أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - انتهاء الصلاحية -8-















المزيد.....

انتهاء الصلاحية -8-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 17 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


وصلت أخيراً إلى مكان ما
وصلت و حيدة وبقي نمر في قعر النهر
ليتني بقيت معه
من سوف يعوض مكانه ؟
لا ألزم للبشرية بشيء
أشمّ رائحة كلب شارد
يبحث عن عظم
هذا الكلب هو أنا عندما نجوت
هل نجوت ؟
أسير على غير هدى فنمر ليس موجود
من هنا ؟ أين الفردوس ؟
لم يظهر أحد . أين اختبأ الناجون؟
رأيت شرطياً قادماً . أرغب في الهرب . أخشى أن يغتصبني !
أنا عارية من كل أثوابي كعشتار
وهذا معلم من بلاد الغربة
قلت له أنني طالبة لجوء ، سحب النهر ثيابي
أخذني إلى مكان يشبه النزل مليء بالبشر
أعطاني غرفة ، ثياباً
وحبة
حماماً وصابون
يبدو المكان مزدحماً
بسرعة يتعارفون
هل أحبنّي حتى ساعدني ؟ أنا بقايا من المعلم ، ومن رجل الأعما ل
يلتصقون بجسدي ، لا أستطيع تنظيفهم

. . .
قلت لهم أنني حياة، فقدت نمراً في النهر ، أتت سيدة ، قالت لي فقدت ثلاثة أطفال؟
لماذا أنت هنا طالما فقدت أظفالك؟
أين أذهب؟
والدهم مقتول
وأنا حبيبي يعيش في قعر النهر
لست الوحيدة التي فقدت عزيزاً
رغم أن المكان مليء بالطّعام و الشراب، لكنني لم أحبّه
لماذا أقنعتني يانمر بالقدوم ، الموت موت هنا وهناك ، أتيت بي وسكنت أنت النهر. لمن ألجأ عندما يضيق علي الليل؟ وحيدة هنا لا أعرف أهدافي، ضائعة ، توقف عندي الحلم، لم أكن أحلم بالطعام فقط. كيف أعود يا نمر؟ أريد أن أعود إلى أمي. أرعاها ، أشطف الدرج . تعودت على تلك الحياة .
يتحدثون أنّها الجنة ، و أنا لا أرى جنة على الأرض .
تلك الوجوه الجميلة هنا لا تعوّض ألمي .
كيف لي أن أنسى نمراً، أمي ، بيتنا؟
في الحقيقة أنني نسيت كل تلك الأشياء . لم يكن لدينا عائلة ، أفكر بأخي . لو كان يستطيع المجيء لعوض عليّ قليلاً ، لكنّه في السجن . سوف يخرج بعد أيام. انتهت عقوبته . سوف أطلب منه أن يأتي، لكن أليس من الممكن أن يسقط في النهر كما سقط نمر؟
اليوم سوف يجرون التّحقيق معي كي يمنحوني اإقامة إن كنت أستحقها. في الحيقية أنني غير مبالية.
المحقق: ما اسمك؟
حياة السعد
لماذا أتيت إلى هنا ؟
لا أدري ! نمر قال لي علينا أن نهاجر
من هو نمر ؟
صديقي
أين هو الآن؟
أتيت أنى وبقي هو في قعر النهر . أرغب أن أعود إليه
من هم عاءئلتك ؟
لا أعرف، لكن أعتقد أنّ أمي و أخي يوسف على قيد الحياة . أختي نغم قتلت بقضية شرف ، و أخي يوسف في السجن.
سوف نمنحك الإقامة ونحولك إلى مصحة تعالج لك هذا الحزن.
لا يهم.
لا أعتقد أنهم قادرون على محو الماضي مهما فعلوا . إنهم أناس مرفهون يعطونك الاهتمام ليثبتوا لأنفسهم أنهم إنسانيون
. . .
في المصحة
أمل إحدى نزيلات المصحة. تتحدث عن سبب حزنها : هربت كي لا يقتلني أخي بتهمة الدعارة . تحرّش بي أبي وحملت منه ، ثم اعتبر أنه خطأي فكلف أخي بقتلي . هذه الطفلة ذات الخمسة سنوات هي ابني و أختي لأنها ابنة أبي، لكن،ي أحبها . هي ابنتي .
ياللهول! هل أتيت هنا كي أسمع تلك القصص؟
أتيت هنا كي أخرج من كوابيسي ، ليس من أجل أن أحمل كوابيس أخرى .
-هل قلت شيئاً يا حياة؟
في الحقيقة لم أقل شيئاً كنت أتمتم بيني وبين نفسي ، وأتعاطف مع الضحية.
قولي لنا شيئاً. أي شيء
أنظر إلى الرؤساء و القادة ، أراهم بشر عاديون ، أتساءل: لماذا وصلوا إلى هذا المكان. في يوم من الأيام خطّطت أن أبني الجسور و البيوت ، لم يتحقق حلمي ، ومهما حاولت أن أبني أحلاماً بديلة لا أستطيع. كل همي اليوم أن أنقذ أخي يرسف من السّجن، و أن أرسل لأمي ثمن معيشتها .
يؤسفني ما جرى لأمل ، وربما جرى معي أبشع منه . لم يعرف أحد بما جرى لي سوى ، ونمر يسكن في قعر النهر .
صهري قتل أختي من أجل شرف العائلة، وتبين أنها عذراء. هو نفسه الذي اعتدى عليّ وزوجته تفكّر على الدّوام بالانتحار. لا مشكلة لي مع الماضي ، بل مع الحاضر . أعتقد أنني أستحق الكثير ، لكن لا أحد سوف يكتشف من أنا ، لأنني صامتة وحيدة على الدوام
يقولون أنني وصلت إلى الجنّة ، فماهي تلك الجنة؟ هل كان طموحي أن آكل و أشرب؟ كنت فتاة جميلة تطمح بالكثير . هل يمكن أن أجد بعض مافتشت عنه يوماً .
. . .
هل أستطيع أن أستبعد الموت وهو يعنقني كل يوم. قتلت أختي مات حبيبي ، سجن أخي . ماهو الأمل الذي يربطني بالحياة؟ ليقل أحدكم لي .
قد تستيقظون يوماً وترون جسدي ملقى على أرض قاسية . البعض يقول أنها ميول انتحارية. نعم . لدي تلك الميول التي تجعلني أتخلى عن هذه الحياة. وعن تلك الجنة التي وعدني بها نمر . يوجد جنة في بلادي أيضاً ، لكنها ليست لنا . نحن لا حول لنا ولا قوة . نولد ويربينا أهلنا على الخوف من كل شيء، فنستسلم لذلك الخوف ولا نتجرأ على البوح ، لأننا سوف نقتل .
نسألك يا حياة هل تعتقدين أنه يجب أن نعود من حيث أتينا ؟
لا تعودوا فهناك سوف يكون مصيركم أسود . هنا أفضل. لن يكون لكم شأن ولن تصلوا إلى أهدافكم. المستقبل لأولادكم وليس لكم .

أحاول أن أفكر بطريقة إيجابية
أن أحلم
أن أنسى
ليس باستطاعتي
سوف أحدّث العالم بمعاناتي
لماذا أسكت ؟
أخي خرج من السجن
تعال هنا يايوسف
حذار أن تقطع النهر
سوف أشتري لك جواز سفر مزيف
نعم لن نصدق بعد الآن
لسنا بحاجة إلى المخدرات
يوسف . أنت كإبني
لو أتيت سوف يصبح لدي هدفاً
. . .
أجمح أن أعمل منصة للناجين من القهر . ليس للجميع ، فابن المعلم مسؤول في الطب النفسي هنا. هو لا يغرق في النهر . أرسله والده للدراسة ، هو يمتن لوالده ، لكن هل يدري كم أضر من البشر؟ هل هو مسؤول عن ذنب أبيه
جميعهم يؤسلون أبناءهم من أجل العلم . هم لا يحترمون من لا يحصل على شهادة من الغرب. لقد فهموا اللعبة، و اللعبة ليست سهلة : إما قاتل ، أو مقتول ، ه يفضلون أن يكونوا قتلة على أن يكونوا مقتولين. لكن ماهذا الشره للجنس؟ لديهم زوجات وخليلات ، هل يمكنهم إرضاء الجميع.؟ في الحقيقة أصبحت أعتقد أن رجال الوطن يجب أن يكونوا قتلة ، وفحولاً . هم يضعون أعضاءهم التناسلية على أكفهم استعداداً للمفاجأة ، عل واحدة ليسلها سند تمرّ . هم جاهزون .
هل أعمل منصّة على الفيس بوك .؟ بالطبع لا. فالفيسبوك وسيلة تبث الكراهية و الغبيرة . سوف أعمل منصة على الأنترنت مدفوعة الأجر . أجرها بسيط ، ولا يدخل لها إلا من يعجبه . سوف أسميها "الناجيات"
وصل عدد المشاركين إلى مئة شخص . جميعهم متعاونون .
الرسائل
هذه الرسالة من أبو الفخر ابن الوطن: أنت عاهرة يا حياة السعد ، لو كان فيك خيراً لما سميت منصتك الناجيات . هنا حرائر الوطن جميعهن يدعمن سيد لوطن . هن شريفات .
انتهت الرسالة. هل أرد عليه ؟
ماذا أقول لو جاوبت على رسائله؟
سوف أكتب مقالاً أشعه على المنصة ، أسميه : وطن الخراب.
سوف أسرد سيرة حياة المعلم مع إحدى الفتيات
سوف أتحدث عن توقث الحلم في ذلك المكان. سوف تكون مقالي نارية، لكنها من الحقيقة .
هذا المنبر أنساني بعض كوابيسي ، لم يعد لدي الوقت للتفكير في الانتحار. سوف أفكر به ، لكن عندما أتفرغ له. اشتريت جواز سفر ليوسف ، وسوف أشتري آخر لأنمي .
لو ـأتى أخي و أمي . لم يعد هناك شيئاً يربطني بذاك المكان. لكن أختي أيضاً هناك ، وهي تحاول الانتحار. قد أفكر بجلبها مع أطفالها، لكن ليس لدي الثمن. إن وصلت أمي و أخي بالسلامة سوف أفكر بأختي
أريد أن أقطع صلتي بذلك المكان
أن أنسى اسمه
أن أبدأ من جديد . ماذا قلت؟ أبدأ من جديد ذلك التعبير الذي لم أعد أستعمله. كيف أبدأ من جديد و أنا في الأربعين .
شيء من الحلم بدأ يراودني
استغرق الأمر عشر سنوات
لم أنسى أماكني القديمة
لكنّني سوف أحذفها من مخيلتي



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غار عمري
- الانتحار الجماعي على الحدود البولندية
- مابعد غلاسكو
- نساء أمل -12-
- انتهاء الصلاحية-7-
- هل أنت مع السّنة ، أم مع الشيعة
- وهم الحبّ
- انتهاء الصلاحية -6*
- الدولة القومية إلى زوال
- قضية المناخ قضية طبقية
- وطن بحجم دار
- انتهاء الصّلاحية -5-
- الجمال
- الفن من أجل الفن
- انتهاء الصلاحية -4-
- هلوين العرب
- نساء أمل -11-
- انتهاء الصلاحية -3-
- -المسامح كريم-
- انتهاء الصلاحية -2-


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - انتهاء الصلاحية -8-