أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - المشكلة في تعريف السياسة!














المزيد.....

المشكلة في تعريف السياسة!


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا المقال الخفيف والسريع الهضم هو نوع من التخفيف من وطأة المقالات الفلسفيّة الوعرّة والمُلبكة للفهم لدى القارئ المستعجل في زمن الكتابة القصيرة والشذريّة في العصر الإلكتروني ـ الرقمي الذي يتميّز بالسيولة الخرافيّة في تدفق الصور والمعلومات والأخبار والمقالات التي تنهمر وتتدافع على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المواقع النتيّة.

اكتشف أحد الكتاب المصريين المختصين في العلوم السياسية وبدرجة الدكتوراة، وبالصدفة، أن مشاكلنا كلها (نحن العرب)، كانت بسبب تعريفنا السيئ للسياسة؛ يقول هذا الدكتور العبقري بأن كل (بلاوينا) ومصائبنا تقع في خانة سوء تعريفنا للسياسة، أي أننا لم نحاول تعريف علم السياسة "علمياً" ( كالرياضيات والفيزياء والمعادلات الكيميائيّة)، واكتفينا بالتعريف "السخيف" و "غير الدقيق" الذي خرًب عقولنا العربيّة ودمّر مستقبل أجيالنا، وحرمنا من الثمرات الكثيرة للتعريف "العلمي" و "الأكاديمي" للسياسة؛ والمُتهم في هذه القضيّة العويصة، السياسي الفرنسي ووزير الداخلية السيد ليون غومبيتا (1838 ـ 1882)، الذي عرّف يوماً السياسة بأنها "فن الممكن"، وكان السبب في كل المآسي التي حلت على ((الأمة العربيّة)) و ((الوطن العربي)) منذ الخمسينيّات من القرن الماضي.
والقصة كلها، أنني كنت أبحث لدى العم غوغل عن قائل هذا التعريف "السخيف" (بحسب عالمنا العبقري المبجّل) فوقعت بالصدفة على مقالة الدكتور العظيم؛ والسبب في صدمتي الكبيرة، بهذا الكشف العظيم ـ الذي سوف يغيّر واقعنا العربي (المهرهر) ـ أنني كنت أعتقد قبل قراءتي لهذا العبقري الفذ بأن كل نكساتنا ونكباتنا ومآسينا وهزائمنا وويلاتنا سببها أننا لم نكن نمارس السياسة كفن للممكن، بل نمارسها التزاماً عقائدياً صارماً وعلمياً ـ كالماركسيّة العلميّة التي حاربت الماركسيّة الطوباويّة الخرافيّة والأيديولوجية القوميّة العربيّة التي خفضّت مستوى البلدان العربيّة القائمة بالشرعيّة الدوليّة إلى مجرد أقطار فقط! ـ أو السياسة كنوع من جنون العظمة المُولّد لأكبر الشرور السياسيّة. وهكذا انقلبنا على دولنا التي كانت بعد الاستقلال "شبه ليبرالية" و"شبه ديموقراطية" و "شبه عصريّة" "وشبه متطوّرة ومحدثنة"، والتي كانت تمارس السياسة كفن الممكن (ربما جهلاً بالسياسة العلمية)، لنقيم مكانها ديكتاتوريات عقائديّة تعتمد في فرض سياساتها العلمية على العسكر والأمن محولةً سلطة الدول الى دول السلطة، والبلدان من أوطان إلى سجون وقلاع عسكريّة.
باختصار، كانت أفكاري تتجه كلها إلى اتهام هذه السلطات التي حكمتنا بالأيديولوجيا العلميّة ـ الصارمة (القوميّة العربيّة أو الماركسيّة أو السلفيّة الوهابيّة المتجهمّة) وترتبّ على تطبيقها حكم الشعوب العربيّة بالحديد والنار، وكانت المحصلة السلب والنهب وتوزيع ثروات البلد على خاصتها وزبائنها وزبانيّتها؛ ولم تكتفي هذه السلطات الأيديولوجيّة بكل ما فعلت، بل أذلت كرامة المواطن العربي وإنسانيته، وتسببت في الهزيمة الكبرى للعرب في حزيران 1967، فخسرنا بالإضافة الى فلسطين، الجولان وسيناء والضفة الغربيّة. وكانت النهايّة، ثورات الربيع مطلع 2011.
فما رأيكم يا معشر العرب، هل الحق بالفعل على (غومبيتا المسكين) الذي توفى عام 1882، أم أن المشكلة في العقليّات الأيديولوجيّة الضيقة من مختلف الاتجاهات التي ابتلى بها العقل السياسي (وغير السياسي) العربي منذ بدايّة الخمسينيّات والتي حولت السياسة من فن الممكن إلى (علم) صارم يتطلب تطبيقه تدمير الواقع وإنتاج الدكتاتوريات القاتلة وإثارة الحروب المستحيلة والمجنونة التي خسرنا فيها من الأراضي العربيّة ما يعادل أضعاف أضعاف الأراضي التي اغتصبتها إسرائيل عام 1948.
الحكمة من هذه المقالة الصغيرة، أنّ السياسة لا تنتمي إلى مجال المنطق والعلم. إنما إلى مجال المداولة والمفاوضة والمساومة، وأخيراً التوافق على حلول وسطى. ليس المعنى هنا أنّ السياسة تستهزئ بالعلم والمنطق، بل إنّ منطق السياسة كمجال من العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة ليس مبنياً على المعادلات الرياضيّة الدقيقة أو القياسات البرهانيّة الصحيحة، وأي تحويل للسياسة إلى منطق وعلم يعني اعتبار الأيديولوجيّة علم، وهنا تبدأ الكارثة.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثرات مناهضة للعولمة ((السوقيّة))
- الأيديولوجيا واليوتوبيا
- الأمة ضد القوميّة الغاضبة
- ريجيس دوبريه: الكتاب المتشائمون يكتبون جيداً
- محاولة لفهم ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكيّة
- الإنترنيت والنهاية السريعة لإحدى السرديات الكبرى للحداثة الف ...
- لا يمكن أن نُغِيِّر قبل أن نَتَغيَّر!
- الشك المؤمراتي والنظرة النقدية
- فلسفة التاريخ الإسلامي عند مالك بن نبي ووهم العودة الثانية ل ...
- الإصلاح الديني في الإسلام، والشروط اللازمة لكي يتحقق فيها هذ ...
- هل النقد الثقافي رفاهية في هذا الزمن العربي التراجيدي؟
- لماذا لا نستنسخ الحداثة الأوروبية عندنا؟
- المرض بالغرب
- صراع القرن الواحد والعشرين بين الصين والولايات المتحدة الأمر ...
- هل جائحة الكورونا في طريقها للإنحسار؟ وما هو العالم ما بعد ا ...
- نظريات المؤامرة واكتساح الشاشة الرقمية في زمن جائحة الكورونا
- هل الرأسمالية أخلاقية؟ (الجزء الثالث)
- هل الرأسمالية أخلاقية؟ (الجزء الثاني)
- هل الرأسمالية أخلاقية؟ (الجزء الأول)
- علي عبد الرازق ورحلة الشك المتعبة التي إنتهت بالإخفاق الكامل


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - المشكلة في تعريف السياسة!