أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.













المزيد.....

الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 00:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل مجتمع حديث نجد تغلغل حقوق الانسان العالمية وانتشار الأخلاق الحديثة وتجذرها خصوصاً في دول الغرب والعالم الحر والديمقراطي عموماً , وهذه الأخلاق المتطورة التي نتعامل بها اليوم هي نتاج من تسلسل طويل لتطور مضنٍ وقاس مرّت به البشرية على مرّ العصور وصولاً للأخلاق الحديثة وتفوقها الكبير على أخلاق من سبقنا من أسلاف.

ولكن ومع هذا التطوّر ظلّ دين رضاع الكبير في مؤخرة البشرية كالعادة , وكونه في المؤخرة وإرادة من يتبعه للعودة للوراء أخلاقياً والرجوع بكل معنى الكلمة بالزمن الى حقب سفك الدماء والسبي والنهب والخطف والاستعباد وما يشابه ذلك من فساد اتسمت بها العصور الوسطى يبين مدى خطورته.

وطبعاً هذا الدين الداعشي مثله كمثل باقي الأديان , بشري الصنع , متأثر بالبيئة والثقافة التي نشأ فيها , وفي الزمن الذي ظهر فيه , ويحمل معه جميع سمات تلك الحقبة والثقافة , وعلى الرغم من وجود أديان اقدم منه وأكثر أخلاقاً بحكم تحضر ثقافات الشعوب الأخرى التي أنشأتها , كالفارسية التي أنشأت الزرادشتية , والثقافة الرومانية التي أنشأت المسيحية , وغيرها من أديان تعتبر أفضل بأشواط من دين بول البعير , إلّا أن البيئة العربية والبدوية ظلّت منغلقة على نفسها لقرون , وجابهت التطور الأخلاقي الذي أنتج تلك الأديان بالعودة للوراء والتشبث بقيم يهودية حقيرة ممزوجة بخزعبلات من هنا وهناك الى أن ظهر لنا هذا المسخ الأشبه بوحش فرانكشتاين الذي يتشكل جسده من قطع من أجساد مختلفة بشكل مخز.

وهذا الرجوع للخلف أخلاقياً وتبني المبادئ والشرائع اليهودية والتي تم نسخ الكثير منها حتى من التراث اليهودي كالتلمود وكتابات الحاخامات اليهود وليس فقط من التوراة , أدّى الى ارجاع الاسلام العرب والشعوب التي احتلّها بهائم الصحراء قروناً للوراء أخلاقياً بكل معنى الكلمة !

ومن أخطر ما تم الرجوع اليه هو مسألة الاستهتار بحياة البشر , المتمثل بقتل من يخالف بهائم الصحراء في العقيدة والمعتقد , أو من يخالف المجتمع بطبيعة ما كالمثلي الجنس , أو من يريد الخروج عن القطيع كقتل المرتد , أو قتل من ينتقد ويشتم كلب الصحراء , أو قتل من يخون زوجته أو من تخون زوجها...الخ من تحليلات وتشريعات تافهة لارتكاب أفظع الفظائع ألا وهي القتل وانهاء حياة البشر.

وطبعاً هذا المبدأ المتّبع والمتمثل بنص الفتنة أشد من القتل , كان متأصلاً في العقيدة اليهودية , فمن قتل وإبادة شعوب بأكملها بأمر من الإله , أو بأوامر القتل وتشريعه ضد من يرتكب أموراً لا يمكن وصفها سوى بالتفاهة , كالأمر بقتل المثليين كما في لاويين 20:13 , و قتل الخائن لبيت الزوجية كما في لاويين 20:10 , و قتل من يتهم بتهمة ممارسة السحر كما في لاويين 20:27 , و قتل من يشتم والديه كما في لاويين 20: 9 , وحرق وقتل من تمارس البغاء كما في لاويين 21: 9 , وقتل من يخالف تعاليم يوم السبت كما في خروج 31:14...الخ من سخف ديني لعين يضع حياة البشر موضع المادة الرخيصة التي يمكن الاستغناء عنها ونسفها من الوجود عند أسفه سبب !

وهذا التراث الإجرامي الذي تم نقله لدين بهائم الصحراء والمتمثل كما ذكرنا آنفاً بمقولة الفتنة أشد من القتل كان ولا يزال مصدر فساد وخبث وتخريب لا يمكن التغاضي عنه , فكم من شخص قد تم قتله وسفك دمه بسبب هذا العته الديني المتخلف ؟ وكم من أسرة تم لعن ربها بسبب هذا الفجور الأخلاقي الديني ؟

فدم الانسان وحرمة حياته أعظم بشكل لا متناه من أي اله أو دين أو عقيدة , والاله الذي يأمر بالقتل وسفك الدم لخدمته وخدمة معتقده , هو اله شرير لا يستحق لا العبادة ولا التقديس ولا الاحترام , ولا يستحق سوى السخرية والتحقير واللعن ليل نهار , فلا فتنة أشد من القتل , ولا فتنة أشد من هتك حرمة الحياة الانسانية , والذي يأمر بعكس هذا هو شيطان أبعد ما يكون عن الألوهية وصفاتها الحميدة التي من المفترض أن تتوفر لدى الآلهة.

وأود الختام بمقولة للرئيس الأمريكي رينالد ريجان على الشيوعية والتي تنطبق على أديان اله الدم...

"هذه الأيديولوجيا ستسقط , لا لشيء سوى لتعارضها من الطبيعة الانسانية , ولكن كم من الأرواح ستحصد قبل أن تسقط ؟ لا ندري !"

وعاجلاً غير آجل بإذن هُبل , ستسقط هذه الأديان , وستلحق شعوبنا بركب الحضارة الانسانية , أو ستفنى متمسكة بالماضي وفساده وعفنه.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول مهزلة رضاع الكبير.
- متى يخسر المرء حقه في حرية التعبير ؟
- الجنّة للأغبياء.
- ردّاً على مصري ملحد , فيما يتعلّق بإنقاذ ستالين للاتحاد السو ...
- المعجزات في تلاوة الهلوسات !
- البيان في حيونة الإخوان.
- ترجمة رؤية المتنور العربي على أرض الواقع.
- يجب مراجعة التاريخ والاجرام الاسلامي.
- تناقض مسيحي لطيف.
- اسماء الله -الحسنى- تنسف ألوهية الله !
- مغالطة أحجار الشطرنج.
- ماذا قدّمت الوصايا العشر للبشرية ؟
- الأديان ونظرية المؤامرة.
- مشكلة المحتوى العربي , الانترنت كمثال.
- لماذا انهار الجيش الأفغاني بين ليلة وضحاها ؟
- أسوار الإرهاب الفكري الإسلامي.
- أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.
- الاسلام والنازيّة , تشابه لحدّ التطابق.
- هل توقف حمام الدم في سوريا ؟
- هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.