أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير المجيد - صفصاف مازدا














المزيد.....

صفصاف مازدا


منير المجيد
(Monir Almajid)


الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


حينما عشقتْ «إنانا» شجرة الصفصاف أرادت أن تكون عرشها. حينها اتخذ التنّين جذور الشجرة مسكناً له، وفي ساقها جاءت ملكة الليل المُجنّحة «ليليث» لتسكن فيها، وعلى غصونها فرش «أنذو»، طائر الشر، أجنحته.
حينها هبّ گلگامش لنجدة إنانا وقتل التنّين وأثار الرعب في ليليث وأنذو ووجّه غضبه إلى الصفصافة التي أوت الشرّ فاقتلعها من جذورها.
الإغريقي أبقراط (Hippokrates)، تعامل على نحو مختلف مع الصفصاف، لأنه عرف فائدته الطبية كمُهدّئ ومُزيل للحمّى.
عام ١٨٩٩ قامت شركة الأدوية الألمانية Bayer بصنع حبوب acetylsalicylic acid التي تُعرف بالأسپيرين، والمُستخلص من لحاء ساق الصفصاف.
في شرقنا سمّينا طائراً باسمها. «نقشار الصفصفاف»، باللاتينية Phylloscopus trochilus. طوله لا يتجاوز أحد عشر سنتيمتراً، وريشه مصفّر زيتوني. أتذكرون أغنية فيروز «رجعوا طيور الصفصافة وما رجعوا حبايبنا»؟
للرحابنة علاقة بالشجرة أيضاً (أنا نفحة العاصي وبوح هزاره، أنا من شذى الصفصاف عطر مرقدي).

إسمها العلمي Salix، وبالإنكليزية Willow.
هي شجرة تعشق الماء، لهذا ترتبط حياتها على نحو وثيق بأطراف الأنهر، وقد يصل طول بعض أنواعها إلى نحو ثلاثين متراً. أشهرها النوع الميلانكولي المعروف بالصفصاف الباكي، الذي تسيل أغصانه كدموع كبيرة وكأنها تريد أن تتّحد وتسيل في مياه جداولها.

لاحظت، في الصيف الذي مضى منذ برهة، إنتشار شجرة صغيرة الحجم لا تتجاوز مترين في حدائق البيوت الدانماركية، أوراقها خضراء مبقّعة بالأبيض، وأزهارها الدقيقة لها لون خمريّ ورديّ أنثويّ مُثير.
وحينما كنتُ في زيارة أصدقاء في بيتهم الصيفي لاحظت أنهم زرعوا منها إثنتين. أخذت صورة لإحداها في على محمولي، وفي أول أيام الأسبوع ذهبت إلى مشتلٍ يبعد عنّي ثلاثين كيلومتراً، وأريتُ العاملة هناك الصورة. «هذه نوع من الصفصاف». قالت لي.
وكان عندها أحجام مختلفة، اخترت إثنتين صغيرتين. «سأتعامل معهما كرضيعتين وليس كزوجتين». قلت لنفسي.
بدأت بالبحث عن معلومات عن صفصافتيّ، لأنهما، بكل بساطة، لا يُشبهان الصفصاف الذي أعرفه.
الأصل من شمال الصين، والمُفاجأة كانت في الإسم Salix Matsudana، والتسمية تكريم لعالم النباتات الياباني Sadahisa Matsuda. «اليابان تُلاحقني». هذا ما خطر لي بداية، ثم تذكّرتُ إسم ماتسودا.
شركة السيارات في هيروشيما أسّسها السيد ماتسودا، وحين توسعت وازداد الطلب عليها عالمياً، أوصاه المُسوّقون بتغيير الإسم إلى مازدا لسهولة اللفظ. وهذا ما حصل للسيّد Ishibashi، ويعني حرفياً «حجر الجسر»، وبالإنكليزية Bridgestone. وهكذا وُلد إسم شركة إطارات السيارات ذائعة الصيت.

كنتُ في سيرة صفصاف الماتسودا فشردتُ قليلاً واسترسلتُ.

إختياري للشتلتين الصغيرتين هو بمثابة مُغامرة، لأنني أعرّضهما للعواصف وأمراض الرضّع. قمتُ بتشييد صندوقين لهما طليتهما بالأسود، كي يتناسبا ولون البيت. تماماً مثل اختيار السيدات لأحمر شفاه ينسجم مع الفستان.
هما الآن يحرسان مدخل البيت، وواثق أنا أن التنّين وليليث وأنذو لن يقتربا منهما، لأن الطلاء الأسود مُستخلص من غضب گلگامش وصديق عمره أنكيدو.



#منير_المجيد (هاشتاغ)       Monir_Almajid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلد عميرة
- النبيذ
- الشاي
- الترفل والكمأة
- إشكالية أسمهان
- الدجاج
- ما صحّ عن الأثداء
- آيا صوفيا
- دليلي احتار
- إلى أرمينيا
- دمشق
- الأطلال
- خميرة الخبز
- غلبت أصالح في روحي
- حسيبك للزمن
- رقّ الحبيب
- القليل عن السينما الإيرانية
- الحصى لمن حصى
- جدّدت حبّك ليه
- أراك عصي الدمع


المزيد.....




- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير المجيد - صفصاف مازدا