زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 15:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمركَ غريب يا بلد جُبران ونعيمة وبشارة الخوري !
أمرك غريب يا بلد فيروز والصّافي والصّبوحة والرّوميّ !
أمرك غريب يا بلد الأرز والمجد الأثيل !
فبعد الانفجار المُدمّر الذي حرق بيروت ومرفأها وأودى بحياة العشرات بل والمئات، وحرق فيها اليابس والذّابل والأخضر ، يأتيك السّيّد !!!! فيوصي قبل أشهر بعزل القاضي فادي صوّان ، فيكون له ما يريد . (وهل هناك من يستطيع ان يقول للأعور أعور بعينه ؟) ... واليوم يهدّد إن لم تعزلوا القاضي طارق البيطار - هذا القاضي الذي تجرّا واستدعى الوزير السابق النائب علي حسن خليل – للمثول امامه بتهمة القتل والاهمال في قضية الانفجار _ أن لم تعزلوه سريعًا فستقوم الدنيا ولن تقعد !!! .والدنيا في لبنان من طبيعتها قافزة وقائمة ولا تريد أن تقعد أو تهدأ ، وكيف تقعد والحليب أصبج شهوة والخبز أضحى أمنيّة والدولار بات سلطانًا.
أين يعيش هؤلاء القوم ؟!!
ينادون بالعدل والقضيّة والمقاومة ، ويدوسون تحت غليظ بساطيرهم القضاء والعدالة والقانون ...
كلّ ذلك مخافة ان يسقط القناع ، ويظهر العري الفاضح البشع ، وتطير " قُدسية" الكلمات الجوفاء الذي شبع منها جائعو لبنان – وما أكثرهم ؟!!!- وشبعنا نحن منها هنا وفي كلّ الشرق.
ذهب صوّان وسيذهب البيطار وسيأتي بيطار آخر سيكون تحت نصل السّكين، إن لم يسر حسب أهواء السيّد ، فيستر كلّ شيء ، ويطمر كلّ الاشياء تحت الرماد والركام.. فقد ذهبت الضحية والسّرّ معها !!!
من يدري فقد يُعزل ألف بيطار وصّوان بشطحة قلم وهمسة خطاب مللناه وشبعنا وألفناه .
قم يا جبران وقل بالفمِ الملآن :
هذا ليس لبنان الذي تغزّلتُ به .
هذا ليس لبنان الذي تُغنّيه الشمس من فوق قمة صّنّين .
هذا ليس البلد الذي أوجد أهلوه الحرف .
هذا ليس البلد الذي خصّه الله بفيروزة ملأت الآفاق شدوًا.
هذا بلد الجوع والفقر والعوز والموّال الحزين فوق جثمان العدالة.
مسكين انت يا لبنان " رُحْتَ تحت الارجل " .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟