أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - ظهر تبون.. فهل طمأن الجزائريين أم أقلقهم؟














المزيد.....

ظهر تبون.. فهل طمأن الجزائريين أم أقلقهم؟


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وقت لم يكن ينتظره أحد ظهر الرئيس عبدالمجيد تبون في تسجيل قصير فاجأ به الجميع، من المعارضة مرورا بالإعلام العمومي والخاص ووصولا إلى جزء من السلطة.

لم يعلن عن ذلك الخروج الإعلامي على الإطلاق كما كانت تجري العادة في كل مرة يتحدث فيها أو يتحرك.

وبعد غياب ما يقارب الشهرين، كما يقول هو نفسه، وبعد الجدل الذي خلفه ذلك الغياب والغموض والتواصل الرديء حول طبيعة مرضه، يعود تبون ليخاطب الجزائريين عبر وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر، دون المرور عبر التلفزيون الرسمي الجزائري وكأن شيئا لم يكن.

وعلى الرغم من الصور الكئيبة المهينة التي تحتفظ بها ذاكرة الجزائريين عن رئيسهم المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة، جاء رئيسهم الحالي ليذكرهم بأن لا شيء تغير ويخرج عليهم بشكل أقل ما يقال عنه أنه غير مناسب لمنصب رئيس الجمهورية. كيف يمكن أن يخرج الرئيس في فيديو ضعيف التصوير في أقل من 5 دقائق ومُقطّع بطريقة هواة؟

لماذا فضل رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية التوجه إلى الجزائريين في لباس شبه رياضي وعبر كاميرا هاتف نقال واحدة بدل كاميرات التلفزيون الاحترافية؟ وما هي الاستنتاجات التي يمكن التوصل إليها من خلال تحليل تدخل الرئيس تبون شكلا ومضمونا، طبيا وسياسيا؟

لقد خاطب الجزائريين من مكان ما في ألمانيا، لا أحد يعرف أين بالضبط، فكأنه يختفي عن الأنظار لسبب ما. وهو ما فهمه البعض من اختياره عدم استدعاء فريق تلفزيوني من الجزائر لتسجيل خطابه، واللجوء إلى التواصل عبر حسابه الشخصي على تويتر.

أما البعض الآخر فقد فسّر ذلك بوجود فتور بينه وبين القيادة العسكرية التي بدأت منذ مدة في البحث عن بديل له، كما هو متداول في بعض المنابر الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي.

هل شعر الرئيس تبون بشيء ما، أو أبلغ بأمر فأسرع في الرد المضاد مسجلا حضوره ليقول لخصومه المحتملين إنه لا يزال حيا ورئيسا للجزائر، ولاستبعاد أي تطبيق محتمل للمادة 102 من الدستور الجزائري الخاصة بإعلان الشغور في منصب رئيس الجمهورية، والتي بدأ الحديث عنها منذ مدة؟

وعموما وبغض النظر عن سطحية التدخل الذي كان عبارة عن جمل سطحية مبعثرة غير محكمة، يرى كثيرون أن هذا الخطاب المتسرع المرتجل، الذي تزامن مع ذكرى مرور سنة على انتخابه، هو رسالة جماعة تبون المباغتة إلى خصومهم مفادها أن خارطة الطريق المرسومة هي التي تستمر كما كانت قبل مرضه، وأنه لا مجال للبحث عن مسارات أخرى خارج “جزائره الجديدة”، رغم فشل الاستفتاء حول التعديل الدستوري ومقاطعة الجزائريين له.

وبكلمة واحدة ظهر تبون ليرفض الرحيل وليخلط أوراق المطالبين بعزله، وربما ليوقف إجراءات كانت في طريقها إلى التنفيذ، ومن هنا جاء التسرع في نشر الفيديو بهذا المستوى التقني الرديء.

أما من الناحية الصحية فقد ظهر تبون متعبا، هزيلا، فاقدا للحركة تقريبا. كان جالسا لأنه لا يستطيع أن يقف بسبب الفترة الطويلة التي قضاها في الإنعاش الذي أجهده وأدى إلى ما يسمى بضمور العضلات. كما أن صوته ظهر مرتجفا وضعيفا جراء التنفس الاصطناعي الذي خضع له. وتحدث أطباء عن وجود شق بالقصبة الهوائية، لذلك تمت تغطية رقبته بسترة رغم وجود التدفئة في الغرفة. وسبب ذلك حسب أطباء كثيرين المحافظة على الفم والحنجرة والحبال الصوتية وإدخال الأجهزة الطبية مباشرة منها دون المرور على الفم.

ولاحظ الأطباء أيضا أن عين الرئيس اليسرى جافة وتومض بشكل يدل على أن التخدير قد أضر بجسده كثيرا.

يتساءل الجزائريون اليوم عن قدرة تبون على مواصلة مشواره الرئاسي ويعتبر الكثير منهم أنه من المستحيل أن يعود إلى حالته الصحية السابقة، وبين هذا وذاك تبقى بلدهم في صحة غير جيدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. ولم يكن ظهور تبون مطمئنا بل كان مقلقا أكثر. والخوف أن تدشن فترة تجاذبات واضطرابات جديدة في وقت أشد ما تحتاج إليه الجزائر هو الوضوح والشفافية.



#حميد_زناز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعود الغرب إلى القرون الوسطى بسبب تساهله مع الإسلاميين؟
- نساء داعش.. أمهات الأيديولوجيا المتطرفة
- في أوروبا ينشر الإخوان سمومهم عن طريق مدارسهم
- أكذوبة التدخل الخارجي في الجزائر
- و تغرق الجزائر في شعبوية دينية شمولية
- متى تقال حقيقة تطرف الإخوان كاملة للفرنسيين
- رئيس بلدية فرنسية مصنف رسميا إرهابيا محتملا
- هل التشاؤم مهنة الفيلسوف؟
- الجزائريون يبحثون عن رئيسهم
- المثقفون ليسوا ملائكة
- إسلاميو الغرب.. جهاد حربي وسياسي وقضائي
- الجزائرية روح ثورة الابتسامة
- الطفل العربي ضحية تديّن الكبار !
- هل ولّى عهد اليسار واليمين؟
- مثقفون ولكن أصوليون
- كيف صار اليسار الغربي حليفا للإسلاميين؟
- الوجود قاعة انتظار!
- ماذا يحدث بين فرنسا العلمانية و الاممية الاسلاموية؟
- يوفال نوح هراري او كيف يصنع المفكرون في الغرب؟
- الى متى تبقى الفلسفة غربية؟


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد زناز - ظهر تبون.. فهل طمأن الجزائريين أم أقلقهم؟