أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - ما الفكرة؟














المزيد.....

ما الفكرة؟


جلال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


النقاش مع إنسان عابر يشبه تماماً تقشير رأس بصل بأظافر عمياء، هذا ما قاله شيخ يجلس على رصيف شارع المتنبي في ظهيرة يوم جمعة غائم وحزين.
وأضاف: أي حديث مع مجهول يشبه ثرثرة ثقيلة لا تطاق لأنها تفسد المعنى في اللا جدوى، وبالتالي تكون بلا منفعة، بل تؤدي الى بذل جهد خاسر يمنع كسب معرفة في فارق شاسع مع التباس غامض .
قلت له: وما الغامض؟
أجابني: الفكرة الخيرة منفعة، ولا تأت اعتباطاً، ولكن هناك خسارات ترتبط بالحوار ليس فيها أي تقبل في فهم القصد، وفي فهم تدوير الأسئلة وفي قناعة الأجوبة. حتى لو كان الحديث عن الفوارق والهوامش والملاحظات والفهم البسيط في ثنايا شرح الغايات والأهداف.
قلت له: لم أفهم أي شيئ، أفصح!
قال: ثمة فكرة في رأس طائر يمكث في قفص محكم المخارج، لا تنفذ منه أية طريقة للهروب، هذا الطائر يغرد في عزلته على أمل الطيران أعلى، أو على أمل الهروب من القفص، وهو على أمل امتلاك جناحيه، فيحاول عن قصد ان يرسم نبض قلب في صحراء موحشة بالسراب،
لكن الريح والكائنات تضحك عليه لتوهمه: ان الحرية شعارها مزيدا من الصبر. ولكنها في امتلاك رأس نسر وقبضات من حديد، وأجنحة ،ومناقير، وريش، وقفز الى مطاف واسعة في فتق وعبور نفق في سماء التفكير، لأن الحرية هي فكرة تنبض لغرض كشف مهابة عوالم الأنوار التي تشع على بساتين أمنا الأرض. والصبر كذبة العاجزين!
قلت له: لم أفهم أي شيئ!
رد عليّ بغضب وقال:
الفكرة جذوة وأمل وتأمل وجذب وافتنان وخلق، وهي ولادة بذرة اللحظة التي تنمو بسرعة الريح وفي لمعة توهجها بالصدق، والدهشة حين تتفتح وتؤسس للمنفعة حتى يجني ثمارها بالتشارك، والحديث هنا عن الفكرة بوصفها صنيعة نوايا طيبة، والقصد الفكرة التي تطلى وتدوف وتعجن بالسلام والمحبة والرقي، لكي يبرز فعلها المنير، أما الشر هو النزوع في التقصير الآدمي نحو السواد بعد تعطيل العقل النافع ويباس القلب،
ان الحياة حقيقة غامضة ومبهمة، علينا فك رموزها، لكي نهتدي الى المساواة والعدالة في العيش المشترك والشعور بالأمان، حتى نسير بثقة تؤثث للمحبة استراحات هانئة، وبيوت عامرة بالجمال والبهجة، وهذا محال
نظر نحوي وأردف باسترخاء:
أن الفكرة صناعة آدمية، وإبداع وتأكيد ذات في معنى نافع، ولا يمكن ان يعيش الإنسان من دون أفكار تملأ عليه فراغاته واحتياجاته وهناته ووحشته وتساؤلاته وحلوله.
أذن الفكرة هي قوة المحرك التوربيني الضخم في عجلة الحياة،، والفكرة ابتكار وذكاء وفطنة، والشاغل في التعايش والسعي والهدف الى اسعاد الآخر في المحبة والرخاء
أن الأفكار العظيمة من صنع عقول مبدعة ، وما غير ذلك هو قبح ووضاعة، تنتهي بالنبذ والنسيان والزوال.



#جلال_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبرنا مبكرا
- لست متشائما
- في شوق المقهى
- صعاليك بغداد
- جنائز على قيد الحياة
- سحر الدهشة
- في ذكرى قدوري
- أيتها السمكة
- ثنائية الأسئلة
- عابرون
- لا تأت متأخرا
- ورقة من خريف أيلول
- موجة تستغيث من الغرق
- سينما أطلس
- في مراسيم تشييع جنازة
- في رحيل نزيهة أديب
- هذا ليس أنا
- أصابع على وتر الكمان
- مرآيا الغياب
- عكاز يتوكأ بلا بوصلة


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - ما الفكرة؟