أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - شرعية حقوق الإنسان














المزيد.....

شرعية حقوق الإنسان


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 17:36
المحور: حقوق الانسان
    


حقوق الإنسان، بالمفهوم المعاصر، لا تستمد شرعيتها من المواثيق والمعاهدات الدولية ولا من نظيراتها الوطنية. تلك الوثائق تنظم فقط هذه الحقوق وتضبط تطبيقها على أرض الواقع. ولا تستمد حقوق الإنسان شرعيتها من الثقافات أو العادات أو التقاليد أو الأعراف أو غير ذلك كله. فجميع ما سبق قد يحوي الكثير جداً من الخروقات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ومجرد أن أتباعها وممارسيها قد ألفوها من طول الممارسة والتقليد عن السلف ومن ثم أصبحت تقليداً متبعاً ولا يستنفر فيهم، أو في معظمهم، أي وخز للضمير. حقوق الإنسان، بمعناها المعاصر وفق القانون الدولي، لا تستمد شرعيتها من الكتب المقدسة ولا من كتب التاريخ، مهما عظم شأن مؤلفوها وواضعوها.

شرعية حقوق الإنسان تأتي من "الإنسان" الفرد ذاته، بصرف النظر عن ثقافته ودينه ولون بشرته ومعتقده، وعمره وجنسه أو أي فوارق ثقافية أو بيولوجية أخرى. هذا يعني القول، وفق التعريف المعاصر لحقوق الإنسان، أن كل "إنسان" هو مساوٍ بالمطلق لكل "إنسان" آخر غيره، وإن اختلف وتباعد بينهما كل ما وراء ذلك. مبادئ حقوق الإنسان المعاصرة قد صيغت في مواثيق ومعاهدات على أساس موحد ومتين هو: كل إنسان مساوٍ لكل إنسان آخر في "حقوق الإنسان". لكن هناك حقوق أخرى، المواطنة ومباشرة الحقوق السياسية مثلاً، لن يتمتع بها سوى مواطنو الدولة وحدهم ولن يشاركهم فيها كل إنسان آخر حتى لو كان يعيش وسطهم. تلك مسألة منفصلة ولا تتصل بحقوق الإنسان التي نقف أمامها هنا.

الطبيعة هي مصدر شرعية حقوق الإنسان

إذا كان لابد من مرجعية محددة لشرعية حقوق الإنسان، فهي "الطبيعة"، بمعنى الإنسان كما أوجدته الطبيعة، أو كما ولدته أمه. وهو يستمد حقوقه تلك كاملة بمجرد ميلاده على هذا النحو، في أي مكان أو دولة في العالم. إذا قلت كما خلقه الله، مثلاً، أو أي شيء آخر، ستضطر للجوء إلى هذا الإله أو الشيء الآخر الخالق، الأعلم بالضرورة بخلقه، كمرجعية لك لتحديد ماهية حقوق هذا المخلوق الإنسان. وتلك قصة أخرى لن نتعرض لها هنا. حقوق الإنسان بالمفهوم المعاصر تستمد شرعيتها من "طبيعة الإنسان"، غرائزه واحتياجاته الطبيعية الأساسية مثل الحياة والنمو والصحة والمأكل والملبس والمسكن وخلافه. وعلى نقيض الأديان والثقافات الوطنية، تنطلق ثقافة حقوق الإنسان المعاصرة من هذه الغرائز الإنسانية الطبيعية الأساسية لإشباعها وتنميتها وتهذيبها وصلقها بالرعاية والتعليم ثم توظيفها فيما يعود ثانية على الإنسان ذاته بالنفع والفائدة الأكبر، في دورة غير منتهية غايتها المزيد من التطوير والتنمية المستدامة للإنسان ذاته.

قد ترى الثقافات والأديان في الغرائز الطبيعية شهوات وأهواء وقوى شريرة جديرة بالكبت والقمع، لكن حقوق الإنسان تراها طاقات فطرية إيجابية وخلاقة قادرة على الإبداع والابتكار والإنتاج إذا ما توفرت لها وسائل الرعاية والتنمية المناسبة. هذه هي الغاية المحورية لما تسمى في العصر الحالي "حقوق الإنسان الأساسية".

لا تنتظر سوى الشر من إنسان جائع، محروم جنسياً، جاهل، مشرد، مضطهد، مهان...الخ. وماذا يفعل غير ذلك حتى يبقى على قيد الحياة؟ إذا لم تتوفر للإنسان، أي وكل إنسان، الوسائل والأدوات الكريمة واللائقة اجتماعياً لإشباع غرائزه واحتياجاته وتحقيق طاقاته الطبيعية الأساسية، لن يعدم وسائله وأدواته الخاصة، التي تعمل غالباً ضد المجتمع وربما ضده ذاته أيضاً.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين أنت ذاهب يا سعيد؟
- إسلام الطالبان
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- الصين
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- المملكة المتحدة
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- الهند
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها- إسرائيل
- دول ثلاث جربت الاشتراكية ثم نبذتها
- مصادر الثروة بجزيرة العرب
- هل الفتور الجنسي خطر على سلامة العلاقة الزوجية؟
- كوفيد 19 يفرق بين دول الشرق الأوسط
- بايدن يريد تقليد معجزة البنية التحتية الصينية لكنه لن يستطيع ...
- الإجهاد المائي: مشكلة عالمية تزداد سوءاً
- كورونا يغير العالم بحلول 2030
- هل الإنسان مهم حقاً؟
- حتى لا يجف النهر
- رآيت مناماً
- ذات صباح أسود حالك
- فليبقى القضيب منتصباً
- آل البيت السامي
- شرعية يوليو


المزيد.....




- مندوب روسيا: أقل ما يجب علينا القيام به، قبول عضوية فلسطين ب ...
- هذه مطالبهم.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ومتضامنون معها يقوم ...
- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...
- واشنطن: لن ندعم قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- روسيا تدعو مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة ...
- نيبينزيا لمجلس الأمن: أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به هو ...
- حملة مكافحة الفساد في الصين تطال النائب السابق لمحافظ البنك ...
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال يعاقب الأسرى الفلسطينيين بقانون - ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - شرعية حقوق الإنسان