أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أحياة بلا خطة هي؟














المزيد.....

أحياة بلا خطة هي؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 14:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وهل كانت ستبقى مستمرة منذ بلايين السنين بطريقة عشوائية محض، بلا تنظيم أو قوانين أو خطة ما، حتى لو كانت نسبية وغير كاملة؟ الاستمرارية بحد ذاتها قانون، والقانون هو تنظيم وفقاً لخطة محددة. إذا كانت الحياة خطة، تنظيمات وقوانين ثابتة نسبياً وذات استمرارية، فماذا تكون هذه الخطة، ومن هو واضعها؟

خطة الحياة هي أن تحيا الكائنات الحية الحياة، بأنسب طريقة ممكنة. لا خطة للحياة أبعد من ذلك- أن تحيا الحياة. وكيف تحيا الكائنات الحية حياتها بأفضل الطرق الممكنة؟ ماذا تفعل على وجه التحديد لكي يتحقق لها ذلك؟

لا شيء. لا شيء كثير. مجرد أن تترك نفسها تعيش حياتها بصورة طبيعية ولا تخلق الموانع المصطنعة في سبيل ذلك. في قول آخر، الحياة آخذة مصيرها بيدها منذ مليارات السنين ولا تتركه لأي أحد كان، حتى الكائنات الحية ذاتها. هذه الأخيرة مجرد تعيش خطة الحياة، التي ليست من وضع يدها ولا حتى تملك سيطرة تذكر عليها.

للحياة خطة وضعتها الحياة ذاتها. والكائنات الحية مجرد تفصيلة صغيرة من تفاصيل خطة وضعتها الحياة ذاتها، وحتى لم تترك للكائنات الحية مهمة تنفيذها بأنفسهم. هي التي بيدها تتولى تنفيذها من داخلهم. الحياة قد غرست في كل كائن حي بذرة الحياة- ما نعرفه بالغرائز- يستحيل أن يفلت من قبضتها بدرجة فارقة إلا بمفارقة الحياة ذاتها. الحياة تحكم الكائنات الحية بقبضة غريزية فولاذية لا مهرب منها سوى بمفارقة الحياة.

ولماذا نحيا الحياة؟

ببساطة، لأننا أحياء. ونحن أحياء لأننا نحمل فينا جينات الحياة. هذه الأخيرة تنفذ فينا، شئنا أو أبينا، سنة أو خطة الحياة. أو نحن أسرى لدى الحياة، أو عبيداً لها، وإن لم يكن بالمطلق. كل الكائنات الحية تعيش الحياة لأنها حية. وهي حية لأنها تحمل جينات الحياة. وهذه الجينات تربطها بالحياة على نحو لا فكاك منه سوى بمفارقة الحياة طوعاً أو كرها. نحن، البشر، لا نملك إرادة أن نحيا، وإن كنا بدرجة ضئيلة نملك إرادة أن نفارق الحياة.

ومن واضع خطة الحياة؟

لا أحد، الحياة ذاتها. حين درس داروين بعض الكائنات الحية من بيئات مختلفة، لاحظ اختلافات فيما بينها تكافؤ بيئاتها المختلفة. وقد خلص إلى قانون بسيط: الكائنات الحية تتكيف بأشكال متباينة حسب البيئات المتباينة، وأفضلها تكيفاً هي أنسبها في البقاء حية مقارنة بغيرها. فإذا كانت الكائنات متكيفة ومتغيرة أفقياً عبر الجغرافيا، إذن فهي كذلك أيضاً رأسياً عبر الأزمنة. وقد كان. ثبت علمياً أن كل الكائنات الحية لم تأتي إلى الحياة بصورها الحالية، التي هي مجرد الحلقة الحالية في سلسلة تطور وارتقاء ممتدة منذ بلايين السنين. وماذا يعني ذلك؟ يعني أنه لم تكن هناك حتى خطة للحياة من قبل وجود الحياة، لأن الحياة لم تبدأ أصلاً كحياة بل صدفة كونية بمجرد أن تهيأت تدفقت من تلقاء نفسها حتى بلغت صورتها الحالية وأصبحت ذات خطة معلومة.

خطة الحياة، قوانينها، مطبقة في كل الكائنات الحية بلا استثناء، يشترك فيها النبات مع الحيوان مع الإنسان. والاختلافات تكمن في البيئات وأصول الأنواع المختلفة، أو في منحنيات التكيف والتطور المتباينة بحسب النوع والبيئة.

وماذا عن الخالق وخطة الخلق؟

تلك خطة بشرية، ينظم بها البشر على وجه الحصر "شؤون" حياتهم وليس "حياتهم" ذاتها، ولا تمت للحياة الكونية بصلة. الخطة الكونية تحيط بقوانينها الكون كافة، ولذلك سترى قوانين الحياة سارية في النبات والحيوان والإنسان بنفس القوة والأثر في كل مكان. على العكس، الخطط البشرية لا تسري قوانينها سوى وسط البشر في بعض الأماكن والأزمنة، وليس في كل الكائنات الحية ولا حتى كل البشر في كل مكان.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذاب الوعي
- دين وثلاث دول
- مدينة لكن بعقل قرية
- قرويون على أرصفة المدن
- إنصافاً للتجربة الديمقراطية في العراق
- نحن البشر لن ننعم أبداً بالحياة على كوكب المريخ، أو أي مكان ...
- لا غنى عن حقوق الإنسان حتى في أوقات المحن
- شرعية حقوق الإنسان
- إلى أين أنت ذاهب يا سعيد؟
- إسلام الطالبان
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- الصين
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- المملكة المتحدة
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- الهند
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- إسرائيل
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها
- مصادر الثروة بجزيرة العرب
- هل الفتور الجنسي خطر على سلامة العلاقة الزوجية؟
- كوفيد 19 يفرق بين دول الشرق الأوسط
- بايدن يريد تقليد معجزة البنية التحتية الصينية لكنه لن يستطيع ...
- الإجهاد المائي: مشكلة عالمية تزداد سوءاً


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أحياة بلا خطة هي؟