أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الثانى















المزيد.....



العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الثانى


زياد عبد المنعم عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البند الخامس. هونج كونج
لقد كانت الجزيرة الصغيرة هونج كونج ذات المكانة الاقتصادية الهائلة آخر الأراضي التي استعادتها جمهورية الصين الشعبية من المملكة المتحدة (بريطانيا) بعد ما يقرب من مئة عام من الاستحواذ عليها بموجب اتفاقية مع الإمبراطورية الصينية سابقا. وفي أثناء تحكم المملكة المتحدة في الجزيرة التي تقع الى الجنوب من الأراضي الصينية، تحولت الى أحد أهم الموانئ التجارية والصناعية في جنوب شرق آسيا وفي العالم. وفي ظل سيطرتها تمكنت بريطانيا من خلق نمط فريد لحكم وإدارة الجزيرة التي سرعان ما تفوق سكانها في الدخل ومستوى المعيشة عن أقربائهم ومواطنيهم في البر الصيني. ومع انتهاء المدة الزمنية لاتفاق إدارة هونج كونج (مئة عام) اضطرت المملكة المتحدة الدخول في مفاوضات مع جمهورية الصين الشعبية لنقل سيادة الجزيرة وإعادتها للأرض الأم عام ١٩٩٧. ويتمتع سكان جزيرة هونج كونج بنمط خاص من الحكم الذاتي تحت إشراف وسيادة الحكومة الصينية عليها. ومع تطور مؤشرات الاقتصاد على البر الصيني وارتفاع معدلات المعيشة واقتراب المستويات من بعضها بين الجزيرة والبر بدأت الحكومة في انشاء مشروعات لربط الجزيرة بالبر وبسط المزيد من النفوذ عليها تدريجيا. وقد أثار ذلك حفيظة الكثير من سكان الجزيرة الذين عبروا عن رغباتهم لاستمرار نمط الحكم الذاتي والتمتع بالحرية النسبية بالمقارنة بالمقاطعات على البر الصيني، وهو ما شكل إزعاج للحكومة الصينية وخلق خلاف ونواه لصراع بين الطرفين. وفي الأعوام الخمسة الماضية زادت حدة التوتر بين سكان الجزيرة والحكومة الصينية بعد محاولات الأخيرة بسط المزيد من السيطرة علـي الجزيرة وهو ما أشعل فتيل مواجهات عنيفة بين الحكومة الصينية وأنصارها وسكان الجزيرة الرافضين لهيمنة الحكومة على الجزيرة. وقد تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لمساندة سكان الجزيرة تحت مظلة الديمقراطية وضرورة اتاحة الحريات. وتتخذ الولايات المتحدة الأمريكية هونج كونج والأحداث الجارية فيها لممارسة المزيد الضغط على الحكومة الصينية ضمن الأساليب والمواضيع المختلفة لترويض المنافس القوي الصاعد وكبح صعوده وارتقائه.


6. البند السادس الصعود الاقتصادي الصيني الصاروخي!
في السبعينيات من القرن العشرين كانت الصين ما زالت تصارع للتغلب على العديد من التحديات الداخلية التي تمثلت بشكل رئيسي في تعداد سكانها الهائل الذي كان قد تجاوز المليار ومئتا مليون نسمة. وكان الباحثين وخبراء الاقتصاد يلقبون جمهورية الصين الشعبية "بالعملاق النائم" المثقل بالأعباء التنموية والاقتصادية الضخمة. ولكن خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين بدأت الصين في تعبئة مواردها البشرية التي مكنتها من تفجير طاقة إنتاجية هائلة أدت إلى تشغيل مصانعها وقواعدها الإنتاجية بشكل غير مسبوق، أدى ذلك لإنتاج كم هائل من البضائع والمنتجات أشبعت جزء كبير من الطلب الداخلي وسمحت للخروج للأسواق العالمية وغزوها بفائض من البضائع والمنتجات الرخيصة. ومع فتح الأسواق العالمية أبوابها وشهيتها للبضائع والمنتجات الصينية بدأت الصين في تطوير انتاجها وتحسين جودة بضائعها واكتساب المزيد من الأرض والمساحة في الأسواق العالمية، حتى أضحت البضائع الصينية مكون أساسي في كافة أرجاء العالم. أضف لذلك أن حجم السوق الصينية قد جذب كم هائل من المستثمرين والمصنعين الذين سارعوا بالتواجد في السوق الصينية بل والإنتاج له خصيصا واتخاذه أيضا قاعدة للإنتاج لباقي الأسواق العالمية. ومع الدخول إلى الألفية الجديدة بدأت الصين في حصد ثمار نموها الاقتصادي الضخم وتمكنت من تحويل موارد هائلة لإعادة تشييد بنيتها التحتية ورفع مستوى معيشة سكانها الذين قد بلغ تعدادهم قرابة مليار وأربع مئة مليون نسمة. وتمكنت الصين من جسر هوة هائلة فيما يتعلق برفع كافة مؤشرات التنمية خاصة فيما يتعلق بالاحتياجات الرئيسية للسكان من صحة، وتعليم، وتوفير للطاقة، والإسكان والمواصلات وفرص العمل وغيرها الكثير.
بالقطع إن النهوض الاقتصادي الصيني شكل ظاهرة اهتم بها العالم بأسره. ومثل هذا النهوض أيضا نموذجا ومثالا تسعى العديد من الدول التعلم منه. ويعزي الكثير من المتابعين هذا النمو الاقتصادي الصيني الهائل للمحفزات الأمريكية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية بهدف تغيير نمط استهلاك وتفاعل الكتلة البشرية الصينية مع بقية العالم. وبالنسبة للدول العربية، فقد استفادت الدول والشعوب في المنطقة بإيجاد بدائل للبضائع والمنتجات أقل سعرا وأكثر وفرة، مما انعكس بالإيجاب على حركة الأسواق. ولكن سرعان ما أدى هذا الفيضان من البضائع الصينية التي أغرقت الأسواق للإخلال بالموازين التجارية واستبدال الكثير من المنتجات عالية الجودة بمنتجات قليلة الجودة على حساب التكلفة والسعر. ومع حدوث جائحة كوفيد-١٩ واجتياحها للعالم، ظهرت أصوات كثيرة تنادي بضرورة تقليل الاعتماد على الصناعات الخارجية وأهمية إعادة سياسات الإكتفاء الذاتي خاصة فيما يتعلق بالسلع والمنتجات الهامة والأساسية في أوقات الطوارئ والمحن. والتجاذب الآن واضح بين ضرورة اتاحة السلع والمنجتات والبضائع والخدمات للجماهير والمجتمعات بأسعار منخفضة وبين أهمية تنشيط الاقتصادات الوطنية من خلال عمليات الإنتاج الرشيد والتوازن التجاري الدولي والإقليمي. لهذا تنظر الدول العربية للصين كشريك محتمل للمساهمة في تطوير الإمكانيات الوطنية مع ضرورة ادراكها لحقيقة إن إغراق الأصدقاء بالمنتجات والبضائع قد يتسبب بأضرار تفوق النفع المحتمل. وهنا يجب أن نسأل هل يمكن لجمهورية الصين الشعبية مساعدة الدول العربية لمحاكاة نهضتها الاقتصادية؟ هل ترغب جمهورية الصين الشعبية في خلق شراكة فاعلة إيجابية تمكن الدول العربية من النهوض والتخلص من التبعية الاقتصادية والمديونية المعيقة للتقدم والتنمية والازدهار؟أم أن الشراكة والتعاون ستقتصر على فتح المزيد من الأسواق واستمرار خلل الميزان التجاري لحد الانقلاب؟


7. البند السابع النمور الآسيوية
في أواخر الثمانينات من القرن العشرين شهدت مجموعة من الدول الآسيوية نهضة وقفزة اقتصادية استثنائية، أطلق على هذه الدول (تايوان، سنغافورة، كوريا الجنوبية، هونج كونج-لم تكن قد التأمت مع الصين بعد) "النمور الآسيوية". وزادة وتيرة النمو الاقتصادي في جنوب شرق آسيا لتنضم ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام والفلبين لقائمة النمور بمستويات مختلفة. وبالرغم من التطور الاقتصادي الهائل في الدول المذكورة الا أن جمهورية الصين الشعبية لم تكن قد أعلنت عن نهضتها بعد. وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي تعرضت النمور الأسيوية لهبوط حاد في مؤشرات الاقتصاد كاد أن يمحو كل النجاحات التي كانت قد تحققت، ولكن صادف هبوط مؤشرات هذه الدول صعود صاروخي لمؤشرات الاقتصاد الصيني الذي نهض بشكل أذهل العالم حتى أطلق عليها "التنين الصاعد". وبدأ التنين في الصعود لآفاق أعلى لم تكن في الحسبان، حتى تقزمت حوله كل النمور بالمقارنة، وأصبحت بمثابة قطط صغيرة أليفة بالمقارنة بالتنين. واعتبر الكثير من الباحثين أن ما حدث من تطور للنمور الأسيوية وثم الهبوط الحاد، كان بسبب تدخلات أمريكية مباشرة من خلال رجال أعمال ومؤسسات عملاقة تلاعبت بالبورصات الآسيوية بشكل سافر. ومع انطلاق الاقتصاد الصيني أصبح التنافس في المنطقة على أشده. لكن الصين رأت أنه يمكن الاستفادة من هذه الحالة ومن الإحساس بالمرارة النسبية من الدور الأمريكي. ومنذ عام 2013 بادرت الصين بتحسين علاقاتها الاقتصادية بدول الجوار الإقليمي وطورت من مجالات التعاون والشراكة معهم من خلال مبادرة الحزام والطريق بالإضافة لدعوتها لحضور والمشاركة في قمة دول الآسيان+3 التي لم تكن مدعوة لها من قبل.
.8البند الثامن العلاقات الاقتصادية والتجارية
جزء كبير من الاستراتيجية الأمريكية نحو الصين في العقدين الآواخر من القرن العشرين تمثل في إطلاق العنان للحركة الاقتصادية الصينية والاعتماد على المتغيرات الاجتماعية التي تستتبع تحرير التجارة وفتح شهية المجتمع نحو الاستهلاك. وفي هذا الإطار منحت الولايات المتحدة الأمريكية "مكانة الدولة المفضلة" تجاريا للصين لتشجيعها للمضي في طريقها لتحرير أسواقها. ولكن الساسة الأمريكيين اختلفوا حول هذه السياسة والمكانة التي منحت للصين برغم من مخالفتها في مواضيع حقوق الانسان ودعمها المطلق لكوريا الشمالية وتوجهها العدائي والمهدد نحو تايوان والتي كانت تعتبر أيضا غريم "شيوعي" في الماضي القريب. وفي شهر يونيو من عام 1989 *(العام الذي انهار فيه الاتحاد السوفييتي بكتلته الشرقية وسقط فيه جدار برلين واعتبر العام الذي حسمت فيه الحرب الباردة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية) هزت الصين أحداث كبيرة نتيجة لتظاهر أعداد غفيرة من الشباب الذين اعتصموا في أكبر ميادين العاصمة بكين "تيان أن من" بالإضافة للعديد من المدن الصينية الأخرى. واضطرت الدولة الصينية لاستخدام القوة والعنف لفض التظاهرات والحفاظ على تماسك وهيبة الدولة أمام التيار الجارف الذي اجتاح العالم بأسره. وقد أدت هذه التظاهرات لحدوث تغيرات عميقة وجذرية في الدولة والمجتمع الصيني بالإضافة لتغيير الحزب الشيوعي الحاكم لأسلوب ومنهج عمله فيما يتعلق بالاقتصاد والسياسة وأولويات التطور. وساهمت هذه الأحداث بعد انتهائها أيضا في مزيد من الانفتاح الاقتصادي والتجاري الصيني على العالم. وفي الولايات المتحدة الأمريكية استبدلت الإدارة نهج عمل "مكانة الدولة المفضلة" الذي كان يستوجب موافقة وتجديد المجالس التشريعية له سنويا بإطار جديد سمي "التبادل التجاري الطبيعي الدائم" مكن الولايات المتحدة الأمريكية من إضفاء صبغة العلاقات الطبيعية الدائمة مع الصين، ويعتقد البعض أن هذه الحقبة كانت تعتبر أفضل مرحلة للعلاقات ما بين الدولتان الكبيرتان في التاريخ المعاصر. ومنذ ذلك الحين انطلقت الصين حكومة وشعب في مسيرة هائلة للتطور على كافة المستويات. وأدى الانفتاح الاقتصادي الضخم من بلوغ البضائع الصينية كل أركان المعمورة وبدأت العملة الأجنبية في التراكم بوتيرة غير مسبوقة حتى أصبحت الصين تمتلك أكبر فائض من العملة الأمريكية في العالم وهو ما دفع قدراتها الشرائية والاستثمارية إلى آفاق غير مسبوقة. استغلت الصين هذا الفائض في تطوير بنيتها التحتية بشكل مذهل بالإضافة لتطوير قواعدها الصناعية وموانئها التجارية ومؤسساتها المالية والمصرفية فأضحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة.
ونتيجة لاتجاه كبرى الشركات الأمريكية والغربية للتصنيع في الصين والاستفادة بميزات تقليل تكلفة الصناعة والعمالة الرخيصة والاعفاءات الضريبية ومضاعفة هوامش الربح واتساع الأسواق الصينية، أصبحت معظم البضائع في الأسواق الأمريكية والغربية تنتج في الصين تحت مسميات الشركات الكبرى وبات شعار "صنع في الصين" هو سمة غالبية البضائع. مع مرور الوقت أدى هذا التحول الكبير لخلل الميزان التجاري العالمي لصالح الصين بشكل فاضح وهو ما أزعج الساسة الأمريكيين وشكل لهم تحدي جديد لم يكونوا قد خططوا له بشكل كافي. وبالرغم من العلاقات الاقتصادية المركبة بين البلدين وتحسن التفاعل السياسي بينهما الا أن التجاذب بينهما استمر أيضا في صور منها (محاولات الصين التوسع في نفوذها البحري في بحر الصين الجنوبي وفي المحيط الهادي واستمرار الولايات المتحدة الأمريكية في المراقبة والتجسس عليها، التوتر المتقطع في شبه الجزيرة الكورية وتطوير كوريا الشمالية لسلاح نووي واختباره فعليا، استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في دعم تايوان عسكريا واقتصاديا، الخ....) في عام 2013 وصل شي جن بنج لرئاسة الصين في ظل صعود المؤشرات الصينية بشكل متواصل. وفي مستهل رئاسته قدم الرئيس الصيني الجديد تصوره حول تطوير أداء الاقتصاد ونقله إلى آفاق جديدة من خلال مبادرة أطلق عليها اسم "الحزام والطريق"، مستهدفا تطوير الشراكة التجارية مع الدول المحيطة بالصين بالإضافة لتطوير أواصر العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول ما كان يعرف تاريخيا "بطريق الحرير" الذي ربط الصين بأسواق الشرق الأوسط. وقد أثارت هذه المبادرة انتباه الولايات المتحدة الأمريكية لما يمكن أن تحققه من أهداف وخاصة مع العديد من الدول المجاورة للصين التي تعتبرهم الولايات المتحدة ضمن أصدقائها أو حلفائها في منطقة جنوب شرق آسيا وفي الشرق الأوسط. أضف إلى ذلك التواجد الصيني في القارة الأفريقية ومزاحمته للقوى التقليدية في القارة الغنية بالموارد التي سرعان ما استقبلت البضائع الصينية والاستثمارات بكل حفاوة وترحيب، فزاد هذا من توجس الولايات المتحدة الأمريكية.
ونتيجة لأهمية النفط كوقود للتنمية الصناعية، تحركت الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الدول التي تعتبرها الصين مصادرها الأساسية للنفط ومنها إيران ودول الخليج التي قد تعقد معها الصين اتفاقات ثنائية في هذا المجال.
أن الحرب التجارية بين البلدين، أدت في عام 2019 إلى انخفاض الصادرات الأمريكية إلى بكين 24 في المائة، كما انخفضت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة تقل عن 4 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها في العام السابق، كما أن الصين تهيمن على سوق المعادن الأرضية النادرة، بينما 80 في المائة من واردات الولايات المتحدة من تلك المعادن، وهي مجموعة من 17 معدنا تستخدم في الإلكترونيات الاستهلاكية ذات التكنولوجيا الفائقة والعتاد العسكري، تأتي من بكين. وهكذا يتضح الأثر الواسع في الاقتصاد العالمي مع تراجع التجارة بين البلدين الأكبر اقتصادا، ما يهدد النمو العالمي الذي تراجع قبل أزمة كورونا إلى أقل من 3 في المائة بسبب هذه الإجراءات. إن تفاقم الصراع الخطير بين أقوى دولتين في العالم اقتصاديا، سيؤدي إلى عواقب وخيمة ترمي بنمو اقتصاد العالم إلى وراء المجهول.

9. البند التاسع استخدام وتعبئة الحلفاء والقواعد العسكرية
ضمن الاستراتيجيات الأمريكية المتنوعة للحد من النمو الصيني، تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية الدول الحليفة لها في منطقة جنوب شرق آسيا للضغط الإقليمي على جمهورية الصين الشعبية. وتأتي أستراليا ونيوزيلاندا على رأس قائمة الحلفاء الأمريكيين في المنطقة. وتلعب اليابان أيضا دورا مهما للغاية في الضغط الاقتصادي والجيو- سياسي على الصين خاصة وأن للدولتين تاريخ عدائي كبير، ذلك بالإضافة للتواجد العسكري الدائم للقوات الأمريكية من خلال القاعدة العسكرية الضخمة في جزيرة أوكيناوا. وتعتبر كوريا الجنوبية أيضا ضمن قائمة الدول الحليفة والمهمة في المخطط الأمريكي لتطويق الصين. حيث أن كوريا الجنوبية تعتبر المنافس الأول للصين في الكثير من البضائع التجارية بالإضافة لاستضافتها لقاعدة أمريكية وأعداد كبيرة من القوات الأمريكية. وتتنازع الفلبين ومجموعة من الدول الأخرى في المنطقة مع جمهورية الص
ين الشعبية على السيادة والنفوذ البحري في منطقة بحر الصين الجنوبي الذي يوفر مصادر كبيرة للصيد بالإضافة لوجود العديد من الجزر التي تعتبرها الدول المتنافسة ضمن المياه الإقليمية والتي يمكن الاستفادة منها بأشكال متنوعة. وتحتضن الفلبين أيضا ٌقاعدة أمريكية كبيرة منذ الحرب العالمية الثانية، وتعتبر الصين كافة هذه القواعد مصادر ازعاج كبيرة لها وتهديد مباشر لسيادتها في محيطها الحيوي. هذا وتتواجد القوات الأمريكية بكثافة أيضا في تايوان التي سبق وأن أشرنا لاعتبار الصين لها جزء لا يتجزأ منها. وفي سياق التنافس والنزاع الدائر في بحر الصين الجنوبي لجأت جمهورية الصين الشعبية لبناء جزر صناعية أنشأت عليها قواعد بحرية وعسكرية وأصبحت تنادي باحترام الدول لمياها الإقليمية حولها وهو ما آثار خلافات ومشاحنات مع الولايات المتحدة الأمريكية حول حرية الملاحة في المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي. ومازال السجال دائر بينهما حول الملاحة وحريتها في هذه البقعة الاستراتيجية من العالم. هذا وتملك الولايات المتحدة عدة قواعد أخرى في المحيط الهادئ في جزيرة جوام وغيرها من الجزر التي تعتبر ضمن المنظومة الأمريكية للسيطرة شبه الكاملة على المحيط الهادئ وهو ما يشكل عبئ وضغط مستمر على جمهورية الصين الشعبية التي تسعى لبسط سيطرتها على محيطها البحري.

10.البند العاشر تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية الخارقة
منذ امتلاك الاتحاد السوفيتي لأول قنبلة ذرية، بدأ سباق محموم مع الولايات المتحدة الأمريكية حول من يمتلك أكبر وأقوى ترسانة ذرية ونووية. ونتج عن هذا السباق المحموم عن انتاج كميات هائلة من الأسلحة النووية الاستراتيجية والتكتيكية ليخلقا معا ما تم تسميته آنذاك "ميزان الرعب". وفي منتصف السبعينات من القرن الماضي أبدت الدولتان رغبهما في الدخول في مفاوضات بهدف تقليل حجم ترسانتهما النووية ووضع ضوابط تحد من احتمالية نشوب مواجهة تستخدم فيها هذه الأسلحة التي من شأنها أن تسبب دمارا شاملا للعالم بأسره، وعرفت الاتفاقية المعنية بهذا الشأن "ستارت". ولكن حلفاء القطبين آنذاك سارعوا أيضا في الدخول لنادي الدول الممتلكة للأسلحة النووية وبدأت فرنسا وبريطانيا وجمهورية الصين الشعبية برامج لانتاج أسلحة نووية وطنية بمساعدة الأقطاب الحليفة. ولكن سرعان ما امتد هذا السعي خارج مجموعة الدول الدائمة العضوية وارتفع عدد الدول التي امتلكت أسلحة نووية لأكثر من الضعف، حتى بات العالم مهدد باندلاع حرب تستخدم فيها هذه الأسلحة الفتاكة. ومع الوقت تراجعت بعض الدول (البرازيل وجنوب أفريقيا) عن امتلاك أسلحة نووية وفككت ترسانتها ولكن سرعان ما قفزت دول جديدة (إسرائيل، الهند، باكستان، كوريا الشمالية) لامتلاك هذا السلاح باعتباره رادع لأي قوة عالمية وضمانة دفاعية ضد أي اعتداء محتمل مهما كانت قوة المعتدي. ومازالت بعض الدول (إيران) تعمل على تطوير برامج للأسلحة النووية لكنها تواجه ضغطا هائلا من القوى الكبرى من خلال معاهدة دولية "منع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل التي تتضمن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية".
ولكن الصين لم تدخل طرفا في مفاوضات "ستارت" أو" خفض الأسلحة الاستراتيجية". ومع مرور الوقت طورت جمهورية الصين الشعبية قدراتها النووية الاستراتيجية والتكتيكية وخلال الاحتفالات بمرور سبعون عاما على تولي الحزب الشيوعي الصيني قيادة جمهورية الصين الشعبية تم تنظيم عرض عسكري هو الأضخم في تاريخ الصين. وقد استعرضت الصين خلال هذا العرض أحدث ما طورته من أسلحة وخاصة الصواريخ الباليستية الاستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى القادرة على حمل الرؤوس النووية بالإضافة للصواريخ البحرية فائقة السرعة التي أطلق عليها "قاتلة حاملات الطائرات"، واستعرضت الصين التطور الهائل في مجال الطائرات الحربية التي زودت الكثير من طرازاتها بالتكنولوجيا "الشبحية". وشكل هذا العرض ناقوس خطر للولايات المتحدة الأمريكية التي تابعت العرض باهتمام وقلق متزايد من سرعة تطور الجيش الصيني وتحديث أسلحته الاستراتيجية وتطويرها بشكل قد يخل بمعادلة القوة في المنطقة والعالم. وتنافس الصين بمنتجاتها العسكرية التقليدية والحديثة في الأسواق العالمية، وهو ما يزعج المنتجين الكبار خاصة الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لتوفير الصين بدائل كثيرة ورخيصة لمنتجاتها العسكرية. وقد اشترت العديد من الدول العربية من المنتجات العسكرية الصينية التقليدية والحديثة وبات من المألوف رؤية أنواع من الأسلحة والذخائر الصينية بحوزة العديد من الجيوش العربية. ولكن مازالت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تهيمنان على أسواق السلاح في الشرق الأوسط تليهم الدول الأوروبية ثم الصين. هل يمكن للسلاح الصيني أن يؤثر على توازنات القوى التقليدية في الشرق الأوسط؟ وللإجابة على هذا السؤال يشير الكثير من الباحثين للبرنامج الصاروخي الإيراني بالإضافة لبرنامجها لصناعة الطائرات المسيرة بدون طيار وتقنيات أخرى كثيرة امتلكتها إيران في الآونة الأخيرة.

البند الحادى عشر الهند والصين وتوتر في قمة العالم الجبلية.
تلتقي الحدود الصينية والحدود الهندية في مناطق تعتبر أعلى القمم الجبلية في العالم. وتمتد هذه الحدود لأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر. وتقف الدولتان الكبيرتان (الصين والهند) في المواجهة تتنافسان على تضاريس يصعب ترسيمها بدقة وبرضا من الطرفين. وتشكل هذه المنطقة الحدودية منطقة نزاع محتمل متكرر بين الدولتين الأكثر تعدادا في العالم. وقد نشبت بالفعل مجموعة من المواجهات والحروب الصغيرة كانت آخرها عام 1962 حيث خاضت الدولتان مواجهات عسكرية انتهت بفوز الصين. ولكن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد، إذ ظلت الهند تصر على أحقيتها في بعض المساحات في هذه القمم الجبلية الشاهقة مما يسبب توتر من الحين إلى الآخر.
وفي هذا العام، 2020، احتك الطرفين الصيني والهندي على خط الحدود الجبلية (سلسلة جبال الهيملايا) ونتج عن هذا الاحتكاك ضحايا عسكريين من الجانب الهندي وهو ما رفع من درجة الاحتقان بين الدولتين الكبيرتين. وفي هذا السياق تدعم الولايات المتحدة الأمريكية الهند بشكل غير مباشر من خلال تسليح الجيش الهندي وتدريبه. وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الهند حليف استراتيجي لها في المنطقة. وفي المقابل تقوم الصين بدعم باكستان التي تتنازع مع الهند على إقليم كشمير والتي خاضت معها صراعات عديدة للسيطرة على هذه البقعة من الأرض المتنازع عليها ومازال الخلاف قائم بين الهند وباكستان حول كشمير. وتنظر كل من الصين والهند للدول العربية في مجالات شراكة وتعاون اقتصادي وتجاري كبير، وتتنافس كل من الدولتان على التقرب من الدول العربية خاصة التي تعتبر من أكبر مصدري النفط والغاز. لهذا تراقب الدول العربية من ناحيتها الصراع في قمم الهملايا وطريقة تعاطي القوتان مع بعضهما وانعكاسات ذلك على العلاقات في المستقبل.

البند الثانى عشر/ المنظمات الدولية والإقليمية
الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتصويت وحق الفيتو والمنظمات المتخصصة
الصين عضو مؤسس للأمم المتحدة وواحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. في الأول من يناير عام 1942، أصدرت ست وعشرون دولة، من بينها الصين والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي ((إعلان الأمم المتحدة)) في واشنطن. في يونيو عام 1945، وقع وفد الصين، الذي ضم ممثلين عن الحزب الشيوعي الصيني، على ميثاق الأمم المتحدة. ولكن الصين حُرمت من وضعها القانوني في الأمم المتحدة لمدة اثنتين وعشرين سنة بعد تأسيسها سنة 1949. أثارت عودة الصين إلى الأمم المتحدة اهتماما واسعا في المجتمع الدولي. في السادس عشر من نوفمبر سنة 1971، شارك الوفد الصيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة. حيث ألقى ممثلو ست وخمسين دولة، على مدى ست ساعات كاملة، كلمات ترحيب بعودة الصين. في ذلك اليوم، تعهد رئيس الوفد الصيني، تشياو قوان هوا، بأن الصين لن تكون قوة عظمى أبدا.
في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1971، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والعشرين القرار رقم 2758 الذي ينص على إعادة كافة الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة والاعتراف بممثل حكومتها باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للصين في الأمم المتحدة. هذا القرار الذي تقدمت بمشروعه ثلاث وعشرون دولة، في مقدمتها الجزائر وألبانيا، صدر بأغلبية 76 صوتا واعتراض 35 صوتا وامتناع 17 عن التصويت. بعد اثنتين وعشرين سنة من إبعادها من الأمم المتحدة، عادت الصين إلى موقعها الشرعي في لحظة تاريخية أثارت تصفيقا مدويا في أروقة قاعة المؤتمرات للأمم المتحدة، وجعلت الابتسامة تكسو وجوه أعضاء الوفد الصيني.
استخدمت الصين حق النقض 16 مرة، منذ 14 ديسمبر 1955 (S / 3502)، والذي أدلت به جمهورية الصين (ROC) و15 المتبقية من قبل جمهورية الصين الشعبية بعد أن خلفت ROC كعضو دائم في 25 أكتوبر 1971. ارتفع استخدام روسيا والصين لحق النقض بشكل كبير منذ عام 2011، حيث كان الصراع في سوريا هو الجزء الأكبر من هذه الفيتو. جمهورية الصين الشعبية هي أقل من استخدم حق النقض تاريخياً، وشهدت الفترة منذ عام 1997 نشاط استخدام حق النقض بشكل متزايد حيث ألقت 13 من حق النقض (الفيتو) الـ 16. ثمانية من حق النقض الصيني التسعة خلال هذه الفترة كانت حول سوريا وواحد على فنزويلا.
بالإضافة لاستخدامها لحق النقض في الازمة السورية، لقد كانت جمهورية الصين الشعبية مساندة بشكل دائم لحقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالقرارات التي تم التصويت عليها في الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا وتظل جمهورية الصين الشعبية وروسيا عوامل ضمان للتوازن في التصويت على القرارات الهامة خاصة فيما يتعلق بالصراعات في الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
البند الثالث عشر. جامعة الدول العربية
في عام 2004 وقعت جمهورية الصين الشعبية وجامعة الدول العربية على إطلاق منتدى التعاون العربي الصيني الذي أسس لمزيد من التنسيق والشراكة والتعاون بين الدول العربية والصين في شتى المجالات. وقد توج هذه العلاقة زيارة الرئيس الصيني شي جين بنج لمقر جامعة الدول العربية في يناير من عام 2016 والقائه كلمة استقبلتها الدول العربية بكل حفاوة وترحيب. وبهذه المناسبة نشرت جمهورية الصين الشعبية وثيقة هامة" وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية في يناير عام 2016" التي أرست مبادئ وأهداف وآفاق أواصر التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية. والجدير بالذكر أن جمهورية الصين الشعبية حافظت على متانة علاقاتها بالدول العربية بل وتسعى لتطويرها بشكل دائم بالرغم من انها أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1992.
أما الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت استقلالها عن بريطانيا في عام 1776 وراحت تبحث عن الاعتراف الدولي، كانت دول العالم تحجم عن الاعتراف بالجمهورية الجديدة مراعاة لبريطانيا الدولة العظمى في ذلك الوقت. تقدم السلطان محمد بن عبد الله الثالث سلطان المغرب ليقدم للولايات المتحدة الأمريكية أول اعتراف رسمي بها. كان ذلك عام 1777 أى بعد عام واحد من إعلان استقلالها وبذلك أصبحت المغرب هي أول دولة في العالم تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى العام التالي، وقعت معها معاهدة صداقة، مازالت سارية المفعول وتعد أقدم معاهدة دولية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. وقد كتب جورج واشنطن خطاب شكر إلى «إمبراطور» المغرب (سماه إمبراطور بدلا من سلطان) يشكره فيه ويعده بأن تكون الولايات المتحدة ذات المستقبل الواعد حليفا مهما له على مر السنين.. وتدعيما للعلاقات الودية مع الجمهورية الوليدة، قرر السلطان إهداء الرئيس الأمريكي اثنين من خيرة الجياد العربية وسلم الهدايا إلى القنصل الأمريكي في طنجة المستر جيمس لايب. وكانت ثاني دولة عربية توقع معها الولايات المتحدة معاهدة صداقة وتجارة هي سلطنة عمان في عام 1833، وعلى إثرها قام السلطان سيد بن سعيد بإيفاد أول مبعوث دبلوماسي عربي إلى واشنطن وكان يدعى أحمد بن نعمان، الذي وصل إلى نيويورك في أحد أيام شهر أبريل عام 1840 على متن الباخرة الشراعية "السلطان". في ذات السياق تولي الولايات المتحدة الأمريكية اهتمام كبير بعلاقاتها بالدول العربية لكن هذا الاهتمام تحدده مسارات رئيسية متعلقة بادراك الولايات المتحدة الأمريكية بحجم مخزون النفط والغاز بالمنطقة العربية وبالصراع الدولي بين القطبين الأمريكي والسوفيتي خلال الحرب الباردة. وتأسيساً على ذلك، فقد أصبحت أوضاع الدول العربية العامة والداخلية تؤثر وتتأثر بصورة مباشرة بالعلاقات العربية-الأمريكية ومدى التقارب أو التباعد بينهما.
والعلاقات العربية-الأمريكية لم تسر في خط مستقيم ولم تتطور باتجاه واحد قط، بل راوحت بين التحسن والتردي بحسب الظروف العامة التي حكمتها. وفي 1990 بعد أزمة احتلال العراق للكويت بدء التدخل الأمريكي في المنطقة العربية يأخذ طابع التدخل العسكري المباشر. واستمر التواجد والتدخل الأمريكي في الزيادة حتى وصل إلى حالة الذروة في 2003 عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق وقامت بتغيير نظامه بالقوة. ومنذ ذلك الحين ونتيجة للأحداث المترتبة على احتلال أحد أهم الأقطاب العربية (العراق) ارتبكت المنطقة بالكامل واختل ميزان الاستقرار وبرزت ظواهر جديدة باتت تهدد أمن المنطقة واستقرارها. وبالرغم عن الدعم الغير متكافئ الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لصالح إسرائيل على حساب الدول العربية ووقوف الإدارات الأمريكية ضد الحقوق العربية بشكل سافر الا أن الدول العربية كانت مرغمة للحفاظ على علاقات وثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لكونها القطب الأوحد والقوة النافذة والمهيمنة على مجريات العلاقات الدولية بشكل عام. وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية ضغوط متنوعة على الدول العربية للحفاظ على علاقة اعتمادهم الكامل عليها في مجال السياسة الدولية والحد من تطوير العلاقات العربية بالدول المنافسة لها.
في وقت يسعى العالم فيه إلى مزيد من التقارب والتعاون، خاصة في مجال مكافحة انتشار مرض فيروس كورونا، والعودة سريعا إلى مسار النمو الاقتصادي، وفي وقت تنادي فيه الشعوب إلى التوسع التجاري وعدم إعاقة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد وإبقاء الحدود مفتوحة، وذلك أملا في ألا تؤثر الإجراءات الاحترازية التي دعت إليها منظمة الصحة العالمية وتؤدي إلى مشكلات اقتصادية أعمق أو تأثر بعض دول العالم الفقيرة بشكل يعيد إلى العالم شبح المجاعة، أو يقوض جهود عقود طويلة من الإصلاح، في هذا الوقت العالمي الحرج جدا والصعب، يظهر النزاع الصيني - الأمريكي على السطح، وذلك بعد تبادل الاتهامات بشأن انتشار فيروس كورونا، ودعوات الرئيس الأمريكي أخيرا إلى معاقبة الصين وتهديده الصريح بقطع العلاقات مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ولا شك أن هذه الدعوات والتهديدات تمثل خطرا اقتصاديا يضيف مزيدا من الضغوط على الأسواق والأسعار، ويهدد سلاسل الإمداد العالمية. وشهد العالم طوال عامين ماضيين نتائج مثل هذه التصريحات، التي تحولت بعد ذلك إلى أفعال انتقامية على شكل رسوم وتعريفات جمركية أدت في نهاية الأمر إلى تراجع النمو العالمي وإلى تقديرات متشائمة في أحيان كثيرة. وقد بذلت المملكة بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، جهودا كبيرة من خلال مجموعة العشرين، للتوصل إلى اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة والصين، وجاءت اجتماعات قمة العشرين عام 2019 في اليابان مبشرة، وظهر الطرفان أكثر رغبة في إنهاء الخلافات التجارية بينهما. لم تمض أشهر معدودة على الاتفاق الذي يبدو هشا أمام أي توتر في العلاقات بين بكين وواشنطن، وتبدو المخاطر تتزايد على هذا الاتفاق في أعقاب تفشي فيروس كورونا، وساءت العلاقات بين بكين وواشنطن إلى درجة لم تشهدها من قبل، مع اتهامات لبكين بأنها مصدر الوباء العالمي، وأنها لم تكن شفافة بما يكفي، ولم تقدم معلومات دقيقة لمنظمة الصحة العالمية، ولم تقم بالإجراءات الضرورية في وقتها الصحيح، خاصة إغلاق الأجواء. وهنا تقارير تشير إلى رفع قضايا تعويض ضد الصين في عدد من الولايات الأمريكية.
البند الرابع عشر. التطور العلمي والتقني
"قرر الرئيس الصيني "شي جين بينج" منذ انتخابه في مارس 2013 تغيير العقيدة الصناعية للصين لكي تتخلص من تبعيتها التكنولوجية للغرب، وتصبح إحدى الدول الكبرى في مجال التكنولوجيا المتقدمة، ومن هنا جاءت استراتيجية "صنع في الصين 2025" التي يهدف من خلالها لتطوير القطاع الصناعي بالجهود الذاتية من عدة جوانب تركز في مجملها على الصناعات المتقدمة والتكنولوجية العالية (هاي تك) وليس الصناعات الرخيصة كثيفة الاستهلاك للطاقة، فاهتمت الصين بصناعة الفضاء وما يرتبط بها من أقمار صناعية وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكذلك اهتمت بصناعة أعماق البحار، وصناعة أشباه الموصلات، وتطبيقات الواقع المعزز، والروبوتات والمركبات الآلية، والطاقة النووية. وزادت من اهتمامها بمجال التعديل الوارثي الجيني، والخلايا الجذعية الجنينية، والطب الحيوي، ودعمت الشركات التكنولوجية الصينية الكبرى مثل: Baidu, Alibaba, Tencent, ZTE, WeChat، لتنافس الشركات الأمريكية الكبرى مثل: Google, Facebook, Apple, Amazon.
وإدراكًا لأهمية الذكاء الاصطناعي، أطلقت الصين استراتيجية شاملة في يوليو 2017 تتناول بالتحديد الأهداف المرجو تحقيقها في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تشمل: رقائق معالجة الشبكة العصبية الاصطناعية، والروبوتات الذكية، والمركبات الآلية، والتشخيص الطبي الذكي، والطائرات بدون طيار ذكي، والترجمة الآلية. وفي نوفمبر 2017، أعلن وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني أنه شكّل ما سمّاه "فريق الأحلام" من كبرى الشركات التكنولوجية الصينية (Baidu, Alibaba, Tencent) لقيادة الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد بدأت هذه الشركات بالفعل في إنشاء منصات مفتوحة المصدر لجمع أكبر قدر من المعلومات التي يمكن توظيفها في تعلم الآلات، حيث تخصص شركة "علي بابا" أكثر من 15 مليار دولار لعمليات البحث والتطوير، كما توسّع شركة هواوي من عمليات الاستثمار في الجيل الخامس من الإنترنت.
وفضلًا عن البيانات العملاقة التي تملكها الصين، هناك عدد آخر من المميزات التي تضمن لها السبق في مجال الذكاء الاصطناعي، فهي تمتلك القوة الحاسوبية والمهندسين الأكْفاء، وتدفع الشركات دفعًا اضطراريًّا للاستثمار في التقنيات الذكية، مما أهل الصين لكي تنشئ نظم ذكاء اصطناعي تُحكم بها قبضتها على جميع الأفراد. فمثلًا قام رجل بسرقة كمية من البطاطا تبلغ قيمتها 17 ألف دولار، ثم حضَر حفلة في مايو الماضي في مدينة جياشينج، وكان في الحفلة أكثر من 17 ألف مدعو، وعلى الرغم من كثرة العدد فقد تمكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من كشفه بمطابقة صورته الموجودة في لقطات الكاميرات الأمنية بصورته الموجودة في قاعدة بيانات أهم المجرمين المطلوبين للعدالة، وانتهى هذا الأمر باعتقاله.
وفي إطار سعي الصين لتحقيق هيمنتها في مجالات التكنولوجيا الفائقة أو المتقدمة خلال السنوات القادمة، اهتمت بإرسال الطلاب الصينيين لدراسة المواد العلمية المرتبطة بهذه التقنيات في الجامعات الأوروبية والأمريكية تحديدًا، حيث تعتبر الصين أكبر مُصدّر للطلاب المبتعثين في الخارج بعدد يتجاوز 600 ألف طالب، كما قامت بإنشاء أكثر من 4200 ورشة إنتاج ابتكارية، وأكثر من 3 آلاف حاضنة تكنولوجية، وأكثر من 400 مسرعة أعمال، وأكثر من 150 منطقة تنمية صناعية فائقة التكنولوجيا بأنحاء البلاد. ووفرت بيئة الابتكار خدمات لنحو 400 ألف شركة صغيرة ومتوسطة في مجال العلوم والتكنولوجيا. كما زاد الإنفاق الصيني في مجال التكنولوجيا المتقدمة من 9.9 مليارات دولار عام 2015 إلى 15 مليار دولار في 2016 إلى 21 مليار عام 2017.
وهو ما قد يدعمها في مواجهة الاتهامات التي تدعي بأن الصين تحقق التنمية عبر سرقة حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وتقليد المنتجات الغربية داخل حدودها وإعادة تصديرها، وشن الهجمات السيبرانية لسرقة التصميمات والمعلومات وخطط التسويق الخاصة بالصناعات الاستراتيجية، حيث أن بكين تتجه إلى إنشاء منظومة حقيقية ومتكاملة للاقتصاد والصناعة الوطنية تحقق مبادئ الابتكار والتنوع والاستدامة.


البند الخامس عشر / إجراءات واشنطن المضادة:
تزايدت التخوفات الأمريكية من تصاعد هيمنة الصين على التكنولوجيات المتقدمة مما يهدد واشنطن على المستوي الاقتصادي والعسكري، فقد أصدرت وزارة التجارة الأمريكية قرارًا بمنع شركتي هواوي وZTE الصينيتين من شراء معالجات الهواتف الذكية والمحمولة من شركة "كوالكوم" الأمريكية عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية المتخصصة في تكنولوجيا نظم الاتصالات على خلفية مزاعم بانتهاكها لوائح إدارة التصدير الأمريكية وبيع منتجات لإيران. وأيضًا منع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" شركة "برودكوم ليميتد" السنغافورية من محاولتها الاستحواذ على شركة "كوالكوم" في صفقة تاريخية تُقدر بـ142 مليار دولار أمريكي على خلفية اتهامات بإضعاف المنافسة الأمريكية لصالح الصين.
كما تسعى إدارة "ترامب" أيضًا إلى فرض قيود على الشركات التي بها نسبة مساهمة صينية تتجاوز 25% والتي تسعى للاستثمار أو حتى شراء تكنولوجيات أمريكية متقدمة في مجالات محددة معظمها يتعلق بالأمن القومي، مثل صناعة الشرائح الدقيقة والتشفير، فضلًا عن الذكاء الاصطناعي والروبوتكس. ولذلك ينظر بعض المحللين إلى أن تنامي القدرات الصينية التكنولوجية خاصة في هذه المجالات سيزيد التوتر بين البلدين، لا سيما ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وذلك لأن له تطبيقات عسكرية ومدنية أيضًا من شأنها أن تُحدث ثورة في المجالين.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل أيضًا منعت إدارة "ترامب" الطلاب الصينيين الذين يدرسون مجالات لها علاقة بالتكنولوجيا من الحصول على فيزا أكثر من عام واحد، حيث صرح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بأن "كل قرار خاص بإصدار فيزا هو قرار متعلق بالأمن القومي الأمريكي"، كما أنه من المتوقع أن يتم تعطيل إصدار التأشيرة الأمريكية عدة أشهر إذا كان طالبُ التأشيرة الصيني مديرًا أو باحثًا في بعض الكيانات المحددة المتعلقة بالتكنولوجيا.
وفي هذا السياق دعا وزير الدفاع الأمريكي إلى مزيدٍ من الإنفاق في مجال الذكاء الاصطناعي خشية الطموح الصيني، بما في ذلك المشروعات التي تعمل عليها وحدة الابتكار التجريبية التابعة لوزارة الدفاع. وطالب الحكومة الأمريكية بتدعيم علاقاتها مع الشركات التكنولوجية، خاصة تلك التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، بل تصاعدت بعض المقترحات بمنع استيراد أي أجهزة من هواوي أو zte ومنع التعامل مع أي متعاقد خارجي له تعاملات مع هذه الشركات خشية التعرض للاختراق الصيني وتهديد الأمن القومي الأمريكي.
تمدد الصراع إلى أوروبا:
لا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية، فأوروبا أيضًا تقع ضحية لخطة الصين 2025، فإن فشلت الصين في نقل التكنولوجيا الغربية إلى حدودها، فإنها تستطيع شراء الشركات التكنولوجية الكبرى ونقل أسرارها، وهو ما حدث بالفعل في أوروبا. فمن خلال تحليل بيانات 678 صفقة تمت بالفعل، أو لا تزال قيد التنفيذ، في 30 دولة أوروبية في 2008-2018، خلُصت بلومبيرج إلى أن ألمانيا -على الرغم من نداءات برلين- تأتي في المرتبة الثانية بعد بريطانيا. فقد أبرمت الشركات الألمانية، في العقد الأخير، 225 صفقة مع الشركاء الصينيين بقيمة إجمالية 20.33 مليار دولار، والبريطانيون أبرموا 227 صفقة. وبشكل عام، فإن أكثر من نصف استثمارات الصين تتوزع على أكبر خمسة اقتصادات في العالم القديم، كما أُضرت شركات مثل "سيمنز" و"كاواساكي" و"آلستوم" لمنح الصين أسرارها لتفوز بعقود في شبكة النقل السريع الصينية، وهو الأمر الذي دفع البرلمان الأوروبي إلى الموافقة على اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بإقامة "إطار" أوروبي يتيح فرض رقابة في الاتحاد الأوروبي على الاستثمارات الأجنبية خصوصًا الصينية منها.
وفي النهاية، فإن الصراع الصيني مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يزال في غير صالحها، فرغم طموح بكين والإمكانيات المسخرة لها، إلا أن قطاع التصنيع الصيني ما زال يعتمد على توسيع الحجم، فلم يتحقق بعد التحول من الاعتماد على توسيع الحجم إلى الاعتماد على رفع الجودة، وما زالت هناك فجوة واسعة بين قطاع التصنيع الصيني مقارنةً مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا، في مجالات رفع الجودة، وزيادة العائد، وتحسين الهيكل، والتطور المستدام، ولكن السنوات القليلة القادمة قد تشهد تغير موازين القوى لصالح الصين.
ثالث أكبر برنامج فضائي بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا

أ‌. أبعاد الصراع الصيني- الأمريكي على الهيمنة التكنولوجية – المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
يبدو أن العالم على موعد مع صراع علمي جديد مع انضمام الصين إلى السباق العالمي، ولكن ليس بهدف استكشاف الفضاء، وإنما إنشاء الذكاء الاصطناعي. وتتسابق الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تملك الصين كل المكونات الضرورية لتقدمها في هذا المجال، بما في ذلك التمويل الحكومي وعدد السكان الضخم. وتجدر الإشارة إلى أن بناء نظام الذكاء الاصطناعي الضخم، يتطلب وجود البيانات، ولا شيء ينتج هذه البيانات تماما مثل البشر. وهذا يعني أن سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة (بما في ذلك 730 مليون مستخدم للإنترنت)، قد يكون ميزة هامة للبلاد. وينتج هؤلاء المواطنون معلومات مفيدة يمكن استخدامها من قبل عمالقة التكنولوجيا في الصين، التي تعتبر أكثر تساهلا فيما يتعلق بخصوصية المستخدمين.
الاتصالات وتقنيات المعلومات حجب وسائل التواصل الأمريكية
الأقمار الصناعية والفضاء
تفوقت الصين وباتت ثالث دولة قادرة على نقل البشر إلى الفضاء. وها هم ثلاثة من الصينيين، من بينهم امرأة، عازمون على البقاء خارج الأرض لمدة أسبوعين لإجراء تجارب علمية ولإبراز الطموحات السياسية الصينية في عالم الفضاء.
ج. العلوم الكمية
تسعى تكنولوجيا الكم إلى تسخير الخصائص المميزة للذرات والفوتونات والإلكترونات لبناء أدوات أكثر قوة لمعالجة المعلومات.
في العام الماضي، كان لدى الصين ما يقرب من ضعف عدد تسجيلات البراءات مثل الولايات المتحدة لتقنية الكم بشكل عام، وهي فئة تشمل أجهزة الاتصالات والتشفير، وفقًا لشركة أبحاث السوق Patinformatics. الولايات المتحدة، على الرغم من ذلك، تقود العالم في براءات الاختراع المتعلقة بالقطاع الأكثر قيمة في المجال - أجهزة الكمبيوتر الكمومية - بفضل الاستثمار الضخم من قبل IBM و Google و Microsoft وغيرها.
بكين تضخ المليارات في البحث والتطوير وتقدم للعلماء الصينيين امتيازات كبيرة للعودة إلى الوطن من المختبرات الغربية. أثارت حملة الصين دعوات لمزيد من تمويل البحث والتطوير في الولايات المتحدة، وساعدت في إثارة المخاوف في إدارة ترامب من أن بعض أنواع التعاون العلمي مع الصين قد تساعد جيش التحرير الشعبي وتضر بالمصالح الأمريكية. كتب مركز الأمن الأمريكي الجديد في تقرير أخير عن طموحات الصين الكمية: "يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمستقبل تواجه فيه هيمنتها التكنولوجية التقليدية تحديات جديدة ، وربما لم يسبق لها مثيل".



#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- أفكار خارج الصندوق
- الألعاب الشعبية والسياسة اليومية
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثالث
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثانى
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الرابع
- أين الخيال العلمي العربي؟
- قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعيد التفاؤل للعالم
- العالم العربي والمستقبل 2050
- آفاق ومحددات العلاقات العربية
- ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الثانى