أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - ماذا أفعل في حيرة قلمي؟














المزيد.....

ماذا أفعل في حيرة قلمي؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7040 - 2021 / 10 / 7 - 16:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أريد أن أنتهج ما يمليه عليه ضميري فأكتب وأنشر عن الكتاب والثقافة والإنسانية والتسامح بين البشر والأخوّة الإسلامية القبطية، وعن عفن الطائفية، والتطرف الهستيري، والعلوم ومشاكل الصحة، وحقوق المواطن، والكرامة، والفنون، والآداب، والجمال، والحُب، والأمراض، والانفجار الكبير والكون الفسيح اللانهائي، والمقارنة بين التقدم في الغرب والتأخر في الشرق.
أريد أن أنشر عن النُبْل والشجاعة الأدبية والسجون والمعتقلات والحروب الطائفية التي تكاد تدّمر العالم العربي!
أريد أن يعرف المواطن أن كرامته التي وضعها الله فيه فسلمـّها للحاكم المسيطر والجبان واللص والمتغطرس والطاووسي والذي سرق دور الله على الأرض، وأقنع البلهاء والجبناء أنه البديل الحقيقي لإلـَه الكون وأنه أرفع من كل الأنبياء.
أريد أنْ أمارس الحرية، وأجعل أصدقائي يتحولون من أرانب إلى ضباع، ومن فئران إلى صقور، وأن يخرجوا من جحورهم ففيها لن يرصدوا الغش والخداع والسرقة والفساد وحذاء الحاكم الجاثم فوق رؤوسهم.
أريد أن يطالب الآباء والفرسان والضباط والإعلاميون والمثقفون بوقف المهانة القذرة في حبس أبناء بلدهم الذين ثاروا على المخلوع المجرم الحرامي ابن الكلب.
أريد أن يقتنع أبناء شعبي أن تسعة أعشار قضاة مصر فاسدون وجاهلون وشياطين ؛ ولا يتنفسون إلا بأمر خادمهم.. رئيس الدولة.
أريد أن يقتنع من وهبهم الله العقل أن متابعاتهم ومشاهداتهم لإعلاميي السلطة هي خنزرة لا فكرية، تهوي بهم إلى مكان سحيق.
رأسي مليء بآلاف الأفكار المكدسة رغم أنني عبّرت عن كثير منها طوال خمسين عاما، لكن أبناء بلدي الأم سعداء بالعبودية المختارة بعد خمسة آلاف عام من بدء حضارتهم.
كل الشواهد تدل على الانحدار المُركَّب من الخوف والفزع والقبول بأن ساكن القصر هو معبودهم الأرفع من الله.
كل خطبة له احتقار وازدراء لشعبه، ولا تحتاج لفحص ودراسة وتحليل، فهي هراء وخزعبلات .
أريد أن أكتب عن الأرض التي تنازل عنها، وعن فشله في محاربة الارهاب، وعن تنازله عن النهر الخالد لتعطيش المواطنين فأعطى لإثيوبيا ما لم تحلم به لآلاف السنين وهذه نتيجة طبيعية عندما يحكم البلهاء الجهلة بلدا كان قِبــْـلـَة الحضارات.
أريد أن أنشر عن أموال اقترضها ليُذِل الأحفاد في سداد القروض، ولم يقتنع أبناء وطني الأم أنها سرقة علنية.
أريد أن أنشر عن بصقته في وجوه الجماهير عندما قال لهم بأنه بنى وسيبني قصورا واستراحات لنفسه بأموالهم، وهذا يعني أن سرقات مبارك الملياردية وتهريبها للخارج ستكون أقل مما تم تهريبه في العصر الحالي، فالضمير الوطني لا يتجزأ.
أحتاج لمئة عام لأكتب عن سقوط دولة ورضا شعبها وخنوع النخبة وخضوع الصفوة وكراهية المعرفة، فالقراءة تشهد نهايات عصر النهضة.
لكن أصدقائي وأحبابي وقرائي يريدون شيئا آخر، فهم يتعطشون للأحاديث الدينية الماضوية، وحكايات الدراويش، وتفسيرات شيوخ الجنس والمرأة والحور العين والأدعية الآلية التي فقدت الروح.
لم يعد يكفيني الاستحسان والموافقة وأنني أكتب ما تجيش به صدورهم، لكنني أريد أن أنزع إبليسَ من عقولهم وأضع بدلا منه روح الكون.
كثير من أقرب الأصدقاء كانوا ولا زالوا يطلبون مني الابتعاد عن همومهم، والكتابة عن تفسيرات دينية تـُدخلهم الجنة.
لم يعد هناك إسلام في مصر، والمصريون استبدلا به هوسا وهستيريا وحناجر شيوخ وطائفية ومعارك مجهولة منذ مئات السنين، وجاءت حيوانات بشرية اعتلتْ المنبر واليوتيوب، وبالتْ في أسماعهم، وتغوطتْ في عقولهم، ونبتتْ العبودية للحاكم وللسلف وللمعارك الدموية ولمشاعر الاستعلاء أن الله اختارنا، نحن المسلمين، شعبا أفضل من الآخرين، وحجز لنا جنّة الخُلد ماخورًا ضخما يمارس ذكورُنا ركوب الحوريات؛ فكافأهم بأعضاء تناسلية منتصبة لنهائيات الكون، والمرأة الدنياوية تشاهد زوجَها وتهلل وتصفق له فهي ضلع أعوج، وهو سيد النساء.
قرائي يريدون الأحاديث التي مات أصحابها، وتفسيرات المعتوهين فوق المنبر، واكتشاف دُعاء من جُملة واحدة ينقذك من الجحيم، وأن أحكام الله لا تصلح بدون شفاعة من عبده ورسوله.
هذه هي مشكلتي الكبرى!
كلما حاولت استخدام العقل، حاول الكثير سحبي عنوة لتفسيرات قرآنية وسلفية وحكاياوية وأقوال أناس أصبحوا رمادًا.
هل أكتب وأنشر لمهمتي الإنسانية وضميري عن كل ما ذكرت، أم أنخرط في قطيع ديني يبحث في بطون دود الأرض عن حكايات تسلية للمهبولين الذي يتابعون بدلا من دخول القرن الواحد والعشرين.
تلك هي رؤيتي في حيرتي مع ضميري.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 7 أكتوبر 2021



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد اخترنا شيوخَ الجهلِ بديلاً عن الله!
- وداعا لآخر أديان الأرض!
- اليوم انتخبت النرويج حكومتها!
- هل ستعود مثل خالد يوسف؟
- لكن هذه ليست حقيقتي!
- المرأة تساوي مئة رجل و.. يزيد!
- مع أَمْ ضد الحجاب!
- نظرية طائر الشمال في الحيوانات البشرية!
- ألم تفكر في اعتناق دين آخر؟
- كلما زاد خوفُك من الدين؛ نقص إيمانُك!
- الفارق بين المنتقبة و. المقتولة!
- القصر أهم من الدواء!
- قراءة في فِكْر النتّاشين!
- شتائمُ الإسلاميين في عبد الناصر؛ لماذا هي قبيحة؟
- الاستكبار بالدين!
- لهذا لا أستشهد كثيرًا بالقرآن الكريم!
- فيلم(المترجمة) وشحنات الغضب!
- عودة أشرف السعد لم تكن مفاجأة!
- الخطأ والصواب يصحّحان الحرام والحلال!
- كيف لم يفهم المسيحيون دعوة المسيح؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - ماذا أفعل في حيرة قلمي؟