أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - مرحبا أيتها الطوباوية المضادة !














المزيد.....

مرحبا أيتها الطوباوية المضادة !


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت أصناف كثيرة من الناس، يتحدثون بإطناب عما يحدث و يصفون لنا ما يجري كأنهم في سوق فارسي منذرين بالخطر المحدق :" أنا سبق و أن قلت لكم ، نبهتكم !" هذا نوع جديد الانتهازيين يتكاثر بين الصحفيين، الاقتصاديين، علماء الاجتماع، "فلاسفة الفكر الجاهز"، سياسيين و سياسيات من اليمين المتطرف، كلهم أصبحوا خبراء يشتركون في نفس الصفة : مهارة فطرية كبيرة في علم التنبؤ بالماضي. إن صانعي الرأي هؤلاء يعرفون دائمًا كل شيء ولكن بعديًا، بعد مرور الأحداث. فهم يعرفون مدى الكارثة ولديهم جميع أنواع الحلول للمشكلات ... طبعا تلك التي تم حلها بالفعل.
و من جهة أخرى يحدثنا الفيلسوفان المتسرعان دوما سلافوي جيجيك و جورجيو أغامبين عن حالة استثنائية جديدة تنقلنا إلى عهد نهاية الرأسمالية.. تلك هي ما بعد الحداثة المفزعة: كل هراء ومبالغة، من الامور الجيدة إذا كان ذلك يقود إلى نجاحهما الشخصي. وداعا للتحليل النقدي ، وداعا لتلك الفلسفة التي تؤدي مهمتها أمام المجتمع مع السماح لنفسها بالرضوخ للجديد في نفس الوقت. مع هؤلاء، يجب أن يكون كل شيء فوريًا ومباشرا ، وبما أن اليوم عفا عنه الزمن ، فعلينا أن نخترع غدًا. هكذا يتجاوز الواقع الخيال والمعتقدات الدينية الزائفة. مرحبًا أيتها الطوباوية المضادة.
من بن لادن إلى كوفيد19، من قنابل مدريد ، باريس و لندن المدمرة ، مررنا في غضون سنوات قليلة إلى مواجهة عدو غير مرئي و صامت ، بدون وجه و كلي الحضور. الحرب ضد الحشرة ، ضد الفيروس ، مجاز يعبث به و يسيء إليه الجميع، و على وجه الخصوص وسائل الاعلام. و لئن كان الاستعمال الصحفي للمجاز مقبولا فإن للمماثلة حدودها إذ لا علاقة لهذا الفيروس بالحرب. إنها عودة البلاغة الزائفة. لقد ضاعت القدرة على التحليل و الدقة في التحري الاعلامي و نقل المعلومات إذ معظم الصحفيين يلهثون وراء السبق الاعلامي اليومي ، فالأمس جيفة لا تثير اهتمام أحد. جنون لا يؤدي سوى إلى انتشار الاخبار الكاذبة و نظريات الذعر المؤمراتي، لأن هذا هو ما يضمن مبيعات أكثر و ربحا أوفر. و إذا ما أضفنا إلى كل هذا عدد المجانين و الهائمين و الجهلة الذين يحتلون مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن أمام منظر فظيع لا يتجاوزه سوى الواقع الأفظع.
الديستوفيا، الطوباوية المضادة ، تمّثلٌ خيالي لمجتمع مستقبلي بخصائص سلبية، تقود الانسان إلى اغترابه ، هي هنا ممثلة بموت عشرات الآلاف من النساء و الرجال . أسوأ من ذلك فكأن حال الانسان يقول : "أنا مستلب إذًا أنا موجود".
لا أحد على استعداد لوقف هذا الوباء، إنه آفة عالمية تجتاح إيطاليا، إسبانيا، المكسيك، بيرو ، الولايات المتحدة و المملكة المتحدة إلخ. لن أخوض في التفاصيل هنا حول النظريات المختلفة حول مصدر الفيروس و من أين انطلق و إنما سألتزم بسرد الحقائق: لقد خدعت الصين بقية العالم وأجرت أول اتصال دولي رسمي بعد ثلاثة أشهر من تأكيد الإصابة الأولى بكوفيد 19 .
لقد بسّط النظام الديكتاتوري الصيني هذه المهمة إلى حد كبير: لم يُعقد هناك أي مؤتمر صحفي يومي ، و لم تُقدّم أية معلومات هامة . وكل شيء في الصين قد مرّ تحت عباءة الدولة بما في ذلك كل ما هو رقمي.
ادعى الفيلسوف الكوري الجنوبي بيونغ يونغ تشول هان ، الأستاذ في جامعة برلين ، في مقال مرتبك و متناقض (الطوارئ الفيروسية وعالم الغد ، جريدة البايس الاسبانية ، 22 مارس) ، أن للدول الآسيوية "عقلية استبدادية تنبع من تقاليدها الثقافية (الكونفوشيوسية)، فالناس هناك أقل ممانعة وأكثر طاعة للأوامر منه في أوروبا، و الثقة في الدولة أكبر أيضًا . و لذلك يعتمد الآسيويون على المراقبة الرقمية في مواجهة الفيروس ". وإذ استطاعوا مكافحة الفيروس التاجي بشكل فعال، فذلك يعود فقط إلى انتهاكهم لحقوق الإنسان و إلى البيو- سياسية الرقمية التي تتحكم في كل شيء عبر الهواتف الذكية والطائرات بدون طيار علاوة على انتفاء "المجال الخاص" الخ. أوروبا الديمقراطية التي تحمي حدودها و دولة القانون ، أوروبا التي تدافع عن الحرية، ستكون مهددة في أمنها مستقبلا.
على أوروبا أن تستوعب الدرس جيدا ! سارة ز. ترجمة ح.ز



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونالد ترامب او الطوفان؟
- تشرفتُ برحيلك : رواية جزائرية تكشف عن وجه الاصولية الحقيقي
- لماذا انتصرت الغابون على الجزائر ؟
- وأصل الجمود ثقافة
- إرهابيون في نجدة النظام الجزائري
- الجزائر بلد مريض على فوهة بركان
- الأصولية كما فسرتها لابنتي
- متى يشفى المسلمون من مرض - و أعدوا- ؟
- لن تفلح أمة حكمها الإخوان
- أمينة هي الواقفة و أنتم الراكعون..
- عن أمينة ، لن نسكت يا أيها الرئيس
- لا للديمقراطية الإسلامية العرجاء
- رسالة مفتوحة إلى حاليلوزيتش ، سماحة المدرب المنتظر
- المسلمون: تيه في الحداثة
- أصوليون في ثوب محللين سياسيين !
- حياة محمد في رسوم كاريكاتورية : ما المشكلة؟
- لماذا تركتم الجواد السوري وحيدا ؟
- حميد زناز - باحث و مفكر جزائري مستقل - في حوار مفتوح حول : أ ...
- و يجبر الشعب على اختيار الانتحار !
- ديمقراطية أم ديموقراطوية؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - مرحبا أيتها الطوباوية المضادة !