أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الخرافة الدينية وإنكار الحقائق.














المزيد.....

الخرافة الدينية وإنكار الحقائق.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6955 - 2021 / 7 / 11 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تواجدت فئات بشرية عديدة في القرن الماضي اتسمت بالتعصّب الفكري لأفكار شنيعة وبغيضة أبرزها النازية والشيوعية , ولو تحدثت مع أحد المؤمنين بتلك الأفكار لوجدت نفسك في نقاش عقيم عديم الجدوى مع أشخاص قد بنوا أسواراً من التزمت والعنصرية والنرجسية والجهل والتخلف العقلي حول فكرهم وكيانهم , مانعين لوصول الحقيقة والمنطق.

فمهما بلغت حدّة وقوّة الأدلّة ضد تلك الأفكار , كفشل الشيوعية والاشتراكية واقتصاد الدولة المتحكّمة في كل شيء , وفشل الفكر العنصري وقصره أمام العلم والنظريات العلمية وعلم الجينات والتطور الذي أثبت ترابط البشر الوثيق مع بعضهم البعض ومع باقي الكائنات الحية , وأنه فعلياً لا وجود لشيء اسمه أعراق مختلفة , وإنما تغيير طفيف في صفات جينية معينة.

ولو وضعنا بالحقائق ليل نهار في وجه هؤلاء لن يكترثو , فهم مغسولي المخ , وعديمي التفكير تماماً , عندما يتعلق الأمر بمعتقداتهم الفكرية التي تم زرعها فيهم بالبروباغاندا التي تبدأ منذ الطفولة حتى الممات.

ولكن , النازية والفاشية والشيوعية وغيرها من العقائد البالية والأديان الغير اللاهوتية , هي لا شيء من حيث التزمت والتعصّب والإنكار للحقيقة مقارنة بالأديان اللاهوتية عموماً , وأديان اله الدم الثلاثة خصوصاً...!

فإنكار الحقائق فيها لا يقتصر على فشلها السياسي , والاقتصادي , والفكري , وضعفها وسقوطها أمام المنطق والعقل , وإنما يمتد ليصل الى إنكار الحقائق العلمية التي ترتكز عليها الحياة والتكنولوجيا والحضارة البشرية اليوم.

فهذه الخرافات الدينية , تدفع بأصحابها نحو إنكار ما لا يمكن إنكاره , في تضارب تامّ مع الحقائق , فمهما قدّم العلم لهؤلاء من أدلّة على بطلان أديانهم وخرافاتهم , فلن يقتنعوا , ولهذا طبعاً سبب متأصّل في وجدان تلك الخرافات وكيانها الأساسي....ألا وهو تحييد العقل.

فالتفكير والنقد المنطقي محرّم , والتساؤل والشك وإعادة النظر محرّمة , والتسليم بالهلاوس والقصص السفيهة شيء أساسي , والإيمان المطلق دون أي تفكير هو المطلوب والمرغوب والواجب على كل مؤمن.

ولنعي مستوى التحييد العقلي هذا , ما علينا إلّا النظر قليلاً لما يؤمن به هؤلاء الأشخاص , فخرافاتعم فعليّاً أقنعتهم بأن شرب بول البعير مفيد , وأن تقطيع أجسامهم فيما يسمى بالختان هو أمر جيد , وأن هنالك أشخاص يسمون بالأنبياء قاموا بعروض سحرية هائلة كإحياء الموتى وشق البحر وغيرها , وأن صعلوكاً صعد على ظهر حمار طائر وطار الى السماوات التي هي عبارة عن أسقف متعددة الطبقات فوق الأرض المسطحة !!

والى آخره من هراء وسخافة وعته لا يصدقه عاقل , ومهما قدّمنا من أدلّة على ضرر وسمّية بول الإبل , وضرر الختان بالأطفال وتسببه بموت الملايين عبر التاريخ بسبب النزيف وأمراض كالهيموفيليا (عدم تخثر الدم) , ومهما قدّمنا من أدلّة على أن تلك القصص الخرافية هي مجرّد أعمال أدبية وقصص سابقة لحضارات غابرة تم نقلها ولصقها لصناعة أديان اله الدم الثلاثة....فلن نرى من الحمقى والمغفلين سوى الإنكار.

وطبعاً ومع توضيح السبب آنفاً , يمكننا الآن إدراك مدى خطورة هذه الأديان , وما يترتب عليها من تخريب وفساد في الأرض , فهذه المعتقدات هي حجر الأساس للتسليم العقلي والتغييب الأخلاقي الذي يعيشه المؤمنون , فخرافاتهم بدأت بتخدير عقولهم , ثم شحنهم بالهلاوس والخرافات , كالجنة والنار وغيرها , ومن ثم قلبت مفاهيم الأخلاق الإنسانية رأساً على عقب , فالقتل والسبي والاغتصاب والسرقة والنهب والإبادات الجماعية والمجازر والاحتلال والاعتداء على الآخرين , صارت قمّة في الأخلاق !

وهنا تكمن قمّة الخطورة للخرافة الدينية , وهذا التسلسل المذكور هو تسلسل يمكننا رؤيته في جميع الأديان , مع اختلاف حدّة وتطرّف التحييد العقلي والإنساني والأخلاقي.

فلا تستغربوا يا أعزائي مِن مَن يقوم بالتفجيرات والعمليات الإرهابية اليوم , أو مِن مَن يؤيّد تلك الأفعال البهيمية لبهائم الصحراء , فهؤلاء الأشخاص هم حقيقة في الحضيض فكرياً وعقلياً ومنطقياً وإنسانياً , وهم مرضى نفسيين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , والحل معهم هو إعادة التأهيل وفرض التعقّل عليهم بالقوة والبأس والشدّة إن تطلّب الأمر ذلك.

ولكن هل هذا يعني عدم جدوى النقد الفكري أو عدم إتيانه بالنتائج من تنوير وتطوير وخلع للدجل الديني ؟ لا وألف لا !!

فالنقد الفكري هو ما سينقذ الكثيرين من الخرافة الدينية وفسادها وإرهابها , فغالبية شعوب منطقتنا هم طيبو القلب في طبعهم وهذا رغماً عن أنف الإسلام , وكل ما علينا فعله هو فضح هذا الدين الحيواني أمامهم , وهو فعلياً ما نقوم به ليل نهار , ولكن حديثي السابق ينطبق على الفئة المتحيونة من هذه الشعوب , وهم كثر مع الأسف.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سنستفيد لو تم تطبيق الشريعة الاسلامية ؟
- أهمية الدول , وفوضى الأديان.
- المزيد في مسألة تحريف القرآن.
- الصلاة هي قمّة اللامنطق.
- الله عبثي وزعيم حارة العبثيين.
- كذبة العصر الذهبي الإسلامي.
- عقيدة وفكر الجهاد يضرب الإسلام في مقتل.
- قصر معرفة الاله بطبيعة البشر المتعددة.
- مهزلة السببية كمان مرّة.
- الله يضل !
- أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.
- انتقادات واضحة لجرائم حماس الفاضحة.
- حقائق فاضحة عن الإحتلال التركي للأراضي السورية.
- الصلاة والدعاء إهانة لله !!
- سخافة منطق الثواب والعقاب.
- موقف القرآنيين.
- من أين جاء يهود اسرائيل ؟ ومسلسل التغريبة اليهودية !!
- كذبة انقاذ الدولة العثمانية لأيرلندا أثناء المجاعة عام 1845 ...
- هل القرآن محرّف ؟ الاجابة نعم...وإليكم الأدلّة.
- هل كان محمد (رسول الإسلام) موجوداً ؟ وهل كان شخصية تاريخية ح ...


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الخرافة الدينية وإنكار الحقائق.