أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي














المزيد.....

نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


يعد كتاب الشاعر سامي مهدي (نهـاد الـتـكـرلي رائـد الـنـقـد الأدبي الحديث في العراق) وثيقة حية وشهادة عميقة ورصينة عن انشغالات الناقد نهاد التكرلي, الذي شغف منذ البـدايـة بـالفلسفـة الـوجـوديـة كرؤية للعالم والحياة، وعـرف بها جمهـور المثقفين في العراق عبر قراءاته الجادة لمؤلفات سارتر واستيعابه لطروحاته الأدبية والفكرية، وقد امتازت دراسة الأسـتـاذ سـامـي مهـدي بـالتحليل والمحاججـة والاستنتاج, مستندا في بحثه على نتاجات الناقد أولا، وعلى تمـوجـات الحـركـة الـثقـافـيـة إبـان الخمسينات وارهاصاتها وافرازانها ثانيا. والكتاب في تقديري الشخصي, هو تحية وفاء من شاعر مبدع لناقد مبدع, وهو بالتالي مرجع مهم للباحثين والدارسين والمعنيين بالنقد والحركة النقدية في العراق.

احـتـوى الـكـتـاب الـصـادر عـن دار الشؤون الثقافية 2001 بغداد, على مقـدمـة وثلاثـة فـصـول، وملحقين، ضم الأول جـردا بـأعـمال التكرلي المترجمة والمـوضـوعـة, وضم الملحق الثاني شهادة مكتـوبـة بقلم التكرلي, وهي عـبـارة عن أسئلة من الـشـاعـر وأجـوبـة من النـاقـد.
ففي المقدمة بين الشاعـر سامي مهدي, الدافع الذي دفعه لتأليف كتابه هذا, الذي يكمن في الدور الـريادي المهم للناقد نهاد التكرلي في تاريخ الثقافة العـراقيـة، بـالـرغـم من عدم معرفة الشاعر بالناقد معرفة مباشرة، ولم يره في حياته إلا مرة واحـدة، وقـد اعتمد على أخيه الروائي( فؤاد التكرلي) في تزويده بالمعلومات الوافية، ثم راسل النـاقـد المقيم في باريس شخصيا وحصل منه على شهـادة من ست صفحات كما اسلفنا.

تناول في الفصل الأول, سيرة حياة النـاقـد وولادته عام 1922 في بغداد, ودخـوله مدرسة قرآنية ثم المدرسة الابتدائية, وانهاء دراسته الثانوية عام 1940, وتخرجه من كلية الحقوق عام 1944, وتعينه عام 1949 قاضيا في محكمة بعقوبة، وسفره عام 1955 الى فرنسا في زمالة دراسية, وحصوله على الدبلوم في القـانـون, وكـان سـفـره حدثاً مهماً غير مجرى حياته، حتى هاجر نهائيا الى فرنسا عام 1970, وتزوج وانجب واقام هناك.

ويعرج على وجـودية التكرلي, ومدى تأثره بهذه الفلسفـة الـرائجـة آنذاك, واستزادته منها ثم موقفه وموقعه منها وازاءها، فهو لم يتوقف عند حدود الاعجاب السهل بالوجودية, ولم تكن وجوديته لفظية واستعراضية, بل كانت قناعة جدية برؤية جديدة للعالم بعد جهد ودراسة, عبر المراجع الأصلية باللغة الفرنسية التي اعانته كثيرا في التعرف على أمهات الكتب في الفلسفة والأدب الـوجـوديين، حيث ترجم أول عمل مهم له رواية (الغريب) لالبير كـامـو, ولم ينشرها في حينه، وكذلك فعل مع مسرحيتي (موتى بلا قبور) و (البغي الفاضلة) لجان بول سارتر، و (نور في آب) لوليم فوكنر و (البشر فانون جميعا) لسيمون دي بفوار, في حين تـرجـم ونشر عشرات المقالات والقصص والمسرحيـات, نـذكـر منها رواية ماركريت دوراس (موديراتو كانتابيل) و (أقاصيص معاصرة) وهي قصص مختارة, وكتاب (عالم الرواية) لرولان بـورتـون, وريال اولنيه, وقد امتازت هذه الترجمـات وغيرهـا بـالـجـدة والفرادة.
ويخلص سامي مهدي الى أن الناقد نهـاد الـتـكـرلي تحـول الى مبشر بالوجـودية وداعية من دعاتها سواء في ما ترجم وما كتب ونشر من أدبيات, ومـا قـدمه ورسخه في النقد الأدبي, ويجزم بأنه كان مبشرا رصينا, يصدر عن وعي ومعرفة.

ويتناول في الفصل الثـاني من الكتاب, التكـرلى نـاقـدا ريـاديـا ,فهو حسب تعبيره لم يكن فيلسوفا خالصا ولا مترجمـا محترفـا, بـل كـان نـاقـدا والنقد هـو الأساس من خلال تحليل بعض الأعمال الروائية والقصصية العالميـة, وتقـديـم مفاهيمه الأدبيـة والنقدية ومعاييره الجمالية الجديدة, وهي وجـوديـة سـارتـريـة خـالـصـة, وتطبيقهما على بعض الأعمال الأدبية والإبداعية العراقية، ويستنتج الباحث (سامي مهدي) أن التكـرلي قـدم مـفـاهـيـم جـديـدة ووظفها في كتاباته مثل (الالتزام) و (الخيال) و (الموضوع) و (التقنية) و (الواقع) والفرق بين لغة الشعر ولغة النثر, ثم يعرج على معاركه الأدبية القليلة مع مجلة الثقافة الجـديـدة والدكتور سهيل ادريس صاحب مجلة (الآداب) البيروتية .

وتناول في الفصل الأخير, دوره وتـأثيره على الأدبـاء والمثقفين, وبـالأخـص عـبـدالملك نـوري, وفـؤاد التكرلي, وقد شمل هذا التأثير كلا من نزار سليم, ومحمد روزنامجي, ونزار عباس, وموسى كریدي، وأجمل مكانة التكرلي بين النقاد العراقيين في الحقبة الخمسينية التي كانت السطحية والفجـاجـة, هما السمة الغالبة على النقـد, الـذي اتخـذ شكل تعليقـات خارجية تطفو على سطح النصوص الأدبية، وتعجـز عن تحليلها وسبر أغوارها على وفق رؤية منهجبة، فأن التكرلي كان أشبه بشهاب سطع ضوؤه في عتمة النقـد العراقي.

مارس التكرلي النقد بحيوية كبيرة, مدة أربع سنين 1950 - 1954, وكـان أول نـاقـد عـراقـي ذي رؤية فكرية محددة للعالم، وممارسة نقدية منهجية واضحة, وهدف يسعى اليه بإخلاص, وهـو تحـديث القصة والشعر والنقد، وأبرز مكانة التكرني بين النقاد العرب آنذاك ممن سبقوه كمحمد مندور, ولـويـس عـوض, وسيد قطب, أو ممن زاملـوه كـأنـور المعداوي, ومحمود أمين العالم, وعلي سعد, وممن تلوه كالدكتور احسان عباس, وجبرا ابراهيم جبراً، وبمقارنة كتابات التكرلي بكتابات هؤلاء النقاد, يظهر أنه أكثر حداثة منهم, وهي سابقة عليها في حـداثتهـا, وهكـذا يـرى الباحث أن التكرلي لم يكن سباقا بين النقاد في العـراق وحسب, بل في الوطن العربي أيضا.

أخيرا أن الـكـتـاب هذا, والـذي كرسه الشاعر المبدع سامي مهدي, عـن الـدور الـريـادي للنـاقـد العـراقـي نهاد التكرلي والتعريف بمنجزه النقدي, جدير بالقراءة والمتابعة ويستحق التقدير والاعجاب لما بذله من جـهـد مخلص وحرص كبير, متتبعا تفاصيل الـبـدايـة والتحـول والمنجـز, بروح مـوضـوعيـة اتسمت بـالـرشـاقـة والـتـشـويق، وهـو دعـوة لـكـتـابـنـا وباحثينا للاهتمام بمبدعينا الكبار وابراز دورهم وفاعليتهم.
...
جريدة العراق 13 /7 / 2001



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الجعجعة .. وثقافة الطحين
- هؤلاء في إبداع صلاح زنكنه
- ثقافة كاتم الصوت
- القصة القصيرة والصحافة
- عرض حال بصيغة سؤال
- الثقافة وشرط المثقف
- أدب الداخل .. أدب الخارج
- # أدباء المحافظات # 2
- الطريق الى بغداد .. طريق الى الإبداع
- الموت في وطن آخر
- الأمة العراقية
- # تحولات الفضاء السردي من واقعية المحكي إلى إيقاع التخييل #
- عبد الرحمن منيف .. كاتب وقضية
- دوستويفسكي عاشقا مغرما
- حالات حاتم حسن الغاضبة
- # قاب قوسين من المرأة #
- # من أرشيفي القديم # 12
- في الشأن الثقافي 3
- # من أرشيفي القديم # 11
- # من أرشيفي القديم # 10


المزيد.....




- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي