أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - منصة فلسفية: مفهوم الثقافة، بين الابداعين المادي والروحي














المزيد.....

منصة فلسفية: مفهوم الثقافة، بين الابداعين المادي والروحي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 23:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نبيل عودة
سؤال هام يتكرر بأشكال مختلفة ومناسبات عديدة. وجدت ان الكثيرين يستعملون تعبير الثقافة دون المام بالمبنى الفلسفي للتعبير وماذا تعني الثقافة. وهل هي الابداع الأدبي مثلا بتعدد مدارسه وأشكاله؟
كثيرا ما وجه لي بالحوار او عبر المقابلات الثقافية عبر كتاباتي المختلفة سؤال عن فهمي للثقافة، اذ وجدت ان الكثيرين يستعملون تعبير الثقافة دون المام بالمبنى الفلسفي للتعبير وتفرعات مفهوم الثقافة. دون فهم ان الثقافة تشمل جميع أوجه الابداع البشري، بما في ذلك الإنتاج المادي الذي لا غناء عنه للمجتمعات البشرية.
الأمر الاساسي ان تعبير الثقافة يطلق على مجمل النشاط الإبداعي للإنسان ونتائج هذا النشاط. وهنا لا بد من التمييز بين الثقافة المادية والثقافة الروحية، الثقافة المادية تشمل انتاج الخيرات المادية (أي نشاط الانسان المادي). اما الثقافة الروحية فتشمل الوعي الاجتماعي للإنسان، بكل تفاصيله، الابداع الأدبي بكل اشكاله، المسرح، الموسيقى، الرسم، النحت، العلم، الفلسفة وكل ما يصنف ضمن النشاط الذهني الإبداعي وعادة يسمى بالثقافة الروحية. طبعا لا يمكن تجاهل الرابط بين الثقافة المادية والثقافة الروحية، هناك تأثير متبادل ودائم بين الثقافتين.
اذن الثقافة هي شكل من أشكال النشاط الجمالي والإبداعي للإنسان، ليس من السهل فهم الدوافع الأولية لهذا النشاط الانساني، لست في باب تفسير الثقافة سوسيولوجيا، او البحث في مركباتها الأساسية، لكنها تطورت مع تطور اشكال التعبير البشري واكتملت صيغتها وتجسمها الفعلي مع نشوء اللغات البشرية، فنجد أن التعبير بالرسم بدأ مع إنسان الكهوف، بينما تطور اللغة قاد الى مرحلة أرقى من تبادل المعرفة ونقل الأخبار والتجارب والمخاطر وصولا الى مرحلة الكتابة ووضع اول أبجدية (وضعها الكنعانيون) في تاريخ البشر وهي هدية الكنعانيين العبقرية لشعوب الأرض .
الأدب هو جزء من الثقافة الاجتماعية ومصدرها الوعي الاجتماعي للإنسان وتطوير أساليب التعبير عن هذا الوعي. اذن الثقافة تشمل كل أشكال النشاط الإبداع البشري، من الإبداع المادي، أي المنتجات الاستهلاكية والخيرات المادية التي ينتجها الانسان، حتى الإبداع الروحي الذي نسميه "الأدب او الفنون بأشكالها المخلفة".
الأدب يتفرع الى أجناس عديدة أهمها الأدب النثري والشعري والفنون مختلفة الى جانب العلوم والفلسفة.
تفتقر لغتنا العربية لتعبير يميز بين الثقافة الروحية والثقافة المادية. نجد في اللغات الأجنبية تعبير "الحضارة" civilization)) للحديث عن الثقافة المادية، وتشمل الموارد الاقتصادية، النظم السياسية وترتكز الحضارة على البحث العلمي الذي يعبر عنه في الابتكارات التكنولوجية والعلمية في مختلف العلوم والأبحاث بكل تنوعاتها. اما الثقافة (culture) فتعني الثقافة الروحية أي كل ما يتعلق بالمفاهيم الأدبية والفنية الإبداعية.
وهي تشمل نمط متكامل من المعرفة البشرية، والقدرة على التفكير. ان عناصر الثقافة مرتبطة ببعضها البعض، يمكن القول بدون تردد ان الأدب هو شكل من أشكال الوعي الاجتماعي للواقع الذي يعيشه الانسان بكل امتداده معبرا عنه بالتخيل او بالدمج بين الخيال والواقع.
هذا أيضا لا يفي بالجواب الكامل، لأن الأدب تحول في مراحل متطورة من حياة المجتمعات البشرية الى أداة لها أهميتها في نشر الفكر والفلسفة والعلوم المختلفة. طبعا لا يمكن الفصل بين الثقافة بمفهومها الروحي والثقافة بمفهومها المادي، لأن الترابط الديالكتيكي بينها لا ينفصم ولا تطور لجانب بدون الجانب الأخر. من هنا نجد ان الثقافة في الدول المتطورة اقتصاديا هي بمكانة متقدمة اكثر من الثقافة في الدول ضعيفة التطور .. هذا يبرز أيضا بمستوى التعليم والأبحاث، ويبرز أكثر بمستوى تسويق الكتاب. مثلا التقرير الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي" يشير إلى أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً، بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً، وهذا يوضح لنا مدى الكارثة الثقافية والعلمية التي يعيشها المواطن العربي، مقارنة بمواطنين في الدول الأوروبية.
لعب الأدب دورا في عملية الرقي الحضاري، بل تحول الأدب في مرحلة الاستعمار مثلا الى اداة اعلامية لتبرير نشر السيطرة الاستعمارية على الشعوب المتخلفة كأداة إعلامية للاستعمار يظهر بها رقيه على الشعوب المستعمرة (بفتح الميم) ... ولم يتأخر الوقت لتستفيد الشعوب المغلوبة على أمرها من هذا الجهاز الأدبي الذي تطور مع الاستعمار، لتنشئ أدبها المضاد وتعرف بالثقافة المضادة في مواجهة الثقافة السائدة. وهذا الواقع عاشته الأقلية العربية داخل إسرائيل في مواجهة الثقافة الصهيونية التي تنكرت لحقوق الشعل الفلسطيني بما طرحته عن "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" وعن نهج الفكر الاستيطاني الذي يعمل على السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية متنكرا لحقوق الشعب الفلسطيني.
ادوارد سعيد في كتابه الهام الثقافة والامبريالية، يطرح رؤيته الى ان تطور الرواية الانكليزية والفرنسية كان مع تطور الاستعمارين الإنكليزي والفرنسي، بينما الرواية الأمريكية تأخرت حتى بدايات القرن التاسع عشر مع بداية تطور الاستعمار الأمريكي.
من هنا نجد ان الثقافة ليست مجرد ابداع روحي بل هي موضوع شامل للحياة بكل مركباتها الفكرية والانتاجية.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلمة كلثوم عودة من مدرسة المسكوبية في الناصرة الى بروفسور ...
- هل خدم المال السياسي أي مشروع وطني للجماهير العربية؟
- متى تترسخ الحرية والتعددية بكل ثرائها في واقعنا الثقافي؟
- هل يمكن اعتماد نظرية ماركس الاقتصادية للنظام الرأسمالي اليوم ...
- يوميات نصراوي: تحرر الناصرة من التنظيمات الحزبية، فتح الطريق ...
- هل تأليه ماركس يتطابق مع فكره؟
- عودة الوعي، هو النهج السليم لادارة سلطاتنا المحلية
- نحو رواية فلسطينية لمواجهة الرواية الصهيونية
- الماركسية ين تيارين: الجمود العقائدي السوفييتي ورفض التعددية ...
- يوميات نصراوي: اعياد الناصرة الشعبية التي لا تمحوها الذاكرة
- النظرية الماركسية: الحركات الشيوعية امام مفرق طرق/ اما تجديد ...
- التطور الرأسمالي هزم نظرية ماركس
- هموم نقدية
- يوميات نصراوي:اوراق من دفتري القديم /الحياة القادمة من درب ا ...
- اشراقة إنسانية الانتفاضة في قصة -الزمن الجديد-: لنبيل عودة
- -نهاية الزمن العاقر- لنبيل عودة تجديد روح الثورة والقيامة
- العرب في إسرائيل: أبحاث تكشف التاريخ الأسود للمارسات الإسرائ ...
- الشعر والشعراء والنقد في ثقافتنا
- انتفاضة جديدة: نهاية الزمن العاقر
- من اجل تجديد وانطلاقة لمشروعنا الثقافي!!


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - منصة فلسفية: مفهوم الثقافة، بين الابداعين المادي والروحي