أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد زناز - -البلاك بلوك- يدمرون حق التظاهر في فرنسا














المزيد.....

-البلاك بلوك- يدمرون حق التظاهر في فرنسا


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 08:14
المحور: المجتمع المدني
    


فرضت حركة “البلاك بلوك” نفسها في وسائل الإعلام خلال المظاهرات التي نظمت ضد حرب الخليج الأولى سنة 1991 ثم في عام 1999 في سياتل خلال القمة المضادة لمنظمة التجارة العالمية، وخلال المظاهرات ضد مجموعة الثماني في جنوة في يوليو 2001، وفي ستراسبورغ خلال قمة الناتو في أبريل 2009، وفي هامبورغ خلال اجتماع مجموعة العشرين سنة 2017. وفي مايو 2018 وكذلك خلال أزمة السترات الصفراء في باريس.

وبمرور الوقت أصبحت “البلاك بلوك” (الكتل السوداء) تثير الرعب حيثما حلت، خصوصا عندما تتمكن من التسلل بقوة وكثافة داخل المظاهرات المنظمة في فرنسا، بل أصبحت الشغل الشاغل لمنظمي التجمعات الاحتجاجية في هذا البلد وكابوسا لقوات حفظ النظام. فمن هم هؤلاء الملثمون الذين يلبسون ملابس سوداء وأقنعة غاز وفي أيديهم قارورات حارقة ومطارق، وينتظمون عادة في مجموعات مكونة من 400 إلى 500 عنصر، يثيرون الشغب ويستعملون العنف ضد قوات الشرطة وكل ما يرمز للدولة والليبرالية؟

ظهرت الجماعة لأول مرة في ألمانيا في بداية الثمانينات وسرعان ما انتشرت في أغلب البلدان الأوروبية. ثم انتشرت الظاهرة خارج الغرب ووصلت إلى بلدان مثل البرازيل، تركيا، مصر، إسرائيل والمكسيك.

لا ينشط المنتسبون لهذه الجماعة تحت سلطة شخصيات مركزية ولا يعرف لهم انتماء رسمي ولا يجمعهم سوى اللباس الأسود واللثام الذي يخفون به هوياتهم. من بينهم نساء كثيرات، وبما أنهن لا يردن إظهار هوياتهن، فمن الصعوبة معرفة نسبتهن داخل الجماعات. تعتقد السلطات الفرنسية أن المنضوين تحت لوائها هم يساريون متطرفون مناهضون لليبرالية واليمين المتطرف والفاشية وعازمون على تحويل باريس إلى “عاصمة للشغب”.

وترى جريدة “لوموند” الفرنسية أنه من الصعوبة بمكان تحديد هوية الحركة السياسية والأيديولوجية بسبب ظهورها الظرفي، فأعضاؤها يتجمعون في كتلة ويحمي بعضهم البعض ويبحثون عن التصادم مع رجال الأمن ثم يتفرقون بسرعة حسب الأحداث والمظاهرات المنظمة من طرف النقابات أو تلك التي تنظم في المناسبات الوطنية أو الجهوية. وفي واقع الحال ليست للحركة أدبيات تصدر دوريا يمكن الاعتماد عليها لفك شفرتها، إلا أننا يمكن أن نستشف بعض أفكارها والأهداف التي ترمي إلى تحقيقها من خلال بعض الشعارات القليلة التي ترفع أحيانا على لافتات سوداء هي الأخرى. نقرأ في إحداها “لا حرب بين الشعوب. لا سلام بين الطبقات”، أو “بغض النظر عمن يصوت، فنحن لا يمكن السيطرة علينا”.لا يشير تعبير البلاك بلوك إلى طريقة عمل حركي محدد وفريد من نوعه تقوم به مجموعة محددة الهوية، بل يشير إلى تجاور أو تجمع لتيارات فكرية متعارضة في نفس الفعل الحركي العنيف المعارض للسلطة، أو في ردود أفعال تظهر من وقت إلى آخر. وفي هذا كله يشتركون في استعمال العنف واعتباره السبيل الوحيد الذي يعطي قيمة حقيقية لنضالهم، ويرون في الأعمال اللاعنفية كالمظاهرات والاعتصامات مجرد تنفيس عن نفوس الجماهير لا جدوى من ورائها سوى تجنب تراكم الشعور بالإحباط بين المواطنين كي لا يثوروا بقوة دفعة واحدة ضد الدولة ذاتها.

ومن هنا يبدو أن أغلبهم من الحراكيين المنحدرين من اليسار التحرري أو التسيير – ذاتي. ونجدهم عموما يهاجمون رموز الدولة كالمحاكم ورجال الشرطة ومباني الإدارات، وقد بلغ بهم الأمر أن حاولوا اقتحام قصر الإليزيه سنة 2019، متخذين من التسلل داخل مظاهرة للسترات الصفراء ذريعة. ويضعون نصب أعينهم أيضا رموز الرأسمالية كالبنوك والشركات متعددة الجنسيات والإعلان ومطاعم الوجبات السريعة وغيرها. ولئن كانت الرأسمالية المعولمة هي عدوهم اللدود فهم في أغلبهم طلبة ينتمون إلى الطبقات المتوسطة والبرجوازية نشطوا في بداية الثمانينات، خاصة في ألمانيا، ولم تكن لهم علاقة بالطبقات الشعبية الفقيرة حينها.

اليوم لم تعد جموع البلاك بلوك كما كانت في السابق وانخفض عدد حاملي الشهادات والمسيّسين المنتمين في أغلبهم إلى اليسار المتطرف والأناركية في صفوفهم، فهم اليوم من رواد الملاعب والمشجعين المشاغبين المنحدرين من الضواحي الشعبية الفقيرة.

ورغم التشدد الظاهري الذي تبديه المحاكم الأوروبية تجاههم، إذ تلاحقهم بتهم خطيرة مثل “تكوين جمعية أشرار بقصد القيام بعمليات إرهابية” و”التخريب”، إلا أن هذا لا يثني من عزيمتهم، وبالتالي لا يترددون في انتهاز أي فرصة للتعبير عن كرههم لليبرالية ورموزها.

رغم ذلك لا يعرف أحد البديل الذي يقترحون، وربما هم أيضا لا يعرفون ما يرفضون ولا يعرفون ما يريدون!

وربما تكون مقولة الفيلسوف السلمي المناهض للعنف ألبير كامو “يجب أن يتوقف هذا العالم عن كونه عالم الشرطة والجنود والمال ليصبح عالم الرجال والنساء والعمل المثمر والترفيه العاقل”، أفضل تعبير عن فلسفة هؤلاء رغم تبنيهم للعنف.



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطات الاوروبية متهاونة مع الاسلام السياسي و الاخوان المسل ...
- هل يستقيل جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس لأسباب أخل ...
- حينما تتفاوض الجمهورية الفرنسية على هويتها
- من يحكم في الجزائر؟
- ظهر تبون.. فهل طمأن الجزائريين أم أقلقهم؟
- هل يعود الغرب إلى القرون الوسطى بسبب تساهله مع الإسلاميين؟
- نساء داعش.. أمهات الأيديولوجيا المتطرفة
- في أوروبا ينشر الإخوان سمومهم عن طريق مدارسهم
- أكذوبة التدخل الخارجي في الجزائر
- و تغرق الجزائر في شعبوية دينية شمولية
- متى تقال حقيقة تطرف الإخوان كاملة للفرنسيين
- رئيس بلدية فرنسية مصنف رسميا إرهابيا محتملا
- هل التشاؤم مهنة الفيلسوف؟
- الجزائريون يبحثون عن رئيسهم
- المثقفون ليسوا ملائكة
- إسلاميو الغرب.. جهاد حربي وسياسي وقضائي
- الجزائرية روح ثورة الابتسامة
- الطفل العربي ضحية تديّن الكبار !
- هل ولّى عهد اليسار واليمين؟
- مثقفون ولكن أصوليون


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد زناز - -البلاك بلوك- يدمرون حق التظاهر في فرنسا