أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى رسوان - اعترافات كرسي الانتظار














المزيد.....

اعترافات كرسي الانتظار


بشرى رسوان

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


طنين في أذني عبثا حاولت التخلص منه أخذت حبة منوم ثم أخرى... بحاجة للنوم بحاجة لكبح ترهات عقلي٬بعد صعود الطائرة أغمضت عيني فكرت أنها ستتحطم ستنحدر وتهوي نحو الأرض ستتناثر أطرافهاو تستقر في قاع المحيط٬ تخيلت ألاف الطرق لسقوطها٬ ألاف الطرق للموت السريع٬ ألاف الأسباب لانحدارها وخروجها عن السيطرة٬ تداخلت الافتراضات في رأسي. تخيلت أن الربان امرأة... لا أؤمن بقيادة النساء فكرت أنها ستقذفنا في نوبة غضب كما أفعل أنا... أمني نفسي بأن تكون اكثر تعقلا مني وأقل توثرا٬تراءت لي الأضواء في الأسفل بعيدة جدا وصغيرة جدا٬ اِتَّكَأتُ على الكرسي تحايدت النظر لأسفل أسدلت النافدة شعوري بالرعب يتعاظم أسمعهم ...يضحكون... يثرثرون ..لا يهتمون ...لا يبالون .......الطفل خلف مقعدي يلهوبأريحية٬ يآلف المكان كأنه ولد هنا معلقا بين السماء والأرض ٬ أعجز عن تجاوز هواجسي موجة رعب تضغط على صدري وتسحقه ٬ ينطفئ رأسي تدريجيا يسري مفعول المسكِّن في عروقي٬ أغفو أرى أنني أتكئ على فخذ أمي أضع رأسي على حجرها٬ أمي تحمل صحن أبيض كبير تنقي القمح و تثرثر مع جارتنا لالة مينة٬جارتنا تنخل القمح تدير المنخل بين يديها المطلية بالحناء تتسرب الشوائب و الأحجار الصغيرة السوداء من بين حبات القمح ٬ نحن في السطح اﻵن....ألمح الزليج الأحمر الممتد ٬الريح تحرك الملابس٬ أختي تنحني على الوعاء تدعك الغسيل وتغني٬ نعيمة قادمة نحونا بشعرها الأشقر المرفوع انها الكنة الجميلة لجارتنا تحمل صينية الشاي أنصت لصوتها القادم من بعيد٬ تناديني .......سيدتي ....سيدتي .... تنتهك المضيفة حلمي أفتح عيني٬ تختفي أمي يختفي السطح و لالة مينة ٬تتبخر كل الأشياء الجميلة ٬ أرفع ناظري اليها تبحلق بعينين واسعتين٬ أستوي في جلستي تغمغم بكلمات لا أفهمها ....لا أسمعها أتأمل وجهها ملامح باردة و جامدة لا تشبه أحدا ٬ أحاول التركيز
سيدتي العشاء
أرد بأجوبة متقطعة....اه نعم وأهز رأسي
قهوة أو عصير؟
قهوة من فضلك
استفزني العشاء قطعة كريب باردة٬ وقطعة صغيرة من الخبز المجمد أمسكه بين كفي يشبه الحجرﺈلى حد ما ٬ أضعه على طرف الطاولة تقع الملعقة ﺈلى جانب قدمي٬ تتبعها الكمامة ...ألعن سلسفيل أهلها
تطفئ الأنوار مجددا أعيد رأسي للخلف أغفو ببطئ٬ يطل وجه أمي انها ترتق شيء ما ٬ عيونها مغروسة في الثوب٬ أبي يحمل كوب الشاي... يتحدثان ربما يتناقران ٬الأخت الصغرى تبكي٬ يصفعها أخي ترد الصفعة و تنتحب كأنها لم تخلق ﺈلا للبكاء ٬تضمها خديجة ترفعها عن الأرض علها تصمت ثم تأتي
أكافح . لا أسمعها Madame ……
Il faut remplir le fichier
الكلمات تنحشر في حلقي أود أن أصرخ أنا لا أجيد الكتابة .....أنا منهكة .. لا يخطر ببالها أنني شبه مخدرة و أن جسدي مرهون لحبة مسكن دفعا لنوبة رهاب ٬أشعر أنني أكرهها.... اكره وجهها ....اكره صوتها .....اكره يقظتهاأود أن أخبرها أنها وقحة تود أن تخبرني أنني معتوهة و غبية

نزلت صباحا متعبة شاحبة كل العيون تتأمل الغريبة ... غريبة اكثر من أي وقت مضى... أمر بالجمارك يطلب مني أبصع ثم أبصم بالعشرة أنني هنا أنني جننت و انتهى بي الحال في شرق افريقيا في عز الجوائح .. والفيروسات ...نتسابق نحو الحقائب... حمراء مستطيلة.. سوداء مربعة ... بنية عريضة .. ملفوفة في البلاستيك أو مشدودة باللصاق ...أعد الحقائب ...أحدق ..أنتظر لساعة بلا جدوى انها لاتأتي....... المكان يكاد يفرغ أفترض أنها على متن طائرة أخرى٬ بالخطأ حملت ﺈلى جهة أخرى من هذه الأرض ٬ ثم تأتي محشوة بالصابون العطور ومواد التنظيف كمن يريد أن يغسل العالم
ينتظرني السائق أمام السيارة٬ يحمل الحقائب٬أ ضع رأسي على الزجاج أتأمل المدينة صباح طافح بالمياه و الأوحال٬ تبدو كأنها مدينة خارجة لتوها من حرب طاحنة٬ الجدران بلون الرماد ٬على الجنبات الأزبال ... مياه الأمطار .... الأوحال يدق رأسي أشعر بالضياع٬ ما الذي أتى بي ﺈلى هنا ؟أقول في نفسي



#بشرى_رسوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأس فوق السحاب ...جسد في الوحل
- الموت عادل الحياة غير عادلة
- الخطيئة 2
- الخطيئة 1
- جزيرة الشيطان
- دار يسر
- بنت البولفار
- بنت البولفار3
- الشبه منحرف
- بنت البولفار2
- بنت البولفار1
- غرند-مى
- ذكريات ماتيلد
- الحيوات الثلاث ل أنطوان أناكرسيس
- ثرثرة المنسج
- د الجزيري بين تكريس مفهوم النخبة و الهروب الدائري
- ضحكة الأشرار
- حنا
- اساءة الورق
- بعض من...؟


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى رسوان - اعترافات كرسي الانتظار