أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد زناز - إلى متى يحارب الخطاب النسوي العقلاني في الثقافة العربية؟














المزيد.....

إلى متى يحارب الخطاب النسوي العقلاني في الثقافة العربية؟


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 24 - 17:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"تاريخ النساء الذي لم يُكتب بعد : دراسة حول الكتابة والجندر في الثقافة العربية" كتاب جديد للباحثة والروائية الجزائرية فيروز رشام صدر أخيرا عن دار فضاءات الأردنية ، أقل ما يقال عنه أنه مثير ومهم للغاية. يندرج الكتاب ضمن دراسات المرأة والجندر أو كما تسمى أيضا الدراسات النسوية والتي تعتبر من أهم الفروع في الدراسات الثقافية عامة، ويطرح إشكالية تاريخية معقدة لم تحض بالاهتمام العلمي الكافي والمطلوب وهي مسألة تأخر النساء في مجال الكتابة والفكر وكيفية تواطؤ ثقافة المجتمع بطابعها الذكوري للترويج بأن المرأة لا تحتاج للكتابة بل وليست مؤهلة لها أصلا لأن ذكاءها وعقلها ناقص، ما حال دون تقدم النساء منذ قرون حيث ترسخت فكرة عدم صلاحية الكتابة للنساء وعدم قدرتهن على إنتاج المعرفة واختصار دورهن في إنجاب الأطفال وتربيتهم وخدمة الأزواج.

الكتاب مركز ومكثف في حدود المائتي صفحة، ويحتوي على أربعة فصول منسقة. في الفصل الأول توقفت الكاتبة عند أسباب عدم كتابة تاريخ النساء لحد الآن وخلفيات تأخر النساء في الكتابة، مع عرض صورة المرأة التي قدمها الرجال في كتاباتهم منذ بدء التدوين من خلال كتب الأدب والمعاجم القديمة. وتناول الفصل الثاني أسباب تفضيل النساء للكتابة في الأدب وذلك انطلاقًا من نصوص البدايات التي ظهرت مع الصحافة في أواخر القرن التاسع عشر إلى إصدار الكتب الشعرية والسردية. وباعتبار كتابات الرجال قد ركزت على الجانب الجسدي للمرأة فهذا الفصل يقدم صورة جسد المرأة في كتب التراث العربي القديم من جهة، وفي كتابات النساء التي جاءت ردًّا واعتراضا على صورتهن السلبية والمشوهة التي تم تداولها من جهة أخرى.

في حين تناول الفصل الثالث فقه النساء كما كتبه الرجال وفيه حاولت الباحثة فهم الدوافع والخلفيات التي جعلت بعض الفقهاء يُظهرون نوعا من العداء والقسوة على المرأة ومحاولتهم منعها من المشاركة في الحياة العامة بتأييد من ثقافة الذكورة الشائعة في المجتمع. وفي الفصل الرابع والأخير تم عرض فقه النساء لكن هذه المرة كما كتبته النساء، وفيه بحث حول أسباب قلة الكتابات النسائية في الفقه، مع العودة إلى اجتهاداتهن الفقهية التي ظهرت في القرون الأولى والتي تم تجاهلها وصولاً إلى مساهماتهن الحديثة، مع التعريف ببعض الكاتبات في الفقه وتقديم قراءة في نصوصهن للنظر في قضاياهن ومنهجهن في الطرح.

وبذلك تكون الكاتبة قد قدمت مقاربة ثقافية وجندرية بين نصوص الجنسين في موضوع المرأة ورصدت الاختلافات بينهما بمنتهى الهدوء والموضوعية بعيدا عن أي صخب مستثمرة قدرتها على تحليل الأنساق الثقافية الخفية والربط بينها ما يحقق عدة أهداف للقارئ المتخصص وحتى للقارئ العادي حيث يبين الكتاب ما حدث تاريخيا حتى أصبحت النساء في هامش الحضارة وكيف تم تجاهل قدراتهن الفكرية والعقلية لقرون طويلة، وهو عمل مؤثث بشكل ثري بالمراجع المهمة التي لها صلة بالموضوع، كما أنه بحث مرتب ودقيق منهجيا ومكتوب بلغة سلسة وممتعة قلما نصادفها في الدراسات الأكاديمية، وهو ما يجعله إضافة علمية مميزة تستحق القراءة والتقدير.

عن الكاتبة: تشغل الكاتبة منصب أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب واللغات بجامعة البويرة بالجزائر، وهي متخصصة في قضايا الأدب والدراسات النقدية. صدر لها أيضا كتاب نقدي بعنوان "شعرية الأجناس الأدبية في الأدب العربي: دراسة أجناسية لأدب نزار قباني" (دار فضاءات، الأردن، 2016)، ورواية بعنوان "تشرفتُ برحيلك" (دار فضاءات، الأردن، 2017).



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -البلاك بلوك- يدمرون حق التظاهر في فرنسا
- السلطات الاوروبية متهاونة مع الاسلام السياسي و الاخوان المسل ...
- هل يستقيل جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس لأسباب أخل ...
- حينما تتفاوض الجمهورية الفرنسية على هويتها
- من يحكم في الجزائر؟
- ظهر تبون.. فهل طمأن الجزائريين أم أقلقهم؟
- هل يعود الغرب إلى القرون الوسطى بسبب تساهله مع الإسلاميين؟
- نساء داعش.. أمهات الأيديولوجيا المتطرفة
- في أوروبا ينشر الإخوان سمومهم عن طريق مدارسهم
- أكذوبة التدخل الخارجي في الجزائر
- و تغرق الجزائر في شعبوية دينية شمولية
- متى تقال حقيقة تطرف الإخوان كاملة للفرنسيين
- رئيس بلدية فرنسية مصنف رسميا إرهابيا محتملا
- هل التشاؤم مهنة الفيلسوف؟
- الجزائريون يبحثون عن رئيسهم
- المثقفون ليسوا ملائكة
- إسلاميو الغرب.. جهاد حربي وسياسي وقضائي
- الجزائرية روح ثورة الابتسامة
- الطفل العربي ضحية تديّن الكبار !
- هل ولّى عهد اليسار واليمين؟


المزيد.....




- لماذا أثارت قضية الإجهاض -صداما- بين ماكرون ورئيسة وزراء إيط ...
- هل اقترب العلماء من حل لغز العمر المديد للنساء مقارنة بالرجا ...
- المحكمة العليا الأميركية ترفض تقييد الحصول على حبوب الإجهاض ...
- زرع كبد لرجل عمره 98 عاما في امرأة تبلغ 72 عاما
- منظمات دولية توثّق إجرام الصهاينة في غزة ورفح
- بوتين: السلطة في أوكرانيا يتم اغتصابها كما حدث في 2014
- “احصل على المعونة” صندوق الحماية الاجتماعية spf.gov.om معونة ...
- زاك.. مدرب كيك بوكسينغ استغل عمله للاعتداء الجنسي على قاصرات ...
- ارتقاء الشهيدتين سالي سكيكي ودلال عزالدين جراء العدوان الصهي ...
- مشهد مهيب لامرأة تسبح في أيسلندا وسط شق يفصل بين قارتين


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد زناز - إلى متى يحارب الخطاب النسوي العقلاني في الثقافة العربية؟