أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.














المزيد.....

أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 21:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"بدلاً من تطوير قدرات الطفل الخاصة على التمييز ، وتعليمه الحكم والتفكير بنفسه ، يستخدم المعلم كل طاقاته لملء رأسه بأفكار الآخرين الجاهزة"
آرثر شوبنهاور.

نعلم جميعاً اليوم في الأوساط العلمانية والتنويرية مدى قصر الأنظمة التعليمية في الدول المسماة بالدول الاسلامية , حيث تحتل جامعاتها أرخص وأدنى المراتب عالمياً , إضافة الى كون أنظمة تعليمها الابتدائي والثانوي محطات في رحلة التحجيم والبرمجة والتقييد العقلي للأطفال حتى سن البلوغ لا أكثر.

وهذا طبعاً إضافة الى كون تلك المدارس والمناهج , أدوات لغسيل مخ شامل كامل لملايين الأطفال في هذه الدول , بدئاً من تغذية عقولهم بالبروباغاندا الفارغة الداعمة للدكتاتور العربي , الى شحنهم بشكل لا يصدق بكمّ هائل من الخرافات الدينية والبهيمية الاسلامية.

فلو عدنا الآن لمقولة الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور , سنلاحظ تطابقاً يصل لحد التنبؤ مع حال التعليم والعلم في دول بول البعير , ولتأكيد نقاطه عن التعليم اليكم بعض المقاطع من مقالات له عن هذا الموضوع...

"يقال إن العقل البشري قد تم تشكيله بحيث تنشأ الأفكار العامة عن طريق التجريد من ملاحظات معينة."

"فكما يحدث في حالة الرجل الذي يجب أن يعتمد فقط على خبرته الخاصة فيما يتعلمه - ليس لديه معلم ولا كتاب - مثل هذا الرجل يعرف جيداً أن ملاحظاته الخاصة تنتمي تمثلها أفكاره الشخصية. حيث تتطور لديه معرفة كاملة بفضل خبرته , وبالتالي , فهو يتعامل مع كل ما يأتي في طريقه من وجهة نظر صحيحة. و يسمى هذا الأسلوب الطبيعي للتعليم."

"وعلى النقيض من ذلك , فإن الطريقة المصطنعة والتي هي سماع ما يقوله الآخرون , والتعلم والقراءة الفارغة منذ الطفولة , وبالتالي جعل رأسك مليئًا بالأفكار العامة قبل أن يكون لديك أي نوع من التعارف الموسع مع العالم كما هو , وكما قد تراه بنفسك.

سيتم إخبارك أن الملاحظات الخاصة التي تذهب إلى تقديم هذه الأفكار العامة ستأتي إليك لاحقًا في سياق التجربة , لكن حتى يحين ذلك الوقت , فإنك تطبق أفكارك العامة بشكل خاطئ , وتحكم على الرجال والأشياء من وجهة نظر خاطئة , وتراهم من منظور خاطئ , وتعاملهم بطريقة خاطئة. لذا فإن التعليم بهذه الصورة يفسد العقل والتفكير ".

وهذا يفسر لنا في كثير من الأحيان , بعد مسار طويل من التعلم والقراءة , ندخل إلى العالم في شبابنا , جزئياً بجهل لا يستهان به بالأشياء , وجزئياً بمفاهيم خاطئة عنها , حتى يتذوق سلوكنا في لحظة ما القلق العصبي , وفي لحظة أخرى من الثقة الزائفة والخاطئة.

والسبب في ذلك ببساطة هو أن رأسنا مليء بالأفكار العامة التي نحاول الآن أن نلجأ إليها لبعض الاستخدامات , ولكننا نادراً ما نطبقها بشكل صحيح.

هذه الأمور هي نتيجة التصرف والتعليم في معارضة مباشرة للتطور الطبيعي للعقل من خلال الحصول على الأفكار العامة أولاً , والملاحظات الخاصة أخيرًا , مثلها كمثل وضع العربة أمام الحصان.

بدلاً من تطوير ملكات التمييز الخاصة بالطفل , وتعليمه الحكم والتفكير النقدي والتفكير بنفسه , يستخدم المعلم كل طاقاته لملء رأس الطفل بالأفكار الجاهزة لأشخاص آخرين.

فوجهات النظر الخاطئة هذه في الحياة , التي تنبثق من التطبيق الخاطئ للأفكار العامة في التعليم الفاشل ، يجب تصحيحها بعد ذلك لدى الأشخاص من خلال سنوات طويلة من الخبرة , ونادراً ما يتم تصحيحها بالكامل. وهذا هو السبب في أن عدداً قليلاً جداً من الرجال المتعلمين يمتلكون الفطرة السليمة والتفكير النقدي والنظرة العقلانية ، كما هو الحال غالباً في الأشخاص الذين لم يتلقوا أي تعليم على الإطلاق "

فمن خلال هذا الكلام والومضات الفكرية لشوبنهاور يمكننا رصد أو تحليل سبب الفشل الجماعي الذي يخيّم على دول وشعوب منطقتنا !!

فهذا الرجل كان يتحدّث في كلامه عن أنظمة التعليم في أوربا !! في زمن اكتمال التنوير الأوربي ومراحله الأخيرة , فما بالكم بدولنا وأنظمة التجهيل التي تفتك بها , إضافة الى المصيبة والطاعون المسمى بالدين والذي يتعارض تماماً مع رؤية شوبنهاور السليمة والمنطقية.

حيث تعمل الأديان كما نعلم على مبدأ التلقين منذ الطفولة , وإغلاق وكتم أي شيء له علاقة بالتفكير المستقل والحرية الفكرية لدى الأطفال والبالغين على حد سواء , ناهيكم عن الإرهاب الفكري والبدني المقترن بذلك الأسلوب الحقير في تحجيم العقول والبشر , فلا عجب أن نرى جامعاتنا في أسفل السافلين عالمياً , ولا عجب أن نرى "المتعلمين" في الدول هذه متخبطين مسلّمين لعقولهم وتفكيرهم لأفكار الآخرين الخاطئة التي شُحنو بها منذ الطفولة , ولخرافات دينية تأكل عقلهم وفكرهم كالطاعون والسرطان.

وهذا وكالعادة يعود أصله لثقافة الدين والنقل قبل العقل التي تشبّع بها الكبير والصغير , في دول بأمسّ الحاجة للتفكير خارج الصندوق وبطريقة سليمة ونقدية تتبع العلم التجريبي والنظر الى الواقع والتعلّم من خلال التجربة , الطرق التي بنت أعظم حضارات شهدها التاريخ البشري منذ بداياته , وشعوباً صارت تتحدّث عن العيش على المرّيخ , وتسخير طاقة الشمس بشكل كامل...الخ.

في مقابل شعوب وأُمم لا تزال رافضة حتى للمساواة بين المرأة والرجل , معتبرة قيادة المرأة للسيارة وسفرها لوحدها إنجازاً...

الفساد الديني أعمق مما كنّا نتخيّل , فنخره وخرقه وتخديره للعقول شكّل ثقافة تعيد إنتاج هذا التخدير بشكل مستمر , ويتسائلون لماذا هم في قاع الأمم والشعوب.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتقادات واضحة لجرائم حماس الفاضحة.
- حقائق فاضحة عن الإحتلال التركي للأراضي السورية.
- الصلاة والدعاء إهانة لله !!
- سخافة منطق الثواب والعقاب.
- موقف القرآنيين.
- من أين جاء يهود اسرائيل ؟ ومسلسل التغريبة اليهودية !!
- كذبة انقاذ الدولة العثمانية لأيرلندا أثناء المجاعة عام 1845 ...
- هل القرآن محرّف ؟ الاجابة نعم...وإليكم الأدلّة.
- هل كان محمد (رسول الإسلام) موجوداً ؟ وهل كان شخصية تاريخية ح ...
- الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.
- إيران بين ماض فارسي عريق , وحاضر اسلامي دَنِيء...
- وهل كان ستالين ملحداً ؟ نظرة في الديانة الستالينية.
- حل القضية الفلسطينية باختصار.


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.