلفه المفكر والناقد واستاذ الادب الانجليزي لويس عوض . فأٌتهم الرجل بانه نصراني غربي الميل ، ويبغي التأثير الهدام للعربية والاسلام .
بعد ذلك بقليل ظهر المفكر العلماني فرج فوده ، والذي دعا لاسلام متصالح مع العقل ومع العصر ، مناديا بالعلمانية الموقرة والمحترمة للدين . وكان الرد المنتظر تكفير له ، ورميه بالمروق والافتئات علي الاسلام ، والافتاء باهدار دمه . وهو ما حدث في 8 يونيو 1992.
وظهرايضا سيد القمني باطروحاته الجديدة الاصيلة ، والتي تزلزل الفهم الماضوي القديم المظلم ، فضاقوا به ، والصقوا به التهمة الجاهزة "العداء للاسلام " بهدف النيل منه ، والحط من شأنه .
وايضا ظهر المفكر نصر حامد ابوزيد الذي وضع منهجا جديدا في فهم وتأويل النص المقدس ، فتعرض الرجل لحرب شرسة ، وحكمت محكمة ظالمة بالتفريق بينه وبين زوجته باعتبار انه لم يعد مسلما .
وحٌكم علي اسلام البحيري بالسجن ، رغم انه حاول ان يبرئ الاسلام مما علق به من ما نسبه له كاتبو السيرة النبوية ، والفقهاء القدامي من امور ومفاهيم لا يقبلها العقل ، ولا الاخلاق .
وها هي الدائرة تدور علي احمد عبده ماهر ، ويٌطبق عليه قانون ازدراء الاديان تطبيق جائر ظالم ، وكانه مرتد ، او كافر .
كل اولئك المفكرين لم يكفروا بالاسلام . ظلوا ومعهم الاخير احمد عبده ماهر مسلمين غيورين علي الدين ، ووظفوا عقولهم الحرة لتقديم اسلام يقبله العقل ومتصالح مع العصر وقيم الحرية والحداثة .
تقديم احمد عبده ماهر للمحاكمة بتهمة ازدراء الاسلام ، والحكم عليه حكما جائرا بالسجن خمس سنوات امر مستنكر فهو لم يزدر الدين . هو يجل الدين ويدعو لتخليصه من النقائص التي لصقت به علي مدي التاريخ ، واعتماد ما جاء بالتراث الماضوي المظلم ، والذي لايصلح لعصرنا .
اظن ان هناك علاقة وطيدة بين نظام الحكم لدينا الذي يعتمد الفردية ، والرأي الواحد ، ولا يقبل التعددية والتنوع . وينظر نظرة سلبية للديمقراطية والليبرالية ، ولا يبالي بالحرية الفردية وحقوق الانسان ، ورفض التجديد في فهم الدين . والنتيجة المحزنة وضع اولئك المفكرين النبلاء الشجعان تحت طائلة القانون المعيب "ازدراء الاديان " لاسكاتهم ، ويبقي الحال علي ماهو عليه .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل الدين الدي نحتاجه
- حدث فى 31 اكتوبر 1517
- اسكندر طوس ... هل يتذكره احد؟
- حكام الجيش المصرى فى 23 يوليو 1952
- شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى
- 30 يونيه 2013
- هزيمة 5 يونيو 1967 نتيجه منطقيه
- المواطنه والعلمانيه
- حدث فى 25 يناير 2011
- العقيده والميلاد
- دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه
- وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق
- 30يونيو 2013
- الاصوليه المسيحيه
- موت شادى حبش فى السجن
- من المسئول عن قتل جنودنا ؟


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - المصير المحزن للسيد احمد عبده ماهر