أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد جدعان الشايب - مأساة إيزادورا...... قصة















المزيد.....

مأساة إيزادورا...... قصة


أحمد جدعان الشايب

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


الحب يمنحني السعادة رغٍم آلامه..
بصري معلق في سماء ليله أراقب النجوم
أكتوي بلوعة البعد وأمل اللقاء
أمني النفس انزياح الغمة وذوبان الصقيع
ما زلت أكابد في عشقي ومعاشي.. فروق بيني وبينها بنت أسوارا.. تمنعني أن أكون صريحا في بث لهفتي وحبي.. يا للمصيبة.. كيف نقضي هذا العمر في كفاح وألم؟..
ننتظر لحظة فرح لندونها في سجل ذكرياتنا.. كأن الفرح طارئ على حياتنا.. وما يصح لغيرنا.. لا يحق لنا حتى التفكير فيه.
لماذا خلقنا هكذا؟..
كأن أهل حبيبتي من جنس آخر.. من طينة غير الطينة التي جبلها الله وشكّلها لتكون بشرا.. ليتهم يعاملونني بالمحبة التي أكنها لهم.
إني أعشق ابنتهم مثلما تهيم بي
ألا يكفيهم أني أفضل ابنتهم على غيرها؟..
ربما يكرهونني لأني أحبها.. وصاروا يمقتونها لأنها تحبني.. يترصدون حركاتها.. سلوكها.. نظراتها.. وقوفها على الشرفة بانتظار عودتي من الوظيفة لألقي عليها التحية.. يراقبون تصرفاتها.. ليقطعوا الشك باليقين.. ليقرروا ما يفعلون.. ليئدوا لهفتي وأملي ومصيري..
لا فرق بين قتل الأمل والحب لصبية ترسم مستقبلها.. وبين موؤودة تتنفس.. لم يتغير في الحالتين شيء.. سوى أن الصبية تحلم وتفكر وتعمل.
كنت مغرورا بحبها رغم تعاستي.. فأنا أمنيتها وهي أملي.. أمشي تحت الشرفة التي تقف عليها.. وللحظات ترفع غلالة سوداء عن قمر ربيعي.. يعكس في عيني وقلبي ضياءه.. تهديني ابتسامة ترعش أطرافي.. وينتفض لها قلبي.. أحييها بأصابع كفي.. فترفع كفها لكي لا يراها أحد.. وبرمشة خاطفة تتلقى مني موعدا خارج البلدة.
في كل مرة أسوق فيها غنماتي التي أسمّنها لأساعد المعاش الذي لا يكفيني لتكوين ما تحتاجه تكاليف الترتيبات التي أقرها العرف.
نلتقي خلف صخرة كبيرة.. تحمينا نظر الوشاة والرقباء والحساد.. نسرق بضع دقائق.. نرفع فيها صلاة الهمس والرجاء.. فترتاح النفس ويرقص القلب.. أحببتها حبا تصفق له الكائنات من حولنا.. كأنها تشهد صباح ليلة زفاف.
نلتقي كل يوم أو يومين.. حسبما يساعد الظرف.. تعاهدنا عهد الوفاء.. تكررت لقاءاتنا.. دافِعُنا المحبة والاشتياق.. نبحث عن دقائق لإطفاء لهفة اللقاء خلسة كمن يسرق حقه وملكه.. نلتقي عند الصخرة.. بجانب مغارة مظلمة.. عميقة ممتدة وفسيحة.. تختبئ فيها أسرار الرهبة.. لكننا لا نخشى أي كائن لا يفسر لقاءاتنا غلطة.. ضبع أو ذئب أو حتى جني.. ويبقى الحذر ماثلا في نفسينا وجسدينا من واش يسرع لينفث سما في أعصاب أهلها ودمهم.. حينها لا يكون في مواجهتنا إلا نهايتنا معا.
لا أخاف على نفسي بقدر خوفي عليها.. هي كل شيء في هذه الدنيا.. إن قتلوها ضعت.. لا قيمة لبقائي حيا بعدها.. صرت أعيش لأجلها.. أتنفس هواء سكبت فيه بعض أنفاسها.. وعبقا تعطر بأريجها.. رغم مرور زمن.. مازال حبنا نديا.. أحتاجها وتحتاجني.. أنا لها وهي لي.. كأن مزاجي متطابق مع مزاجها.. تماهت معي حتى صرت أحس بأن ما أفكر فيه وأريد نطقه.. تسبقني إليه فأقول لها كنت أفكر بهذا لأقوله لك.
سألتني مرة.. هل تستطيع العيش مع امرأة أخرى لو رفضك أبي؟.. قلت لها.. هل تستطيعين العيش مع غيري لو زوجوك رجلا آخر؟.
دمعت عيناها.. هزت رأسها ورمت بفرعها علي.. أخذتها بذراعي.. ومسحت دمعها بخدي.
تقدمت لطلبها من أهلها فرفضوني.. ازدروني.. وبّخوني.. نعتوني بكل قذارات الحشرات والقوارض.. هددوني ألا أفكر فيها أو أذكر أي شيء يتعلق بهذا الأمر.
قالوا أنت ستفضح عرضنا وهيبتنا وشرفنا وجاهنا في البلدة.. إن علم الناس أنك تقدمت لخطبة ابنتنا.. إياك إياك أن تذكر ما حصل.. وإن لم تنس هذا ستعلم كيف تكون نهايتك.
كتمت هذا السر.. حتى عن أقرب الناس إلي.. عن أمي الوحيدة الصابرة.. رغم أنها كل يوم تقول لي تزوج يا ولدي.. لقد كبرت.. سأخطب لك علياء.. أرفضها.. حسناء.. أرفضها.. ندى لمى مها.. أرفض الجميع.. أقول لها .. قد أكون غير مناسب لهن يا أمي.. أو قد لا يرضين بي.. كلهن بنات جميلات.. احترمهن وأقدرهن وأعتز بهن أيضا.. ولكن لايزال أمامي الكثير لأفعله
يا أمي.. انتظري.. ليس لي غيرك.. في الوقت المناسب سألجأ إليك.
استمرت لقاءاتنا بصعوبة شديدة.. تبكي وهي تلعن حظها لأنها خلقت في جو أسرة تبرمج علاقاتها مع أهل البلدة.. تضع لكل أمر ألف حساب.. ويتحكم الأب بكل شيء.. حتى التنفس والطعام.. واللباس والدراسة.. كلها لها طقوس ومواعيد واتجاهات لا تناسب إلا تفكيره المقيت.. رافضا ما يوحي بومضة من الحرية والاختيار.
كان شروق نهار الجمعة ساحرا.. تخلو البرية من البشر.. وتمد الشمس رأسها وأنا أتمطى بتكرار وأتثاءب.. وأغنامي تتمطى وهي تخرج إلى الطبيعة.. ينط الكبش ويعلو ظهور إناثه.. أحمل بيدي زوادتي المؤلفة من جبنة بلدية طازجة.. وبعض أصابع الخيار.
أتلفّت حولي لأرى طيفها يطل من بين الأجمات.. لكني لا أراها.. فالوقت لايزال مبكرا.. كانت تتذرع لأمها بحجج تبرر خروجها.. وقد تكون أمها فقط على علم بعلاقتها معي.
ليتها تأتي هذا اليوم.. سأفاجئها بما يدور في ذهني من هلوسات.. قد يكون لقائي بها اليوم أخر لقاء.. سأتجرع العلقم وأنهي هذا الهديل.
لا أستطيع رؤيتها تتعذب بلا أمل.. كل واحد له طريقه وحياته ومستقبله.. ليس لنا أن نجتمع بموافقة أهلها أبدا.. فلماذا إذا هذا العناد؟.. ولماذا هذا الغرور الذي ضخه حبها في أوصالي ورئتي؟.
كنت قلقا وأنا أتمدد على جمر الانتظار والترقب والحذر.. أتلفت ملهوفا.. لعلها تأتي من هذه الجهة أو تلك.. أنهض.. أتطاول.. قد أراها قادمة بين الزروع.. أقعد.. ترتعد أعضائي وترتعش رئتاي ويرتجف قلبي.. سأبتعد عنها في جلستي.. لن ألمسها هذه المرة.. سأشعرها باستحالة التوحد بيننا.. سأجعلها تقتنع بوجهة نظري بكل هدوء.. لينسل حبها لي من قلبها رويدا رويدا.. سوف لن تكرهني.. وفقط تبقى ذكرياتنا.. لتعيش حياتها كما يريد لها أبوها وأخوتها.
عانقت الشمس الظهيرة.. الأغنام تتلطى بظل صخرة أو فيء شجرة.. أحسست بوحدتي.. منفردا معزولا.. لا يخدش السكينة حولي شيء.. إلا قفزة ضفدع أو جندب.. أو حفيف سحلية أو أفعى.. فم المغارة بجانبي يؤانسني.. أتوهم فيه مخلوقات لا أراها.. وعليّ ألا أخافها.. فأنا لا أكرهها.. ولا أحاول أذيتها.
حين فقدت الأمل من مجيئها أغمضت عيني ونمت.. كأني رأيت في منامي كلبا يحرس غنماتي.. سآخذه معي ليحرس الغنمات.. قد يكون ضالا أنهكه الجوع والعطش.. يمد لسانه ويفتح فمه الجاف.
سمعت هسيسا كالهمس قريبا من أذني.. شاهدت رجالا ونساء وأطفالا بوجوه مختلفة الأشكال والألوان.. عيونهم متطاولة باتجاه الجبهة.. يقتربون نحوي وهم يقفون على رؤوس أصابعهم يهبطون ويعلون كأنها رقصة تخصهم.. يقتربون ببطء شديد.. تسرع واحدة وتقضم أذني.. رفعت رأسي فجأة وأفقت.. كانت حبيبتي تعض أذني وتهمس بجرسها الملاكي.. اعذرني تأخرت عليك.
نهضنا وهي تتعلق برقبتي.. مشت بي نحو المغارة.. دخلتها ونظرت إلي بغنج يفور خفرا..
تبعتها مستسلما لرائحة الأنثى وهي تغمز وتتلوى.. فأحيت كبوتي.. ضمتني فعصرتها بذراعي.. ثم حاولت الإفلات والتراجع.. تشبثت بي وتثنت.. كأنها تذوب بين يدي فازدادت قوتي.. وانتصبت كذئب جرحته فريسة.. ومضى لظى الهجير وقت الظهيرة.. دون أن يلسعني وهجه.. فقلب المغارة ندي رطب.. كنت مستسلما لحلمي الأبدي.. غارقا في فيض من الخيالات والرؤى.. نظرت حولي.. لم يكن بجانبي أحد.. وصرت وحدي.. يبدو أنها غادرت وهي تلبس رداء التحدي لتقول للدنيا.. ليحدث ما يحدث.
استعدت ما جرى.. فهز الخوف أعضائي.. خمنت أنها خططت لهذا اللقاء الدافئ.. وهذه النهاية الثائرة.. كأنها قرأت ما فكرت فيه وما نويت فعله.. فقررت ربطي بها مدى الحياة.. بعد أن عزمت على إبعادها عني.. حتى لا أسبب لها شقاء وأذى مع عائلتها.
حين كنت أنهيأ للعودة.. لمحت طيف امرأة.. تتقدم نحوي ببطء ومشقة.. تتكئ على عكازتها.. تشبه أمي.. جريت إليها.. قبلت يدها.. كانت منهارة.. يغتسل وجهها بدموع الخوف والألم.. قالت بلهفة.
أسرع يا بني.. اختف.. سيقتلونك ويقتلونها..
أمي .. أين هي الآن؟..
لم يجدوها.. مازالوا يبحثون عنها.. هيا أسرع.. ابتعد.. تدبر أمرك.. لا تقترب من البلدة يا ولدي.. هيا
لكن من أخبرك يا أمي.. كيف علمت؟.
الناس كلهم خرجوا إلى الساحة ينتظرون الفاجعة.. وأهلها في ثورة وهياج.. أسرع الآن.
ودعت أمي باتجاه قرية قريبة.. فيها صديقي وزميلي في الوظيفة.. بقيت معه حتى اقترب المساء.. تنكرت بلباس لا يعرفني فيه أحد.. حتى أقرب الناس إلي.. صرت بين الجموع .. أنتظر المآل الذي ستنتهي إليه غاليتي.. أتخفى بالسواد كامرأة من بلادي.. أو شاب قادم من صحراء إلى ساحة مدينة يسودها الصمت والرعب والترقب.. لا أدري ما يدور في سرائر الناس من حولي.. خمّنت أن بينهم من يرفض حكم الأهل الظالم.. فهل أعلن عن نفسي.. وأطلق ثورتي في وجه الجمود والظلم والعسف.
قد لا يتضامن معي أحد.. يخافون على أنفسهم ومستقبل عيالهم.. وبين الجموع من ينتظر بسعادة.. عناق سيف لعنق يتشهاه فم. ما أصعب النضال بلا أمل.. مجتمع يبحث عن قيد يزين السواعد والعقول.. عن معول يهدم المدى ليسور الأفق.. ويسقف السماء.
رأيته شبحا يسد الرؤية أمامي.. خاطبته بألم يعتصرني.. ونار يفتتني لظاها.. ورجاء عليل.
إلى متى تتمنون الذكر وتمقتون الأنثى؟.. وسرعان ما تلفعونها بالسواد.. وتحرمونها مشاهدة الطبيعة والحقيقة كما هي؟.. الله خلقها بعينين جميلتين.. وأنتم تمنعونها بالسواد.. كأنكم تتمنون لها العمى.. فلا فرق بين الأعمى وأي شيء يحجب الرؤية والهواء والضوء.. منحها ثغرا تتدلى منه كرزتان شهيتان.. إذا ابتسم يضيء شنِبا ممتلئا بالفرح.. أعطاها الله خلقة ينبعث منها نور ونجوم.. وشعرا يزين فرعها كشجرة جرداء فأزهرت وأورقت وأثمرت.. نميزها بليلها السحري ينسدل صريحا وهو يحتفظ بأسرار الأنوثة.. أو غلالة من ستائر حريرية ذهبية تعبق ثناياها بالعطر.. تحرمونها أنوثتها.. فلا فرق بينها وبين رجال الطوارق في صحراء أفريقيا.. فلو رأوها لعدوها واحدا منهم.
من لم تدمع عيناه إزاء مشهد ظلم صريح؟.
ماذا يفعل الناس الذين أحبهم لو رأوني أتلفع بوشاح الانتقام؟.
إني موظف بسيط.. صحيح أنا أحمل مؤهلا جامعيا.. لكني لا أملك شيئا من الدنيا سوى معاشي وبقايا كرامة.. وحب عظيم.
لو كنت أستطيع فداءها بدمي وروحي لفعلت.. أتمنى أن أصارع الأقدار التي تحول بيني وبين الوصول إلى الفداء.. أسير باعتزاز نحو الموت مقابل حياتها.
فليأخذوني مكبلا أمام جميع الناس.. وهم يصفقون فخورين بكرم التضحية.. لتظل إزادورا أمل الخريف.. وبركة الشتاء.. وبراعم الربيع.. وبسمة الصيف.
لو يقبلوني ذكرا إلى جانب أنثى.. شابا برفقة صبية.. رجلا تتمناه امرأة .. لكنهم يتمسكون بخيوط اللعبة.. ويطلقون حكمتهم البائدة.. يباركون القهر والفردية والأنا.. ويلعنون المحبة والسلامة والرضى.. يريحهم أن تكون ابنتهم خلف أسوار الظلام من فرط حرصهم عليها.. ويكرهون من أحبها ونذر نفسه ليحافظ عليها.. الجنون يلامس المستقبل.. فهل من خلاص إلا أن أفتدي الحياة بما أملك؟.. سيقتلونها من فرط حبهم لها.. فلا مكان لي إلا مثوى الأموات.. لتعيش ويستمر هذا الحب في أحشائها وشرايينها وأعصابها.
هدر صوت الشبح في داخلي فخلخلني
- دعها للظروف.. اتركها لمصيرها.. تتولاها رحمة السماء.
- الظروف ضدها.. كيف تأتي الرحمة في هذا الجو الخانق؟.. فهل تراها أنت من مكانك المرتفع؟.. ماذا حل بها؟.. ماذا ينتظرها؟.
- لا أراها.
الألم يقطع أحشائي.. وتهتز منه مفاصلي.. وتنشد أعصابي.. ما هذا المناخ اللعين؟.. كيف لم نحسب حسابا لهذه اللحظة؟.. لماذا لم نقرأ المصير في صفحات عمرنا المقهور؟.. لماذا لم نبرمج حياتنا أيها الناس الطيبون؟.. لماذا لم نقدر نتيجة أفعالنا؟.. لماذا نبقى ضعفاء مستسلمين؟.. ننتظر مدد العون من خارجنا ولا ننتبه لقدراتنا؟.
لو فقدت اليوم حبيبتي فقدت كل شيء.. ليس لي غيرها.. ولن أستطيع العيش بدونها.. أشم من خلالها نسمة وجودي.. وأشعر بكياني.. نظراتها تلاحقني.. تطاردني.. ثغرها يبتسم لي بمرارة ورقة وسخرية.. إني أحب حروفها وألفاظها.. نضرتها ونماءها وكل شيء فيها.. وسأظل أحبها.. أقدس كلماتها.. عباراتها.. سحر معانيها.. أحس بانتهاء الوجود بانتهائها.
كل هذه المساحات من الأمان.. لونتها أمام عيني.. وأرى الآن مشهد ضياعها ولا أفعل شيئا لإنقاذها.. حتى البكاء.. إن لم أبك عليها فلست برجل.. هي مأساتي وهي بلائي.. هي فرحي وأحلامي وحياتي.
لماذا تصمت أيها الشبح؟.. الصمت مرٌّ وقاس وكريه في مثل هذه المواقف.. فكّر معي.. ماذا عليّ أن أفعل؟.. لعلّي أنقذها.. أو ألحق بها إن قُتِلَتْ.
غاب شرودي.. صحوت.. نظرت حولي.. لم أر في الساحة أحدا.. الليل ملأ الدنيا ونام في العيون.. وجدت نفسي وحيدا.. مشيت ببطء أبحث عن بقايا دم خلفه مشهد القتل.. لم أجد أثرا.. رحت أركض.. أركض.. أركض.. حتى وصلت المغارة.. دخلتها بعد منتصف الليل.. بحثت عن رائحتها.. عن ذكرياتنا.. عن رعشتها.. كانت تقبض على ذراعي بكفيها.. تجمدت.. ابتسمت.. استدرت إليها في حلكة المكان.. شممت رائحتها.. أخذتها في حضني فبكت وبكيت.. تمددنا على التراب البارد.. تعاهدنا ألا نفترق إلا بالموت.. رسمنا خطة غيابنا عن البلدة لأكثر من عام.. لنتم كل الترتيبات اللازمة لاستمرار حياتنا معا.. كانت ليلتنا ساكنة.. لكن الدفء الذي ينبعث من طاقتينا.. يبدد السكون ويحوله إلى صور وأحلام ومعاني لا تنتهي.



#أحمد_جدعان_الشايب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغلس....... قصة
- الكمين....قصة عن أحداث الجزائرفي نهاية القرن الماضي
- ضد الفطرة....( قصة)
- وسوسات التحدي الكبير
- الجرح............... قصة
- عليّ بحماري.................قصة
- المأزوم
- أسف
- القناع
- حمزة رستناوي.. وإسقاطات جلجامش على الحياة
- في يوم عيد
- تآلف
- كبرياء الراعية ( شولمين)
- أمنية لن تضيع
- القرار الأخير
- العدالة والضواري
- صباح رائق.. وخيبة
- قراءة انطباعية في قصيدة ما الجدوى؟ لحمزة رستناوي


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد جدعان الشايب - مأساة إيزادورا...... قصة