أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - آثار الحرب تنسف الله ووجوده.















المزيد.....

آثار الحرب تنسف الله ووجوده.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استمرّت ظاهرة الحرب والقتال والصراع العسكري على مرّ العصور والتاريخ البشري , متبلورة بصور مختلفة وأشكال عديدة مُسَخِّرة لكل ما يملكه الانسان من أسلحة وعتاد وقوة عقلية وبدنية , وهذه الظاهرة الملعونة والرهيبة تحوّل البشر الى كائنات ممسوحة العقل والانسانية بشكل لا يصدّق , ففي وقت السلم , يعتبر قتل شخص آخر جريمة يحاسب عليها قانون أي دولة محترمة , ولكن ما أن تدخل ذريعة الحرب على الساحة الاجتماعية حتى يصبح قتل ذات الشخص (إن كان من صفوف الأعداء) أمراً محموداً وعملاً بطولياً !

ولكن ماذا عن فعل الحرب ذاته ؟ وما تبعاته ؟ ولو أجبنا على هذه الأسئلة لتبيّن لنا أنه يستحيل على اله كلي الخير والحكمة أن يأمر بفعل عبثي منحول كالحرب والاعتداء على الآخرين ! ولكن قبل وضع النقاط على حروف الفصام الديني , لنلقي نظرة سريعة على آثار الحروب منذ بدئ هذا الفعل مع بداية الحضارة البشرية والى اليوم !

فمن الآثار المعروفة لأي حرب هي الآثار التخريبية للاقتصاد , فأي حرب تُزيد النفقات العسكرية التي تفتقر إليها قطاعات الاقتصاد الأخرى , وتؤدي الى تدمير سبل العيش والبنية التحتية (مثل إمدادات المياه ونظام النقل والطرق والمنازل والمزارع والمصانع وغيرها) ,إضافة الى القيود المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية من خلال انعدام الأمن ومحدودية الحركة وتخصيص العمالة المدنية للجيش وكذلك هروب رأس المال والمستثمرين من الدولة , وآثار الاقتصاد الكلي مثل التضخم والقيود المتعلقة بالمدخرات والاستثمارات والصادرات وكذلك زيادة الديون.

كل هذا وأكثر ظهر بشكل أو بآخر على مرّ التاريخ في الحروب العديدة التي خاضتها البشرية.

وللحرب أيضاً آثار خطيرة أُخرى كالخسائر في الأرواح والضرائب كارثية على السكان. ولا يقتصر الأمر على الأرواح أو الموارد أو الديون , ولكنه يمتد ليطال ذهن السكان الذين عانوا من الحدث , سوائاً أكانوا منتصرين أم خاسرين , فالخاسر للحرب سيقضي بقية حياته في خرابها وظِل المنتصر الذي سيمسح الأرض بكرامته وينسف أي فرصة له للعودة للحياة الطبيعية , ناهيكم عن آثار الخسائر النفسية , من خسارة الأقرباء والأهل والأصدقاء , الى خسارة الموارد والتعرّض للصدمات النفسية التي تشكل مجتمعات مريضة نفسياً مشلولة عقلياً غير قادرة على الانتاج أو التطور أو العودة الى الحياة الطبيعية.

والمنتصر أيضاً سيقع في مصائب نفسية لا حصر لها , فهو أيضاً تعرّض للخسائر , سوائاً أكانت مادية أم معنوية , وتعرّض لصدمات أدت لتحوّله لكائن ممسوح العقل والانسانية , كالخوف وانعدام الأمن الناتج عن التجارب اليومية للحرب التي تترك آثاراً رهيبة , كاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق وغيرها. والمنتصر يشترك مع الطرف الخاسر بحقد تجاه الآخر وكراهية تفوقُ أي كراهية , مولدة لشلل اجتماعي لا يمكن حلّه أو تجاوزه لقرون أو حتى على الإطلاق !

وآثار الحرب المذكورة هذه هي حرفياً غيض من فيض , فنتائج وتداعيات الحروب خطيرة وتدميرية لأي مجتمع و فرد , وهذه حقيقة. ولكن الأمر الفاضح لأي أيديولوجيا هو ترويجها لتلك الحرب ففي مقالي السابق (معايير الحكم على الأيديولوجيات وتصنيفها.) ذكرت عدّة عوامل تمكّن المرء من الحكم على الأيديولوجيات وتصنيفها من خلال عدّة عوامل , ولكن العامل الأخطر والذي يفضح أي أيديولوجيا هو عامل الحرب , والذي أردت ذكره في المقال السابق , ولكنني أردت أن أخصص له مقالاً خاصّاً نظراً لأهميته.

فأي فكر يبرر ويأمر ويحفّز ويجر الناس الى الحرب متجاهلاً ما تحمله من فساد وإفساد في الأرض هو فكر باااااااااااطل لا خير فيه , فلو ألقينا نظرة على دين بول البعير مثلاً ووضعنا هذا الفكر السفيه في ميزان عامل الحرب للحكم على الأيديولوجيات , سنجد دين رضاع الكبير يسقط ويرسب في هذا الاختبار بشكل يدفعنا لوضعه على رأس قائمة الايديولوجيات الباطلة والخطيرة والأفكار المنحطة !

فمن تشريع وأمر بالقيام بالحروب في مهزلة جهاد الطلب , والذي يعتبر لوحده كفيل بتصنيف دين بول البعير كأيديولوجيا سقيمة , فالحرب كما ذكرنا في البداية هي أخطر ما يمكن القيام به نظراً لنسفها الكامل لقيمة الانسان وحياته , حيث يصبح قتل الآخر في معركة أمراً يثاب عليه المرء , والموت في معركة أمراً ممجداً ! والذي يضرب الدين نفسه في مقتل كما ذكرت في هذا المقال سابقاً...
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723368

وهذا التسفيه لحياة البشر المقترن بالحروب هو أسوأ ما يميز تلك الظاهرة البشرية الملعونة , وما أن تقدّس وتمجّد أي أيديولوجيا الحرب أو تأمر بها بشكل مباشر حتى تفقد مصداقيتها , حيث أنها تحكم على نفسها بالبطلان.

وهذا كلّه من مجرّد تشريع الحرب والأمر بالقيام بها , ولكن لم يكتفي دين بول البعير بهذا ! لا بل قدّم التشريعات والتبريرات الدينية الملعونة لأفظع الفظائع التي يمكن أن تقترن بالحروب , من استعباد الآخرين وسبيهم واغتصابهم , الى قتل الأسرى والإبادات الجماعية والتهجير القسري , تماماً كما نعلم عن أفعال كلب الصحراء من قتل قبائل بأكملها والأمر بسفك دماء "الكفّار" أي البشرية جمعاء تقريباً...الخ. والذي شرّع لهذه الأمور وأدلجها في دين رضاع الكبير , الى إذلال وتحقير المسيحيين واليهود ووضعهم تحت نعل المحتل الداعشي البهيمي في مسألة الجزية وعدم مجازاة من يقتلهم قانونياً ف"لا يقتل مسلم بكافر" كما في صحيح البخاري !

وحديث...

"انطَلِقوا باسمِ اللهِ وفي سبيلِ اللهِ تُقاتلونَ عدوَّ اللهِ لا تَقتلوا شيخًا فانيًا . ولا طفلًا ، ولا امرأةً"

والذي ورد على صورة

"انطلِقوا باسمِ اللهِ وباللهِ ، وعلى مِلَّةِ رسولِ اللهِ ، لا تقتُلُوا شيخًا فانِيًا ، ولا طِفًلا ولا صغيرًا ولا امرأةً ، ولا تغُلُّوا ، ضُمُّوا غنائِمَكُم ، وأصلِحُوا ، وأحسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المحسنينَ"

هو حديث ضعيف لا يصح استعماله أبداً , والترقيع به مرفوض من قبل أي دعدوش.

فكما لاحظنا , فهذا الفساد العقائدي الديني الداعشي لا يمكن تجاهله , وعلى ضوء كل ما سبق علينا أن نسأل...كيف لإله كلّي الرحمة والعلم والحكمة والخير أن يأمر بأفظع وأخطر وأكثر الأفعال شرّاً على مرّ التاريخ البشري ألا وهي الحرب ؟ فإما الله شرير خبيث مجرم يحب المجرمين وهو بالتالي ليس بإله وإنما شيطان وكائن عبثي لا يستحق سوى التحقير واللعن ليل نهار أو هو غير موجود من الأساس.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلافات بالجملة في صفحة واحدة من مخطوطات القرآن.
- معايير الحكم على الأيديولوجيات وتصنيفها.
- الله الظالم.
- مسخرة زوال النِّعم.
- ألا ليتهم يتآمرون على دين الله !
- الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.
- تساؤلات حول مهزلة رضاع الكبير.
- متى يخسر المرء حقه في حرية التعبير ؟
- الجنّة للأغبياء.
- ردّاً على مصري ملحد , فيما يتعلّق بإنقاذ ستالين للاتحاد السو ...
- المعجزات في تلاوة الهلوسات !
- البيان في حيونة الإخوان.
- ترجمة رؤية المتنور العربي على أرض الواقع.
- يجب مراجعة التاريخ والاجرام الاسلامي.
- تناقض مسيحي لطيف.
- اسماء الله -الحسنى- تنسف ألوهية الله !
- مغالطة أحجار الشطرنج.
- ماذا قدّمت الوصايا العشر للبشرية ؟
- الأديان ونظرية المؤامرة.
- مشكلة المحتوى العربي , الانترنت كمثال.


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - آثار الحرب تنسف الله ووجوده.