أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - السيرة الذاتية لرائد من رواد الموانئ العراقية















المزيد.....

السيرة الذاتية لرائد من رواد الموانئ العراقية


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 14:46
المحور: سيرة ذاتية
    


نشعر دائماً بالحزن, وتغمرنا الحيرة والدهشة, كلما راجعنا سجلات الرجال الأفذاذ, الذين شيدوا صروح الموانئ العراقية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي, فترتسم على وجوهنا أكثر من علامة استفهام, فلا مؤهلاتهم العلمية تشبه مؤهلات الأجيال اللاحقة, ولا تطلعاتهم المستقبلية ونوازعهم الذاتية تشبه تطلعات ونوازع الأجيال المتلهفة للتقافز بأي ثمن فوق سدة المناصب العليا. . .
ولد الأستاذ فالح بن محمود بن موسى بن أحمد الموسى عام 1931 في ضواحي البصرة, وأكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية, وكان من المتفوقين على أقرانه في الإعدادية المركزية. سافر إلى العاصمة ليلتحق بكلية الهندسة في جامعة بغداد, فتخرج فيها عام 1953 بتقدير (امتياز), ومرتبة الشرف في الهندسة.
ضمته الموانئ العراقية إلى ملاكها الهندسي في الرابع من تموز عام 1953, لكنها قررت إرساله إلى الخارج في بعثة دراسية على نفقتها الخاصة, فشد الرحال إلى مدينة الضباب ليلتحق بالكلية الإمبراطورية بلندن, ويكمل دراسته التخصصية هناك, حصل منها على التعادل العلمي لشهادة البكالوريوس عام 1955, وحصل أيضاً على شهادة الدبلوم في الهندسة عام 1956, ثم حصل على شهادة الماجستير في الهندسة عام 1958 من جامعة لندن. . .
لم ينقطع عن دراسته التخصصية بعد عودته من لندن, ولم يتوقف عن القراءة المعمقة, فلم يتخلف في يوم من الأيام عن الالتحاق بدورات التأهيل العلمي في العواصم العربية والآسيوية والأوربية, وكانت اهتماماته منصبة على مواصلة التعليم والتعلم, وكأنه في سباق حثيث مع الزمن. .
انطلق من محطته الأولى في طوكيو لدراسة الخيارات المتاحة لإنشاء الأرصفة الخراسانية في المعقل والعشّار, ثم انتقل إلى محطته الثانية في الإسكندرية ليدرس معطيات الأنظمة المينائية الجديدة وتطبيقاتها الصحيحة في احتساب الأجور والعوائد, وعاد في الشهر الأول من عام 1970 إلى محطته الأولى في طوكيو للتعرف على الأساليب اليابانية المعتمدة في إدارة الموانئ, وتوجه في الشهر السادس من العام نفسه إلى محطة علمية أخرى في باريس للتعرف على المعدات المينائية المستعملة في مناولة البضائع, عاد ثانية إلى محطته الفرنسية لدراسة التقنيات المستحدثة في تشغيل الحواسيب المينائية, وشارك في المؤتمر الدولي الذي عقدته الأمم المتحدة في مومباسا بكينيا لتذليل العقبات المينائية في البلدان النامية, وكان رئيساً للوفد العراقي, وشارك عام 1983 وعام 1987 في اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة البحرية IMO. .
لم تشغله المشاكل المينائية عن واجباته الأخرى المرتبطة بالنهوض بنقابة المهندسين بالبصرة, ولم يتراجع عن دوره الريادي في الارتقاء بمشاريع تطوير مدينته, التي ولد فيها, ونشأ وترعرع في مرابعها, وكان منذ تأسيس النقابة هو الأمين العام لسرها, ثم رئيساً لها, فكان من أول المساهمين في رعاية المهندسين, ومن الساعين لضمان حقوقهم, ومتابعة أنشطتهم, ومن المتشددين في محاسبة المخالفين منهم, لكنه كان أول المنسحبين من عضويتها بعد تحولها إلى منظمة شبه سياسية تتقاذفها أمواج الخلافات الحزبية, بيد أن عينه ظلت تراقب أدائها من بعيد, فيحرص أشد الحرص على تصحيح الانحرافات الطارئة في مساراتها المتقلبة بين التوجهات المهنية المرنة وبين التوجهات الحزبية المتشنجة. .
وكان رحمه الله رئيساً لنادي الميناء (Port Club) في المعقل لسنوات طويلة, وهو من أكبر وأقدم وأجمل النوادي المينائية والثقافية والرياضية في العراق, وكان هذا النادي الجميل هو الملاذ السياحي والترفيهي لطواقم السفن الأجنبية الوافدة على موانئ البصرة, تعقد فيه الندوات والمؤتمرات والاحتفالات البحرية من وقت لآخر بإشراف وتوجيه سلطة الميناء, وعلى رأسها الأستاذ فالح الموسى. .
نحن نتحدث هنا عن مهندس مبدع من المهندسين الأوائل, الذين واكبوا مراحل ارتقاء الموانئ العراقية نحو الأفضل للمدة منذ عام 1958 وحتى عام 1988, ففي عام 1958 كان هو المهندس الأقدم في الموانئ حتى عام 1961, ثم أصبح هو المهندس المقيم لمشروع ميناء أم قصر للمدة من 1961 إلى 1964, وتعرض لمحاولة اقتلاع جذوره من الموانئ بترشيحه لمنصب المدير العام لبلدية البصرة بقرار مجلس الوزراء بجلسته المنعقدة في 2/حزيران/1963, لكنه لم يلتحق بالبلدية رافضاً التخلي عن عرينه في الموانئ, ثم أصبح معاونا لرئيس المهندسين المدنيين للمدة من عام 1964 على عام 1967, تبوأ بعدها منصب رئيس ميناء المعقل للمدة من 1967 إلى 1974, وصار في المدة نفسها عضوا في مجلس إدارة شركة النقل البحري, ونُسب للقيام بأعمال رئيس الإدارة في مصلحة الموانئ العراقية إضافة لوظيفته كرئيس لميناء المعقل, ومنحوه صلاحيات مدير عام المصلحة بالوكالة عند غيابه, وارتقى إلى درجة رئيس المهندسين في عموم المؤسسة العامة لموانئ العراق للمدة من 1974 إلى 1977. .
تغير عنوانه الوظيفي إلى مدير عام بموجب أحكام المرسوم الجمهوري رقم (105) في عام 1977, وهو أول مدير عام للموانئ من مدينة البصرة, وكان في تلك المدة رئيسا لإدارة اتحاد الموانئ البحرية العربية, وسكرتيرا عاما للمركز العربي للتنسيق والاستشارات البحرية في ضوء ترشيح وزارة النقل والمواصلات بكتابها المرقم 18630 في 22 / شباط / 1982. . .
في اليوم الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1988 انقطعت صلة هذا الرجل العملاق بالموانئ العراقية بناء على قرار ارتجالي منفعل, اتخذه على عجل وزير النقل والمواصلات وقتذاك (محمد حمزة الزبيدي), من دون أن يرتكب الأستاذ فالح الموسى أي خطأ, فانقطعت صلته بالموانئ العراقية في الوقت الذي كانت فيه الموانئ في أمس الحاجة لخبراته المينائية المتراكمة من أجل توظيفها لاستعادة أنشطتها المعطلة بعد سنوات الحرب الطويلة, التي دمرت بنيتها التحتية والفوقية, فخسرت الموانئ أقوى زعمائها بقرار ظالم. .
غادر فالح الموسى قلعته المينائية مرفوع الرأس, لا يملك بيتا من دور الموانئ المجانية, ولا يملك رصيداً في البنك, ولا حقلا زراعياً, ولم يكن لديه أي استثمار في القطاع الخاص, فتوجه إلى بيته في حي الميثاق بقلب مطمئن, ونفس راضية, وهامة مرفوعة, لم تظهر عليه أي علامة من علامات الانزعاج والتذمر, فالخاسر هنا هو الموانئ العراقية, التي فقدت أكفأ رجالها, بينما كان هذا الرجل النظيف الشريف هو الرابح الوحيد. .
عاش فالح الموسى سنواته الأخيرة متواضعا متعففاً في مدينته المينائية الجميلة, التي لم يفكر بمغادرتها, فانصرف مع زوجته المربية الفاضلة نحو تكريس جهودهما كلها من أجل تدريس أولادهم وبناتهم, وتربيتهم على المبادئ العربية الأصيلة, فكان أبنهما الأكبر (دحام) من كبار الأطباء, وابنهما (هشام) من أروع المهندسين, وابنهما بسام من أكفأ مهندسي الحاسبات, وابنتهما (همسة) تحمل شهادة البكالوريوس في العلوم, وابنتهما (دينا) مهندسة زراعية واعدة. .
لم يكن يبخل أبداً بتقديم النصح والمشورة لتلاميذه من المهندسين والربابنة والمرشدين البحريين, أذكر أن مدير ميناء أم قصر الأسبق (الكابتن عادل خلف) كان دائماً يتردد على بيته لطلب المشورة, فكان رحمه الله يستقبله بحفاوة بالغة, ويوجهه مثلما يوجه أولاده. . .
انتقل الموسى إلى جوار ربه في اليوم الأول من الشهر الرابع من عام 2008, تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالانجازات المينائية الكبيرة, فطوت البصرة صفحة ناصعة من صفحاتها المشرقة, لكنها مازالت تقف إجلالاً واحتراماً لهذه القامة الهندسية السامقة على ضفاف شط العرب. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة واحدة للعبور الى المستقبل
- بانوراما الانتخابات
- سرقفليات لم تسمعوا بها
- ضابط أمن النقابة
- هكذا كان مدراء الموانئ محمد سعيد القرّار إنموذجا
- افرازات الأقطاع الإداري
- شهادات فخرية بعد سن التقاعد
- نفق من البصرة الى البرازيل
- سفراء المحاصصة
- حاضنة افغانية لطريق الحرير
- ازدواجية العقول الفوضوية
- قراءة للخطوط السككية الرابطة للعواصم الثلاث
- ما سر العداء للسومريين ؟؟.
- معلمتي رفيف
- من جفصات أبو الصوف
- تقاطعات العراق الصناعية
- صفقات ضبابية في المراحل الانتقالية
- اسوار لحماية الصناعات الخليجية
- 57 ألف مصنعا متوقفاً في العراق، فما عدد المصانع العاملة ؟؟؟
- العلمو نورن


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - السيرة الذاتية لرائد من رواد الموانئ العراقية