نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 18 - 16:54
المحور:
الادب والفن
تعودت على الليل منذ الطفولة ، لكن ليلة أمس كانت مختلفة، لم أعد أجن بالليل ، و أنا التي كنت كلما جنّ أجن به نتبادل الحب و القصائد.
ليلة أمس كات تنذرني بأنها الليلة الأخيرة ، لا يهم! المهم أن يتوقف الألم ، ولا يتوقف. ماذا لو جمعت أحبتي بعد منتصف الليل ،وعدّت الليلة بسلام؟ لن أجمعهم ، أحببت أن أكون وحيدة في ليلتي الأخيرة ، لكنّني كنت أهرب من زاوية إلى زاوية ، , أنا أمسك بخاصرتي و أحاول وقف الغثيان ، وكلما وصلت إلى زاوية يستفرد بي عفريت يحاصرني ويشبعني ضرباً. متى سوف تنتهي الليلة ؟
حلّ الصباح ، لم يتغيّر الأمر . يبدو أن هناك إصرار على النهاية. لا يهم! سوف أفك قفل الباب ، و أضع رسالة على هاتفي تقول أنني بخير، لكن هيهات ، فأنا في حال اهتزاز كالزمبرك ، لا أستطيع تنفيذ أي شيء.
سألت نفسي : هي سعيت إلى الخلود يوماً؟ لا ، ماقيمة الخلود ؟ حتى كلكامش لم يستطع فعله ، ومن جهتي كل ما أهتم له أن أتوقف عن الدوران حول نفسي ، و أن يتوقف الغثيان ، أو أن يحل ما يجب أن يحل ، فالموت استمرار للحياة، ولا تصدقوا قضية الحزن الأبدي فالحزن كالسعادة لحظة تمر ، ويتذكرها الإنسان مراراً خلال حياته . ماذا أقول لكم عن ليلتي؟
هي ليلة لم تختلف عن كلّ الليالي
كنت أتكوّر على سريري
لكنّني اليوم لا أستطيع
لم يكن العفريت يستفرد بي ويضربني
ربما كان يفعل ، لكن مشاعري تبلّدت
في زوايا ليلي أعانق الأشباح
أراقصهم
أركض معهم في شوارع غريبة
ثمّ أخرّ على ركبتي
لماذا؟
هل تستحق الحياة كل هذا الألم ؟
وينجلي الليل ليناوب النهار مكانه
أتمنى أن يعفيني الجميع من الحديث
ببساطة: لا أستطيع .
كل الكلمات تدور في صدري ولا تخرج
كل الدموع تغور بعد أن تحاول الانهمار
كلّ الآمال تذوب
، و أنا قيد انتظار
أرغب في الخلاص
لاتحاصرني أيّها الليل
كنا اصدقاء على مدى عمر
توهجت في حضورك
وكنت أطارد على فرسي ذهاباً و إياباً
كنت لي
كنت ليلي
عد كما كنت
اجعلني أؤنس بك
يغزوني الأمل من جديد
أن تعود لي ، ولا تحاربني
دع محبتنا تجدد
دعني أسعى إليك
كي أبقى كما كنت: " كلما جنّ الليل أجن به" .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟