أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد جدعان الشايب - السكون بعد العاصفة..... قصة















المزيد.....

السكون بعد العاصفة..... قصة


أحمد جدعان الشايب

الحوار المتمدن-العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


فقد الأمل من شفاء أبيه، ولم ينفع معه أي دواء، كأنه يرمي بكل ذلك الشراب، وتلك الحبوب في سلة، ويئس من مداراته الدائمة، تعب وحده في تقليبه من جنب إلى جنب، ورغما عنه أصيب بالقرف من روائح الغرفة الواخذة، إثر اختلاط الغائط بالبول ، وبالدم والقيح.
في بداية سقوط أبيه، وتعطل نصفه الأيسر، كان على أتم استعداد لتلبية كل ما يحتاجه من مراعاة واهتمام.
يسمع إطراء وتشجيعا لتحمّله معاناته أينما اتّجه في محيطه، ولاهتمامه به وصبره في رعاية والده المقعد، كأنه نسيم ينعش جفاف روحه، ويحفّزه لزيادة الاهتمام به وتدليله، وليريح ضميره، ويؤكد للناس أنه لا يتخلى عن قيمه وأخلاقه التي صارت من مكونات شخصيته في هذا الوسط.
يمر يوم بعد يوم، وأسبوع إثر أسبوع، وشهر وراء شهر، وسنة تتلوها سنة، وتستمر حالة الأب، مستلق على فراشه، وما يزال ابنه يقوم على رعايته وتمريضه،
لا يفارق المنزل إلا ليحضر شيئا من الطعام أو الدواء، ويعود مسرعا إليه.
تعطل عن عمله الذي كان يحقق له بعض مصاريفه الضرورية، وينشئ أملا في نفسه حول بناء مستقبل له معقول، لو استمر في عمله وطور أساليبه.
قلّ بين يديه ما وفّره من عمله سابقا، ليس لأبيه غيره، فأمه فارقت الدنيا منذ سنوات، وتوقف عن التفكير في الزواج، رغم تجاوزه سن الثلاثين، وابتعد عن حبيبته التي غيرتها جلافة الانتظار. أحس أن حياته تتبعثر أمام عينيه، والآمال التي ينسجها خياله، تبدّدت، انعجنت بتفاصيل مأساته اليومية.
يبدو ودودا دائما، فماذا يفعل وأبوه أمامه لا يتحرك؟. يصبر على إشاراته المتكررة دون مبرر في غالب الأوقات، فأكثرها، كان يفتعلها ليفرغ ضجره وضيقه في أي أمر، فيرميه على كاهل ابنه، أو ليتأكد من جوانيته نحوه.
بدأت ردود أفعاله تتوتّر رويدا رويدا، يستاءُ، يتأففُ، يردُّ بقسوة، وأحيانا يزجرْ، ليخفّفَ أبوه من طلباته اللامعقولة في نظره، كان دائما يجلس في مقابله مرغما، كأنه يحرس بئر ماء جف، لكنه على أمل أن ينبثق ويتدفق.
دموع الأب حارقة، تكوي تجاعيد خديه الأعجفين، ينظر بعينه السليمة خلسة، ليرصد للحظة واحدة، انعكاس حالته المزرية على وجه ابنه المتغضن، وهو يلتفّ حول نفسه بلا انتظام، على دكة قماش متسخة.
شاهده آخر الليل صدفة، بعد إغفاءة قصيرة، تسُودُ الغرفةَ عتمةٌ، يتخللها بقايا رذاذ ضوء القمر، ينصبّ من كوّة في أعلى الجدار، يمحو جفاف المجهول من حوله، ويرطب البصر باكتشاف بعض معالم الأشياء.
سمعه يتأوه، يرمي نفسه بكلمات لاذعة، يهلس بجمل متلاحقة، شاتمة، يلعن حظه، ويرثي لحاله، ظلّ يراقبه، شاهده يتحرك ببطء شديد، في صدره عاصفة تجيش بكل ما فيها وما حولها بهيجان وجنون وغضب لا يُردّ.
نفد الصبر، حياة لا يطيقها أي مخلوق، ولو حدث هذا لجبل لتصدع، أخذ الأدوية، قلّبها بيديه، جمع من كل صنف عددا، ملأ كفه، قربها من وجهه، ارتجف، ترددت أنفاسه، وانحشرت في حلقه غصة بكاء.
اشتعل صدر الأب ألماً، أحس بفجيعة قادمة، شاهد دموع ابنه تبلل الحبوب المتجمعة في كفه، خمّن أنه سيرمي بكل هذه الأدوية في حلقه، لينهي حياته ويتخلص من عذابه معه.
يختلس بعينه السليمة نظرة غيّرت مجرى تخمينه، لمَحَهُ ينظر إليه، أحس أنه سيقدمها له دفعة واحدة ليتخلص منه ومن عذابه، تحيّر، هل ينتظر ليتأكد من نواياه، أم يوقف كل شيء بتلويحة من ذراعه الحية؟ ماذا يفعل؟ في الحالتين هو الخاسر، لا يريد أن يخسره، عليه أن يتصرف قبل فوات الأوان، ليبقي لابنه فسحة يعيش فيها مثل باقي الخلق.
إعصار في داخله، أعنف من عاصفة ابنه وهيجانه، فجأة لوّح بذراعه الهزيلة، أصدر صوتاً مرعباً تخونه الحروف، لكنه يمتلئ دلالات ومعان، فهمها ابنه، وبسرعة أخفى كل شيء، مسح دمعه واستعد لتلبية طلبات أبيه.
اقترب منه، أمسك ذراعه، حركه، نظر في وجهه، كان يغتسل بدموع الألم والحسرة، مسح له خديه، رمى برأسه على كتفه، وانفجر معه بالبكاء، قال له بصوت مشبع باللطف والرجاء:
ــ لماذا تبكي؟.. ماذا تريد؟
لم يردّ إلاّ بالكثير من الدموع، أشار بذراعه، وهز رأسه يميناً ويسارا، فتابع يقول له:
ــ إذاً نم.. نم واسترح.. لم استيقظت؟.. مازال الصباح بعيدا.ً
نهض بعد أن غطّاه، وخرج ملتهب الجوف، أغلق الباب خلفه، وهو يرمي بكلمات تلعن قسمته في هذه الحياة.
بقي الأب وحده، نظر حوله، مازال دمعه ينسرب على تجاعيد وجهه الجاف، شغله التفكير فيما حدث، وتساءل في نفسه، كأنه في دوامة تلفّ به وتدور:
( هل كان يجمع الحبوب والدواء ليبتلعها حقا؟.. أم كان يؤلفها في كفه ليقدمها لي كجرعة كافية لتريحه من وجودي؟.. معه كل الحق.. يريد أن يعيش يوماً مثل باقي الخلق.. آه.. ولكن ما أصعب أن يقتلني ابني أو يقتل نفسه بسببي.. ماذا أفعل؟.. ما هذه الحياة التي نعيشها معاً؟.. أبدو كالميت.. وابني.. حياته تنتهي أمام عيني رويدا رويدا).
تأوّه كثيرا، نفخ ثم هلوس في داخله ( يمر علي اليوم كجهنم أو أشد.. أوووف لماذا لا أقتنع أني غدوت بلا فعالية في هذه الدنيا منذ أن فقدت حيويتي وسعيي؟.. ما الغرض من وجودي هكذا؟.. لماذا أعيش؟.. إلى متى؟.. ما من هدف .. ولماذا كل هذا العذاب والتعذيب؟.. ألا يكفي ما التهمته من أيام وشهور وسنين؟..).
أحس أنه لا يؤدي أي نفع لأحد، ولا يقدم أي فعل إيجابي يضيف جمالاً لهذه الحياة، ويعطل حياة أعز الناس لديه، ويعيقه عن فعل شيء إلا مراقبته وتلبية طلباته الكثيرة وحاجاته على مدى سنين.
في الغرفة الصغيرة المجاورة لغرفة أبيه، قعد الابن على كرسي عتيق، انحنى، ثبّت ساعديه على فخذيه، وحضن وجهه بكفيه، بينما أنفاسه تتدافع متلاحقة، تلسع حرارتها راحتيه، ثم بدأت تهدأ وتخف، طال مكوثه على هذه الحالة، مرت طفولته في خياله كالحلم، ثم فتوته وشبابه، لم يشعر أنه أغمض عينيه في ظلام الغرفة الصغيرة ونام.
انفجر أبوه بالبكاء، ثم توقف، مسح دمعه، نفخ، قذّع نفسه ولامها على ضعفها، لكنه أخيراً تحزّم لأمره مجاهداً عجزه، ذراعه الحية كانت تتشبث بالفراش ليزحف بصعوبة ومشقة، كأنه يجرّ صخرة يقدّها من جبل.
نبذتْ الكوة ضوء القمر، صارت الغرفة صندوقاً مظلماً، بعد أن حدّد موقع الدواء، استطاع أن يقبض على قائمة الطاولة، تمسك بها بما يملك من قوة متبقية، جذب جسده العليل، أو جذب الطاولة، التي ساعدته للوصول إلى هدفه.
في العرفة الصغيرة المجاورة، أحس الابن أن ذراعيه قد تيبّستا، صحا، رفع رأسه، حرك رقبته يميناً ويساراً ليليّن حركتها، ثم ألقى برأسه على مسند الكرسي، يستعيد ذهنُه كل ما جرى له في غرفة أبيه، لمح خيالاً في مرآته الكبيرة، التي تقابله في الجهة الأخرى، حدّق فيها، ركّز نظره أكثر، كأنه يريد أن يتعرف على صورته في هذه الظلمة التي تحتويه، يعاتبها، يتأسّى لها، يلومها ويؤنّبها، يريد أن يراها من جديد، هل هي هي؟.. أم تغير فيها شيء؟.
لم يشعل أي ضوء، كأنه اعتاد على الظلمة، وما يزال الليل يجرجر بقايا حلكة ببطء وكسل.
استمر الأب يعالج حسده الرخو ليجرّه نحو الأعلى قليلاً، ولكن دون أن يُحدث جلبة تفشل مسعاه، وصلت ذراعه الطويلة إلى سطح الطاولة، التقط علب الدواء، تنهد بزفرة أخرجت معها صوتا كالخوار، لم يتراجع، أفرغ كل العلب من محتوياتها أمامه، وباشر يزدردها حتى أتى على آخرها، ثم شرب ما تبقى في زجاجة الشراب، وبدأت تخف طاقة عصف نفسه، وتضعف همته الثائرة، استهلك كل انفعالاته دفعة واحدة، ولم يتبق إلا أن يستكين ويهمد، ويرقد هو رقود جثة.
ألقى برأسه على ذراعه، متحملاً زعيق أمعائه واهتراء معدته، ثم أغمض عينيه واستراح.
نام الابن مرة أخرى في مكانه كما هو، ومع اقتراب الفجر، أحس بألم في رقبته، وشيء من التعضّل في متنه، نهض باتجاه المرآة، وهو يليّن جذعه يميناً ويساراً، وقف في مواجهة صورته، ثبّت عينيه في عينيه، تنهّد، رمى بسياط اللوم على نفسه، وبكّته الندم، هزّ رأسه قليلا وهو يهجس:
( هل لأبيك أحد غيرك؟.. وهل لك في الدنيا غيره؟.. ماذا جرى لك؟.. أين مبادؤك؟.. وأخلاقك وقيمك الرفيعة؟.. انتبه.. لا تغيّر نظرة المجتمع فيك.. عليك أن تضحي حتى آخر عمرك.. إنه أبوك يا رجل.. ماذا جرى لك؟..).
لمح نجمة الصبح تلمع من زجاج النافذة في يوم صيفي، اتجه إلى النافذة، فتحها على آخرها، تنشق نسمات الصبح الندية، أحس بنجمة الصبح ترفرف فرحة مودعة، تمد أصابع ذهبية لتحييه، هي تسليه رغم عمرها القصير، فلا تكاد تبزغ لتتوهج وتبدي مفاتنها، وتلمع أمام عيني مسهّد ضجِر، لتنعش روحه بالأمل، وما يكاد يسعد بصحبتها، ويطير بنظره وخياله وحلمه إليها، مخلّفا وحدته وكآبة ليله، حتى تبدأ بالمقاومة والعناد والتمرد والتحدي، لكنه لن يجدي مع سياط الفجر التي تلهب جوانبها، لتتحول إلى رماد منطفئ، كأن تلالاً من الجليد ذابت فوق اشتعالها فجأة، وماهي إلا برهة قصيرة، حتى تغمض عينيها مودعة من يناجيها، وهي تخلّف ذكرى صحبة قصيرة، بعد أن دمرها أول خيوط الشروق، وتحوّل عنادها وتمرّدها إلى طاعة أبدية، ثم تلاشت وذابت بانتظار قدوم فجر جديد.
تذكّر حبيبته وأيامه معها، تذكّر وجهها النوراني كنجمة الصبح، أحس بفقدها كما يفقد اليوم عمُرَه، بلع غصص حلقه، حاول إزاحة صورتها من أوهامه، لكي لا يلج دوّامتها بعد أن رحل أمله، قاوم طغيان ذكراها، قاوم شوقه وحاجته لها، صورتها تلح عليه، مثلما يلح هذا الضجيج في صدره.
فكّر في البداية بامتحان حبها، جرّب صبرها، ظن أن انشغاله عنها لن يدوم أياما أو شهوراً، لكن السنوات تمر مثل حكم قضائي جائر، ينزلق العمر مسرعا لا ينتظر أحدا، وهو وحده، لا ينتظره أحد، حتى هي، نسيته في زحمة الألسنة والقرارات والثرثرات، أليس حقها أن تستمتع بأيامها أيضا؟.
ولكن هو من له؟ وكيف يعيشها وحده بلا أنثى؟ غلبه دمعه، تنهد بعمق، أغلق النافذة، مسح وجهه بواقعه الساكن الثقيل، التفت نحو غرفة أبيه، ونسي كل شيء، تحزّم لأمره، وقرر أن يظل دوما طوع إشارة من أبيه، وبوجه باش وصدر رحب، ابتسم وهو يتجه نحوه، ليسنده على كتفه ويقضي له ما يريد من حاجات، ولم يعلم أنه كنجمة الصبح، فارقه وفارق الدنيا، وبقي حوله شيء من الذكريات القصيرة.



#أحمد_جدعان_الشايب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلاد تغلق أبوابها..... قصة
- انعطافة لابد منها..... قصة
- المغفل يستخدم عقله...... قصة
- مبادئ وقناعات متحولة......قصة
- القارض لم يمت
- المأزق....... قصة
- حق مشروع... قصة
- مشوار العذاب
- البدائل لأساليب التدريس القديمة.
- الصرخة.. وعناق الأرض...... قصة
- طرق التعليم التقليدية.. القمع الأسري والمدرسي للأطفال
- خفقات القلب الأخيرة.... قصة
- أسود.. وأسود.... قصة
- أهمية الكتاب والقراءة.. وتعميم الثقافة.
- مأساة إيزادورا...... قصة
- الغلس....... قصة
- الكمين....قصة عن أحداث الجزائرفي نهاية القرن الماضي
- ضد الفطرة....( قصة)
- وسوسات التحدي الكبير
- الجرح............... قصة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد جدعان الشايب - السكون بعد العاصفة..... قصة