أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسكندر أمبروز - أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.














المزيد.....

أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6991 - 2021 / 8 / 17 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد النجاح الكاسح للجيش الأمريكي إبان الحرب على طالبان وإسقاط نظامها في أفغانستان , صار مَثَلُ الوضع السياسي والعسكري للجيش الأمريكي كمَثَلِ شخص يحاول السير في حقل ضبابيّ مليء بالعثرات والحُفر , شخص لا يدري ما هدفه من السير في ذلك الحقل , ضائع متعثّر منعدم البصر والأهداف.

حيث قال بوب كراولي , الكولونيل بالجيش الذي عمل كمستشار كبير لمكافحة التمرد لقادة الجيش الأمريكي في عامي 2013 و 2014 : "تم تغيير كل نقطة بيانات لتقديم أفضل صورة ممكنة".

"والاستطلاعات , على سبيل المثال , كانت غير موثوقة على الإطلاق ولكنها عززت أن كل ما نقوم به كان صحيحاً وأصبحنا مخروطاً من الآيس كريم يلعق نفسه بنفسه."

في عام 2014 . بتوجيه من Sopko , خرجت SIGAR (المنظمة الأمريكية المسؤولة عن تحليل الوضع في أفغانستان) عن مهمتها المعتادة المتمثلة في إجراء عمليات تدقيق وأطلقت مشروعاً جانبياً.

والذي كان يهدف الى تشخيص إخفاقات السياسة في أفغانستان والذي سمّي ب"الدروس المستفادة" حتى لا تكرر الولايات المتحدة الأخطاء في المرة التالية التي تغزو فيها بلداً أو تحاول إعادة بناء دولة ممزقة.

وفي مقدمة تقارير "الدروس المستفادة" نقرأ..."وجدنا أن استراتيجية الاستقرار والبرامج المستخدمة لتحقيق ذلك لم تكن مصممة بشكل صحيح مع السياق الأفغاني ، ونادراً ما استمرت النجاحات في تحقيق الاستقرار في المقاطعات الأفغانية لفترة أطول من الوجود المادي لقوات التحالف والمدنيين".

حيث نرى من خلال هذه التقارير أن الوضع في أفغانستان لم يكن مستقرّاً في يوم من الأيام , وسيطرة طالبان اليوم على البلاد كان أمراً محتّماً بعد خروج الجيش الأمريكي , فالمسألة والمعضلة لم تكن عسكرية , بل أيديولوجيّة , والحرب لم تكن ضد قوات طالبان البهائم المختفين كالجرذان في الكهوف والجبال الأفغانية , بل ضد الأيديولوجيا الداعشية البهيمية التي تحرّكهم أصلاً , وتدفع بالشعب الأفغاني لدعمهم والوقوف معهم دون أي تفكير بالعواقب.

وقال جيمس دوبينز , دبلوماسي أمريكي كبير سابق عمل مبعوثاً خاصاً لأفغانستان في عهد بوش وأوباما ، لمقابلات الحكومة: "نحن لا نغزو الدول الفقيرة لنجعلها غنية. نحن لا نغزو البلدان الاستبدادية لجعلها ديمقراطية. نحن نغزو البلدان العنيفة لجعلها سلمية وفشلنا بشكل واضح في أفغانستان ".

وطبعاً هذا الفشل سببه غباء وحمق القيادة الأمريكيّة , فالأسلوب الوحيد الذي سيجدي أي نفع مع البهائم هؤلاء هو تجفيف المستنقع الداعشي الآسن , فمثل أمريكا كمثل من أراد محاربة الذباب والبعوض والحشرات الضارّة بشكل مباشر , تاركاً المستنقع والمنبع الأساسي والسبب الرئيسي لظهور هذه الحشرات في المقام الأوّل ! فحرب أمريكا كانت خاسرة من البداية , لأنها لم تأخذ في عين الإعتبار البعد الأيديولوجي لها , وركّزت فقط على البعد العسكري , وهو ما لم تتعلّمه الإدارة الأمريكية من تاريخها نفسه.

حيث أنها جففت المستنقع النازي , أثناء الحرب على ألمانيا , وحاربت الفكر الشيوعي بكل صلابة وحزم فكري ومادّي , ولكنها فشلت في التعامل مع الفجور الإسلامي بسبب غباء القيادة الأمريكيّة واعتبارها لدين بهائم الصحراء ديناً عاديّاً لا عقيدة إجراميّة خبيثة أسوأ بمئات المرّات من الشيوعية والنازيّة.

فالإدراة الأمريكية الحديثة , دخلت في حالة تناقض شيزوفريني مع الاسلام بشكل مضحك , فهم يريدون محاربة الاسلاميين والدواعش والارهاب الاسلامي , ولكنهم يصفون الاسلام بأحسن الأوصاف , فتخيلوا معي لو أن أمريكا فعلت الشيء ذاته مع ألمانيا مثلاً في الحرب العالمية الثانية , مدعية أن النازية عقيدة وفكر سليم وأن حربها ليست مع النازية وإنما مع هتلر وقوات الSS فقط !! تناقض مضحك أليس كذلك ؟ ولكنه مع الأسف يتم تطبيقه اليوم من قبل الغرب على ماهو أسوأ وأفظع من النازية.

والذي يحصل اليوم في أفغانستان من تشرّد لمئات الآلاف من الهاربين من الحكم الطالباني الداعشي , الى سقوط الجيش الأفغاني في أقل من أسبوع , الى هروب رئيس أفغانستان كاللص من بلاده وقصره عوضاً عن الوقوف والمواجهة...الخ , من أحداث عديدة ومتتالية لم تأتي تداعياتها الخطيرة بعد , كلها جائت دفعة واحدة بسبب سياسات أمريكية حمقاء بكل معنى الكلمة , والتي ستأتي بنتائج وخيمة على أفغانستان والشعب الأفغاني , والدول المجاورة لها , والعالم بأسره , فكما ذُكِرَ سابقاً في الأوساط التنويرية العربية , انتهاء داعش لا يعني انتهاء الإرهاب الاسلامي , وسقوط هذه الجماعات عسكرياً لا يعني انتهاء الارهاب الاسلامي.

فها هي طالبان اليوم تعود للصورة بعد فشل الادارة الأمريكية في التعامل معها , وتجفيف المستنقع الاسلامي , وحتى يعي الغرب والعالم أن حربهم هي مع دين بهائم الصحراء الملعون , لم ولن يكف الإرهاب الداعشي عن الفتك بالبشريّة والعالم , فالاعتراف بالمرض هو بداية العلاج , والغرب يرفض تماماً الاعتراف بالمرض البول بعيري , والبشريّة ستتلقّى العواقب , فمع القوّة تأتي المسؤوليّة , والولايات المتحدة خذلت أفغانستان والعالم في هذا الانسحاب المنعدم من أي مسؤولية أو تقدير للنتائج , وأتمنى شخصياً أن تَرٍث الصين سطوة أمريكا على العالم , حتى تضع حدّاً وبشكل حاسم لهذه المهزلة , فالغرب حقيقة أثبت أنّه بات تافهاً ضائع متعثّرٌ وسط الحقل الضبابي , لا يدري كيف يتعامل مع الأفكار الخبيثة , متجاهلاً لتاريخه الحافل بالإنجازات والانتصارات التي كانت على حساب عقائد فاسدة مشابهة تماماً لدين بول البعير.

المصدر لما ذُكر من اقتباسات...
https://www.washingtonpost.com/.afghanistan-war.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والنازيّة , تشابه لحدّ التطابق.
- هل توقف حمام الدم في سوريا ؟
- هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟
- الإيجابيات في دول بهائم الصحراء
- أسطورة المسلمين العسكرية.
- طفرة التطور في عقول بول البعير.
- الإسلام ورواية 1984.
- الجرائم في الهند , الجزء الثاني.
- جرائم الاسلام في الهند.
- عندما يصبح التزمت صفة حميدة.
- فشل وفساد أردوغان المستمر.
- تعارض الاسلام مع القيم الانسانية والغربية.
- تأثير الشعوب في الخرافات الدينية.
- الإستعباد في أديان اله الدم الثلاثة عموماً , والإسلام خصوصاً ...
- عقلية استعباد الأطفال في الاسلام , وتشويه العلاقات الاسرية.
- الأديان ومعاملة الأطفال.
- نوستردامس وتنبؤ المستقبل.
- خطورة الترهيب من عذاب الإله.
- الخرافة الدينية وإنكار الحقائق.
- ماذا سنستفيد لو تم تطبيق الشريعة الاسلامية ؟


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسكندر أمبروز - أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.