أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة















المزيد.....

العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة


زياد عبد المنعم عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الماضي القريب وفي أوج تطور الحضارة العربية-الإسلامية برع العلماء العرب في مجالات عديدة منها الفلك، الرياضيات، الطب، الصيدلة، الكيمياء، الملاحة، الجغرافيا، العلوم الاجتماعية، الفلسفة، وغيرها من المجالات التي أثرت التراث الإنساني وأضافت إليه الكثير. ومنذ ذلك الحين خفت الضوء والإنجاز على مدار ثلاثة إلى أربع قرون من الزمان، تراجع فيها الإسهام العربي في شتى المجالات، وأسرت الشعوب ووقعت الأوطان والدول تحت وطأة الاحتلال الذي ساهم في تراجع التعليم على حساب الحاجة للأمن والاستقلال. ومع مضي الوقت انغمسنا في مشكلات حاضرنا وفقدنا قدرتنا العلمية ومكانتنا الرائدة وإمكاناتنا على التنبؤ بالمستقبل وخاصة فيما يتعلق بالتحكم في مصائرنا أو التخطيط والعمل لأجيالنا القادمة.

أما الآن ونتيجة للتغيرات والتطورات العاصفة التي هبت على العالم العربي خلال العقدين الأولين من الألفية الثالثة والغموض الذي يحيط بما ستنتج عنه هذه الرياح العاتية، أصبح من الهام والضروري أن نرصد ما يستجد من استعدادات للمستقبل من قبل الدول المتطورة والقوى العالمية من حولنا، لنتمكن من فهم ما يمكن أن تؤول إليه الأمور فيما يتعلق بالتحديات الكبرى التي تواجهنا في الحاضر والمستقبل وخاصة بالمستجدات والفرص والآفاق. ويجب دراسة واستشراف كافة الأبعاد وأخذها بعين الاعتبار بما في ذلك التغيرات المناخية وأثرها على بلداننا والتطورات في العلوم و تقنيات الاتصال ونقل المعلومات التي سارعت في نشر التكنولوجيا الحديثة المساعدة للبشر والتطور الهائل في التقنيات العسكرية والحربية وآثارها على قدراتنا الدفاعية وفي الحفاظ على أمن الأوطان من المهددات المختلفة، أيضا التغيرات المتوقعة في الأنماط الاجتماعية وأثر الزيادة السكانية والهجرات وما يترتب عليها وفيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية للحياة من طاقة وغذاء ومياه وسكن ومواصلات وتعليم وخدمات صحية وفي إطار الاستفادة من الموارد الطبيعية والقدرة على تعبئتها لخدمة مجتمعاتنا وفي مجالات التطور التقني وعلوم الفضاء والمستقبل.

ومما لا شك فيه أن الأنظمة في عالمنا العربي تعاني من إشكاليات كبرى تحد من قدرتها على النهوض بالشعوب العربية وتلبية حاجيتها الآنية والضرورية. ونتيجة لذلك القصور في التنمية تقلصت قدرات الدول على قراءة المستقبل والنظر ببعد والتخطيط لما هو قادم من أحداث وتطورات والاستعداد للتحديات التي ستطرأ على المنطقة وشعوبها. بالإضافة للغموض الذي يشوب الحاضر والمستقبل في ظل هذه العاصفة من الأحداث والمستجدات. وبالرغم من الأزمات والعوامل المعطلة والمؤثرة سلبا إلا أنه لابد أن نحاول دائما أن ننظر إلى المستقبل بتفاؤل ونحاول أن نرسم صور لما نتخيله أو نرجوه لبلداننا وشعوبنا ووجودنا على هذا الكوكب المثير. وعلى أقل تقدير يجب محاولة استطلاع آفاق المستقبل لدرء المخاطر المحتملة وبحد أدنى للاستعداد أو التنبه للمستقبل بشكل علمي ومدروس يمكننا من الاستفادة من التطورات العلمية والتقنية والاقتصادية المحتملة حتى لا نفاجئ بالأحداث ولا نقوى إلا على رد الفعل المتأخر والعشوائي.

الثورة في تقنية المعلومات الاتصالات
في السنوات الأخيرة من القرن العشرين انطلقت ثورة عارمة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مست كافة مناحي الحياة وخلقت واقعا جديدا للبشرية على كوكب الأرض. ونتيجة لهذه الثورة تغيرت الأنماط ونشئت ظواهر اجتماعية واقتصادية جديدة.


التغير المناخي على كوكب الأرض وآثاره على المنطقة العربية:
(فاروق الباز، شادية حبال) يدور في الأوساط العلمية جدل واسع حول أسباب التغيرات المناخية التي تحدث على كوكب الأرض والظواهر الطبيعية الهائلة التي تجتاح أجزاء كبيرة من عالمنا من حين إلى آخر. وقد عرف العلماء مجموعة من المتغيرات التي يعتقد أن لها أوسع الأثر على الأنماط والمعدلات الطبيعية لمؤشرات الحياة على الكوكب. وتعتبر ظاهرة "الاحتباس الحراري" هي المسئولة الرئيسة عن التحولات الكبيرة في المناخ والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والزيادة في منسوب البحار نتيجة لذوبان الثلوج في القطبين بمعدلات سريعة، وتغير المواسم وتأخرها، والاضطراب في القياسات الجوية، والزيادة في حدة العواصف والسيول والكوارث الطبيعية بشكل عام. وبالرغم من أن الدول العربية لا تساهم مباشرة في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة لقلة معدلات التصنيع وبالتالي قلة نسبة إنتاج الانبعاث للغازات السامة الملوثة والمتراكمة في طبقة الأوزون إلا أن هذه التغيرات تؤدي لآثار ملموسة في المنطقة العربية وتسهم في حدوث تحولات مؤثرة كظاهرة "التصحر" وفقدان الأراضي الزراعية في مواجهة تغول الكثبان الرملية والصحاري. وقد شهد العالم مؤخرا مجموعة من الظواهر الطبيعية ومنها "النينيو" التي أدت إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات والبحار مما أدى لاختفاء أو هجرة أنواع من الأحياء المائية وظهور أنواع أخرى من الكائنات مما شكل تغيرا واسع في البيئات البحرية والدورات الطبيعية. هذا واشتدت حدة الأعاصير والعواصف وقوة وسرعة الرياح بالإضافة إلى زيادة وتيرة الزلازل مما يشير إلى حركة أكبر في طبقات القشرة الأرضية "الحركة التكتونية" التي ساهمت بدورها في حدوث "تسونامي" أو الموجات البحرية العملاقة التي اجتاحت أجزاء واسعة من نصف الكرة الجنوبي وتأثرت بها بلدان عديدة ومنها دول عربية في شبة الجزيرة. وتشير أبحاث وتقارير علمية إلى إمكانية حدوث أضرار كبيرة ومؤثرة على البلدان العربية ومنها على سبيل المثال اختفاء دلتا وادي النيل تحت مياه البحر الأبيض المتوسط في جمهورية مصر العربية وهو ما قد يشكل كارثة لما تحتويه هذه المنطقة من تعداد سكاني كبير وما تشكله من سلة غذاء ورقعة زراعية هائلة وما واكبها من نمو وازدهار ونشأة وتطور الحضارة الإنسانية على هذه البقعة الفريدة من الكوكب. (سلوى رشدان عالمة البيئة المغربية)
إن تنبؤات التغير المناخي على الأرض تشير إلى مخاطر كبيرة، وحتمية حدوث كوارث تلحق دمارا واسعا بالتراث البشري، لذلك يجب علينا أن نتنبه في العالم العربي لتلك التحديات وندرك أنه يجب علينا العمل بكل جد لفهم أسباب وأنماط التغيرات في الطبيعة بأشكالها المختلفة وتعبئة جهودنا المشتركة للحد من التأثيرات البشرية السلبية على الطبيعة ومكافحة الأنشطة المخلة بالتوازن الإيكولوجي بما فيها من تطور أسلحة الدمار الشامل التي تؤثر بشكل عميق وممتد على كافة مظاهر الحياة وضرورة بناء تجمع دولي ضاغط يتصدى لكافة التعديات والمحاولات الضارة للتوازن الطبيعي الهش. ويمكن لنا أن نتنبأ بحدوث تغيرات مناخية واسعة تؤثر بشكل مباشر على بلداننا في العالم العربي ولكننا أيضا يمكن أن نرى تطور هائل في العلوم المرتبطة بتقنيات التنبؤات الجوية والإنذار والاستعداد المبكر للكوارث بالإضافة لتطوير تقنيات الزراعة وإنتاج المحاصيل المكافحة للجفاف وندرة المياه وتحليه للمياه العكرة ومياه الصرف ومياه البحار الخ...

في المستقبل نحذر أنه قد تشتد التغيرات المناخية وآثارها ولكن في المقابل استعداداتنا ستغدو أكبر وستزداد بالتوازي قدراتنا على الصمود والمواجهة والمجابهة.



#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- أفكار خارج الصندوق
- الألعاب الشعبية والسياسة اليومية
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثالث
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثانى
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الرابع
- أين الخيال العلمي العربي؟
- قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعيد التفاؤل للعالم
- العالم العربي والمستقبل 2050
- آفاق ومحددات العلاقات العربية
- ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟


المزيد.....




- انفجار مستودع ألعاب نارية يشعل حرائق ويؤدي إلى إجلاءات في كا ...
- روسيا: السجن 13 عامًا لنائب وزير الدفاع السابق في واحدة من أ ...
- موديز تخفض تصنيف البنك الأفريقي للتصدير بسبب ضعف الأصول
- إسرائيل وبندقية الدعم السريع المستأجرة
- -أخطر التهم-.. خلاصة الحكم في اتهام شون -ديدي- كومز بالاتجار ...
- مصدر سوري رسمي: التصريحات حول توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل ...
- تنديد دولي بقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطا ...
- موقع روسي: أذربيجان تهاجم روسيا في لعبة تتجاوز حجمها
- كاتب إسرائيلي: عدنا إلى نقطة الصفر في غزة
- وزراء إسرائيليون يدعون لضم الضفة الغربية والسلطة والعرب يدين ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة