أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نبيل عودة - هل خدم المال السياسي أي مشروع وطني للجماهير العربية؟















المزيد.....

هل خدم المال السياسي أي مشروع وطني للجماهير العربية؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 11:31
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


*نحن امام ظاهرة هامة جدا: شخصا فردا، أصبح قادرا ان يهزم انتخابيا حزبا سياسيا تاريخيا بتنظيمه وإعلامه ورجالاته، وعلي سلام نموذجا!!* القول الكريم "يد الله مع الجماعة" جرى اسقاطه من الذين يتوقع ان يتمسكوا به اكثر من الآخرين*
يمكن القول بلا تردد ان المال السياسي هدم الحياة الحزبية وأنهى دور الأحزاب التقليدي. والسؤال المشروع هنا: ما هو الدور السلبي اذن الذي لعبه المال السياسي (او الفئوي الانتهازي) في التأثير على نهج الأحزاب العربية في اسرائيل، على تحالفاتها ، من العداء الى الوحدة، من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، ومن النهج العلماني الى الاندماج مع النهج الديني الاصولي. وهي حالة رأيت من اليوم الأول انها حالة سياسية عبثية ضررها سيكون اخطر من فائدتها المؤقتة، وهذا ما ثبتت صحته بشكل مطلق.
النتائج تبدو اليوم اكثر وضوحا من أي تحليل او مقال يحاول ان يفلسف الواقع العربي في اسرائيل، وصولا الى الانشقاق الذي هدم مبنى تحالف المشتركة المريض بتركيبته أصلا، وافقده ثلث اعضاء الكنيست، طبعا لا ابرر الانشقاق لأنه نفذ على صعيد انتهازي لا يمت بصلة لأي حس وطني او اجتماعي يؤخذ بالحسبان كحاجز ممنوع تجاوزه، في الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعاني منه الجماهير العربية. لكنه اثبات آخر ان الحركات القائمة على مشروع ديني ، لا تخدم أي قضية اجتماعية او سياسية للجماهير العربية، لأن ما يقرر نهجها ليس قضايا مجتمعها، بل ذاتيتها الانتهازية.
إن نسف المكانة القوية برلمانيا للجماهير العربية في اسرائيل، لحساب انتهازية شخصانية اصولية في تفكيرها السياسي والاجتماعي، هي خطوة انا شخصا توقعتها ، بل وتوقعت ان تحدث بعد الجولة الانتخابية الأولى، لكنها تأخرت حتى اصبح الانشقاق ملائما لبرامج المنشقين.
الموضوع ليس اضعاف جسم سياسي لا اقبل عقيدته العلمانية، لأن الوحدة نشأت على اساس شمولي لكل القوى الناشطة في الساحة المحلية العربية، وتغليب الذاتية الانتهازية هنا هو قرار لم يأخذ بعين الاعتبار ان القوة العربية الناشطة برلمانيا كقوة موحدة، سيكون لها قوة الحسم السياسي برلمانيا او وقف مهزلة تشكيل حكومات على صعيد عنصري، وتسهيل فضحها دوليا وربما شل الحياة السياسية حتى تقر مطالب سياسية وتطويرية هامة للمجتمع العربي في اسرائيل. للأسف ما جرى كان خيارا تجاريا اعتمد سياسية انتهازية لا تقدم الا الفتات للجماهير العربية. وحتى الفتات لم يظهر بعد!!
قصدا لا اريد ان اقول التيار الديني، لأن الدين ليس احتكارا لسياسات انتهازية، بل يبقى القول الكريم "يد الله مع الجماعة" قولا جرى اسقاطه من الذين يتوقع ان يتمسكوا به اكثر من الآخرين.
لم يعد سرا الكشف الذي اعرفه من الاتفاق الأول لتشكيل قائمة برلمانية مشتركة، ان المال السياسي لعب دورا في تشكيل المشتركة وأثر على نهج الأحزاب العربية في إسرائيل، بالتنازل عن ايديولوجياتها الماركسية والقومية والدينية، والتحالف الذي احدث قفزة بقوة وتأثير المجتمع العربي على الواقع السياسي في اسرائيل، حمل املا لتطوير المشروع الوطني، اجتماعي، ثقافي، تعليمي وصحي. لكن الواقع ان المال السياسي لم يخدم في النهاية الا مصالح ضيقة جدا.
هل باستطاعة أي مواطن عربي ان يشير إلى مضمون ايجابي واحد أنجزه المال السياسي للمجتمع العربي ، تجاوز تشكيل قائمة مشتركة؟
ماذا تبقى اليوم من فكرة المشتركة؟ سوى عدد من الأعضاء هامشيين سياسيا بتأثيرهم على أي حدث سياسي او غير سياسي يخص المجتمع العربي. وحى من تشاطر ودخل الائتلاف بوهم ان يقرر سياسة مختلفة، لم نر الا زرعا بلا ثمار. ومن الواضح ان المكانة الشخصية الاعلامية هي ما أطربت السيد منصور عباس.

الماركسية ايضا التي كانت وما تزال محور فكري للجبهة، لم يعد لها علاقة بالواقع. كانت ماركسية الجيل القديم ماركسية إنسانية تمد التنظيم بروح رفاقية من التعاضد والتعاون والتكافل. ذلك النهج تلاشى منذ وقت طويل ويمكن القول مع انتهاء الدور التاريخي الذي لعبته الطليعة السياسية ومع بدء الوضوح ان الماركسية التقليدية لم تعد تستجيب كأداة فكرية لفهم الواقع الذي يتطور ويتجاوز كل طروحات الماركسية التقليدية القديمة.
الأمر الأكثر اهمية هو اننا اليوم أمام ظاهرة شاملة لنهاية حقبة الأحزاب السياسية، هذه الظاهرة أكثر بروزا في الدول الأوروبية، خاصة بما يتعلق بأحزاب الحركة الشيوعية، حيث نجد أنها تحولت إلى مجرد مكاتب وبعض الممثلين البرلمانيين. هل سمعتم مثلا خبرا عن حزب شيوعي فرنسي؟ أو ايطالي؟ او بريطاني له موقف من أحداث عالمنا؟
طبعا هذا جانب واحد من الأزمة، الجانب الذي أود ان اطرحه هو تدفق المال السياسي على الأحزاب بأساليب وكميات غير مسبوقة، لم يخدم أي هدف سياسي الا اذا اعتبرنا اقامة وحدة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار هو المكسب العظيم، لكنه مكسب لم يصمد نتيجة تفكير انتهازي شخصاني وليس تفكير سياسي حول واقع عربي يحتاج الى تضافر كل الجهود للتأثير السياسي على قرارات السلطة. وليس للظهور التلفزيوني والاعلامي وكأنه المكسب العظيم للجماهير العربية.
لم تعد الصيغة الطبقية صالحة لتعريف الأحزاب. لا تحدثوني عن حزب طبقة عاملة مثلا، لا أجدها في قيادة الحزب ولا في علاقاته الداخلية بين قادته وكوادره.لا تحدثوني عن يسار سياسي أو وطني كل مشاغله إقامة صناديق لتجنيد الأموال.
أقام احد الأحزاب الوطنية حسب تعريف نفسه، مؤسسة للثقافة. تلقت ملايين كثيرة من مصادر عديدة.. بما فيها مصادر فلسطينية بهدف تنشيط الحياة الثقافية للوسط العربي. ماذا أنجزت؟ أي مشروع ثقافي تركته في مجتمعنا بحيث يمكن ان نتذكرها به؟ دارا لنشر الإبداعات المحلية مثلا؟ دعم للمسرح الذي بتنا نفتقده؟ دعم لفرق الفنون الموسيقية والراقصة؟ دعم لفن الرسم والنحت؟
هل استخدمت بعض هذه الأموال مثلا لدعم مشروع تنويري في المدارس العربية؟ هل استخدمت مثلا لتطوير مكتبات عامة أو مدرسية؟ هل قامت بتزويد طلاب فقراء بحواسيب يفتقدونها في بيوتهم ؟ هل كرست بعض هذه الأموال في دعم دراسات طلابنا في الجامعات، وكلنا نعرف ما يعانيه الشاب العربي من مشاكل مادية ولوجوستية معقدة؟
ان الصورة التي بدأت تتشكل، بان شخصا فردا، لا يملك حزبا ولا أموالا سياسية ولا تنظيما حزبيا ولا كوادر معبئة فكريا وتنظيميا، أصبح قادرا ان يهزم حزبا سياسيا تاريخيا بتنظيمه وإعلامه ورجالاته، واشرت سابقا لهذه الظاهرة وهي ظاهرة علي سلام رئيس بلدية الناصرة. المدينة الحمراء كما كانت تسمى!!
لماذا لا تطبق احزابنا نفس المعيار للحزب الشيوعي الفرنسي على نوابه البرلمانيين؟ حيث ان نصف رواتبهم البرلمانية لهم ونصفها الآخر للحزب، لكوادر الموظفين. لماذا لا تطبق هذه المعادلة في الجبهة مثلا؟ اعرف ان الحزب الشيوعي في سنوات الستين من القرن الماضي نهج على سياسة مشابهة، لكنها ابطلت بعد السبعينات.
لذا ليس بالصدفة ان الأحزاب باتت تفتقد لمحترفين حزبيين في تنظيم نشاطاتها وادارته!!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تترسخ الحرية والتعددية بكل ثرائها في واقعنا الثقافي؟
- هل يمكن اعتماد نظرية ماركس الاقتصادية للنظام الرأسمالي اليوم ...
- يوميات نصراوي: تحرر الناصرة من التنظيمات الحزبية، فتح الطريق ...
- هل تأليه ماركس يتطابق مع فكره؟
- عودة الوعي، هو النهج السليم لادارة سلطاتنا المحلية
- نحو رواية فلسطينية لمواجهة الرواية الصهيونية
- الماركسية ين تيارين: الجمود العقائدي السوفييتي ورفض التعددية ...
- يوميات نصراوي: اعياد الناصرة الشعبية التي لا تمحوها الذاكرة
- النظرية الماركسية: الحركات الشيوعية امام مفرق طرق/ اما تجديد ...
- التطور الرأسمالي هزم نظرية ماركس
- هموم نقدية
- يوميات نصراوي:اوراق من دفتري القديم /الحياة القادمة من درب ا ...
- اشراقة إنسانية الانتفاضة في قصة -الزمن الجديد-: لنبيل عودة
- -نهاية الزمن العاقر- لنبيل عودة تجديد روح الثورة والقيامة
- العرب في إسرائيل: أبحاث تكشف التاريخ الأسود للمارسات الإسرائ ...
- الشعر والشعراء والنقد في ثقافتنا
- انتفاضة جديدة: نهاية الزمن العاقر
- من اجل تجديد وانطلاقة لمشروعنا الثقافي!!
- وثائق إسرائيلية أزيلت عنها السرية تكشف:
- يوميات نصراوي: كيف نحتفل بالاستقلال وشراع الحق حطام؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نبيل عودة - هل خدم المال السياسي أي مشروع وطني للجماهير العربية؟