أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مكارم المختار - فضفضة














المزيد.....

فضفضة


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


فضفضة ....

يا لغنائي بكاء، داء ودواء، صخرا وريشا، ماء وهواء، ظمأ وارتشافا وارتواء، سعدي ونحسي، فرحي وعبسي.

غنائي بصيص تحت رماد، ورمز لوجدان، ومسافات باهتة وليال ذكريات، وضبابيات وتفاؤل، شيء من فراغ ومد من هواء ومساحة من ذينك .

أخاف منه غنائي، خوفي أن يكون قاتلي أو فنائي.

لم ينتم إلى بكائي، وليس بهارب عني غنائي، أشعر بوجودي حين الخيال، ويستعيرني ظلا في كل الخطوات.

أنظره من بعيد غنائي، فتشع جوانبه صمتا خاويا، فأنسجم مع فتن الطارئات، ليبدع شجنه، ومنسجمات الشواغف، وتائهات دروب وحضور نزوات.

غنائي صمت، وأقاويل سامر، أمل الآتي، ومعاناة من حاضر، تتراقص من عبرة وحسرة، ومن خلف قلة وكثرة تفتأ القساوة جزلى، وترنو بماضيات وتدنو بجاريات العمر وقادمات .

غناء على غارب من أعوام، وعيون في كل زمان ومكان، تبحث عن ضلع أيسر، وتتعثر وكأنها تبحر، فلا يهنأ بال ولا يسر حال، فجراح تتعهد الروح، وشرايين القلب تهمد لتظل مبتلة، وجوف الروح تجيد حزنا وأمانا، فبدت سنين العمر كقصر عمر الهلال.

تتساقط أطول اللحظات، وتنفرط كل الكلمات، ليسمع من الصمت ترنيمة، يتوجس منه إكسيرا، وبلا ميعاد يأتي نبض السنوات، كأطلال في غور الزمان، ووداع بلا فراق، فالعهد قيد يضحى ويمسي ويسجل على لوح الأفاق.

غنائي سماء الأصوات، يسقط حيث الأحلام، أنشودة احتمال، من مصادفة يولد، وينتشر ويزداد، يعلمني الخوف، حتى يخيل أني مخطئ، أو أني تمرد على الزمان، وأنتعل الوقت لأموت خفيفا.

ورأيت غنائي كتاب رؤيا، يتوعد بالألم ويعد اللذة، وغورا في عتيد، ينضم أبياتا وديباجة، نسيما من براءة، وريحا من هبوب تمرد.

يفارق روحي غنائي، من شكوى أهداب تغادر مدارج المقل، لتستقبل أسراب الحزن بالدمع العصي.

وكما الموفودة تعرق روحي، وتجف أصابعي كضوء لم يسترع الأفق.

يحمل التاريخ غنائي، عرف من خصالي شيئا، وكشف عن أسراري، وباح بمكنون من غير قصد، ودل على موطن ضعف، وميادين الثبات، على الارتعاش حين الجلادة، والخوف حين الصلابة.

يستشرف وجوها جديدة، ليست ودودة ولا مرعبة، دون سمات وبتقاسيم، تقاسيم واضحة مكممة، معلومة غامضة، كأنه على مستوى من التضليل.

قليل من المغالاة وكثير من التهويل، حتى ليبدو أنه يتلو خطبة، خطبة حميم لدود، وعدو ألد، يجعل الأسماع ترهف، لتحملق الأنظار وتنظر الأبصار، وترى العيون تفاصيل مبهمة كمكيدة لا يخبر عنها شيئا، ولا يروي حيالها سردا ولا حكاية، يروي ما يهديك إليه وما يدلك عليه، حتى ليقول أحذرني ألف مرة، وأحذر مغنيا مرة.

هذا السلطان، السلطان المتفق على خداعه، يكذبك ويصدق الوشاية، حتى يوغر حقدا وضغينة فيك، ويجعل ضمرا من كره له عليك، وكأنه يدبر مكيدة توقع بثمار تقطف دانية، وبساط يسحب من استحواذ، يجمل الشفق، ويزين الأشعة، ويحلي الأفق، وينال الإعجاب، حتى تتغاضى عنه، وعن أنه لعوب كذوب، كذوب بصدقه، لعوب بجده.

بكائي، يدق أجراس الصمت، وحلول الكلام، ورد بشوك، رباطة جأش بكائي، وهشاشة قوة صرح من رخام، وضعف حصن من رهف وطيب، ونعومة، يتلجلج حين الهدير، ويصفر حين النشوة، صوت تتخايل من أعينه الاستشاطة والتغريد غضبا، وهديل من شدة غضب كذلك هو يستعيد ثقته بجلده، حتى يكاد من شدة الارتباك أن ينسلخ جلده (غنائي-بكائي) من عذابات الوحشة ثم ليعجز عن أن يكون جوابا لسؤال، أو أن يعجز عن الإجابة عما هو ومن هو.

بكائي، لا يروح عن النفس، ولا ينعش الفؤاد، ولا عذابات الحاضر يقضي، ولا وحشات الماضي يمحي، ألام من ظلمة، وخوف من أتي ، وخوف من ظلمة أتي، هو غور ممزوج ببهجة وحزن مكبوت ودم قلب، مهجة هو، خاطر هو، خاطر سرعان ما يتطرق إليه النسيان، يبقى يحمل قصائد الأرج ومهما يبعدك بخريدته، يبقيك دائم التقرب، شفق يأذن بتزيين أنظارك وتجميل بغير الجمال حتى تعتاد زيارته والمثول عنده وكأنه قافلة الحياة، ثم يمر وتعبر دهاليز النسيان، دون أن تواجه ألم الفراق، ولا إحساسا بألم رحيل حين يحتل الحواس ويمتلك الشغاف.

ذاك حين يسكت ضجيج عزفك يا غنائي بين الأوردة وفي النبضات يتراقص بأبجدياته ترنيمة تتربع في فضاءات الأحداق.



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند جع الجدار .... !
- من الواقع ق . ق . ج . تصف الحقيقة
- نبذو حياة ....
- مساحة من حروف في ق. ق . ج .
- أبعاد ....
- روحي لك تتوالف ...
- همهمة ...
- الحزن المبجل ...!
- ٢٠٢١ ومنتدى الإعلام العربي
- خربشات ....ولكن !
- مناصرة قضية و ..... صياغات تحفظ !
- خربشات ... ولكن !
- ملف خصوصيتنا ... هل لنا أن نحافظ عليه ؟!
- أزمات القفز على واقع التركيبة الطبقية وتبعيات العولمة بين مط ...
- جرائم تحت أحكام إستبدال معايير بعقوبات
- الجغرافية السياسية
- صوت ينساب و نفس ثائرة
- كلمات بلا حقوق
- حبر من طمى
- شواطئ


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مكارم المختار - فضفضة