أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الاول















المزيد.....

العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الاول


زياد عبد المنعم عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة:
في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تتربع على قمة المسرح الدولي كونها القوة العظمى والمهيمنة على العالم. بعد إزاحة الاتحاد السوفيتي وانهياره في نهاية الحرب الباردة في١٩٨٩وسقوط الكتلة الشرقية بالكامل، أصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد المهيمن والمتحكم في زمام الأمور خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، من خلال سيطرتها الفعلية على أرض الواقع ورؤيتها لحفظ الأمن والاستقرار العالميين.
وفي الثلاثة عقود الماضية بدأت جمهورية الصين الشعبية بالصعود التدريجي من كونها دولة نامية تعاني من تحديات كبيرة، إلى أن أضحت قوة إقليمية كبيرة في منطقة جنوب شرق آسيا، ومن ثمة تحولت إلى قوة عالمية كبرى يحتذى بها. وقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أن جمهورية الصين الشعبية باتت منافسا قويا وقوة اقتصادية عملاقة ومنافسا استراتيجيا وغريم جيوسياسي يتطلب التعامل معها بطرق واستراتيجيات تهدف لكبح جماحها وتحجيمها وعدم السماح لها بالوقوف كتف لكتف، ناهيك عن احتمال تفوقها.
توجد العديد من العوامل التي أثرت على تشكيل وجهة النظر العربية في العلاقة بين القوتان الكبيرتان. بعض هذه العوامل قديمة ومتعلقة بالاختلاف الأيديولوجي والسياسي ولثقافي والبعض الآخر متعلق بالقضايا العالمية في الوقت الحاضر والمصالح المشتركة أحيانا والمتعارضة أحيانا بالإضافة للاتفاق أو الاختلاف حول رؤية المستقبل فيما يتعلق بالعلاقت الدولية والإقليمية وموضوعات التنمية المستدامة والتطور والازدهار من جهة أو التخندق والمواجهة والاضطراب من جهة أخرى.
خلال التاريخ المعاصر (القرن العشرين) اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية بالكثير من الريبة والشك والتوجس نتيجة للتباين الأيديولوجي والفكري بينهما خاصة وأن الأولى تحمل راية الفكر الرأسمالي في العالم والثانية يقودها أكبر حزب شيوعي في العالم وآخر نظام ومنافس فكري حقيقي لنظرية الرأس مالية العالمية. حين تتوتر العلاقات بين هاتان القوتان تتخذ العلاقة أشكال من التنافس العنيف والصراع.

سيشكل هذا التنافس أو الصراع المباشر والغير مباشر كثير من سمات ملامح القرن الحادي والعشرين، لذلك وجب دراسته والبحث في طياته وقراءة أحداثه بدقة واهتمام لما له من وقع على العالم عامة وعلى عالمنا ومنطقتنا ودولنا العربية خاصة. وفي هذا السياق نستعرض بعض محطات العلاقات الأمريكية الصينية، بالإضافة للموضوعات والملفات التي تهم الطرفان كنقاط تفاعل أو مواجهة او التقاء. كيف سيتأثر العالم العربي بهذه العلاقة بين الدولتان الكبيرتان وما هي آفاق العلاقات معهما؟ وما هي أفضل السبل والأطر للحفاظ على العلاقات بكلتا الدولتان دون الاضطرار للانحياز او التخندق في جانب على حساب الآخر؟ ما هي الخيارات السياسية لدى الدول العربية؟ ماذا يريد الطرفان من العالم العربي؟ وكيف يمكن للعالم العربي الاستفادة من العلاقات بالدولتين الكبيرتين بدون الاضرار بمصالح دوله وكيانته؟
من الضروري أيضا النظر من منظور استراتيجي لأدوار القوتان الكبريان فيما يتعلق بمواقفهم في المنظمات الدولية وكيف تؤثر هذه الأدوار والمواقف على عالمنا ودولنا العربية وقضاياها الملحة. يضاف لذلك أهمية فهم محددات العلاقات التي يمكن التفاعل من خلالها، مع الوضع في الاعتبار علاقة هاتان القوتان بالدول والكيانات المعادية والمهددة لأمن واستقرار العالم العربي ودوله.

1البند الاول . (جمهورية الصين سابقا) تايوان
الصين الواحدة
بحلول عام ١٩٤٩ تمكن الجيش الأحمر بقيادة ماو تسي تونج من حسم الحرب الأهلية لصالحه بعد التغلب على الجيش الأبيض بقيادة تشان كاي تشيك (الكومينتانج) الذي فر هاربا من الأرض الصينية (البر الصيني) وانتهى به الأمر على جزيرة فورموزا (لاحقا تايوان) التي تقع في المقابلة لساحلها الجنوبي. وأعلن ماو قيام جمهورية الصين الشعبية بدلا عن جمهورية الصين التي انتقل نظامها إلى الجزيرة. وقد تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية للحيلولة من متابعة الجيش الأحمر الشيوعي والقضاء على الجيش الأبيض نتيجة لتخوفها وعدائها المعلن للمد الشيوعي واليساري الذي بداء ينتشر في أجزاء كثيرة من العالم آنذاك. ووقفت الولايات المتحدة بصرامة ضد نظام ماو الشيوعي وساعدت الجزيرة الصغيرة في ابقاء اسم (جمهورية الصين) والتي أصبحت تشكل هاجسا ونقطة اختلاف دائم مع جمهورية الصين الشعبية التي كانت تعتبر الجزيرة جزء أصيل من الدولة الصينية. وسمح لحكومة الجزيرة بالاستفادة بعضوية الأمم المتحدة في حين لم يسمح بانضمام جمهورية الصين الشعبية وحرمانها من المشاركة في المنظمة الأممية لما يقرب من ثلاثة عقود، مما ساهم في سوء العلاقات الأمريكية الصينية طيلة هذه الحقبة. وبالرغم من تحول الجذري في هذا السياق في عام 1971 واستعادة جمهورية الصين الشعبية لعضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإضافة لحصولها على المقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وامتلاكها حق الفيتو، الا أنها ما زالت تطالب بعودة انضمام الجزيرة للدولة الأم. وفي المقابل تستمر الولايات المتحدة الأمريكي في دعم الدولة الجزيرة وتسليحها ومساعدتها على المقاومة ورفض الالتئام والوحدة مع الدولة الكبرى في البر الصيني. وتستمر جمهورية الصين الشعبية بإلقاء ثقل نفوذها في هذا الملف حيث أنها تقطع علاقاتها بأي دولة تعترف بشكل رسمي بتايوان. ويظل هذا الموضوع ضمن الملفات الشائكة بين الطرف الأمريكي والصيني. من وجهة النظر العربية، فان كافة الدول العربية تتفق على مبدأ "الصين الواحدة" بدون استثنائات، بل تساند الدول العربية كافة موقف الصين حيال "تايوان" فيما يتعلق بحتمية التئام الجزيرة مع جمهورية الصين الشعبية.
ويشكل هذا الموقف العربي استمرار لمنهج أهمية الوحدة الوطنية والحفاظ على السيادة الوطنية لكافة الدول، مع عدم الاعتراف بمحاولات تفكيك أو اقتطاع أجزاء من الأرض وإنشاء كيانات جديدة عليها. وبالرغم من التحالفات والصداقات العربية الأمريكية الوثيقة والوطيدة الا أن الموقف العربي تعامل مع مبدئ الصين الواحدة بثبات وبدون تردد.

البند الثانى 2. شبه الجزيرة الكورية: الحرب الكورية (١٩٥٠١٩٥٣) وملف الكوريتان
تعتبر شبه الجزيرة الكورية بشطريها امتداد جيوغرافي لجمهورية الصين الشعبية. وبنهاية الحرب العالمية الثانية تمكن الجيش الأحمر بقيادة ماو تسي تونج والحزب الشيوعي من الانتصار على غريمه الجيش الأبيض بقيادة تشان كاي تشيك، واتجهت جمهورية الصين الشعبية للسيطرة بشكل واسع على كامل محيطها الإقليمي، وهو ما أدى لحدوث مواجهة عنيفة مع الولايات المتحدة الأمريكية. في ١٩٥٠ نشبت حرب كبيرة ودامية بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية في صراع مباشر ومواجهات عسكرية حادة وعنيفة فيما بات يعرف بالحرب الكورية. وخاضت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد جمهورية الصين الشعبية في شبه الجزيرة الكورية في مواجهات راح خلالها ملايين من الضحايا الصينيين وعشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين. وقد شهدت تلك الحرب فصول عديدة من المد والجزر بين الطرفين، انتهت بإعادة تقسيم شبه الجزيرة الكورية الي دولتان شمالية تابعة لجمهورية الصين الشعبية وجنوبية تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية يفصل بينهما خط عرض 38 الذي بات يعرف بمنطقة العزل العسكري.
وهكذا أصبحت تايوان وكوريا قضيتان دفعتا لاستمرار التوتر والاحتفان بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية. ولا يزال الملف الكوري ملف هام بين الدولتان الكبيرتان يستغله الطرفان بأشكال وطرق مختلفة وقت الحاجة. وعلى مدار ما يقرب من عقد، طورت كوريا الشمالية قدرات عسكرية نووية بالإضافة لتطويرها لمنظومات صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية مما أخل بعض الشيء بالتوازن العسكري في شبه الجزيرة الكورية. وقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية استخدام أساليب من الدبلوماسية الضاغطة على كوريا الشمالية وداعمتها الرئيسية والوحيدة (جمهورية الصين الشعبية) لإقناعها بالتخلي عن هذا المسار الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم ولكنها لم تفلح في مساعيها حتى الآن.
برغم من البعد النسبي للعالم العربي عن الصراع والتجاذب في شبه الجزيرة الكورية الا أن الدول العربية احتفظت بتوازن موضوعي فيما يتعلق بالعلاقات مع الكوريتين، وبطبيعة الحال كانت مساحة التفاعل التجاري والاقتصادي مع كوريا الجنوبية أكبر لما لها من ثقل صناعي وتجاري واقتصادي. ومع تطور الأوضاع بالنسبة للبرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية وممارسة الولايات المتحدة الأمريكية لضغوط هائلة عليها لمحاولة إثنائها عن الاستمرار في هذا البرنامج المهدد للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، قطعت بعض الدول العربية علاقتها الدبلوماسية الهشة مع كوريا الشمالية. ولكن في حقيقة الأمر فإن جمهورية الصين الشعبية تتعامل مع هذا الملف باهتمام كبير بل تصف الجارة الحدودية الصغيرة بأنها الحليف الأوحد. ويرى المراقبون لملف الكوريتان أنه من أهم أمثلة المواجهة بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، وأنه بالرغم من بعده الجغرافي عن معظم العالم الا أنه له تأثير كبير فيما يتعلق باستتباب الأمن والاستقرار العالميين.

3.البند الثالث (حرب فيتنام / كامبوديا / لاوس)
استمر التدخل الغربي وخاصة الأمريكي في مناطق ودول جنوب شرق آسيا بحجة مواجهة ومحاربة المد الشيوعي بالإضافة لتطويق الصين ومنع توسع نفوذها. وقد تدخلت الولايات المتحدة إلى جانب جمهورية فيتنام الجنوبية بعد انسحاب القوات الفرنسية منها في ١٩٥٦. وظل التدخل الأمريكي في الازدياد حتى بلغ ما يقرب من ١٨٠،٠٠٠ جندي في ١٩٦٤ وبعدها زادت الأعداد حتى وصلت ما يقرب من ٥٠٠،٠٠ عسكري أمريكي في أوائل السبعينات مما زاد السخط والمعارضة الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية على هذا التدخل الذي بدء في فيتنام وامتد لكامبوديا ولاوس. وخلال هذه الحرب الشرسة اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية الصين الشعبية والاتحاد السوفييتي بالتدخل المباشر في صف فيتنام الشمالية ودعم نظامها عسكريا ولوجستيا. وتعتبر حرب فيتنام أحد النقاط البارزة في مسيرة العلاقات الأمريكية الصينية التي شهدت العديد من المواجهات والتوترات. وانتهت الحرب بانتصار فيتنام الشمالية ودخول كامل الأراضي الجنوبية والسيطرة على العاصمة سايجون وانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل من شبه الجزيرة الفيتنامية بعد تكبد خسائر مادية ومعنوية هائلة. في أثناء حرب فيتنام، كان العالم يعاصر الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقا، وفي هذه الأثناء حظي العالم العربي ودوله بنصيب كبير من فصول هذه الحرب بين قطبي القرن العشرين.
وفي المجمل كانت قوى العالم العربي التاريخية والحضارية والبشرية أقرب للاتحاد السوفيتي خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تساند العدو اللدود للعالم العربي، إسرائيل. ولم تخفي الولايات المتحدة الأمريكية تحيزها الأعمى لإسرائيل وما زاد من التعقيد أنها كانت تسلح إسرائيل بالأسلحة والعتاد والذخائر التي ساعدتها على تبجحها في المنطقة والتوسع في اعتدائها على الشعوب والأراضي العربية واحتلال المزيد منها تحت مظلة المساندة الأمريكية الشاملة. وفي هذه الأثناء كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحارب في فيتنام ضد دولة لا تمتلك القوة الاقتصادية أو العسكرية المضاهية ولكنها امتلكت إصرارا وصمودا رائعين حقق لها النصر على القوى العظمى، فأصبحت فيتنام مثالا وأملا لكل الشعوب التي عانت من التحيز والتعنت الأمريكي. وأدركت الكثير من الدول والشعوب آنذاك أن فيتنام تمكنت من تحقيق هذا النصر من خلال الدعم الذي تلقته من جمهورية الصين الشعبية ومن الاتحاد السوفيتي. وقد ساهم هذا الدعم في ترسيخ صورة جمهورية الصين الشعبية التي ساندت الجارة الصديقة ضد العدوان الغير متكافئ وهو ما زاد من شعبيتها لدى جماهير وحكومات الدول العربية عدا البعض الذي كان يرتبط بمصالح حيوية ووجودية مع الولايات المتحدة الأمريكية. ويظل ملف حرب فيتنام يشكل نموذجا يدرس للمقاومة والصمود والتحدي لدى غالبية الدول العربية في مواجهة قوى الظلم والاحتلال والاغتصاب.

4.البند الرابع حقوق الانسان
ومن منصبها في قيادة العالم طورت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة خاصة لتعاملها مع جمهورية الصين الشعبية لتصبح "ابق على أصدقائك قريبا ولكن ابق على منافسيك وخصومك أقرب". وغالبا ما تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية أوراق ضغط متنوعة على منافسيها، ولكن أحد أكثر السبل المستخدمة من قبل الساسة الأمريكيين هي موضوع حقوق الانسان والأقليات. وبالرغم من أن تاريخ الولايات المتحدة ذاتها يشوبه العديد من النقاط السلبية في هذا المجال، الا أنها تستغل نفوذها وثقلها الإعلامي الضخم في الضغط على الدول التي تستهدفها نتيجة لاختلاف الايدولوجيات أو المصالح او المعسكرات. ومع جمهورية الصين الشعبية المتعددة الأعراق والإثنيات واللغات والديانات، تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية ملف إقليم التبت الذي يتمتع بطبيعة دينية بوذية وعاصمته لاسا التي تعتبر من أقدس الأماكن البوذية وبها أهم المعابد والتي يقودها زعيم الطائفة البوذية في العالم (الدلاي لاما) الذي أصبح يعيش في المنفى نتيجة لاستهدافه من قبل السلطات الصينية. وغالبا ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إظهار النظام الصيني بأنه نظام قمعي شمولي لا يسمح بالحرية الدينية أو الفكرية. وهي بذلك تتقرب من الدول التي تعلي الديانة البوذية ومنهم (تايلاند وكامبوديا والهند ونيبال وماينمار وغيرهم).
وفي ذات الشأن (ملف حقوق الانسان) تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على الصين فيما يتعلق بشؤون الأقليات المسلمة وخاصة مجموعة الويغور. حيث تستخدم الولايات المتحدة هذا الملف أيضا لإرباك علاقة جمهورية الصين الشعبية بالدول الإسلامية وبمنظمة التعاون الإسلامي، لما لبعض الدول الأعضاء في هذه المنظمة من ثقل إقليمي ودولي (جمهورية مصر العربية، تركيا، المملكة العربية السعودية). بالإضافة لامتلاك بعض أعضاء المنظمة غالبية مصادر الطاقة من غاز وبترول التي تحتاجهم الصين بشدة في سبيل نهوضها ونموها (إيران، المملكة العربية السعودية المقر لمنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي والعراق وليبيا والجزائر). بالإضافة للدول المجاورة لجمهورية الصين الشعبية والتي قد تشترك معها في مصالح هامة (باكستان، اندونيسيا، ماليزيا، جمهورية مصر العربية وغيرهم).

لقد حظي ملف حقوق الانسان باهتمام كبير كعنصر مؤثر ومحدد للعلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية بل بين الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول العالم عامة والدول العربية خاصة. ومن خلال حمل الولايات المتحدة الأمريكية لراية الحرية (بشكل مطلق!) ودرع الحماية لجموع الأقليات العرقية والدينية والفكرية، مارست ضغوط هائلة على خصومها ومنافسيها وأعدائها. وفيما يتعلق بالدول العربية، فقد نالت معظم الدول العربية قسط وفير من الانتقادات والضغوط تحت مسمى حقوق الانسان. ويستمر الضغط الأمريكي في هذا المجال حتى يومنا هذا لكن يختلف نوع الضغط والمستهدف منه مع تنوع الإدارات الأمريكية وطبقا لتوجهاتها الاستراتيجية. وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية الضغوط في مجال حقوق الانسان بشكل أساسي فيما يتعلق بالحريات الدينية والفكرية وحريات التعبير إلخ... وشهد العالم تباين كبير وتحيز واضح في ممارسة هذا الملف الذي كثيرا ما استخدم لزعزعة استقرار الدول والمجتمعات وساهم في تأجيج صراعات تاريخية واثنية وعرقية ودينية. فالتحيز والتباين لم يطالا الحلفاء والأصدقاء لكنه كان سلاح عنيف ضد من خالف الرأي والمصالح والتوجيهات. إن دول العالم العربي تنظر بحرص شديد لهذا الملف ولطريقة استخدامه وتوقيت استخدامه وحتى للموضوعات التي يخاطبها، وهي بذلك تشارك الصين في رؤيتها حول أهمية الخصوصية الوطنية في هذا الملف والإبقاء على مبدأ "عدم التدخل في شؤون الآخرين". لكن في بعض المواقف تنجح الضغوط في إظهار بعض الاختلافات والمخالفات من جميع الأطراف التي قد تحدث اضطرابات في العلاقات، لهذا يجب الإبقاء على قنوات الاتصال والتفاهم وتبادل الخبرات في هذا الشآن الهام بشكل واضح وشفاف حت تتمكن الدول من إجهاض أي محاولات لعرقلة مسيرة العلاقات والتعاون والتنسيق بين الدول.



#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار خارج الصندوق
- الألعاب الشعبية والسياسة اليومية
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثالث
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثانى
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الرابع
- أين الخيال العلمي العربي؟
- قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعيد التفاؤل للعالم
- العالم العربي والمستقبل 2050
- آفاق ومحددات العلاقات العربية
- ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الاول