أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد زناز - الجزائرية روح ثورة الابتسامة














المزيد.....

الجزائرية روح ثورة الابتسامة


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 17:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تبق الجزائريات مكتوفات الأيادي بل تجندن في ثورة الابتسامة للمطالبة بحقوقهن وضد كل أشكال العنف المسلط عليهن وطالبن كما كن يفعلن منذ 36 سنة بإلغاء قانون الأسرة المفروض عليهن سنة 1984 من طرف برلمان جبهة التحرير وذلك قبل اكتساح الإسلاميين للمشهد في الجزائر.

هذا القانون الأصولي الظالم للأنوثة المستمد رأسا مما يسمى شريعة إسلامية كان هدية من النظام للإسلام السياسي الصاعد في محاولة يائسة لإسكاته ومنذ ذلك الحين غدت النساء الجزائريات في نظر القانون قاصرات من المهد إلى اللحد، غير متساويات في الحقوق مع الرجال.

ولم تخرج المرأة الجزائرية للنزهة في مشاركتها الواسعة والدائمة في المسيرات والاعتصامات الاحتجاجية منذ البداية وطيلة سنة كاملة وحتى آخر جمعة وآخر ثلاثاء، بل لإدراكها ووعيها بأن هذا النظام حليف للإسلاميين ومستعد لتطبيق كل برامجهم بشرط أن يحتفظ بالحكم وريعه. فالنساء هن أكثر تضررا مع بقاء هذا النظام لأنه متحالف مع القطاعات الأكثر تخلفا والتي تعتبر دونية المرأة جزءا من الدين. وكان حضور النساء محجبات وغير محجبات، ورفعهن للألوان الوطنية ردا على هذا التحالف الذي يريد تأبيد الاستبداد في الجزائر.

نساء من مختلف الأعمار والمهن والفئات الاجتماعية خرجن للتظاهر ليستعدن مكانهن الطبيعي في الفضاء العام وقد فعلن. وكان لانضمامهن القوي للثورة ومشاركتهن الواسعة في المسيرات الأسبوعية والتجمعات تأثير إيجابي على الأداء النضالي بترسيخ سلميته المطلقة. ولا نبالغ إن قلنا إن مشاركة النساء بفعالية وكثافة قد خلخل النظام البطريريكي المتحجر الذي كرسه النظام الجزائري منذ الاستقلال.

ويبقى راسخا في الأذهان ذلك الشعار الدال المكتوب والمردد في كل المظاهرات وفي كل المدن الجزائرية “لن يتحرر الوطن إن لم تتحرر المرأة”. وذلك منذ 8 مارس 2019 الذي صادف الجمعة الثانية من الحراك والذي شهد ذلك الاحتفال المليوني الباهر في الجزائر العاصمة وفي كل ربوع الوطن حيث استعادت المرأة الجزائرية عيدها وانتشلته من بين أيدي نظام أفرغه من مضمونه وحوّله إلى فلكلور سنوي لا طعم فيه. ومما زاد من مصداقية مطالب النساء لدى قطاع واسع من الجزائريين وعلى الخصوص الحراكيين هو عدم خروجهن كفئة ذات مطالب خاصة وإنما كمواطنات متمسكات بإقامة نظام ديمقراطي ينعم فيه الجميع بالحرية ويشارك في نهضة جديدة تعيد إلى الحركة النسوية الجزائرية حيويتها. حافظت الجزائريات المتظاهرات على سلمية التمرد فكثيرا ما وقفن عازلا بين متظاهرين شبان غاضبين وبين رجال الشرطة ومنعن احتكاكات حاول النظام من ورائها ضرب سلمية المظاهرات لتبرير استعمال العنف لتفريق الجموع المقاومة.

وما زادهن قوة وتشجيعا نزول مجموعة من المجاهدات من بينهن أيقونة الثورة الجزائرية جميلة بوحيرد للتظاهر معهن في الشارع وقد أطلق عليهن اسم “جميلات الحراك” نسبة إليها.

ولم يتردد النظام في اعتقال الناشطات والحكم عليهن بعقوبة السجن، لكن ذلك لم يثن من عزمهن على مواصلة النضال حتى الإطاحة به والتحرر بصفة نهائية من المخيال الذي سجنها فيه النظام السياسي البطريركي.

يقول العنابي إن من لم يتزوج عنابية عاش طول حياته أعزب، وكذلك الوهراني عن الوهرانية والعاصمي عن العاصمية وهكذا.. ألم يحن الوقت للقول إن من لم يتزوج حراكية عاش طول حياته أعزب؟



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل العربي ضحية تديّن الكبار !
- هل ولّى عهد اليسار واليمين؟
- مثقفون ولكن أصوليون
- كيف صار اليسار الغربي حليفا للإسلاميين؟
- الوجود قاعة انتظار!
- ماذا يحدث بين فرنسا العلمانية و الاممية الاسلاموية؟
- يوفال نوح هراري او كيف يصنع المفكرون في الغرب؟
- الى متى تبقى الفلسفة غربية؟
- الحرية لا تحل في إطار الدين
- في المنفى تحرّرت من الجاذبية الثقافية المحلية
- -خيار الشعب- أكذوبة الإسلاميين الجزائريين
- كيف عكّر الاسلاميون صفو ثورة الابتسامة في الجزائر؟
- هل يُضطهد المسلمون في فرنسا؟
- مرحبا أيتها الطوباوية المضادة !
- دونالد ترامب او الطوفان؟
- تشرفتُ برحيلك : رواية جزائرية تكشف عن وجه الاصولية الحقيقي
- لماذا انتصرت الغابون على الجزائر ؟
- وأصل الجمود ثقافة
- إرهابيون في نجدة النظام الجزائري
- الجزائر بلد مريض على فوهة بركان


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد زناز - الجزائرية روح ثورة الابتسامة