أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - جميل الدويهي يكاد يكون شاعر المقاومة الفلسطيني الخامس














المزيد.....

جميل الدويهي يكاد يكون شاعر المقاومة الفلسطيني الخامس


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 7072 - 2021 / 11 / 9 - 13:40
المحور: الادب والفن
    


(ملاحظة: اختصار شعرنا الفلسطيني المقاوم بأربعة شعراء غير مقبول علي، لكني استعمل التعبير السائد ولا اقبله لأن شعرنا شهد شعراء ابدعوا بشعرهم الوطني لكن جرى تجاهلهم لأسباب لا اريد الخوض فيها هنا - نبيل عودة)

قرات واعدت قراءة قصيدة د. حميل الدويهي "شعب تمثل عليه الأدوار" عبر أسبوعين متتاليين، وانا حائر بدافع نفسي ان امسك قلمي وأخط ما يعترى فكري من انعكاسات لهذا النص، بغض النظر عن كونه شعرا او تعبير عن الم وقلق على وطن يستباح وشعب يمرمغ بالتراب، ووطن تمزقه الصراعات التي نقلت اليه من عالم عربي فقد مبادئ العروبة وسماحة الأديان وفقد مفاهيم احترام حقوق الآخر، وسلطة عاجزة عن فرض النظام، وكأنها تعيش في المريخ او ابعد نحو مجرات لم نكتشفها بعد. ويصرخ الشاعر بغضب والألم يأكل صدره:" لا تسألوني عن مكان عبادتي /إنّ المعابد كلّها أحجارُ" حتى الرب غائب عن شعب يهان وتتقاذفه النزاعات التي لا تخدم لا الوطن ولا الشعب. هذه القصيدة صرخة منتزعة من قلب الألم الذي يعصف بالشاعر وباهل وطنه. هذا النص يذكرني بالشاعر سالم جبران في قصيدة قصيرة للغاية لكنها تعبر بكل قوة وامتداد عن الواقع الفلسطيني والذي لا نريد للبنان ان يكون التالي بالدور بعد فلسطين، جاء في قصيدة سالم: " كما تحبّ الأم / طفلَها المشوّه / أحبُّها / حبيبتي بلادي!" هذا كما ارى وما أنا مقتنع به تماما هو محرك قصيدة جميل الدويهي " شعبٌ عليه تُمثَّل الأدوارُ" وليت المه يتوقف هنا، فهو مرتبط بوطنه رغم الغربة في المهجر وما اقصى الغربة حين يقف الانسان متألما وباكيا بما يجري في وطنه من مهانة للمواطن وتدمير لما كان يمثله لبنان في التنوير العربي، فيهتف:
" تلك الجبال الخضر كيف تركتُها؟
وتركت كلّ حقيقتي تنهارُ؟
وهجرتُ بيتي، فالسؤال يلفّه...
وعلى الموائد عتمةٌ وغبارُ..."
رغم النغمة الخطابية في القصيدة الا انها تشكل صرخة إنسانية لوقف انهيار لبنان، لوقف اذلال شعب لبنان.
لا بد من ملاحظة ان الخطابية في هذه القصيدة كانت خطابية ضرورية فرضتها الأحداث، التي لا تعطي للشاعر الا ان يطلق صرخته المأساوية غيرة على وطنه وشعبه اللبناني.
يذكرني هذا اللون الشعري بشعرنا الفلسطيني، الذي تفتحت عيون شعرائه على واقع شعبهم بعد النكبة، فكان شعرهم صرخة إنسانية أكثر مما هي صياغة فنية، وهذه الصرخة الإنسانية ابرزت عمق الجريمة في المأساة الفلسطينية التي تجاوزت كل الشعر العربي في فترة معينة، وهنا اشهد ان قصيدة جميل الدويهي هي صرخة شاعر لبناني اسوة بصرحة شعرنا الفلسطيني في عقوده الأولى، ولا بد ان اذكر قصيدة اعادها الى ذاكرتي جميل الدويهي وانا اقرا قصيدته، وهي قصيدة لسالم حبران أيضا عن نكبة الشعب الفلسطيني 1948 قول فيها:
كان ليل النّكبة الأسود لا إشعاع فيه
غير إشعاع القنابل ليست تقاتل!
ولماذا يا بلادي!
قالت الأعين، في رعب
ولم تفهم تفاصيل القضيّة
كم اشعر بقرابة شعرية وفكرية بين هذا النص الشعري ونص قصيدة جميل الدويهي.
*****
نص قصيدة جميل الدويهي: شعبٌ عليه تُمثَّل الأدوارُ

في غربتي تتقطّع الأوتــــــارُ
وعلى لساني تذبل الأشعارُ
والأرض حولي لا تدورُ كأنّها
يبستْ... ومات العطر والأشجار
لا تسألوني عن مكان عبادتي
إنّ المعابد كلّها أحجارُ
والناسُ آلاتٌ تدورُ هنيهة
وهنيهةً تأتي عليها النارُ
قلبي زجاجٌ في الطريق محطَّمٌ
وإلى ضميري يدخلُ المسمارُ
تلك الجبال الخضر كيف تركتُها؟
وتركت كلّ حقيقتي تنهارُ؟
وهجرتُ بيتي، فالسؤال يلفّه...
وعلى الموائد عتمةٌ وغبارُ...
تمْضي الحياةُ، ونحنُ في سفرٍ، فكم
نشقى! وكم تتواصلُ الأسفارُ!
نمشي كما يمشي الخريفُ، وحولنا
صوتُ الرياحِ، ودمعُنا أنهارُ...
نلقي التحيّة، والسكوتُ يجيبُنا
ونصيح في الأحلامِ: أينَ الدارُ؟
هذا النزيفُ الآدميُّ إلى متى؟
وإلى متى تلهو بنا الأقدارُ؟
جعلوا البلاد حرائقاً، فأكفُّهم
مخضوبةٌ، وشعورُهم فَخَّارُ
نهبوا الحقول بقمحها وشعيرها
فحصادهم من زرعنا أغمارُ
وتجاذبوا الكرسيّ، ما انتظروا إلى
أن ينتهي من صنعه النجّارُ...
يتحاربونَ، ولا أريد حرابَهم
ويثرثرونَ، وما أنا ثرثارُ
فلكلِّ شعبٍ دولةٌ في دولتي
ونقول: نحنُ جميعُنا أحرارُ...
أنظرْ إليهم رافعين فؤوسَهم
وشعارُهم: فوق الدمارِ دمارُ
والشعبُ يبحث عن رغيف يابسٍ
والكهرباء من الشموعِ تغارُ
والماء محظورٌ علينا شرْبُه
وإلى البحار تُحوَّلُ الأمطارُ؟
أين الدواءُ لمَن يموتُ، وقبل أن
يعطى له يتدخل السمسار؟
فجيوبنا مثقوبة، وشفاهنا
مقطوبة، ووجوهنا إعصار...
كلُّ الشعوبِ كريمةٌ، لكنَّنا
شعبٌ عليهِ تُمثَّلُ الأدوارُ
فالجائعون يطلّقون نساءهم...
وعلى الموائد يرقصُ التجّارُ.
*****



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الطبقي: زينب تستحق اضافة معاش
- يوميات نصراوي: العسكر يغنّي أغنيات المجد والظفرْ
- رؤية فلسفية: اشكالية لقاء وتفاعل الثقافات بين مجتمعات في عدا ...
- جميل الدويهي في جدارية شعرية بعنوان: -شعبٌ عليه تُمثَّل الأد ...
- يوميات نصراوي: اللقاء مع محمود درويش في موسكو
- -ذنبي الاول أني امرأة… لم اولد خرساء ولم اولد مقعدة-
- ادب المهجر القديم والحديث
- في ذكرى رحيل الشاعر والكاتب والمناضل حنا إبراهيم
- رواية -المستحيل- للكاتب والأديب -نبيل عودة-
- الى الواهمين بأن الشمس لا تشرق الا بأوامرهم
- واقعنا والهاجس الثقافي
- ماركس بين رؤيتين متناقضتين
- مدخل: حكايتي مع الفلسفة
- نص مثير لعفيف صلاح سالم بين الرواية والأدب التسجيلي
- تجربة علي سلام في الناصرة
- أناشيد لا تموت..!!
- الخان الأحمر-استمرارا لسياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار
- حكاية البطة النافقة ...
- التهمة: منافس للدولة
- منصة فلسفية: مفهوم الثقافة، بين الابداعين المادي والروحي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - جميل الدويهي يكاد يكون شاعر المقاومة الفلسطيني الخامس