خبز الفقراء وحبوب الكينوا و جِبس البطاطس العضوية

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 22:34
المحور: كتابات ساخرة
    

ليس العراق بلد الفقر والفقراء فقط.
ليس العراق بلد "الطماطة" المقليّة و "المثرودة" فقط.
ليس العراق بلد "مركَة البتيتة"، و"جدر اليابسة"(بدون لحم)، والخبز والبصل و"البُطنِج" ، و"التِمّن" المسلوق فقط.
ليس العراق بلد "الزوري"، و"الجِرّي"، وحليب البقر و"الجاموس" فقط.
ليس العراق بلد "اللبلبي"، و"شوربة العدس"، و"تشريب الكروش" فقط.
العراقُ أيضاً.. هو هذا البلد الذي دخلتُ إلى واحد من "سوبر ماركاته" قبل قليل، لأشتري"نستلة دارك"(نسبة الكاكاو فيها 95% ، وزن 150غرام، بسعر 4750 دينار) .. فوجدتُ هذا "السوبر ماركت" مُكتظّاً بالكثير من الناس، بما فيهم أولئكَ القادمين من المناطق "الشعبيّة" القريبة، ليتسوّقوا أشياء عجيبة، لم أكن أعرفُ إنّها موجودة فعلاً ، لولا أنّ "فقراء" هذا "الماركت" السوبر، نبّهوني إلى وجودها.. أنا "الغشيم" الراديكالي، الذي كنتُ، وقبل يومين فقط ، أكتبُ هنا عن رغيف الخبز "الحاف"، وكيف أنّ "فقراء العراق" لن يتمكنّوا من شراء ما يكفيهم منه بأسعاره الحاليّة.
وهكذا أخذتُ "سلّتي"، وأشتريتُ "العجائب" السوقيّة الآتية:
- حبوب "كينوا" سوداء - حبوب كينوا بيضاء - "جِبْس" كينوا" (ولا تسألوني ماهي "الكينوا" ، لأنّني لا أعرف ماهي !!).
-شوكولا خام عضويّة - سكّر مونك فروت - سكّر جوز الهند الطبيعي.
- طحين جوز الهند - طحين لوز.
- حليب اللوز - حليب فول الصويا - حليب بندق - حليب حنطة - جبن نباتي عضوي.
- جِبْس بطاطس عضوية غير مُعدّلة وراثيّا(عبوة 50 غرام بسعر 4250 دينار) - جِبس عدس.
أنا في البيت الآن .. "أقرقش" جبس العَدَس ، الذي يُعيدني مذاقهُ إلى أيّام شوربة العدس الباذخة في زمن الجُنديّة الباسل.. وبين كلّ "عدسايةٍ وعدساية"، "أتمضمضُ" بـ جبس البطاطس العضوية غير المُعدّلة وراثياً.. وبعد ذلك سيأتي دور الشوكولا الخام العضويّة..
ولن أكتب عن "الفقر" في العراق حرفاً واحداً بعد الآن !!!.

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات