أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فارس إيغو - الفلسفة في علاقتها مع العلم














المزيد.....

الفلسفة في علاقتها مع العلم


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 15:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالنسبة الى الفلسفة فهي لا تتقدم من منظور مفهوم التقدم الذي صاغته الأنوار والذي ينطبق أكثر على العلوم الطبيعية (و العلوم الدقيقة)، أو جزئياً على العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تعتمد في تقدمها وتنظيراتها على مقدمات احصائيى رياضية صارمة. هذه العلوم الأخيرة، هي على عكس الفلسفة التي تعيد معالجة الإشكاليات القديمة بمفاتيح ومنهجيات جديدة (انظر العودات المستمرة إلى سقراظ وأفلاطون وأرسطو والفلاسفة الأوروبيون في عصر ما بعد النهضة). ليس في الفلسفة سوى يقينيات سلبية، وهي يقينيات تفتح آفاق ما بعد حداثية تقوم على الإعتراف بأن جزء من التجربة غير قابل للنقاش، مثل: المعطيات، الأحداث، الولادة والموت وحتى الظاهرة الجنسية. كل هذه التجارب لا أحد يستطيع إنكارها لكن لا يمكننا أن نعطي لها تعريفاً إيجابياً.
إن اليقينيات الإيجابية تعود الى الخطاب العلمي حول الأشياء. يطلق العلم عبارت إيجابية حول الأشياء مع علمه بأن هذه التأكيدات الإيجابية تظل مؤقتة، وأنها سوف ينضاف اليها وتُكمل بأبحاث ونتائج أخرى في المستقبل القريب والمتوسط الأجل، أو طويلة الأجل كما كان يحدث في الأزمنة ما قبل الحديثة، حيث استمرت حقيقة مركزية الأرض قرواناً طويلة قبل أن يأتي كوبرنيكوس ويكسر هذه الحقيقة ويحدث إنقلاباً إيبستيمولوجياً في العلوم بالخصوص، وبالوجود الإنساني عموماً.
ويمكننا القول، إن الظواهر الطبيعية سوف تلقى لاحقاً تأويلات أخرى عن طريق مذاهب ونظريات جديدة أكثر قوة مما سبقها. إن المفارقة في العلوم الدقيقة هي أنها حقيقية بكل معنى الكلمة ولكنها في نفس الوقت تبقى أيضاً مؤقتة أو قابلة للدحض بحسب إيبستوموجيا كارل بوبر العلمية، أي ستأتي يوماً ما نظرية علمية جديدة تثير بعض من الانتقادات والأسئلة الكافية لزعزعة الباراديغم العلمي المستقر بحسب توماس كون وكتابه ((بنية الثورات العلمية)).
طبعاً، هذه الحقيقة المؤقتة أو اللايقينية الدائمة هي شرط إمكانية التقدم العلمي المستمر.
هناك عدة محاولات لتحوبل الفلسفة الى علم دقيق.
الأولى، كانت مع الفيلسوف الألماني هوسرل وانتهت الى مثالية مسرفة، والثانية مع مدرسة جنيف المنطقية وتحويل الفلسفة الى منطق صارم، والثالثة والأخيرة مع الفرنسي لويس ألتوسير وتحويل الفلسفة الماركسية الى علم اجتماعي وتاريخي دقيق.
تحاول الفلسفة الهوسرلية التأكيد على أن الفلسفة هي علم المُعاش.
حاول هوسرل أن ينتهي مع الشكية وطرح الأسئلة الدائم في الفلسفة من أجل بناء فلسفة بمثابة علم صارم. لكن، محاولة هوسرل إنتقدت كثيراً، وما بقي منها هو منهجيته الظواهرية الذي تابعته المدرسة الوجودية في الفلسفة مع سارتر وميرلو ـ بونتي وجابرييل مارسيل وآخرين غيرهم معاصرين، وفي الساحة الفلسفية العربية مع المصري حسن حنفي.
بالنسبة لألتوسير، فإن مهمة الفلسفة هي في مساندة العلم أو رديفة للعلوم، ولغة أخرى التأكيد على القطيعة فيما بين العلم والايديولوجيا ومنع إذن إنتشار الأيديولوجيا في داخل العلم.
إن الفلسفة لا يمكنها في الحقيقة أن تستمر وتنتج إلا في مقاومة هذا النموذج الذي يريد تحويل الفلسفة الى علم صارم. إن العلوم الدقيقة لا يمكنها معالجة سوى الأشياء الجسمانية، والحال أننا نعرف كيف ننتج هذه الأشياء ونعيد إنتاجها، لكن نعرف أيضاً أنها لا تمثل كلية العالم. والفائدة من الازمة الإيكولوجية الحالية تكمن هنا في أن العالم لا يمكن له، حتى عرضياً أن يُختزل الى ما يمكن أن ننتجه وما نعيد إنتاجه.
الفرق بين الفلسفة والعلم هو أن الفلسفة هي في حالة عود دائم الى قراءة ماضيها (ماضي الفلسفة، وبالخصوص الإغريقي منه)، على عكس العلم الذي يقوم على الدحض والإلغاء والقطيعة، كما عبر عن ذلك فلاسفة العلم والإيبستمولوجيين، من أمثال توماس كون وغاستون باشلار وكارل بوبر. فالعلم حاضره يلغي ماضيه، بينما الفلسفة ماضيها يثري حاضرها، لأنها قراءة مستمرة لماضيها، وأركون هو أحد القراءات للتراث الإسلامي، لا يلغي غيره، وإنما هي قراءات مستمرة تغني الفكر البشري في مجال العلوم الإنسانية.
إن تاريخ الفلسفة غير تاريخ العلم، فهو لا يبلى، يبقى أفلاطون عائشاً بيننا، وزينون عائشاً بيننا، وقد جرت العادة منذ سنوات في أوروبا العودة الى فلسفة سبينوزا، بحسب المشكلات التي يطرحها العصر. ولا عجب أن يحظى كتاب الفيلسوف الفرنسي فريدريك لونوار الذي كتب ((أعجوبة سبينوزا: فلسفة من أجل إنارة حياتنا)) (فايار، 2018) بأفضل المبيعات في عام 2018 في فرنسا.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب دستوري في تونس
- محنة المثقف في العالم العربي والإسلامي (نصر حامد أبو زيد نمو ...
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق (القسم الثاني)
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق عام 2007 (إصلاح المعارضة السور ...
- هل كنا ساذجين؟ المعارضة السورية 1970 2020 (الجزء الأول)
- الغرب بين الإندماج والإدماج التماثلي
- تطور مفهوم الأيديولوجيا عند المفكرين الماركسيين
- المشكلة في تعريف السياسة!
- نثرات مناهضة للعولمة ((السوقيّة))
- الأيديولوجيا واليوتوبيا
- الأمة ضد القوميّة الغاضبة
- ريجيس دوبريه: الكتاب المتشائمون يكتبون جيداً
- محاولة لفهم ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكيّة
- الإنترنيت والنهاية السريعة لإحدى السرديات الكبرى للحداثة الف ...
- لا يمكن أن نُغِيِّر قبل أن نَتَغيَّر!
- الشك المؤمراتي والنظرة النقدية
- فلسفة التاريخ الإسلامي عند مالك بن نبي ووهم العودة الثانية ل ...
- الإصلاح الديني في الإسلام، والشروط اللازمة لكي يتحقق فيها هذ ...
- هل النقد الثقافي رفاهية في هذا الزمن العربي التراجيدي؟
- لماذا لا نستنسخ الحداثة الأوروبية عندنا؟


المزيد.....




- عشرات الاحتجاجات تندد بإدارة ترامب في مسيرات بأنحاء أمريكا
- شاهد كيف علق مراسل CNN على إعلان بوتين عن -هدنة عيد الفصح- ف ...
- قصة أم سودانية عالقة هي وأطفالها بين صراعين
- كييف تتهم موسكو بانتهاك وقف إطلاق نار أعلنه بوتين من طرف واح ...
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستعد لمناورة -مستقبلية كبرى- يمكن ...
- الصين تطرح سبعَ حججٍ بشأن المعادن النادرة في حربها التجارية ...
- زيلينسكي يحشر مبادرة ترامب في مأزق
- عون عن سلاح -حزب الله-: القرار اتخذ
- شاهد عيان يروي تفاصيل حادثة اختطاف مستوطنين لطفلين شرق نابلس ...
- إستونيا تحذر الاتحاد الأوروبي و G7 من مشاكل إذا لم يتم تمديد ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فارس إيغو - الفلسفة في علاقتها مع العلم