|
صناعة السعادة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 19:46
المحور:
كتابات ساخرة
أقَل من سبعين كيلومتراً ، المسافةُ بين دهوك والعمادية . تستغرقُ عادةً بين 50 ـ 60 دقيقة للوصول ، لكنني عندما أذهبُ وحيداً فأنني أقطعها ب 70ـ 80 دقيقة … لأنني أسوقُ بِبُطء عمداً والسبب لأنني اُغّني مُنسجماً ومُندمجاً مع الأغاني المُختارة التي سجلتُها على هاتفي النقّال ! . نعم … ويا لهُ من كوكتيلٍ قد يبدو غير مُتجانس للكثيرين … ولكن بالنسبة لي ، فأن هذه الساعات التي أقضيها وحيداً في سيارتي ذهاباً وأياباً ، هي أجمل مايكون ، أشبع موسيقى وغناءاً وطَرَباً … أبتسمُ وأضحكُ وأبكي واُغّني بصوتي القبيح وأنا راضٍ وسعيد ! … رُبما هي علامات الخرف المُبكر أو هروب من الواقِع … أياً يكُن ، لا يهمني على أية حال . سألَني أحد معارفي : لماذا لم أراكَ في العمادية وسولاف طيلة هذا الموسم ؟ قُلت : لقد قمتُ بتأجير داري في روبار العمادية منذ بداية السنة . قال : بِكَمْ ؟ قُلت : ب 500 ألف شهرياً أي مايُعادل 340 دولاراً ؟ أجابَ مُستنكِراً : فقط ؟ حرمتَ نفسك من هذه الطبيعة الخلابة من أجل 340 دولاراً في الشهر ؟ قُلتُ : نعم . قد يكون مبلغاً تافهاً بالنسبة لك . لكني أشتري بهِ حُرِيَتي ! . المهم .. اليوم هو رأس الشهر وأنا ذاهبٌ لإستلام الإيجار . هوسات وأناشيد الناصرية والشطرة ، تتصدر كوكتيلي : " من كُل شارع من كُل باب ، نِطلَع ما نرضه بأحزاب .. بينه عِناد شروگية " . " حِرگوها خِيامَك يَحسين والوادِم تِشهَدْ … والحزنانين بعاشور مَحَدْ مِنهُم هَدْ " . ثم تشدو فُرقة شڤان پَرْوَرْ ( حينَ كان نَقِياً قبل تحولاتهِ السقيمة ) : ".. دێ لێخن لێخن بڕانو لێخن .. خائنێ مه زن ئاغا و شێخن " . لا أدري لماذا تُذّكِرني هذه الأغنية بمقولة [ لن يَعُم السلام إلا إذا شُنِقَ آخرُ إقطاعي بأمعاء آخر رجل دين ] التي إقتبسَتْها الثورة الفرنسية من جان ميسيليير . * أصدقائي العرب : إذا لم تفهموا الكلمات الكردية ، أدعوكم لتعلم اللغة الكردية ، فهي سهلة إذا أردتُم التعلُم * . ثُم لدينا فيروزنا الكردية : گُلبُهار بصوتها الرائع : " كه وا سپيدى بخوينه .. خه لكى راكه ژڤى خه وى " والتي معناها : إشدو أيها القَبچ في بكرة الصباح … أيقِظ الناسَ من النوم . ثُم الِمْگَيَر التي لا أمّلُ من سماعها أبداً ، وتنزل دموعي مع مقطع : و أرِدْ للناصرية ردود .. مخنوگ بألِف عَبْره .. يراويني النَهر موگاف .. حُبنا وديرة العِشره .. يگلي إصْبُر شَهِر ويعود .. والمَفطوم شيصَبْره !! . طبعاً لايفوتني الإستماع الى لا خَبَر / فاضل عواد و عيني عيني / سعدون جابر / و ياحريمة / حسين نعمة . ثُم قادر كابان في رائعته : جاده چول وسيبه ر بو .. كاتي به ياني ، التي تُذّكرني بسليمانية السبعينيات . وكذلك " ياران وه سيه تِم " ل كريم كابان .. فرغم عدم إجادتي للهجة السليمانية ولكني أحفظ كلمات هذه الأغنية عن ظهر قلب . لا أعرف شيئاً عن الروسية .. لكني أحبُ الإستماع الى أغنية " كاتيوشا " . عندنا أياز زاخولي ، مُطرِبٌ مُمَيَز من زاخو ، رحل وهو في ريعان الشباب .. في كوكتيلي من اغانيهِ : مِنْ ديتْ جارا أولي / و دادى لاندكى بهژينه . كما رياض أحمد من البصرة ، الرائع الذي رحل أيضاً في عنفوانه .. لا أكتفي من الإستماع ل : مِنْ تِزعَل ، لمرة واحدة ، إذ لا بُدّ أن أكررها حتى أرتوي من اللحن الشجي والصوت الجميل . عندما تجتاز بلدة قَدِش وتعبر قرية بَرى كه ر ثم تصعد المنعطفات ، تترائى لك العمادية رابضة فوق تلك الهضبة في مَنظَرٍ آسِر … هُنا بالذات ينبغي أن تستمع الى الكبير تحسين طه : ئاميديكى بلنده / وه ي دونيايى / دايى وه لات شرينه … الخ . قرب " طّسة " في قرية بيباد ، رآني شخصٌ جالسٌ أمامَ دُكان ، وأنا دامع العينين وأغّني خلف المقوَد ، فرفع يدهُ مُستفهماً ومُستغرباً وربما شّاكاً في حالتي العقلية ! .. فأشرتُ لهُ بعلامة النصر مُبتسِماً .. فإزدادتْ شكوكه على الأغلب !! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
والسلامُ عليكُم ورحمة الله
-
ليس كُل عّلاوي .. عّلاوي
-
إقتباسات إنتخابية
-
عن الإنتخابات المبكرة / دهوك
-
عن الإنتخابات المُبَكِرة 1
-
مُؤتمر التعاوِن والمُشارِكة في بغداد
-
حمكو .. والقطاع الخاص
-
أُمَمِيات
-
موضوع دَولي وآخَر محّلي
-
حَمكو الخبير
-
فيكَ خِصامي .. وأنتَ الخصمُ والحَكَمُ
-
ماذا يجري في السليمانية
-
لِيُشّكِل الحزب الديمقراطي الحكومةَ مُنفَرِداً
-
أُسودٌ مِنْ وَرَق
-
[ طَن ] الرواتب
-
أدوية أُم علي ... وحفلة إليسا
-
أنهُم يُدّمِرونَ البيئة
-
زَوجة الأَب
-
ضعيف جداً
-
بَقَرنا .. والبَقَر الهولندي
المزيد.....
-
الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر
...
-
تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق
...
-
من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
-
وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
-
بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
-
دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
-
“أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع
...
-
علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي
...
-
استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق
...
-
-انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|