أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - لا يمكن أن نُغِيِّر قبل أن نَتَغيَّر!














المزيد.....

لا يمكن أن نُغِيِّر قبل أن نَتَغيَّر!


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6684 - 2020 / 9 / 22 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وهذا يعني في المقام الأول أن نغيّر بوصلة أفكارنا ومفاهيمنا، والتي مضى عليها دهراً ولم تتحيّن. تلاحظون على شاشات أجهزة الكومبيوتر أنه من حين الى حين يطلب من المستخدم أن يحيّن البرنامج لإدخال الجديد الى برنامج جهازه، حيث إن التغيرات منذ ظهور التكنولوجيا الرقمية هي من السرعة بمكان أننا نجد من الصعوبة للحاق بها، ولكن الخطر الأكبر هو أن نبقى أمام هذه الأجهزة الذكية، لا بل فائقة الذكاء بذهنيات مصممة من العقل المكوِّن لعصر التدوين للعلوم الإسلامية، والذي إنطلق عمل برمجته للعقل المكوَّن العربي الإسلامي اعتباراً من الربع الأخير من القرن الهجري الثاني، واستمر طوال القرن الهجري الثالث والرابع.
نحن لسنا ضحايا أقدارنا بقدر ما نحن ضحايا أفكارنا، وبالتالي، أفعالنا أو أفعالنا الخاطئة.
ها هي السماء قد وهبتنا بالشمس التي لا تغيب عنا في أكثر فصول السنة، لكن ماذا فعلنا بها؟ وكل شتاء نرثي ونشكو الى الله قلة الأمطار والجفاف، ونتذرع وتصرف الصلوات في الكنائس والجوامع من أجل استجلاب الغيث والأمطار، وأن يدفع الله عنا أخطار المجاعة والكوارث. لكن، لو قلبنا المعادلة، لوجدنا أن هذه الشمس الساطعة الحارقة هي ثروة كان من الممكن أن نكون نحن السباقون الى اكتشافها واستغلالها، والاستفادة من الطاقة البديلة والنظيفة والغير مستنفذة، لكن انتظرنا طويلاً حتى أتتنا هذه الألواح الشمسية من الغرب جاهزة مجهزة. وبالرغم من ذلك، لم نستعملها على مستوى واسع لاستغلال وتحويل هذه الشمس الحارقة التي تلهب الرؤوس من نقمة الى نعمة.
ونفس الشيء حدث مع البترول هذه الثروة التي أتتنا دون جهد وتعب، كيف أضعناها على تمويل مشاريعنا الأيديولوجية وعلى العسكرة والحروب مع الجيران المحيطين بنا، ونشر الوهابية والظلامية في كل البلدان الإسلامية، ولم ينج الغرب من هذا الإرهاب المجنون مع وجود الجاليات المسلمة عنده، فحاولنا تحويلهم الى دعاة ومبشرين ومجاهدين لنشر نسخ من الإسلام لا تنسجم مع عصرنا ولا مدنيتنا الحديثة. ومن حاول منا من العرب تجنب هذه الأفخاخ الأيديولوجية والهووية والمشاريع المستحيلة، وقع في هوّة النزعة الاستهلاكية البضائعية ((السوقية)) الرخيصة، فاعتبرنا مثلاً، بأن النهضة هي مجرد أبراج شاهقة نقلد فيها ناطحات السحاب في عاصمة المال والأعمال نيويورك، أو هي نقل نسخة منسوخة (فوتو كوبي أو كوبيه ـ كوليه باللغة الرقمية) من متحف اللوفر الفرنسي العريق وزرعه، كما تزرع النباتات في إحدى المدن العربية التي استفادت من الطفرة النفطية بعد حرب تشرين 1973، أو أنها أخيراً، عبارة عن زرع المدن العربية بالمولات الفارهة والمملوءة بالسلع المستوردة في معظمها من بلدان تنتج بفائض كبير عن ما تستهلك، وتستهلك ما تنتجه مصانعها وورشاتها التي تدور ليلاً نهاراً.
لقد أصبحت جريمة حيازة العقل في العالم العربي والإسلامي أخطر من جريمة حيازة وتجارة المخدرات. وهذه الجريمة واجهها علي عبد الرازق عام 1925 عندما نشر كتابه الإسلام وأصول الحكم، وواجه ما واجهه من عنت وتصلب وهجوم كاسح عليه وعلى شخصه من قبل التيارات الأصولية السلفية، وأولهم التيار الأزهري الرسمي الذي يعتبره البعض مارة إشعاع للفكر الإسلامي الوسطي.
ثمّ تكرر الأمر، مع عميد الأدب العربي طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي، الذي صدر عام 1926، وأدى الأمر الى محاكمته أمام القضاء المصري بسبب تهمة إهانة الرسول والأنبياء، وصادف أن القضاء المصري في ذلك الوقت كان ما زال متنوراً، غير القضاء الذي حاكم نصر حامد أبو زيد وحكم عليه بالردة وبتطليقه من زوجته الدكتورة ابتهال يونس، في سابقة قضائية لم يشهدها العالم قبل ذلك.
وما زالت محنة التفكير الحي والمبدع خارج السياجات العقائدية الدوغمائية مستمرة إلى اليوم.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشك المؤمراتي والنظرة النقدية
- فلسفة التاريخ الإسلامي عند مالك بن نبي ووهم العودة الثانية ل ...
- الإصلاح الديني في الإسلام، والشروط اللازمة لكي يتحقق فيها هذ ...
- هل النقد الثقافي رفاهية في هذا الزمن العربي التراجيدي؟
- لماذا لا نستنسخ الحداثة الأوروبية عندنا؟
- المرض بالغرب
- صراع القرن الواحد والعشرين بين الصين والولايات المتحدة الأمر ...
- هل جائحة الكورونا في طريقها للإنحسار؟ وما هو العالم ما بعد ا ...
- نظريات المؤامرة واكتساح الشاشة الرقمية في زمن جائحة الكورونا
- هل الرأسمالية أخلاقية؟ (الجزء الثالث)
- هل الرأسمالية أخلاقية؟ (الجزء الثاني)
- هل الرأسمالية أخلاقية؟ (الجزء الأول)
- علي عبد الرازق ورحلة الشك المتعبة التي إنتهت بالإخفاق الكامل
- كتاب الإيديولوجية الألمانية وبداية الأوهام الماركسية
- نحو الطريق الشاق الى الديموقراطية في الجزائر
- ظاهرة المدون السوري إياد شربجي على الفايس بوك
- الجزائر على منعطف الطريق نحو التحول الديموقراطي
- مارسيل غوشيه والثورات العربية: عودة الدين أن بداية نزع السحر ...
- الديموغرافيا وثورات الربيع العربي
- الصين الشعبية من ماو الأول الى ماو الثاني


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - لا يمكن أن نُغِيِّر قبل أن نَتَغيَّر!