أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - مغالطة أحجار الشطرنج.














المزيد.....

مغالطة أحجار الشطرنج.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متميزة عن غيرها من المغالطات المنطقية المشهورة والمعروفة , تعتبر هذه المغالطة من أهم المغالطات الاقتصادية والاجتماعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي مجال من مجالات الحياة , وخصوصاً مجال السياسة أو الاقتصاد أو صناعة القرار بشكل عام , حيث يقع في هذه المغالطة كل من يريد أن يفرض أيديولوجيا خبيثة معيّنة على مجموعة من البشر , فالشخص المتزمّت والمتشبث بفكر خاطئ ما , يريد فرضه على باقي أفراد المجتمع , وغالباً ما يكون مفتوناً بالجمال المفترض لخطته المثالية التي يريد فرضها , لدرجة أنه لا يستطيع أن يتخيل أي زعزعة بأي بند أو جانب من تلك الفكرة أو الخطة أو الايديولوجيا , وبالنسبة له تقديس الفكر ككل واتباعه بشكل أعمى دون أي تفكير بالعواقب هو خير ما يمكن فعله.

وهنا وفي هذه الحالة يقع ذلك الشخص أو القائد أو صاحب النفوذ بهذه المغالطة , فهو ينسف أي كيان لأي فرد من أفراد المجتمع من حوله , ويحاول تحريكهم على أنهم قطع شطرنج تتحرّك كما يريد هو باتجاهات محددة من قبل الايديولوجيا التي يتبناها , ضارباً عرض الحائط بكيان واستقلالية البشر وطبعهم الذي لن يتماشى مع ذلك الفكر الخاطئ والشمولي , والذي يتميز بتعقيدات لا يمكن اختصارها أو تحييدها.

وهنا نتجه لمقولة جوزيف توسمان الفيلسوف والمحاضر الأمريكي وعميد كلية الفلسفة في جامعة كاليفورنيا "ما يجب أن يتعلمه التلميذ , إذا تعلم أي شيء على الإطلاق , هو أن العالم سوف يقوم بمعظم العمل نيابة عنك , شريطة أن تتعاون معه من خلال تحديد كيفية عمله حقاً والتوافق مع تلك الحقائق , فنحن إمّا أن نتعلّم من الحقائق وكيفية سير الحياة , أو أن الحياة ستلقننا درساً قاسياً لن ننساه بواقعها"

وهذا ما يدفعنا للنظر الى حال أيديولوجيات الأديان الصمّاء التي ننتقدها ليل نهار , والتي تتطابق بشكل كامل مع هذه المغالطة , مرتكبة تلك الأخطاء الفادحة بحق مجتمعات عديدة ومليارات البشر حول العالم , فهي تفرض أيديولوجيا سقيمة على الأفراد , ومن ثم تحاول السير عكس التيّار الانساني العقلاني السليم , من خلال تشويه الفكر البشري ورمي مصالح الناس وحياتهم وحقيقة طبعهم الانساني وفطرتهم السليمة من الشباك , وتحريك مليارات البشر كأحجار الشطرنج على لوح الأيديولوجيا الباطلة والفاسدة , محاولة قدر الامكان أن تحصر وتقوض الحقائق الطبيعية للحياة الانسانية وكيفية سير المجتمعات بشكل مرن وصحي.

فمن عبث دين بول البعير الاقتصادي والاجتماعي والصحي والنفسي , الى هدم وتشويه أهم مكونات ومفاهيم المجتمعات البشرية الأخلاقية والانسانية والفكرية , الى تدمير ومحاربة طبائع البشر السليمة , كالتواصل بين الجنسين والحرية الفكرية وضرب التفكير النقدي ووضعه موضع الإجرام والخطأ...ألخ , من محاولات عديدة لتسيير البشر كأحجار صمّاء لا كيان لها , على أرضيّة الخرافة الدينية وهبلها وهلاوسها.

وهذا طبعاً أمر خاطئ , فالمجتمعات البشرية والفطرة الانسانية السليمة هي التيّار الجارف , والدين وغباؤه المستمر وفساده الفظيع هو من يسير على عكس ذلك التيّار , والنتيجة نراها اليوم في مجتمعاتنا كل يوم , فالبشر بطبعهم أحرار لا يمكن تسييرهم كأحجار شطرنج أو كقطع في لعبة ما , وهذا ما ترفض الأديان الاعتراف به أو أخذه بعين الاعتبار , وما نشهده اليوم من مشاكل اجتماعية ونفسية لدى شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا , هو نتيجة لهذا العبث الديني وفرضه لسد يحصر التيّار الانساني وتطوّره المستمر.

وكما قال آدم سميث الاقتصادي السكوتلندي العظيم في هذا الخصوص "كل شخص نتعامل معه لديه أهدافه ومشاعره وتطلعاته ودوافعه , ولو أردنا بناء مجتمع سليم , فعلينا وضع الطبيعة البشرية كحجر أساس لذلك المجتمع"

فأي مجتمع يرفض هذه الحقيقة , سيظل على صراع دائم مع العالم والطبيعة والحياة , فمن يسبح عكس التيّار لن يفلح مهما بذل من جهد , ومهما اشتدت قوّته , فالطبيعة البشرية أقوى من أن يتم حصرها في أدوار كأحجار تتحرّك في لعبة يلعبها ثلّة من المغيّبين والجهلة , كأمثال كلاب الدين أو السياسيين الحمقى كهتلر أو ستالين أو غيرهم مِمَّن فشلوا فشلاً ذريعاً لأنهم رفضوا اعتبار واحترام الدوافع الأساسية للأشخاص في المجتمعات التي حكموها , وفشلوا في إجراء تحليل ثانوي لعواقب سياساتهم ومعتقداتهم المفسدة.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قدّمت الوصايا العشر للبشرية ؟
- الأديان ونظرية المؤامرة.
- مشكلة المحتوى العربي , الانترنت كمثال.
- لماذا انهار الجيش الأفغاني بين ليلة وضحاها ؟
- أسوار الإرهاب الفكري الإسلامي.
- أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.
- الاسلام والنازيّة , تشابه لحدّ التطابق.
- هل توقف حمام الدم في سوريا ؟
- هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟
- الإيجابيات في دول بهائم الصحراء
- أسطورة المسلمين العسكرية.
- طفرة التطور في عقول بول البعير.
- الإسلام ورواية 1984.
- الجرائم في الهند , الجزء الثاني.
- جرائم الاسلام في الهند.
- عندما يصبح التزمت صفة حميدة.
- فشل وفساد أردوغان المستمر.
- تعارض الاسلام مع القيم الانسانية والغربية.
- تأثير الشعوب في الخرافات الدينية.
- الإستعباد في أديان اله الدم الثلاثة عموماً , والإسلام خصوصاً ...


المزيد.....




- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - مغالطة أحجار الشطرنج.