أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - أكذوبة التدخل الخارجي في الجزائر














المزيد.....

أكذوبة التدخل الخارجي في الجزائر


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 6756 - 2020 / 12 / 9 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت فكرة التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر فزّاعة سهلة الاستعمال يرفعها النظام دائما كستار للتغطية على الوضعية السيئة العامة التي يعيشها الجزائريون، جراء غياب دولة القانون والمساواة والتنمية الحقيقية.

منذ استقلال الجزائر عام 1962 وهي، إن صدقنا الخطاب الرسمي، مستهدفة من قوى الشر العالمي المتمثلة في الإمبريالية، والاستعمار الجديد، والرأسمالية المتوحشة وغيرها من الغيلان. فكأن لا أمر يشغل الآخر في الخارج، حسب ذلك الخطاب الدعائي المتواصل، سوى التربص بالجزائر والوقوف أمام تقدمها وتحرّرها.

وفي وقت أصبح كل شيء فيه مكشوفا من خلال شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتدفق المعلومات وسهولة البحث والتدقيق، لا تزال السلطة في الجزائر تمارس نفس الدعاية والتضليل والمراوغة، من خلال صحفها وقنواتها العمومية والخاصة ومواقعها الإلكترونية المتكاثرة، والتي تشكل في النهاية إعلاما واحدا برؤوس متعددة.

تدرك السلطة وأحزابها ومنظماتها في الجزائر كل هذا، ولكنها تستغل عواطف الناس الوطنية الصادقة من أجل حرمانهم من حقوقهم وحرياتهم الأساسية

القرار الطارئ، غير الملزم، الذي تبناه البرلمان الأوروبي مؤخرا وانتقد فيه نواب أوروبيون تدهور حقوق الإنسان في الجزائر، استثار الإعلام الرسمي وكتبت وكالة الأنباء الجزائرية مقالا مطولا، لم تقدم فيه مضمون الخبر، بل اكتفت بمهاجمة البرلمان الأوروبي تحت عنوان “لائحة البرلمان الأوروبي: إدانة التدخل السافر في الشؤون الداخلية”.

وكما هو متوقع جمعت الوكالة آراء رؤساء الأحزاب السياسية الموالية للسلطة ليهاجموا الإدانة البرلمانية الأوروبية، بدل مناقشة الوضع الحقوقي الجزائري المزري الذي كان سبب تلك الإدانة.

وردّد الجميع نفس الأسطوانة، التي ملّ الجزائريون سماعها “التدخل السافر في الشؤون الداخلية للجزائر، ممارسات هجينة تهدف إلى خلق الفتنة والفوضى، الخوض في مواضيع سيادية لا تخص سوى الجزائريين الاستفزاز الصارخ للشعب الجزائري، رفض الشعب لكل الأجندات الخارجية والتمسك دوما بهويته وثوابته، تحامل لوبيات حاقدة على الجزائر..”.

وكما يقول المثل الجزائري “المندبة كبيرة والميت فأر”، فهل يتحامل نواب البرلمان الأوروبي على الجزائر حينما يتبنون للمرة الثانية في غضون سنة قرارا طارئا ينتقد تدهور حقوق الإنسان في هذا البلد؟ هل يعبث البرلمانيون الأوروبيون بمصداقيتهم وهم يمثلون ضمير الشعوب الأوروبية؟ ينبغي أن يكون المرء جاهلا بالمواثيق الدولية، وبأمور البرلمان الأوروبي، وعقود الشراكة بين الدول والهيئات، لكي يؤمن بما يردّده مروجو نظرية المؤامرة والاستعداء. ما هي النجاحات التي حققتها الجزائر كي يتآمر عليها الغير؟ ألا يتفق معظم الجزائريين على أن لا شيء يسير على ما يرام في بلدهم؟

من يستطيع أن ينكر اليوم أن في الجزائر تشديدا على حرية التعبير، وفرضا للرقابة على البرامج التلفزيونية والإذاعية، واعتقالا ومضايقة للصحافيين وللمسؤولين الإعلاميين والمتظاهرين، ومن يعبّرون عن آرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي؟

كيف يمكن نكران ما يحدث وفي أقل من أسبوع من صدور القرار حجبت السلطات مجموعة من المواقع الإخبارية الإلكترونية، ثم عادت ورفعت الحجب عنها في اليوم التالي؟ ألا يدل ذلك على تسيير عبثي ارتجالي للمجال الإعلامي؟

أدان القرار، الذي جرت المصادقة عليه من قبل 669 نائبا ومعارضة 3 نواب فقط، أي بالأغلبية الساحقة لأعضاء البرلمان الأوروبي، قمع نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين، وتشديد الخناق الأمني على الحريات. واقترحت القرار ست مجموعات سياسية من أصل سبع، وفي هذا إشارة واضحة إلى اتفاق برلماني أوروبي واسع.
وليس هذا فحسب، بل اعتبرت 16 منظمة من منظمات المجتمع المدني الوطني والدولي القرار خطوة ضرورية جاءت في وقتها المناسب، لمواجهة حملة القمع المتصاعدة ضد المجتمع المدني والنشطاء السلميين والصحافيين والفنانين. ومن بين تلك المنظمات، منظمة العمل من أجل التغيير والديمقراطية في الجزائر، ومنظمة العفو الدولية، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وهيومن رايتس ووتش، والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، والكنفيدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر…

تناسى ناقدو اللائحة أنه بموجب المادتين 3.5 و21.1 من معاهدة الاتحاد الأوروبي والمادة 2 من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، يتعيّن على الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وضع حقوق الإنسان، بما تتضمنه من احترام للاتفاقيات الدولية، في قلب تعاونهم الجماعي والثنائي مع الجزائر، التي صادقت على اتفاقية الشراكة المذكورة يوم 30 أبريل 2005. وهي آلية تعاقدية تلزم الجزائر بالسماح للاتحاد بمراقبة وضع حقوق الإنسان فيها. كما أن هناك آليات غير تعاقدية ملزمة للدولة إذا تعلق الأمر بحقوق الإنسان بمجرد أن تكون عضوا في الأمم المتحدة.

تدرك السلطة وأحزابها ومنظماتها في الجزائر كل هذا، ولكنها تستغل عواطف الناس الوطنية الصادقة من أجل حرمانهم من حقوقهم وحرياتهم الأساسية.

PartagerWhatsAppTwitterFacebook



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و تغرق الجزائر في شعبوية دينية شمولية
- متى تقال حقيقة تطرف الإخوان كاملة للفرنسيين
- رئيس بلدية فرنسية مصنف رسميا إرهابيا محتملا
- هل التشاؤم مهنة الفيلسوف؟
- الجزائريون يبحثون عن رئيسهم
- المثقفون ليسوا ملائكة
- إسلاميو الغرب.. جهاد حربي وسياسي وقضائي
- الجزائرية روح ثورة الابتسامة
- الطفل العربي ضحية تديّن الكبار !
- هل ولّى عهد اليسار واليمين؟
- مثقفون ولكن أصوليون
- كيف صار اليسار الغربي حليفا للإسلاميين؟
- الوجود قاعة انتظار!
- ماذا يحدث بين فرنسا العلمانية و الاممية الاسلاموية؟
- يوفال نوح هراري او كيف يصنع المفكرون في الغرب؟
- الى متى تبقى الفلسفة غربية؟
- الحرية لا تحل في إطار الدين
- في المنفى تحرّرت من الجاذبية الثقافية المحلية
- -خيار الشعب- أكذوبة الإسلاميين الجزائريين
- كيف عكّر الاسلاميون صفو ثورة الابتسامة في الجزائر؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - أكذوبة التدخل الخارجي في الجزائر